عقائد قرآنية
الحلقة (1): أفي الله شك
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: (أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له)(1).
إن الطرق إلى معرفة اللَّه تعالى كثيرة.
لذا يقول الشاعر:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد(2)
ونحن هنا نذكر بعض الأدلة القرآنية لأصول العقائد الإسلامية ونضيء على بعض الأدلة التي لها ارتباط بالآيات القرآنية.
الإيمان بوجود اللَّه تعالى بديهي لا يحتاج إلى دليل:
لئن ذكرنا بعض الأدلة على وجود اللَّه تعالى، من خلال عرض بعض الآيات القرآنية الكريمة، إلا أن القرآن الكريم يؤكد حقيقة أن وجود اللَّه أمر بديهي لا شك فيه، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾(3).
ولقد اعتبر بعض العرفاء (وجود اللَّه) في العالم أمراً بديهياً، وقالوا إن استنباط هذه الحقيقة من آيات القرآن والوقوف عليها لا يحتاج إلى الاستدلال عليه والتفكير مطلقاً.
كما ويمكن استفادة إشارات واضحة إلى هذا الأمر من دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة يقول: (كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك)(4).
ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك عميت عين لا تراك عليها رقيباً
ويقول (عليه السلام) في ختام دعائه: (يا من تجلّى بكمال بهائه، كيف تخفى وأنت الظاهر؟! أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر)(5).
.
.
.
الهوامش:
1- السيد الشريف الرضي, هج البلاغة: 1/27.
2- لبيد بن ربيعة, ديوان المخضرمون.
3- سورة إبراهيم: 10.
4- السيد بن طاووس, إقبال الأعمال: 350؛ العلامة المجلسي, بحار الأنوار: ٦٤ /١٤٢.
5- المصدر السابق.