دروس في أحكام التلاوة (1): التجويد ومقدماته

دروس في أحكام التلاوة

الدرس الاول: التجويد ومقدماته

التعريف:

التجويد في اللغة: هو التحسين وإجادة الشيء وإتقانه.

والتجويد اصطلاحاً: هو علم يعرف به تلاوة القرآن الكريم كما نزل على نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بإعطاء كلّ حرف حقه (صفة ومخرجاً)، ومستحقه من الترقيق والتفخيم والغنن والمدود والوقف والإبتداء، من غير تكلف في النطق، ولا تعسف في اللفظ.

الغاية من علم التجويد:

هو بلوغ النهاية في إتقان تلاوة القرآن الكريم كما نزل، وصون اللسان من اللحن والخطأ في التلاوة.

فضل التجويد:

هو من أشرف العلوم الدينية لأنّه يتعلق بأشرف الكلام ألا وهو كلام اللّـهِ تعالى.

واضع علم التجويد:

أول من حسن تلاوة القرآن الكريم هو النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: (زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً)

وقال عند تفسير قوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا): (بينْه تبياناً ولا تنثره نثر الرمل ولا تهذّه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكون هم أحدكم آخر السورة).

وقيل أن أول من وضع علم التجويد هو أبو الأسود الدؤلي، وهو من تلامذة الإمام علي (عليه السلام) وقيل أنه أبو القاسم عبيد بن سلام، وقيل الخليل بن أحمد الفراهيدي وهو من علماء الشيعة في اللغة والأدب، وأول قصيدة نظمت في علم التجويد لأبي مزاحم الخاقاني في أواخر القرن الثالث الهجري، وقيل أئمة القراءات وقيل غيرهم.

آداب تلاوة القرآن:

1- الطهارة والوضوء فلا يجوز مسّ كلمات القرآن في المصحف على غير وضوء.

2- استقبال القبلة عند القراءة للتعبد مع استحضار الخشوع والسكينة والطمأنينة ومراعاة التدبر وحضور القلب.

3- يجب اجتناب كلّ ما يخلّ بالتلاوة من اللهو والعبث والضحك واللغو.

4- الأفضل أن تكون القراءة بالترتيل لأن ذلك أعون على الفهم.

5- الابتعاد عن الأصوات المنكرة والألحان الهزلية والغنائية فإنها محرمة.

6- ينبغي تعلم القراءة أمام قارئ يجيد تلاوة القرآن وله القابلية على التعليم وإعطاء الملاحظات للمتعلم، بل يجب أخذ القراءة من أفواه القراء المجيدين كما أُخذ عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى القارئ أن يراعي الامتثال لأوامر الله التي جاء بها القرآن واجتناب نواهيه، وأن يتحلّى بالأخلاق القرآنية.

ورُوي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: (زيّنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً).

والمراد من التزيين تحسين القراءة بالصوت الجيد لإدراك جمال الأسلوب وفصاحة الألفاظ بما يظهر الخشوع ويستجلب البكاء من خشية الله تعالى، ويعين على تدبر كلام الله (جل وعلا).

أما إذا كان التزيين لمجرد النغم والإيقاع الموسيقي فهذا أمر منهي عنه بل يجب الإلتفات إلى المعاني، لمعرفة ما يريده الله (سبحانه وتعالى).

: المقرئ الشيخ علي عبود الطائي