ميثم التمار

صوتُ الولاية الذي صُلب على النخلة

ميثم التمار.. صوتُ الولاية الذي صُلب على النخلة

في زوايا الكوفة القديمة، حيث كان النخل شامخاً كأصحاب الحق، رُبط جسد رجلٍ لم يعرف التراجع، ولم يسجد إلا لله، رجلٌ باع دنياه لنصرة إمامه، فاشترى الخلود.

ذلك هو ميثم التمار، الصحابي الجليل، والعبد المملوك الذي حرّره أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فصار من أخلص أصحابه، ومن أعلام التشيع واليقين، عرف الحق فتبعه، وعرف علياً ففداه بكل شيء.

على طريق علي..

لم يكن ميثم عالماً فحسب، بل كان عاشقاً عليّاً (عليه السلام)، يحفظ أسراراً علّمه إياها الإمام (ع)، وكان يصرّح بها رغم التهديد، حتى قيل له: "ويحك يا ميثم، إنك لتُكثر ذكر عليّ، فوالله لنُصلبنّك".

فيبتسم ميثم ويقول بثقة اليقين: "إن مولاي عليّاً أخبرني أني سأصلب على جذع نخلة، ويُشقّ لساني، فاصنعوا ما شئتم".

النخلة شاهدة..

ويأتي اليوم الموعود، ويُشدُّ ميثم إلى النخلة، وتُربط يداه بحبال الظلم، ويُمنع من الكلام، لا لشيء سوى لأنه قال: "عليٌّ وليُّ الله".

الخاتمة..

أيها العاشق لميثم، ليس كل من وُثق على جذع نخلة مصلوباً، هو مهزوم، فمن يُقيّد من أجل الحق، يطير حرّاً في السماء، وميثم ما مات، بل بقي نبراساً يُنير درب كل من أراد أن يقول "علي إمامي" بثباتٍ لا تزعزعه المنايا.

تصميم : كرار الياسري إعداد : علي رحال