637 ــ شفيق العبادي (ولد عام 1385 هـ / 1965 م)

شفيق العبادي (ولد 1385 هـ / 1965 م)

قال من قصيدة (تغريبة الطف) وتبلغ (25) بيتاً:

يا حادياً بالــغــيــبِ يــنــشدُ وحيَه     عن (كربلاءَ) ليكملَ التنزيلا

لـتـديـرَ أنــخــابَ الــدمــاءِ لــربَّما     كــأسٌ هنالكَ تُحسنُ الترتيلا

يا زهـرةَ العشقِ التي فاضَ المدى     بــعـبـيــرِهـا وتنظّمت إكليلا (1)

الشاعر

شفيق معتوق العبادي ولد في قرية تاروت في القطيف بالسعودية، أكمل الثانوية العامة، يعمل حالياً موظفاً في كلية الطب بجامعة الملك فيصل بالدمام، يكتب الشعر والمقالة والقصة وينشر نتاجه الأدبي في الصحف المحلية وبعض الصحف العربية، كتب عنه في عدد من الكتب التي تناولت أدب المنطقة وفي الدوريات الأدبية وله مشاركات بارزة على الصعيد الأدبي والثقافي. (2)

أصدر العبادي ديوان بعنوان:

شيء يشبه الرقص

كتب عنه الدكتور سعد التميمي له قراءة قال منها: (يبعث الشاعر من خلال قصائده رسالة للمتلقي يؤكد فيها وعيه بالعملية الشعرية، فهو من منح الحروف والكلمات والجمل طاقة الشعر بالمجاز، اذ يراه عصب الشعر لذلك يذكره كثيراً في قصائده فضلاً عن توظيفه بشكل كبير). (3)

وقال الناقد الأستاذ كمال عبد الرحمن: (إن قصائد الشاعر العبادي مليئة بالتضادات والمفارقات والأسئلة والجدليات، نصوص مساءلة يطلقها الشاعر من كل قصيدة أو مقطع أو جملة أو كلمة، ثورة شعرية خاصة تقوم في بنية النص أساسها التضاد من كونه يشكل عنصر المخالفة، وهذه «المخالفة تغدو فاعلية أساسية يتلقاها القارئ عبر كسر السياق والخروج عليه» والشاعر هنا يؤسس للغة مبتكرة، وهذا ليس معناه ابتكار دالات لغوية جديدة غير واردة في المعاجم، إلا أن الابتكار يكون في التشكيل وهو التركيب المميز للدلالات.

إن قصائد الشاعر شفيق العبادي تحتاج إلى قراءات متعددة، فهي من القصائد الذكية التي يتمتع شاعرها بمخيلة مبدعة وثقافة واسعة ووعي كبير، إنها سهلة القراءة صعبة الكتابة، لكنها في العديد من جوانبها عصية على الفهم -رغم بساطتها- ما لم يتسلح (المتلقي/‏ الناقد) بثقافة شعرية عالية فهو إزاء كتاب شعري متألق ومبدع) (4)

وقال عنه الأستاذ مصطفى الخليل: (يسعى الشاعر السعودي شفيق العبادي، إلى تأسيس خطاب شعري متفرد، ربما هذا ما جعله يتأنى في طرح ديوانه «شيء يشبه الرقص» الذي يُعد باكورة أعماله المطبوعة بعد خمسة وثلاثين عاماً من قرضه للشعر. عن الشعر وعوالمه وما يحيطه من حركة نقدية) (5)

شعره

قال العبادي من قصيدته (تغريبة الطف):

تعِـبَ الــحـــداةُ ولا يـــزالُ طــويـــلا     دربٌ حـرثـتَ فـضـاءَه قنديلا

وغرســته بـخُــطــاكَ ألـفَ حـكـايـــةٍ     خرساءَ أشعلتِ الخلودَ صهيلا

حـبـلـتْ بـها الـصــحراءُ عقدَ تمائـــمٍ     ما زالَ خيطُ صـبـاحِها مفتولا

حبلتْ بها الـــصحراءُ رحماً راعـــفاً     بالأضحياتِ ولاتـــزالُ بـتـولا

حـبلتْ بها الـصحراءُ يوماً فارتـــدتْ     منها الــحــياةُ ملاحماً وطلولا

حبلتْ بها الـصحراءُ محضَ روايـــةٍ     حمراءَ رتَّلها الـزمانُ فُـصولا

حبلتْ بها الـصحراءُ زهوَ قـصـيـــدةٍ     ألحانُها بكَ فُـصِّلتْ تـفـــصيلا

طارتْ حـمائمُها وريشُ فــضــــائِـها     بكَ لا يزالُ جـــنـــاحُه مفتولا

مِن غربـةِ اللحنِ الــقـديمِ ســطورُها     مــحفورةٌ بالــذكــرياتِ الأولى

مِن نجمـةِ العمرِ التي انفرطتْ على     شــفتينِ أسرجـتِ المدى تهليلا

لــتــفــــضَّ عن ماءِ الصدى أغلالَه     لــتــبــلَّ مِـن ظمأ الكلامِ غليلا

مِن غـيــمـةٍ ذرفتْ على قمرٍ مضى     يحكي الفراتَ، فراتَنا المشلولا

مِن قربـةِ الــمـــاءِ التي انسكبتْ بها     أحلامُنا فــوقَ الــرمالِ سهولا

مِن وجـدِ زينبَ وهــيَ تــقرأ أمسَنا     ما بينَ أحضانِ الثرى مخدولا

لا نــجـــمــةً تُــنـــــمـى إليهِ بريقُها     لـتـصـوغَ مِنـها مجدَه المثكولا

ما زلـتَ تحضنُ من بــقــايـا حلمِها     موجاً وتــنـحـتُ ملحَها إزميلا

مـا زلتَ مُــنــتــصباً على جدرانِها     وحياً وبينَ حــروفِــهــا إنجيلا

مـا زالَ نهرُ حريــقِــهـا مُــتــدفِّـــقاً     شمساً يُــنــاكـفُ ظلَّها المنديلا

أسرجـــتَــهــا لــلــثــائــريـنَ منارةً     لا حــســرةً وخـــرافةً وعويلا

وفرشـتها لــلــســالـكينَ فما اهتدتْ     رايــاتــهــمْ إلّا إلــيــــــكَ دليلا

ونـــصـبـتــها للعاشقينَ فما ارتدتْ     خــطــواتُــهـم إلّا خُطاكَ سبيلا

يا حادياً بالــغــيــبِ يــنــشدُ وحيَه     عــــن (كربلاءَ) ليكملَ التنزيلا

لـتـديـرَ أنــخــابَ الــدمــاءِ لــربَّما     كــــــأسٌ هنالكَ تُحسنُ الترتيلا

يا زهـرةَ العشقِ التي فاضَ المدى      بــعـبـــــيــرِهـا وتنظّمت إكليلا

شـاخَ الزمانُ وأنتَ أنتَ حكايةُ الـ     ـوجدِ الــــذي أعيا الهوى تأويلا

...........................................

1 ــ وردت القصيدة في كتاب (هو الحسين) وهو عرض للنصوص المشاركة في أمسية (هو الحسين) الشعرية السنوية المقامة في حسينية المصطفى بقرية الدالوة بالأحساء بين عامي (1433 ــ 1442 هـ) ص (225) وهو من جمع مصطفى عبد الله المسيليم الطبعة الأولى 1443 هـ / 2021 م

2 ــ ليلة عاشوراء في الحديث والأدب ص 262

3 ــ تمثّلات الشعريَّة في ديوان: شيء يشبه الرقص، للشاعر السعودي شفيق العبادي / وكالة الأنباء العراقية بتاريخ 23 / 9 / 2021

4 ــ جدلية التنافر والتماهي في قصائد العبادي / موقع عكاظ بتاريخ 9 / 4 / 2021

5 ــ حوار مع الشاعر / صحيفة القدس العربي بتاريخ 2 / 2 / 2022

كما ترجم له وكتب عنه:

كمال عبد الرحمن النعيمي / بنية النص السيرذاتي في شعر شفيق العبادي ديوان: شيء يشبه الرقص مثالا، موقع الناقد العراقي بتاريخ 15 / 8 / 2020

كمال عبد الرحمن النعيمي/ شعرية التكرار في ديوان (شيء يشبه الرقص) لشفيق العبادي موقع النور بتاريخ 16 / 8 / 2020

الحاج حسين الشاكري / علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٩٧

الميسور في بعض حوادث الأيام والشهور للخطيب الشيخ عبد الحميد آل مرهون من منشورات مؤسسة المصطفى ج 2 ص 11

شبكة فجر الثقافية

عبد الله الشباط في مجلة الحرس الوطني, وجريدة اليوم, ودراسة ضمن كتاب: شعراء الخليج لعبد الله حسن منصور محسن, ودراسة ضمن كتاب: القطيف في الأربعين سنة الماضية لحبيب محمود.

كاتب : محمد طاهر الصفار