صادق اليعقوبي: (ولد 1356 هـ / 1937 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (45) بيتاً:
أدركَ السبط بها في (كربلا) رتــبــةً ســامــيــةً ليستْ تُنالُ
وإذا ما حــلّــتِ الــدنــيـا بما قد حوتْ فالذكرُ منها لا يحالُ
يا لها من نـهـضـةٍ قــامَ بــها هــيَ لــلإســلامِ عـزٌّ وجـلالُ (1)
الشاعر
صادق بن محمد علي بن يعقوب بن جعفر بن حسين بن إبراهيم بن باقر بن علي بن محمد بن صالح الحلي النجفي، ولد في النجف الأشرف، من أسرة نجفية علمية أدبية عريقة ترجع في نسبها إلى قبيلة الأوس الأنصارية.
وقد لقّبت الأسرة بـ (اليعقوبي) نسبة إلى يعقوب بن جعفر ــ جد الشاعر ــ الذي كان عالماً وخطيباً وشاعراً كبيراً، كذلك والده المحقق الكبير الشيخ محمد علي اليعقوبي عميد الرابطة الأدبية في النجف الأشرف
حذا اليعقوبي حذو والده وجده في طلب العلم واكتساب الأدب وسلك مسلكهما فلازم والده منذ صغره واقتبس من علومه وآدابه وكان يمتلك المؤهلات التي تجعله أديباً كبيراً وشاعراً فذاً، كما لازم اليعقوبي دراسته الرسمية وعين معلماً في مدينته حتى أحيل على التقاعد عام (1984م).
له كتاب عن والده الفقيد، وله ديوان بعنوان:
الفجر الصادق ــ 2009
نشر اليعقوبي قصائده في بعض الصحف والمجلات وشارك في العديد من المناسبات الدينية
قال عنه الأستاذ الدكتور كامل سلمان الجبوري: طيب الحديث، هادئ الطبع، متواضع، كثير النظم، جيد الأسلوب، متين القريحة) (2)
شعره
قال من قصيدته
أيّ يومٍ فيهِ قد غابَ الــهلالُ عن سما الرشدِ وقد عمَّ الضلالُ
أيّ يــومٍ عــثــرَ الــدهــرُ بهِ عــثـرةً بــالــطــفِّ هيهاتَ تُقالُ
قــتـلـوا فيهِ حسيناً ظــامــئــاً لا حلا من بعدِهِ الــمــاءُ الزلالُ
قـتـلـوا فــي قــتـلهِ الدينَ وقد فوَّقتْ لــلـمـصـطـفى منهمْ نبالُ
خـذلــوهُ واســتــحـلـوا دمَــه واستُبيحتْ بينهمْ مـنـه الــرحـالُ
أدركَ السبط بها في (كربلا) رتــبــةً ســامــيــةً لــيستْ تُنالُ
وإذا ما حــلّــتِ الــدنــيـا بما قد حوتْ فالذكرُ منها لا يــحـالُ
يا لها من نـهـضـةٍ قــامَ بــها هــيَ لــلإســلامِ عـــزٌّ وجـلالُ
مُذ رأى الأمَّــةَ فــــي أبنائِها قد فشا الــوهـــنُ وعمَّ الانحلالُ
وغدتْ أفــكـارُهم طــائـــشةً حيثما قد مالـتِ الأهواءُ مــالــوا
ثارَ في أحرارِ صــدقٍ لـــهمُ لذّ فـي مـلـحــمةِ الـطــــفِّ قتالُ
فهمُ الآسادُ في يـومِ الـــوغى غيلُها الأسيافُ والسمرُ الطوالُ
ثــبـتــوا من حولِهِ في موقفٍ فيهٍ تندكُّ مــن الــهــولِ الجبالُ
خلّدَ الــدهــرُ لــهمْ ذكراً وقد أدركوا النصرَ وللفردوسِ نالوا
هوَ شبلُ المرتضـــى حيدرةٍ وهوَ الـمختارُ روحٌ ومـــثــــالُ
قد نــمــتــهُ لــلــعــلا فاطمةٌ مَن لها الـعلياءُ تُــنـمى والكمالُ
جدُّه الهادي الذي في وصفِهِ لمْ يحط يـــومــاً بــيــانٌ وخيالُ
وأخوهُ الحسنُ الزاكـي الذي يــنـتـمـــــي الجودُ إليهِ والنوالُ
همْ كرامُ الخلقِ في أبـــياتِهمْ لعفاةِ الــنـــاسِ حِــــلٌّ وارتحالُ
وهمُ لــلـعـلـمِ بــحـــرٌ زاخرٌ فــيــهِ لـلـورَّادِ عِلٌّ وانــتــهــالُ
يستجيبونَ إذا ما جـــــــاءهمْ سائلٌ مِـن قـبلِ أن يأتي السؤالُ
إنَّ مِـن فضلهمُ قد صـرَّحتْ سـورُ الــذكـــرِ بـــهمْ ماذا يُقالُ
وقال من قصيدة أخرى تبلغ (25) بيتاً:
أطلَّ مِن الــشــهـــرِ الحرامِ هلالُه بــهِ فُــجـعَ الهادي النـبيُّ وآلُه
بيومٍ بهِ الــديــــنُ الـحنيفُ تهدَّمتْ قــواعدُه والشركُ عمَّ ضـلالُه
ولمْ أنسَ مهما أنسَ سـبـطَ مـحمدٍ غــداةَ أناختْ بالطفوفِ رحـالُه
رأى أنَّ جيشَ الـــبغي جرَّدَ سيفَه على الدينِ وانهالتْ عليهِ نـبالُه
فـشـيَّــدَ لــلإســـلامِ أرسـى دعائمٍ وفي عضبِهِ البتَّارِ قامَ اعـتداله
غداةَ على الباغينَ قد هبَّ ناهضاً تحفُّ به أنــصــارُه ورجــــالُه
فـجـرَّدَ كـلٌّ مـنـهـمُ العضبَ دونَه وقد لاحَ فيهِ حــدُّه وصــقــــالُه
وقد نزلوا في سـاحةِ العزِّ والعُلا بيومٍ يروعُ الشوسَ رعباً نزاله
إلى أن تفانوا والـفـراتُ بـجـنبِهمْ فلا ســاغَ لــلــورَّادِ يوماً زلاله
أبتْ نفسُه ذلَّ الـحياةِ وقد سـمـتْ إلى شرفٍ عالٍ يــعــزُّ مــنــاله
فــكــانَ مــثــــالاً للكرامةِ والإبا هـوَ الــمـثـلُ الأعلى وعزَّ مثاله
.........................................
1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 323 ــ 325 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 46 ــ 47
2 ــ ترجمته عن ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 156
3 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 396 ــ 397
كما ترجم له:
الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 3 ص 1369
كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 257
كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 2 ص 425 ــ 426
اترك تعليق