602 ــ طالب الشرقي (ولد 1358 هـ / 1939 م)

طالب الشرقي (ولد 1358 هـ / 1939 م)

قال من قصيدة (ثأر الله) وتبلغ (33) بيتاً:

فـحـمـلـتَ الحملةَ الكبـ     ـرى بغبرا (كـربلاء)

وسقيتَ الشرعةَ السمـ     ـحاءَ مِن أزكى الدماءِ

مِــن رجـــالٍ عـرفـوا      الله فـأوفـوا بــــالولاءِ (1)

وقال من قصيدة رباعية تبلغ (20) بيتاً:

يومانِ فاقا الــدهـــرَ كلّه      وتربَّـعا عرشَ التجلّه

يــومٌ لأحــمـــدَ في حِرا     ءَ تـباشرتْ فيهِ الأهلّه

وبـ (كربلا) يومَ الحسيـ     ـنِ دمَ الشهادةِ قد أحلّه

وانهارَ صرحُ البغي في      يومـيهـما ومحا سجلّه (2)

الشاعر

طالب بن علي بن حسين بن محمد علي ابن العلامة الشيخ محمد حسن الشرقي، شاعر وباحث ومحقق، ولد في النجف الأشرف، أمل دراسته الرسمية وعُيِّن معلماً على الملاك الابتدائي، ثم واصل دراسته الجامعية وتخرج من كلية الفقه في اللغة العربية والعلوم الإسلامية 1972 ــ 1973

أحيل على التقاعد عام 1989 وتفرغ للبحث والتحقيق، وقد نشر بحوثه ومقالاته في المجلات العراقية وله دراسات تاريخية وأدبية

والشرقي هو عضو اتحاد الأدباء العراقيين، ومن أعضاء ندوتي: (عبقر) و(الأدب المعاصر) اللتين تضمان كبار شعراء النجف، وله العديد من المؤلفات والتحقيقات ومن مؤلفاته:

عين التمر ... ‏دراسة جغرافية اجتماعية تاريخية لعين التمر وشفاثا وما يحيط بهما ــ 1969

النجف الأشرف.. عاداتها وتقاليدها ــ 1978

ذكرى الشرقي رائد التجديد في الشعر العربي الحديث ــ 1990

المفردات الأعجمية في اللهجة النجفية ــ 1999

ذكرى الشاعر عبد الهادي الشرقي ــ 2000

قصور العراق العربية والإسلامية حتى نهاية القرن العباسي سنة 656 هـ ــ 2001

آل الشرقي تراجم رجال الأسرة الخاقانية النجفية ــ 2004

خواطر وآراء شخصية

خواطر ومقتبسات في الدين والحياة

من ثمار النجف .. شاعر وقصيدة

إضافة إلى (ديوانه الشعري) الذي صدر عام (2011)

أما في مجال التحقيق والشروح فقد حقق الشرقي من الكتب:

المسائل الناصريات للسيد المرتضى

شرح شرائع الإسلام / كتاب الخمس

كتاب الخمس للعلامة محمد حسن الشرقي (3)

قال عنه الأستاذ (هادي الفتلاوي): (باحث أدبي، كتب بموضوعية المؤرخ في الأدب العراقي المعاصر، ولا سيما في الأدب النجفي، بما يتضمنه هذا الأدب من تعدد أجناسه، وخصوصياته الموضوعية والفنية. وعُني بقراءة تجارب الأدباء النجفيين في الشعر والقصة والرواية، كما عرض لتأريخ النجف في نتاج الأدباء، فهو إنموذج الباحث الدؤوب في قراءة الأدب المعاصر ولاسيما الشعر وأثره في الحياة الراهنة، والصورة التي حملها عن الواقع وأخذ بالتعبير عنها، وبرغم عدم تقصّيه المنهجية التأويلية أو التفكيكية في تحليل التجربة الشعرية في النماذج التي درسها، إلا أنه قد خرج منها بفهم موضوعي متصل بالواقع ومعطياته، وبفهم فني موصول بمكونات الإبداع الأدبي في كل حقل فني، وقد هيمن الشعر على قراءاته النقدية بسبب خصوصية البيئة النجفية في الإحتفال بالإبداع الشعري وقراءته .

وقد أحاطته الثقافة بالخصائص العامة للمشهد الأدبي في العراق عامة، والنجف خاصة، وأكسبت دراساته النقدية وعياً نقدياً تحليلياً لا أحسب أن ناقد الغد ومتلقّي اليوم يستغني عن تجربته في قراءته للأدب العراقي الحديث، ولا سيما الشعر، وتعبيره عن تجليات المعاصرة وتداعياتها اللافتة للنظر، والتي انفعل بها الشعر التقليدي موضوعياً، كما انفعل بها الشعر غير التقليدي إبداعياً وفنياً بما كان مستدعياً القراءة النقدية المتأملة). (4)

شعره

قال من قصيدته الهمزية:

يا لواءَ الحقِّ فـي الــدنـ     ـيا ويا نهجَ الســـماءِ

وحفيدَ الـمـرســـلِ الأكـ     ـرمِ بـيـنَ الأنــبـــياءِ

وسـلـيـلَ الـضيـغمِ الوتـ     ـرَ عميدَ الأولــــــياءِ

وحبيبَ الــبضعةِ الزهـ     ـراءِ عنوانَ الــنـساءِ

قد ورثتَ الـعـدلَ والتقـ     ـوى ودينَ الـــحنفـاءِ

وأطـــعــــتَ اللهَ لا خـو     فاً ولا رجـواً عطـاءِ

أنـتَ لـلـديـنِ حـمىً من      بـغـي رهـطِ الطلـقاءِ

قالَ فيكَ المصطفى منـ     ـي حـسـيـنٌ ورجـائي

فحملتَ الــحـمـلـةَ الكبـ     ـرى بغبرا (كـربلاء)

وسقيتَ الشرعةَ الـسمـ     ـحاءَ مِن أزكى الدماءِ

مِــن رجــالٍ عـــرفــوا     الله فــأوفـــوا بـالولاءِ

أرخصوا الأنفسَ لــلديـ     ـنِ بــصـــدقٍ وسخاءِ

وفــدوا ســيِّــدَهــمْ خــا     مـسَ أصحابِ الكساءِ

لـيـنـالوا الأجرَ أجرَ الـ     ـمـحـسـنـيــنَ الشهداءِ

وقال من قصيدته الرباعية:

يومانِ فاقا الــدهـــرَ كلّه     وتربَّـعا عرشَ التجلّه

يــومٌ لأحــمـــدَ في حِرا     ءَ تـباشرتْ فيهِ الأهلّه

وبـ (كربلا) يومَ الحسيـ     ـنِ دمَ الشهادةِ قد أحلّه

وانهارَ صرحُ البغي في     يومـيهـما ومحا سجلّه

يـا نـفـسَ أحــمدَ والبتو     لِ ومهجةَ الكرارِ حيدرْ

نهضتْ بنهضتِكَ الكرا     مُ والإبـا والصبحُ أسفرْ

وأعدتَ شرعَ الـمكرما     تِ وجـلـجـلتْ اللهُ أكبرْ

وحـفظتَ جهدَ مـحـمـدٍ      وجهادَ حيدرةَ الـمُـؤزَّرْ

يا داعيَ الــحـقِّ الـمـبيـ     ـنِ كشفتَ للأجيالِ ستــــرا

فــالــديـــنُ باتَ مـهـدَّداً      بـالـهدمِ حتى صارَ فكــــرا

ويـزيــدُ يـفـجرُ والصلا     ةُ بـعـهـدِهِ عـبـثـاً وشـــــرَّا

والملحدونَ تــنـــمَّــروا      والـمـؤمـنونَ أشدَّ عُـســـرا

يا بـنَ الــنــبيِّ مــحـمـدٍ      يا ثائراً بـالـحـقِّ جــهــــرا

يـا فـاديــاً أغـلـى الـنـفو     سِ تريدَ إصلاحاً وطــهرا

لــولاكَ لارتـــدَّ الأنــــا     مُ وشايعوا حـرباً وعـــمرا

فلقد حميتَ الذكــرَ مِـن      عبثِ الطغاةِ فُديتَ حُـــــرَّا

يــا ســـيِّـدَ الـثـــوَّارِ دمْ      في الـحـقِّ عـنواناً وذكــرا

ومنارةَ الأحرارِ في الـ     ـدنيا سموتَ عُـلا وقــــدرا

بـــأبـــيـكَ شــادَ اللهُ ديـ     ـنَ الـعـدلِ إيــمـــاناً وبُشرا

وبجدِّكَ الــهـادي البشيـ     ـرِ حباكَ ربُّ العرشِ فخرا

....................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 73 ــ 74 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 63 ــ 64

2 ــ نفس المصدر ج 4 ص 72 ــ 73 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 62

3 ــ نفس المصدر ص 168

4 ــ مقال له تحت عنوان طالب الشرقي .. إبداع نجفي أصيل موقع النور في 2 / 3 / 2011

ترجم له وكتب عنه:

كامل سلمان الجبوري / الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 168

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 2 ص 114

الدكتور محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 742

حميد المطبعي / موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين ج 1 ص 111

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 295

كاظم مسلم العامري ــ طالب علي الشرقي: دراسة في حياته وآثاره الفكرية والأدبية والتاريخية / مجلة كلية الفقه المجلد 3 العدد 5 بتاريخ 31 / 12 / 2007 ص 95 ــ 135

كاتب : محمد طاهر الصفار