601 ــ شلال عنوز (ولد 1370 هـ / 1950 م)

شلال عنوز (ولد 1370 هـ / 1950 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (22) بيتاً:

عانقتُ مركبَكَ الذي هوَ لمْ يزلْ    يسري فأسريَ في هداهُ وأبحرُ

ويـشـدُّنـي عـشـقٌ إليكَ يهيمُ بي    ولـهاً فأجدبُ في هواكَ وأمطرُ

أنا شهقةٌ من (كربلاءَ) وصيحةٌ    تَـفـنـى الـدهـورُ وكلُّ يومٍ تكبرُ (1)

وقال من أخرى:

أأبـا عـلـيٍّ أيُّ نــــــــزفٍ لـــفَّـه    عصبُ الزمانِ وطابَ فيه ثراكا

هُمْ غابرونَ وأنتَ وحدَكَ كوكبٌ    مــدَّ الــصـبـاحُ جـــناحَه بمداكا

باقٍ بعمقِ الدهرِ شــعــلـــةُ عزِّهِ    ما زالَ صوتُ اللهِ فــي مسراكا

يا ثاني السبطينِ يا ألقَ الــهـدى    جُــمِــعَ الــخـلـــودُ فلفّه منواكــا

أكبرتُ جرحَكَ أن يكون مـناحةً    فرؤى الكرامِ رهــيــنــةٌ برؤاكا

ذي (كربلاءُ) محجَّةٌ يسري بها    عطشُ الجراحِ فـتـرتــوي ريَّاكا (2)

وقال من أخرى:

سلامٌ على الطفِّ في (كربلاء)

سلامٌ على صرخةِ الأنبياءْ

سلامٌ على دمعةٍ لم تزلْ

إلى الآنَ تمطرُ منها السماءْ

**************************

سلامٌ على نورسٍ ظامئٍ للمدى

يشقُّ القماطَ يلوِّنُ بردَ الفضاء

يغنّي لسوسنةِ الكبرياءْ

وهولِ الذي كان في (كربلاء)

سلامٌ سلامٌ على (كربلاء) (3)

الشاعر

الدكتور شلال بن عباس بن جودي عنوز، شاعر وقاص وروائي، ولد في النجف الأشرف، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في القانون، وشهادة الدكتوراه الفخرية في اللغة العربية وآدابها من قبل الهيئة العلمية في مركز الحرف للدراسات العربية في جامعة ستراتفورد الأمريكية عام 2017

وعنوز هو عضو إتحاد الأدباء العراقيين والعرب، وعضو مؤسس في اتحاد أدباء النجف، ونائب رئيس الاتحاد وعضو هيأة إدارية حالياً، وهو أيضاً عضو في اتحاد الصحفيين العراقيين، ونقابة المحامين، واتحاد الحقوقيين، واتحاد الصحفيين.

عمل في السلك الوظيفي مديراً للدار الوطنية في النجف 1976 والناصرية 1978 والقادسية 1979، ومديراً للتسويق في معمل الألبسة الرجالية في النجف حتى أحيل على التقاعد فتفرّغ للعمل التجاري والأدبي، وله حضور فاعل في المشهد الثقافي العراقي والعربي

حصل على العديد من الجوائز التقديرية خلال مسيرته الأدبية منها: درع الجواهري للإبداع من اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، ودرع المحامين الرواد من نقابة المحامين في العراق، كما حصل على جوائز تقديرية ودروع إبداع من وزارة الثقافة والإعلام سابقاً، وجامعة الكوفة، ووزارة الثقافة في العراق، واتحاد الأدباء الدولي ومنظمات ثقافية عربية وعالمية ومواقع مرموقة.

صدرت له من المجاميع الشعرية المطبوعة:

مرايا الزهور ــ 1999

الشاعر وسفر الغريب ــ 2013

وبكى الماء ــ 2017

السماء لم تزل زرقاء ــ 2017

امنحيني مطر الدفء ــ 2018

 وله رواية بعنوان: وكر السلمان ــ 2020

ومجموعة شعرية مخطوطة بعنوان: (يا أيها المحتمي بالأرق)

تُرجمت بعض أعماله إلى اللغات الانكليزية والكردية والفرنسية والإيطالية، ومنح في عام 2017 شهادة الدكتوراه الفخرية في اللغة العربية وآدابها من قبل الهيئة العلمية في مركز الحرف للدراسات العربية في جامعة ستراتفورد الأمريكية لاسهامه في إثراء المكتبة العربية وأبداعه وتميّزه الشعري ولترجمة نصوصه الى اللغات العالمية. (4)

قال عنه الأستاذ زيد الحلي: (ان المبدع شلال عنوز لم يكن في عيون قارئيه كاتبا عادياً بل كان مخزون ثقافة شاملة ووعي راق وكل أعماله تعبر بعمق وصدق عن جانب من جوانب الحياة الرصينة) (5).

وقال الأستاذ عبد الجبار نوري: (أن شعر الشاعر شلال عنوز شعر وجداني يصدر عن أحاسيس الشاعر وإبداعاتهِ الشخصية وتجاربه الذاتية باعتباره أنساناً حياً واقعياً يعايشُ هموم شعبه واستلابات وطنهِ، فهو في دوامة تفكير مستمر يحس ويتخيّلْ لذا تألق في رسم صورة للمجتمع الذي عايشهُ متحسساً همومهُ ومستشعراً حاجاته وطموحاته ، وقد وجدتُ " النزعة الإنسانية " بأرقى صورها في القصيدة متماثلة) (6)

شعره

قال من قصيدته الرائية:

جـدبٌ سـواكَ وأنـتَ أفـقٌ أخــضـرُ    مـن ألـفِ عــامٍ سفرُ غيثِكَ يُمطرُ

مِـن ألــفِ عــامٍ يـشـرئبُ بكَ السنا    زهواً فتشربُ من سناكَ الأعصرُ

مِن ألفِ عامٍ تستفـيـقُ بــكَ الخطى    ألــقـاً فـتـورقُ فـي نـــداكَ وتزهرُ

تعبَ المُحالُ وأنـــتَ تختزلُ المدى    كبراً فـيـذعـنُ فـي مـــداكَ ويبحرُ

غفتِ الدهورُ على سـواكَ وأطبَّقتْ    وأراكَ تصطرعُ الدهورَ فـتـبـهـرُ

هذا العُلى من فــيضِ دفــقِكَ يعتلي    وعِداكَ في دَرَكِ الرذيلةِ تُــقــبَــرُ

ووقفتَ تــحــتــصدُ الحتوفَ تركُّها    يومَ الطفوفِ وفي فــعـالِـكَ حيدرُ

وقــطــعـتَ مخلبَها العقيمَ فطأطأتْ    قــسـراً لـصـرخــتِـكَ الولودِ تكبِّرُ

يا بنَ المطهَّرَةِ الــثــيــابِ نــقــيـــةٍ    من ضوعِ صلصالِ الجلالةِ تقطرُ

وابنَ الذي نسفَ الظلامَ فـــأشرقتْ    فــي نـــورِهِ الـدنيا وفاضَ الكوثرُ

وابنَ الذي سحقَ الجيوشَ فطوَّحتْ    بــرعــافِ صارمِهِ تصومُ وتفطرُ

هــذي رؤاكَ عــلــى جـدائلِ بوحِنا    لــمَّــا تــــزلْ هيَ مِن دِماكَ تقطّرُ

شاخَ الزمانُ تصـحَّرتْ خــلــجــانُه    يبساً وصحوُكَ مَدُّ مــوجٍ يــهــدرُ

وسموتَ في كبدِ الـــبــهـاءِ مطاولاً    زهوَ الشروقِ فصارَ نورُكَ يفخرُ

يا سرَّ هذا الكونِ أسـعفْ صرختي    عــذراً فــإنّــي مِـن رحابِكَ أزهِرُ

إنّــي كما أنتَ الــغـــريبُ بموطني    ظــمـأ يـقـطّــعُـني وصوتيَ يفغرُ

ودمــايَ مثلُ دماكَ يـهدرُها الردى    حتى كأنّي في دماكَ مُـــعـــفَّــــرُ

رأســـي الـذبيحُ عـلـى سقيفةِ غيِّهمْ    فكأنّما رأســـي لـــــرأسِكَ يشهرُ

يا سـيِّـدَ الـصبرِ الــذي فاقَ الذرى    صبري لصبرِكَ أيّ صبرٍ أصبرُ

عانقتُ مـركـبَكَ الــذي هوَ لمْ يزلْ   يـسـري فـأسريَ في هداهُ وأبحرُ

ويـشـدُّنـي عـــشـقٌ إلــيكَ يهيمُ بي   ولـهاً فأجـــدبُ في هواكَ وأمطرُ

أنا شـهقةٌ من (كــربلاءَ) وصـيحةٌ   تَـفـنـى الــــدهـورُ وكلُّ يومٍ تكبرُ

وقال من أخرى تبلغ (22) بيتاً:

منذُ الطفوفِ وما نامتْ مجامرُها    ولا تـصـاغــرَ في لألائِها الكلمُ

ولا تـنـاقــضَ من عليائِها شرفٌ    ولا تـقاربَ مـن أنوارِها الـعـدمُ

فيها الـحـسـينُ وما أدراكَ قدوتُنا    صلّتْ بأمجادِهِ الأكـوانُ والـسدمُ

فيها الـحـسينُ وما أدراكَ ما دمُه    نسغٌ مِن اللهِ في شريـانِه الـنـسـمُ

فيها الـحـسينُ وما أدراكَ مبسمُه    هوَ الرسـولُ إذا مـا كـانَ يـبتسمُ

فيها الـحـسـينُ وما أدراكَ موقفُه    هوَ الـنـبوَّةُ والــتـنـزيـلُ والـقـلـمُ

فهلْ رأيتَ قـتـيـلاً دكَّ قــاتــلَــــه    وهـلْ رأيـتَ حُساماً نالَ منه دمُ

شاءَ الإلهُ بأن يـعـلـيهِ رمزَ هدىً    تفنى الطغاةُ ويبقى صوتُه الحكمُ (7)

وقال من قصيدته التي قدمناها:

سلامٌ على الطفِّ في (كربلاء)

سلامٌ على صرخةِ الأنبياءْ

سلامٌ على دمعةٍ لم تزلْ

إلى الآنَ تمطرُ منها السماءْ

سلامٌ على كبرِها يزدهي

يعانقُ صبحَ الوفاء

سلامٌ على حمحماتِ الخيول

سلامٌ على زهوِ دفقِ الدماء

سلامٌ على كركراتِ الرمال

تزغردُ ممهورةً بالضياء

فتنشرُ ضوعَ الندى والخلود

وتورقُ في عنفوانِ الجفافِ رماحا

تلوِّحُ للعاشقينَ صباحا

سلامٌ على ألقِ العاشقين

سلامٌ على قبلةِ الثائرين

سلامٌ على مهجةِ طلّقت

غدرَ ماءِ الفرات

ففاضتْ زلالاً نقيَّاً معين

سلامٌ على همهماتِ الدموع

سلامٌ على بوحِ صبرِ الخيامِ

سلامٌ على هدهداتِ اليمامِ

سلامٌ على نورسٍ ظامئٍ للمدى

يشقُّ القماطَ يلوِّنُ بردَ الفضاء

يغنّي لسوسنةِ الكبرياءْ

وهولِ الذي كان في (كربلاء)

سلامٌ سلامٌ على (كربلاء)

..................................................................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 2 ص 35 ــ 36

2 ــ نفس المصدر ص 315

3 ــ نفس المصدر ص 423 ــ 424

4 ــ زودني الشاعر بسيرته عبر الانترنيت

5 ــ شلال عنوز.. عمق في المعنى الشعري والروائي موقع ميدل أوست أونلاين بتاريخ 28 / 1 / 2022

6 ــ نزعة الأنسنة في قصيدة الشاعر شلال عنوز-- هذيان عند فم العاصفة / موقع دوري النساء العراقيات بتاريخ 7 / 7 / 2019

7 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 54 ــ 55

كما ترجم له وكتب عنه:

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 206

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 2 ص 405

الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 150

معجم البابطين ج 2 ص 616

الدكتور حسن الحكيم / المفصّل في تاريخ النجف الأشرف ج ١٨ ص ١٣٢

الدكتور صباح نوري المرزوق / التحف من تراجم أعلام وعلماء الكوفة والنجف ج 2 ص ٦٤

معجم المبدعين العرب ج ٢ ص ٧٩ ــ ٨٠

عبد الرضا موسى السوداني / أدباء من بلادي ج 1 ص ٢٤٨

ظاهر حبيب الكلابي / الشاعر حينما يرسم جراحات وطن، دراسة في سرديات الروائي شلال عنوز رواية وكر السلمان صحيفة فكر بتاريخ 17 / 2 / 2021

الدكتورة السورية عبير خالد يحيى / البناء السيكولوجي للشخصية البطلة بين السيكوباتية والنرجسية في رواية وكر السلمان صحيفة فكر بتاريخ 14 / 3 / 2021

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار