إلى أمير المؤمنين (عليه السلام):
الفطرة الأولى على اسمِكَ تنُشأ من قالَ حيدر منه لا يتبرأ
كلُّ البراءة من عِداكَ عقيدةٌ موصوفةٌ وإليك أنتَ الملجأ
وكذا نوالي في هواكَ ولايةً وبراءةً والحبُّ لا يتجزَّأ
في الاعتقاد عليًّنا أولى بنا مِنّا فعنْ كلِّ العلائقِ نربأ
إلا التي تُنمى إليه فإنها لوشيجةُ الحبِّ الذي لا يصدأ
وأخالني سأفرُّ من حضنٍ لأمِّـ ـي كي بظلِّ المرتضى أتفيَّأُ
وأقولُ يا أبتي عليٌّ لي أبٌ والصلبُ منه ومنه إذ نتشيَّأُ
منه الغديرُ ومن غديرٍ مسربٍ لحليبِ أمّي دون ذلك أظمأُ
ومن السقاية شقّ أنهرنا التي جفَّتْ غدت لبناً بنطقٍ يُنبئُ
هوَ أكبرُ الأنباءِ بالنبأ العظيـ ـمِ خليقة اللهِ الحياةُ ستبدأ
وسنبدأ المشوارَ إنَّ عليُّنا لمقدَّمٌ في الخلقِ ما هو مرجأُ
مولاي من طينٍ إليكمْ طاهرٌ إنّا تلونا الخلقَ باسمٍ يقرأ
أنتمْ كتابُ الخلقِ أحرفُه المضيـ ـئةُ وجهكمْ للأرضِ نورٌ يكلأُ
فإذا تعرَّقَ بالفقارِ محارباً من ماءِ وجهِكَ سيدي نتوضَّأ
ونقولُ قد عرقَ الإمامُ لكدحِ هـ ـذي الأرضِ للفقراءِ كوزاً يُملأ
فخذوا السنابلَ حينَ يندى وجهه وإذا حمى صلياً، رغيفٌ يحمأ
فعلي من صلبِ الوجودِ مشاهداً يبقى ويذهبُ من علينا يطرأ
وعليُّ في الأصلِ القديمِ لخلقنا أزلٌ فما يغري لنا من يفجأ
يكفيه اسمُ اللهِ مصدرُ اسمِه لنقولَ جلَّ جلالُ حيدرَ فاخسؤوا
ونقول في الأزلي نحنُ مصائرٌ كبرى على قدرِ الوصيِّ سترقأ
ومن العليِّ علوُّنا وعيونُنا للعرشِ لمّا غيرُنا قد طأطأوا
قالوا عبيد علي قلنا ليس نخـ ـفي ذاكَ إذ قيدُ العبيد المخبأ
إنَّا عبيدُ علي أي أسيادِ هـ ـذي الأرض بالإعلانِ عن ذا نجرؤ
وأرى بكم ذلَّ العبيدِ وليس فيـ ـكمْ سيدٌ إن هانَ قد يستنجئُ
وبفطرةِ الاسمِ التي نحيا بها قلنا حياة الطيبين المبدأ
والمبدأ الأغلى الذي كلفت له أرواحنا حباً وصعبٌ يدرأ
مولىً عليُّ بسيطةٌ في نطقها وهي التي كالريحِ ليستْ تهدأ
صنعت مصائرنا التي نحيا بها ما ذو الفقار علا وأمرا يومئ
اترك تعليق