من ماء علي وطينه

الماء وجه الماء وجهك يا علي     والطين كل الطين طينك يا علي

ما دون ذلك ليس من بشر هنا     من دون حيدر كائن بتشكُّلِ

الماء يهمي من سماء قد علتْ     والطين من أرض النشوء الأول

أي منهما الكرار أقدم نشأة     ولآدم في الأرض أول منزلِ

ما كان من عبث غدير ولائه     في موقع التنصيب مجرى مُفضِلِ

لو يكن هذا الغدير رواية     للأرضِ قل ماء السما لم يهطلِ

فعليُّ يصنعنا بطين وجوده     ويشقنا دربا بماء الجدولِ

ويقول: لا تستكنهوا لهوية     غير الولاء حقيقة لم تحصلِ

إن الولاء هو الوجود المبتدى      والمنتهى بالماء حربا يصطلي

وبصرخة الطين التي قد أبكمتْ     هي في عليٍّ من نداء مجلجلِ

أن ليس بعد علي إلا هوْ فتى     سير الرجال سواه وهم مُؤوِّلِ

وعلي موحى عن طريق محمَّدٍ     فالوحي فيه أتى بحصر مقفلِ

ليتم أن قد دار من حوليه دو     ر الحقِ عن حلقات وحي أكملِ

لولا علي كان وحيا ناقصا     فقد المثال على الوجود الأمثلِ

لولاه أي لولاه هذي في اليقين     من اشتراط بلاغ وحي المرسلِ

إن لم تبلِّغ .. لم تبلِّغْ عصمة     لا عصمة والشرط صِلْ لم توصِلِ

فالاشتراط علي في وحي السما     بالأمر صيغة يا محمد فافعلِ

والاشتراط علي في تكويننا     لوجودنا يأتي بفعل معلِّلِ

والدينُ شارطه عليُّ الاسم بالـ     تحديدِ ذا أحد بكفؤ مؤهَّلِ

والاشتراط على التبسُّمِ مشهد     لبياض إبط الوحي بيض تهلُّلِ

أي بان إبط المصطفى والمرتضى     من فعل تنصيب العلو لأسفلِ

بنداء من مولاه أحمد في الورى     فعليًّه المولى ولي عن ولي

أي عن إله الكون مولانا الذي     ولّاه عن نفس مقام تمثُّلِ

وأمام ما صنع المثول بحيدرٍ     فجميع من سادوا سراةُ تزيُّلِ

ومن التزيل أهلكوا بادوا ليبـ     ـقى حيدرٌ رب الثناء الأجملِ

قد ساد ذكراً وهو ساد عقيدةً     ليسود باسم خلافة المتبتِّلِ

حيث الخلافة من توتَّد حيدر     ركنا عداه خلافة المتخلخلِ

وخلافة المستجلبين من العوا     صف والرياح خلافة المتحوِّلِ

ثبتت من الله العظيم لحيدر     وتزلزلت لسواه شر مزلزلِ

فغدا كساق العرش عند مثوله     ولنا الجنى بيد القطاف الأطولِ

المرفقات

شاعر : سلمان عبدالحسين