علي مولى

عليٌّ يا عليٌّ ما هتافي     بدونكَ غير تصدير المنافي

وما قلبي الذي في حجم كفِّي     سوى من بسط كفِّك في كفافي

وما اسمي اسم سلمان المعافى     إذا لم تغدُ في الحب المعافي

وأنت على العفاف بكل وصلٍ     ووصلك سوف يهتك لي عفافي

أحبُّك من جنون مستباحٍ     بلوم معنِّفٍ وجنوحِ جافِ

أحبُّك كلُّما قُطِعتْ سبيلي     إليك عرفت كيف لكم أوافي

ويكفي أننا نهوى غديراً     مجازاً وسط صحراء الجفافِ

لنتقن فيك دون شفاه رشف     خيالا في الغدير من ارتشافِ

شربنا ذاك يكفي أي شربنا     شربنا الطيف والعشق الخرافي

وصحنا لا فتى إلا عليٌّ     وذي إلا جنوحٍ لا انتصافِ

ولا سيف سوى سيف فقارٍ     بما في الحدِّ من وجع إضافي

وما في الحدِّ من موت الأعادي     وموتتنا خلاف الاعتكافِ

لهذا الحب حد كان لطفا     وحد كان أقطع في المخافِ

وحدُّ كان أرهف حين وجد     من القلب المنسَّج بالشغافِ

وحدٌّ للقصاص لألف عذر     وحد العذر سامح لاقترافِ

عليٌّ دهشة الدنيا بسيف     كسيف للتلافي والقطافِ

وأكثر دهشة إن كان لطفا     لمقتدر بوقت الاختلاف

وأدهش ما لديه طواف شمس     إذا صلى غدا حجَّ المطافِ

لترجع عن غروب مستطاع     لمشرقها المقلِّمِ للحوافِ

علي والغدير لديك صفو     وأنت على عهود من تصافِ

وهذا الماء من عين الترائي     ومن مخبوئنا في الانكشافِ

وحقِّ الماء إن بخ إليكم     تقال من المجارح للسلافِ

من الشرب الحسود فأنت ماء     وهم كفٌّ لمنع الاغترافِ

وإنك كوثر والقوم بئر     معطَّلة وفي أقصى الفيافي

وإنك وجه ربك إذ تجَّلى     لهم شمسا وهم وجه التفافِ

وإنك وجه أعراف شهود     وهم ذنب خفى دون اعترافِ

ولكن الغدير يشف دوما     ومنه الماء يفضح كل خافِ

وهل يخفي الغدير ظلال جرم     إذا احترقت.. وتعجز عن تلافِ

قد احترقوا من الحسد احتراقا     فصار الماء أدعى للرعافِ

فلا هو باردٌ يوري غليلاً     وغلُّ القوم فوق الماء طافِ

ولا هو دافئ بنداء "مولىً     عليٌّ" ما هوى الأضداد دافِ

إذا قلت الحريق بوسط ماء     أو أن الماء يحرق وهو غافِ

صدقت هو الهتاف علي مولى     غدا الكابوس دون غطا اللحافِ

يعريهم بوحي من دثارٍ     كسائيٍّ عصيِّ الالتقافِ

وما غطى سوى الأطهار بيتا     وأسماء بحصر الانعطافِ

وباقي من تسمَّى للمهاوي     فأسماء هوت بالانجرافِ

عليٌّ لا فتى إلا عليٌّ     عليْ مولىً كفى والله كافِ

المرفقات

كاتب : سلمان عبدالحسين