إلى سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله) في ذكرى مولده الشريف:
تنفّسَ العشقُ من جنبيَّ وانبثقا واستلَّ بارِقَهُ شوقاً لمَن عَشِقا
وهبتُهُ مَن حباهُ اللهُ صورَتَهُ مَن أسفرَ الصّبحُ من برديهِ وائتلقا
تنفّسَ العشقُ تيّاهاً بجوهرِهِ لو مسَّ من دونهِ شُهباً بهِ احترقا
هو الحبيبُ الذي كانت حقيقتُهُ قبلَ الوجودِ وسبَّاقٌ لِمَن سبقا
نُوراً بَدَا لم يَكُنْ طيناً ولا لَزِباً قبلَ الزَّمانِ بعرشِ اللهِ مُلتَصِقا
حتّى إذا آدمٌ أبدى مواثِقَهُ وباسم أحمدَ والأنوارِ قد نطقا
ألقاهُ في صُلبِهِ نُورًا فَطَيَّبَهُ ولم يَكُنْ نُطفَةً حاشا ولا عَلَقَا
هناكَ خرَّت لهُ الأملاكُ ساجدةً لولاهُ ما خُلقتْ أو آدَمٌ خُلِقا
إمامُ كلِّ نبيٍّ فاقهُمْ شرفاً وفي فضائلهِ قد بَزَّهُمْ خُلُقا
يُبشِّرونَ بهِ من قبلِ مَولِدِهِ عهدَاً فَعهدُ إلهِ الكونِ قد صَدَقا
مُحمَّدٌ سرُّ سرِّ اللهِ نَبعَتُهُ بضوعِهِ مهدُ وحيِ اللهِ قد عَبَقَا
فوقَ البُراقِ وجبريلٌ بخدمتِهِ إلاّهُما حُجَبَ الأنوارِ مَن خرَقا
هناكَ لا بَشَرٌ حَطَتْ له قدَمٌ كلاَّ ولا مَلكٌ سَمْعَ العُلى استرقا
واستقبلَ العاشِقُ المعشوقَ حيثُ رأى نوراً تَجلَّى بقلبِ المُصطفى برقا
كانَ اللّقاءُ وفيضُ اللهِ يكنُفُهُ لو كانَ جسماً وجازَ القولُ لاعتنقا
حقًّا أقولُ أبا الزَّهراءِ مَعذِرَةً إذ لم أكُنْ لَبِقاً في مدحِكُمْ حَذِقا
فإن قبلتَ مديحي يا مُنى أملي فاجعلْ (لجعفرَ) أهلَ البيتِ مُرتَفَقا
أوَ لم أكُنْ يومَها أهلاً لِقُربِكُمُ أقَلُّهُ من لَهيبِ النَّارِ مُنعَتَقا
اترك تعليق