حسين آل شبيب (1297 ــ 1369 هـ / 1879 ــ 1950 م)
قال من قصيدة في رثاء النبي (صلى الله عليه وآله) من قصيدة تبلغ (23) بيتا:
اليومَ جُمِّعتِ الجموعُ بـ (كربلا) مِـن كـلِّ نـاحـيـةٍ وكـلِّ بـــلادِ
الــيــومَ قـد عَـقـدَ ابـنُ هندٍ تاجَه وغدا الحسينُ فريسة ابنِ زيادِ
الــيـومَ خـرَّ عن الجوادِ بـنـبـلـةٍ عـيـطـاءَ قـد شـقَّـتْ لـكـلِّ فؤادِ (1)
ومنها:
اليومَ باتَ على الــتــرابِ مُعفَّراً مُلـقـــىً ثــلاثاً في رُبىً ووِهــادِ
الـيـومَ خـيـلُ أمـــيَّــةٍ قد أصبحتْ تُحمـي مغارتــهـا مــن الأجسادِ
الــيـــومَ رأسُ ابـنِ الـنـبـيِّ محمدٍ حـمــلـوهُ جـهـراً في القنا الميَّادِ
اليومَ قد حرقوا الخيامَ بـ (كربلا) وبدتْ عزيزاتُ الرسولِ بوادي
وقال من قصيدة في أهل البيت ومنها في رثاء الإمام الحسين (عليهم السلام) من قصيدة تبلغ (26) بيتاً:
وكـمْ لكمْ أنجمٌ فوق الثرى ركدتْ بـ (كربلا) ومصابيحٌ بها ركدوا
قضوا عطاشى ولم تبردْ لهمْ غُللٌ والـمـاءُ حـولـهـمُ طـامٍ ومُـطّرَدُ
عليهمُ الـخـيـلُ تـجري آه والهفتي لها رواحٌ على أجـسـادِهمْ وغَـدُ (2)
قال من قصيدة (بطولة العباس) وتبلغ (22) بيتاً:
هِزبْرٌ كميٌّ من بني هاشمِ العلا حمى حوزةَ الإسلامِ في يومِ (كربلا)
هـزبـرٌ كـميٌّ فارسٌ شاع ذكرُهُ بـه تُـكـشَـفُ الـضَّـرّا ويُـستـدفعُ البلا
غـيـورٌ تـقـيٌّ عـابـدٌ مـتـهـجّـــدٌ بـمِـدْحـتــه نــشْــرُ الـمـدائــحِ قد حلا (3)
الشاعر
الشيخ حسين بن شبيب بن محمد بن عبد علي بن شملان، خطيب وشاعر، ولد في بلدة أم الحمام (القطيف - شرقي السعودية)، ودرس العلوم العربية والدينية على يد عدد من الشيوخ منهم: يوسف المعلم، وحسن علي البدر، كما أكمل تعليمه الرسمي وعمل في المحاماة، له ديوان بعنوان (ديوان الشبيب) طبع سنة (1373 هـ / 1953 م).
قال الأستاذ عبد العزيز آل عبد العال في ترجمته: قيل إن نسبهم القديم يرجع إلى قبيلة تميم بحسب ما يرى ولد المترجم الملا عبد الكريم (ت 1395هـ)، وبحسب ما ينقل الشيخ فرج العمران (ت 1398هـ) أنَّ جده شملان كان سُنِّياً سُبَيَعِيًّا من نجد ممن استبصر وجاء للقطيف وسكن بلدة الخويلدية مدة من الزمن وأنجب فيها ابنه عبد علي، وكانت قبيلته تسمى بـآل شملان في تلك الفترة، ثم سُمّيت بـ (آل عبد علي). وقد سكن عبد علي الجارودية فيما بعد، ثم سافر للعراق وسكنها آونة من الزمن، وعاد فيما بعد ليستقر في أم الحمام التي أنجب فيها ولده محمداً جدَّ المترجم، وقد أنجب محمد من الأولاد ستة من الذكور من بينهم شبيب (ت حدود 1344هـ) والذي سُمِّيت العائلة باسمه. وقد امتازت هذه العائلة بالذكاء والفطنة وجودة الحفظ بصورة عامة.
ولد الملا حسين في العقد العاشر من القرن الثالث عشر حدود عام 1297هـ – 1879م، والمضنون أن الولادة كانت في بلده أم الحمام والنشأة بها أيضاً. وتعلم القراءة والكتابة في سنٍ مبكر على يد المعلم المرحوم الحاج يوسف المعلم (ت حدود 1325هـ)، ودرس شيئاً من القواعد العربية على حجة الإسلام الشيخ حسن علي البدر القطيفي (ت 1334هـ)، وكان السبب في دراسته لها، أنه نظم قصيدة يرثي فيها بعض العظماء من أهالي القطيف، فعرضها على الشيخ المذكور ليهذبها، فاشترط عليه أن يدرس أولاً الاجرومية، فاعتذر بما لديه من مشاغل كثيرة، فألح عليه الشيخ فاستجاب له، وبعد أن درس الاجرومية أعطاه الشيخ القصيدة فتأمل ما بها من أخطاء نحوية ولغوية، فلم يرض بها ومزقها.
عرف الملا حسين وامتاز بالذكاء والفطنة وجودة الحفظ كما هو معروف عن عائلته، إلى كونه رجلاً دَيِّنًا منغمساً في حب أهل البيت، وقد أخذ على عاتقه خدمتهم طيلة حياته، فعقد مجلساً للعزاء عليهم في كل ليلة بصورة عامة، وفي أيام الوفيات والعاشوراء بصورة خاصة، وكل ذلك على حسابه الشخصي وفي بيته، فعرف بكونه أحد خطباء المنبر المشهورين، وقد تتلمذ على يديه في الخطابة بعض المقربين منه في تلك الفترة. كما كان زعيماً اجتماعياً له خدماته الدينية والوطنية ذو شخصية أهّلها الله لأن تكون فوق أمثالها، وله مكانته عند المجتمع وكذلك عند الدولة، وتربطه مع الكثيرين شبكة من العلاقات الطيبة، على الصعيد العُلمائي والوجاهي والذي يخصّ منهم الشيخ حسن علي البدر، والتي أفرزتها شخصيته ومهنة المحاماة التي مارسها فترة طويلة من حياته، يُضاف إلى ذلك حسّه السياسي بما جرى من أحداث على القطيف كشفت عنه رسالة أرسلها للسلطان العثماني يطالبه فيها بالتدخل لضبط الاستقرار في المنطقة.
وقد عبر عنه العلامة الشيخ علي المرهون بـ (عين القلادة) في بلاده بعد الشيخ منصور المرهون (ت 1362هـ). ومما يثير الانتباه هنا أنه ربما كان ينتمي لنفس المدرسة التي كان لها دور متحرك على الصعيد السياسي والتي كان من أهم روادها الشيخ محمد بن ناصر النمر (ت 1348هـ) والشيخ حسن علي البدر، والتي كان الشيخ منصور المرهون من أهم التلاميذ الذين تخرجوا منها.
أمَّا شعره فإن له شاعرية متّقدة تميّزت بسعة الخيال، وجمال الأسلوب، وحسن السبك، وابتكار المعاني، وكثرة العاطفة، في اللغتين الفصحى والدارجة، تدلك على عبقرية فذة، وإخلاص صادق، وعقيدة راسخة، غير أن المؤسف هو أن ما جمع من شعره وهو المختص بأهل البيت لا يعدو كونه جزءاً من كثير من شعره فيهم مما ضاع أو لم يدوّن، وفي ما قيل في مواضيع متفرقة ومناسبات مختلفة أكثر من ذلك بكثير، ولا زال بعض من كبار السن يحفظ نزراً منه، وقد كانت المجالس الحسينية التي يعقدها في بيته خير مقيض لانبعاث القريحة حسبما تقتضيه الحاجة. وقد انبرى الشيخ علي المرهون حفظه الله ملحاً على الملا حسين لنشر شعره قبل وفاته بعشرة أعوام، فكان يعده وعوداً يلمس منها بصيص الأمل، لو أمهله القدر حينها لانبثق منها نور مشرق وضاء، غير أن الموانع على اختلافها حالت بين التحصيل على كل ماله من شعر، حيث أن ما جمعه لم يتأت إلا بعد جهد وعناء. كما بذل الخطيب الشيخ عبد الحميد المرهون محاولته عندما ترجمه في كتابه الجذوة كي يقدم له ما لم يطبع من شعر في جزئي الديوان، فكان ما أورده ثلاث قصائد باللغة الدارجة. أمَّا الديوان فقد عُني بنشره الشيخ علي المرهون باسم ديوان الشبيب، حيث طبع الجزء الأول والجزء الثاني بالمطبعة الحيدرية بالنجف الأشرف عام 1373هـ). (4)
وقال فيه الشيخ علي المرهون: (الخطيب الفاضل، حسين بن شبيب بن محمد بن علي آل شبيب، أحد العشائر العربية العريقة المرموقين بالاحترام والتقدير. وقد عرفت هذه العشيرة في بلادهم «أم الحمام»، بل في القطيف بالذكاء والفطنة، وجودة الحفظ بصورة عامة، والناظم المشار اءليه بصورة خاصّة، وبلغ به ذكاؤه وفطنته ونظره البعيد إلى أبعد مدى مما يتصوّر، فلذلك طار صيته واشتهر ذكره فكان رجلاً اجتماعياً دينياً وطنياً، انغمس في حب أهل البيت (عليهم السلام) فأخذ على عاتقه خدمتهم طيلة حياته فعقد في داره مجلساً للعزاء عليهم في كل ليلة على الدوام والاستمرار بصورة عامة وفي الوفيات وعشرة المحرم بصورة خاصة وقد نظم فيهم المدائح والمراثي ...
توفي رحمة الله عليه، في مستشفى الظهران بالسعودية. (5)
شعره
قال من قصيدته في رثاء النبي (صلى الله عليه وآله) والتي تبلغ (23) بيتاً:
يا خــيــرَ داعٍ لــــلإلــهِ وهـــاديــــــاً شــمــتـــــتْ بموتِكَ جملةُ الحُسَّادِ
ولـفـقـدِكَ انـفـجـعـتْ مـلائـكــةُ السما ولـه تـهــــدّمَ شــامــخُ الأطــــوادِ
وعليكَ زُلزلتِ الــســمــاءُ وأعــولتْ زمرُ الــــمـلائكِ فوقَ سـبـعِ شِدادِ
وبــكـتْ عــلـيـكَ الــكــائناتُ بأسرِها وخـــبا ضــيــاءُ الـكـوكـبِ الوقّادِ
اللهُ أكــبــرُ إنَّ يــومَــكَ فــي الـورى قـــد كان أدهى مـن صواعقِ عادِ
أشجى الخلائقِ، والــقــلــوبَ أذابَـها حــزنــــاً وأصــبحَ جبرئيلُ يُنادي
الــيــومَ مــاتَ مــحـمــدٌ والأنــبــيــا لـبـســـتْ لـفـجـعـتِــهِ ثـيـابَ سوادِ
الـيـومَ ركــنُ الــديــنِ زُلزلَ والهدى الــيـــومَ قـامـتْ دولــةُ الأوغـــادِ
الـيـومَ أصبـحـتِ الــبـتـولُ يــتـيـمـةً مِـن بــــعـدِ فقدانِ الــنـبـيِّ الهادي
اليومَ رُضَّتْ بـالجُــدارِ ضــلـــوعُها الـيـــوم قــد لــبـسـتْ ثـيـابَ حِدادِ
الـيـومَ أسـقِـط مــحـسـنٌ وبـنـو الشقا جـــهـراً أبــانــوا مــكـمنَ الأحقادِ
الــيــومَ بـالــنــيــرانِ أحــرِقَ بــابُها وقـــضـتْ حـلـيـفـةَ رنَّــةٍ وسُـهـادِ
الــيــومَ حــيــدرةٌ قــضى في فرضِهِ فــي وسـطِ مسجدِهِ بسيفِ مُرادي
اليومَ ماتَ المرتضى وقضى ابنُه الـ ـحسنُ الزكيُّ وجفَّ زرعُ الوادي
الـيـومَ جُـمِّعـتِ الـجـموعُ بـ (كربلا) مِـن كــلِّ نـاحــيـةٍ وكــلِّ بـــــلادِ
الـيـومَ قـد عَـقـدَ ابــنُ هـنـدٍ تــاجَــــه وغدا الـحـسينُ فريـــسة ابنِ زيادِ
الـيـومَ خــرَّ عــن الــجــوادِ بـنـبلــةٍ عـيـطـاءَ قـد شــقَّـتْ لـــكـلِّ فــؤادِ
الـيـومَ بـاتَ عـلـى الـتـرابِ مُـعــفَّراً مُـلـقـىً ثــلاثـــاً في رُبــىً ووِهادِ
الـيـومَ خـيـلُ أمـــيَّـــةٍ قـد أصـبـحتْ تـحـمـي مـغــارتــها من الأجـسادِ
الـيـومَ رأسُ ابــنِ الــنـبـيِّ مــحـمـدٍ حـمـلـوهُ جـهـراً فـــي الـقنا الـميَّادِ
اليومَ قد حرقوا الـخـيــامَ بـ (كربلا) وبدتْ عزيزاتُ الرســولِ بـوادي
وقال من قصيدة في رثائه (صلى الله عليه وآله) أيضاً تبلغ (24) بيتاً:
أدهى ما كــانَ مــن بــلايـــا الدهورِ مــوتِ طــه الــبـشــيرِ الــنــذيـرِ
حـيـثُ لــمَّــا قــضــى أبــانـتْ عداهُ ما أكنُّوهُ وانطوى فــي الــصدورِ
مِن ضغونٍ قد أضمـروها وحـــقـــدٍ شـبَّ فــي قــلــبِ كـلِّ علجٍ كفورِ
أظــهــروا الــحـقـدَ والضغائنَ إذ لمْ يـجــدوا قــوةً لـهـمْ فـي الـــظهورِ
إنَّــمــا الــقــومُ حــيــث لـم تـتـــأتى لــهــمُ إمـــرةً بــســوءِ الــنــفـــورِ
كــيَّــدوا دحــرجــوا الــدبابَ وفروا يــومَ أحـــدٍ وزيَّــلــوا في الأمــورِ
كــي يــنــالــوا لــهــمْ فــأبـــــى الله أن يــنــالــوا إطــفـــاءَ ذاكَ الــنـورِ
ســجّــلوا بــيــنــهــمْ صــحــيفةَ شرٍّ مــلأوهــا بــكــلِّ أفـــــــــكٍ وزورِ
صــوَّروهــا افـتـراً وردَّاً عـلـى الله ونـقـضـاً لـمـا فـي كـتـابِهِ المسطورِ
وارتــداداً عــلــى الـهـدى واقــتداءً بالــذيــن ارتــدّوا بـمـاضـي الدهورِ
يـومَ حــادوا عــن الــكـلـيـمِ وهارو نَ إلى العجلِ والسامريْ الــمـشهورِ
فـلـعـمـري قـد اقـتـدى الـقــومُ بالقو مِ وزادوا عــلــيــهــمُ فـــي أمــــورِ
أسـقـطـوا حـمــلَ فاطمٍ أحرقوا البا بَ ويكَ واسألْ عن ضلعِها المكسورِ
لـطـمـوا خــدَّهـا فـصـاحــتْ وأنَّتْ يـومَ رِيــعــتْ بــمــدمــعٍ مــنــثـــورِ
روَّعوها ضرباً على الرأسِ والمتـ ـنِ بــلا خــشــيـــةٍ ولا مـــحـــــذورِ
غـصـبـوا إرثــهــا فـيـا لـتـــــراثٍ كــانَ مِــن أحــمــدٍ لــــهـــا مــــأثورِ
كـلُّ هـذا جـرى عـلـيـهـا بـمــرأى مِــن عــلــيٍّ ذاكَ الأبـــــيِّ الــغــيورِ
والـذي بـايـعـوهُ فــي يـــومِ خــــمٍّ حــاضــروهُ تــبـاً لـهـمْ مِــن حـضورِ
إنـهـا الـنـكـبـةُ الــتــي لا ســـواها يـا سـمـا يـا جـبـالُ يــا أرضُ مُوري (6)
وقال من قصيدته في فضل أهل البيت ورثاء الإمام الحسين (عليهم السلام) التي تبلغ (26) بيتا وقد قدمناها:
يـا سـادتـي وحُــمـاتــي مـا بقي جلدُ ولا بـقـيّـــة مــمــا نــالــنـي كـبــدُ
ألا تَـمـنّـوا عـلـى مـن يـستغيثُ بكمْ بـنظرةٍ ليس يـبـقـى بـعـدهـا كــمـدُ
فـإن تـرونـي بـمـا قـد قــدَّمـتـه يدي من الخـطـايا التي لم يحصِها عددُ
فــالــعــفو عادتكمْ والصفحُ سيرتُكمْ وأنـتـمُ خـيـرُ مَن بالخيرِ قد وَعدوا
ولـسـتُ أوّلَ راجٍ أمَّ فـــــــضـلـكـمُ ولا بــأوَّلِ مَــن فــي بــابِـكمْ وفدوا
إنّــي قــصــدتــكــمُ لـمَّـا رأيتُ لكمْ أهلَ المقاصدِ والحاجاتِ قد قصدوا
لأنّــكــمْ كــنــزُ جــودٍ لا نــفــادَ له ولــمْ يــزلْ يـجـرِ مـنـه المدُّ والمددُ
وبـحـرُ فـيـضِ نـدى تـجري نوائله وجـمـلـةُ الـخـلـقِ فـي سـاحاتِهِ تردُ
وكــلُّ مَـن لـمْ يراكمْ في الزمانِ لهُ أئــمـةً فـهـوَ للهِ الــكـــريـــمِ عـــدو
خسرانَ لو كان أغنى الناسِ قاطبةً لـمْ يُـجـدِهِ الـمـالُ حـيــن العلمُ يُفتقدُ
ومَن تطوَّقَ طوقَ الاعتــقــادِ بــكمْ فـهـوَ الـغـنـيُّ وعـنــه الفقرُ مُبـتعدُ
لأنّــكــمْ حــجَّـةُ اللهِ العــظــيمِ على كلِّ الخلائقِ إن قَرُّوا وإن جـحـدوا
الإنـسُ والـجـنُّ والأمــلاكُ قـاطبةً أنـتـمْ ولاتـهـمُ قــامــــوا وإن قعدوا
والأنــبـيـاءُ لـكـمْ عـقــدُ الولاءِ بهمْ مِـن عـالـمِ الــذرِّ فـي أعـناقِهم عقدُ
وكنتُ من حيث لا حـامٍ سواكمُ لي أسـعـى لـخـدمـتِـكـمْ شـوقـاً وأجتهدُ
أبيتُ والقلبُ من حزني لـكمْ وجِلٌ سـهـرانَ والناسُ حولي كلّهم رقدوا
إذا تــذكّــرتُ يــومَ الـطفِّ هيَّجني الله كـــمْ لــكـــمُ ذابـــتْ بــه كــبــدُ
وكـمْ لـكـمْ فـيـه جُذتْ من يدٍ ولَكَمْ كمْ باتَ ملقىً على حرِّ الثرى جـسدُ
عـارٍ يـكـفّـنُـه سـافـي الـرياحِ كما كـانـتْ تُـظـلـلـهُ الــخـطـيُّـة الـقـصدُ
وكـمْ لكمْ أنجمٌ فوق الثرى ركدتْ بـكـربــلا ومــصــابــيـحٌ بها ركدوا
قضوا عطاشى ولم تبردْ لهمْ غُللٌ والـمـاءُ حـولـهـمُ طــــامٍ ومُــطّــرَدُ
عـلـيـهـمُ الـخيلُ تجري آه والهفي لـهـا رواحٌ عـلـى أجـسـادِهـمْ وغَــدُ
وكمْ لكمْ حُـرَّةٌ يـومَ الطفوفِ بدتْ حـسـرى تـنـاهـبُـها الأحزانُ والكمدُ
تـدعـو فلمْ ترَ مـن حـامٍ تـلـوذُ بـهِ ومــا بـقـي مـن بـنـي فـهـرٍ لها أحدُ
بلا كـفـيـلٍ ولا كهفٍ وقد هجموا بالخيلِ في خدرِها الأوغادُ واجتهدوا
وقال من قصيدة في رثاء الإمام علي الهادي (عليه السلام) تبلغ (25) بيتا:
شـفَّ قـلـبـي الأسـى وذابَ فــؤادي ودموعي جرتْ كسُحْبِ الغوادي
لـمـصـابِ الإمـامِ كنزِ الــعــطــايـا مـعـدنِ الـجـودِ كــعــبــةِ الــوفّـادِ
ركــنِ ديـنِ الإلــهِ بـــدرِ الـديـاجي بـضـعـةِ الـمـصـطفى نجاةِ العباد
سـيِّـدِ الـكـائنــاتِ غــوثِ الـبـرايــا شـبـلِ حـامي الحمى عليِّ الهادي
ماتَ في (سُرَّ من رأى) مُستضاماً نـازحَ الـدارِ لـمْ يـجـدْ مـن مُفادي
فـبـروحـي أفـديــهِ لـو كـان يُجدي وبــأهــلــي وجـمــلـــــــةِ الأولادِ
وقــضـى نـحـبَـه شـهـيـداً غـريــباً نـازحَ الــدارِ بـيــنَ أهـلِ الـعــنادِ
فـبـكـتْـه الــسـمـاءُ والأرضُ حزناً ولـهُ ذابَ قــلـبُ صـــمِّ الــجــمادِ
ولــه الـخـلـقُ بـالـكـآبــةِ ضــجَّـتْ واسـتـشـاط الـنـياحُ من كلِّ وادي (7)
قال من قصيدة (بطولة العباس) التي قدمناها وتبلغ (22) بيتاً:
هِزبْرٌ كميٌّ مـــــن بــنـــي هـاشمِ العلا حمى حوزةَ الإسلامِ في يــومِ (كربلا)
هـزبـرٌ كـمــــيٌّ فــــــارسٌ شـاع ذكرُهُ بـه تُـكـشَـفُ الـضَّـرّا ويُـستـــدفعُ البلا
غـيـورٌ تـقــــيٌّ عـــــــابــدٌ مــتـهـجّـــدٌ بـمِـدْحـتــه نــشْــرُ الـمـدائــــحِ قد حلا
هِزبْرٌ كـــميٌّ مـــــن بـني هـاشمِ العلا حـمـى حـوزةَ الإسلامِ فــي يومِ كربلا
هـزبـرٌ كــــــمــيٌّ فــارسٌ شـاع ذكرُهُ به تُكشَفُ الـضَّـرّا ويُــســـتدفـعُ الـبـلا
غـيــــورٌ تـــقــــيٌّ عـــابـدٌ مــتـهـجّــدٌ بـمِـدْحـتـه نـشْـرُ الـمــدائـحِ قـــد حــلا
شـــجاعٌ مــطـــاعٌ واسعُ الـباع أروعٌ عـلـى هـامـةِ الـعـلـيـاء مـفـخــرُهُ عَـلا
سموحٌ سخيٌّ عاليَ الــشـــأن ضــيـغمٌ يــعــدُّ ورودَ الــمــوتِ شـهـداً مـعسَّلا
حمى حوزةَ الإسلامِ والدينِ والـهــدى وجـاهـدَ دونَ ابـنِ الــنـبـيْ فـسَـما عُلا
غـداةَ عـلـيـهِ عـصـبـةُ الـبـغــي ألّـبتْ جــمــوعــاً وأجــنـاداً يضيقُ بها الـفلا
سطا وانتضى عزماً وحزماً وصارماً وكــبَّــرَ فــي وســطِ الــعــجاجِ وهـلّلا
وأقــبــلَ يــلــقــى الــدارعــيـنَ بـهمَّةٍ وأروى فجاجَ الأرضِ من سافحِ الطّلا
كـأنْ كـلُّ عـضـوٍ مــنـه جـمـعٌ مدرّعٌ مــن اللهِ بــالــنــصــرِ الــعـزيـزِ تجلّلا
يـصـولُ بـعـزمٍ ثــابــتٍ ومــهــــنَّــــدٍ فـيـسـقـيـهــمُ مُــرّاً مُــدافـــاً وحـنـظـلا
يخوضُ غمارَ الـمـوتِ فـرداً مجرَّحاً ويَـصـدمُ أجــنــادَ الــضــلالــةِ مُـقْـبِــلا
...............................................
1 ــ الموسوعة الشعرية في رثاء الرسول محمد للحاج عبد القادر الشيخ علي أبو المكارم ــ دار العلوم بيروت 1431 هـ / 2010 م ج 1 ص 103 ــ 104
2 ــ ترجمة: الخطيب الشاعر الملا حسين الشبيب، للأستاذ عبد العزيز آل عبد العال ــ شبكة مزن الثقافية بتاريخ 27 / 3 / 2005
3 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 282 ــ 283
4 ــ ترجمة: الخطيب الشاعر الملا حسين الشبيب، للأستاذ عبد العزيز آل عبد العال ــ شبكة مزن الثقافية بتاريخ 27 / 3 / 2005
5 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 281
6 ــ الموسوعة الشعرية في رثاء الرسول ص 104 ــ 105
7 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 284 ــ 285
كما ترجم له:
أبو الفرج المرهون ــ ديوان حسين الشبيب ـــ طبع الجزء الأول والجزء الثاني بالمطبعة الحيدرية بالنجف الأشرف عام 1373 هـ.
الشيخ فرج العمران القطيفي / الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ج 3 ص 142 -144
عبد العلي يوسف آل سيف / القطيف وأضواء على شعرها المعاصر ص 89
الشيخ عبد الحميد الشيخ منصور المرهون / الجذوة من شعراء أم الحمام ص 55 و 117 و 125
السيد سعيد الشريف / من أعلام القطيف عبر العصور، مجلة الموسم، العدد 9 – 10 لسنة 1411هـ 1991م ص 264 ــ 265
اترك تعليق