حسين عبد العال الحسني (ولد 1412 هـ / 1992 م)
قال من قصيدة في أئمة البقيع (عليهم السلام) تبلغ (43) بيتاً:
كمْ قُطّعت منّا الـرؤوسُ نكايةً أو قطّعوا بعدَ اليمينِ يسارا
مـا صـدَّنـا ظـلمٌ فذي أرواحُنا مِـن (كربلاء) تجدِّدُ الآثارا
أو ما دروا أنَّ الشهادةَ رمزُنا إنا اتّـخذنا (كربلاءَ) شعارا (1)
الشاعر
السيد حسين بن علي بن عبد العال الحسني، ذكر قصيدته الشيخ عبد القادر بن علي أبو المكارم وقال في ترجمته: له مشاركات في احتفالات أهل البيت عليهم السلام الولائية، وينشر نتاجه الشعري على مواقع الأنترنيت القطيفية
شعره
قال في قصيدته:
أروي بظـامـئـةِ الـضـيــاءِ نـــهارا فالليلُ في كـبدِ الــبــقـيعِ أغارا
يـغـتـالُ فـي صمتٍ قبوراً هُدّمـــتْ ضـمَّـتْ هُـداةً سادةً أخـــيــارا
بمعاولٍ في كفِّ أخبثِ عــصـــبــةٍ كانوا بــحـكـمِ كـتابِــنــا فُجَّارا
لن يـطـفـئـوا بــمــعــاولٍ إيــمانَـــنا لن يـطفئوا بـعـتــــوِّهمْ أنوارا
كلا وربِّ الكونِ لنْ يطفَ الهـــدى والـقائمُ المـهــــديُّ يطلبُ ثارا
ما حـالـنـا ومـغـيَّـبُ الآلِ الــــــذي مـلأ الـقــلوبَ تصبُّراً وتوارى
مـتـوكـئٌ سـورَ الـبـقـيــعِ بـعـبـــرةٍ تبكي القبورَ وتشعبُ الأسوارا
والـقـلـبُ مـنـه مـقـسَّـمٌ ومُـفـتّــــتٌ بـيـن الـنـبـيِّ وبـيــنَ آلٍ صارا
يا قائـمـاً جَـلَّ الـمـصابُ بنا فـــهلْ أعـلـنـتَ فـيـنـا ثــورةً وبِــدارا
شيِّـدْ أيـا قـمـرَ الـزمـانِ مشاعـــراً فـيـهـا الـقـبـابُ تناطحُ الأقمارا
فــالـقـبُّـةُ الـخضراءُ ترقبُ جـــارةً ذهـبـيـةً تــهـبُ الـسـمـاءَ وِقارا
ومـآذنُ الـحـرمِ الـمُـطـهَّـرِ تقــتفي بـسـمـا الـبـقـيعِ منارةً ومــنـارا
وقلوبُ شيعتِكمْ تـضـجُّ كـجـمـــرةٍ ملأتْ هموماً وامتطتْ أكـــدارا
حـيـرى تـرى تـلكَ القبورَ مهانــةً وترى بـآثـارِ الـقـبـورِ دمــــارا
أطـفـئ بـنـا نـارَ الـحـنينِ بأضــلعٍ فالشوقُ أشـعـلَ وجـــدَنا وأثارا
فمتى نرى تلكَ المشـاهدَ قد بــدتْ وضياؤها شـقَّ الـظـــلامَ نـهارا
ومتى نرى الأعتابَ منه فنرتــمي والـدمـعُ مــن وجـنـاتِنا يتجارى
ومـتـى نسيرُ إلى الضريحِ بلــهفةٍ ونـطوفُ عشراً بالضريحِ مدارا
ومـتـى نـرى الـشـبّـاكَ يُلثمُ تــارةً ويـتـيـهُ فــي أضــلاعِــنـا موَّارا
ومتى نــعــفِّرُ كلَّ خـدٍّ بـالـــثـرى ونخوضُ في تربِ البقيـعِ غِمارا
ومــتــى نــقـــبِّــلُ كلَّ شبــرٍ لهفةً ونـصـيـحُ بـالصلواتِ فيه جهارا
وصـقـيـلُ بــارقـــةٍ اللجيــنِ ببابِهِ يسبي العيونَ ويخطفُ الأبصارا
هلْ كانَ حُلماً أن نراهُ مُــشــــيَّـداً ونــرى عــلـى تلكَ القبورِ مزارا
هل كانَ جُرماً أن نداوي وجـدَنا بشذا القبورِ فـــنـنـســـفُ الأكدارا
هل كــانَ ذنــبــاً أن خُلقنا شـيعةً نـصـلِ الـنـبـيَّ ونوصلِ الأطهارا
واللهِ إن هــمْ ضـيَّـقـوا وتــآمروا كـي يـمـنـعـوا عن يثربَ الزوَّارا
قسماً لـنـأتـي زاحـفينَ ونـملأ الـ آفــاقَ مـن صـرخـاتِـنـا إعـصـارا
سنظلُّ دوماً إن تكـمَّـدنــا الأسى سـرنـا وكـحَّــلــنــا الـعيونَ غبارا
سنظلُّ نقصدهمْ ولو طالَ المدى وسـنـعـبـرُ الأقــطــارَ والأمصارا
وسنقصدُ الـعـتباتِ منهمْ سرمداً ونـجــدِّدُ الــعـهـدَ الـعـظـيـمَ مِرارا
سنزورُ آلَ مـحـمــدٍ رغمَ العِدى يــا قــومُ إنَّــا فـيـهـــمُ لأســــارى
سنفيضُ نحو قبورِهــمْ بدموعِنا ونــصـبُّ فـيـهـا الـمـدمعَ المِدرارا
ولئن تقصَّدنا الضلالُ بـسـيـفِــهِ فـلـكــمْ روتْ مـنــا الـدمـاءُ شفارا
كمْ قُطّعت منّا الـرؤوسُ نـكـايةً أو قـطّــعــوا بـعـدَ الـيـمـيـنِ يسارا
مـا صـدَّنـا ظـلمٌ فــذي أرواحُنا مِـن (كربلاء) تــــجـــدِّدُ الآثــــارا
أو ما دروا أنَّ الــشهادةَ رمزُنا إنــا اتّـخـــذنــــــا (كربلاءَ) شعارا
إنَّا ورثـــنـــا مـــن حسينٍ عزَّةً فــيــهــا الكرامةُ ترخصُ الأعمارا
إنّا تـمـطّــيـنــا الزمانُ ولمْ نكنْ نـخشى الصروفَ ونرهبُ الأقدارا
فــوحــقِّ أحمدَ والوصيِّ وفاطمٍ غــيــرَ الـتـشـيُّــعِ لـن يكونَ مَسَارا
..............................................
1 ــ الموسوعة الشعرية في رثاء الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) لعبد القادر بن علي أبو المكارم ــ دار العلوم، بيروت 1431 هـ / 2010 م ج 1 ص 112 ــ 115
اترك تعليق