542 ــ ناصر أبو الورد (ولد 1395 هـ / 1985 م)

ناصر أبو الورد (ولد 1405 هـ / 1985 م)

قال من قصيدة (آلاء الحسين):

امدُدْ أبا الشهداءِ خنصرَكَ الذي      مـا زالَ ينسجُ (كربلاءَ) أقاحي

يـا ابـنَ الـبـتولِ تلغَّمتْ أسماؤنا     وتكردستْ لججُ المنونِ بساحي

أنا مفردٌ يا جـيـشَ فـاطـمةَ التي     مـنها يزفُّ الأكرمونَ أضاحي

الشاعر

ناصر بن حسين بن عبيس الجبوري، الملقب بـ (أبو الورد) ولد في ناحية القاسم في الحلة، وتخرج من معهد إعداد المعلمين في بابل وعين معلما في مدارسها.

نشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية وشارك في المهرجانات، وله ديوان مخطوط بعنوان (متاحف الطفولة)

شعره

قال من قصيدته (آلاء الحسين):

أسدٌ دمائي والـعـريـــنُ جــراحي      والـلـيـلُ زفَّ سـديـمَـه لنياحي

مَن ألبسَ الأيَّامَ ســـمـرةَ مِـحـنتي      مَن علّقَ اللافوقَ فوقَ جـناحي

يا غارقاً فـي الأمــنياتِ أما ترى      أحلامَكَ العمياءَ رهنَ صباحي

جـئـنـي بماءٍ مــن طفوفِ أحبّتي      كي ترتوي من خافقيَّ رماحي

امدُدْ أبا الشهـداءِ خنصرَكَ الذي     مـا زالَ ينسجُ (كربلاءَ) أقاحي

يـا ابـنَ الـبـتـولِ تلغَّمتْ أسماؤنا     وتكردستْ لججُ المنونِ بساحي

أنا مفردٌ يا جــيـشَ فـاطـمةَ التي     مـنها يزفُّ الأكرمونَ أضاحي

أنا مـفردٌ يا ابنَ المخضَّبِ هامُه      زِدني هـيـامـاً فـالـهـيامُ سلاحي

أنا مـفـردٌ والـغـدرُ يـنـفـثُ سمَّه      رقـطـاءَ يـنـهشُ نابُـه أفراحــي

وحملتُ آلاءَ الـحسينِ بـمـقـلـتي      دمـعـاً يـكـحِّـلُ أعـيني بنجاحي

فهوَ الحسينُ مُذ أزجَّ صـحـابَــه      نـبـعـاً أفـاضَ قـرائـحَ الـمُــدّاحِ

قد تُـقـفـلُ الأبوابُ يرتدُّ الصَّدى      قد تُغرقُ الآهاتُ وجهَ بـطاحي

لكنَّ في ذاتي تـلـجـلـجَ صـوتُــه      وتنفَّستْ ملءَ الحسينِ جِراحي

وقال من قصيدته (شمس الحسين):

أشـجـى الــكلامَ وحيَّرَ الأقلاما      إذ كـلُّ شبرٍ مِـن خُطاكَ إماما

وهـوَ الذي ضمَّ الوجودَ كساؤه      وهـوَ الذي منحَ السلامَ سلاما

وهوَ الذي عتقَ النفوسَ ونورُه      يـشـدو ضـيـاءً أطربَ الأيَّاما

يا ملهماً يـتـلـو الـبـتـولَ لـسانُه      حسنٌ حسينٌ أنجماً تـتـسـامـى

يا ملهماً سيفَ الوصيِّ وقـلـبُـه      ولواؤهُ المعقودُ مـنـكَ تـنـامى

إذ كانَ مـعجزةَ الرسولِ ونفسُه      روضٌ يـفـيـحُ عـبيرُه أحكاما

طهَ يُـصــلّي والـجـلالُ يـحـفُّـه      والبيتُ والأقصى يذبنَ غراما

سبعُ الـمـثاني في رُباكَ تفتّحتْ      وتـكـحَّـلـتْ منكَ العُلى إكراما

ليلُ الـقـصـائـدِ أسرجتْ أقلامَه      شمسُ الـحسينِ فأيقظتْ أنغاما

يا خاتماً ختمَ الـمـداركَ والنهى      بحرٌ ومـوجُ حـنـيـنِـهِ يـترامى

أيـامُـنـا الجدباءُ تـنـتـظـرُ الذي      نـظـراتُه تهبُ السماءَ غُـمـامـا

وقال في الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً:

هـيَ لـحظـةٌ كـلُّ السماءِ ترجَّـلتْ     وعلى حـدودِكَ يا حسينُ تكربلتْ

وعلى امـتـدادِ الأحمرينِ نـشيدُها     ما بينَ نحرِكَ والسيوفِ وما تلتْ

إذْ أنـتَ مـختصرُ البياضِ ولوحةٌ     فـيـهـا وجـوهُ الأنـبيـاءِ تـشـكّـلـتْ

ضوءٌ إلى الأعلى ومسرحُ للندى     وأرائكٌ لـلـثـــــــائـريـنَ تـنـزّلـتْ

عرضٌ مهيبٌ والستائرُ تـنـطـوي     وعلا صهيلٌ والمقاعـدُ زُلـزِلـتْ

نارٌ وصـوتُ الخائفينَ وكفُّ مَـنْ     صـلّـت له عـيـنُ الفراتِ وقبَّـلـتْ

أمـويّـةٌ عـيـنُ الـزمـانِ يـحــفُّـهـا     قـلـقٌ بـمـعـنىً لا تـراكَ تـكـبَّـلـتْ

أسـرجـتَ ليلَ الحالمينَ بنصرِهمْ     وعلى جراحِكَ يا حسينُ توكّـلـتْ

جاءتكَ من أقصى الأنينِ بحمدِها     كمْ مـريـمٍ فـي راحـتـيـكَ تمثّـلـتْ

كـمْ مـن يـسـوعٍ تُـسـتـبـاحُ دماؤهُ     لـولا نـداؤكَ والـمـنـــايـا أقـبـلـتْ

ما زلتَ تبتكرُ الحضورَ سنابــلاً     يا مَنْ بهِ لغـةُ الـرغـيفِ تأصَّـلـتْ

إذْ أنتَ بردتُكَ الفصولُ نثرتَــهـا     ونزلتَ غيثاً والـمـــــآذنُ هــلّـلـتْ

ما بينَ طـهَ والـحـسـيـنِ فسـائـلٌ      منها تدلّى المؤمنونَ وفُـــــصِّـلَـتْ

يـقـتـادُنـي ظـمـأ الخيامِ لمـحـنـةٍ     شـامـيـةِ الـمـغـزى إلـيَّ تـســلّـلـتْ

وأنـا على مرأى ارتباكِ مفازتي     أدنـو بـيـأسـي والـمـنـافـذُ أقـفِـلـتْ

وبذرتُ حائرَكَ ابـتهالَ قناطري     وخـرائـطٌ للماءِ فـيـكَ تـبـوصَـلـتْ

كمْ يشتهيكَ الفجرُ يا ابنَ ضيائـهِ     حلمٌ تنفّسَ والـحـيــــاةُ تـبَـسـمَـلـتْ

أوثقتُ قـافـيـتـي بـبـابِ سمائِكـمْ     خـجـلاً تـئـنُّ وبـالـحـيـاءِ تـظـلـلـتْ

مِن مسرحِ الدنيا أتاكَ مُـسـافـراً     وخُطاهُ في كبرِ الوصولِ تـكحَّـلـتْ

................................................................

زودني الشاعر بسيرته وأشعره

كم ترجم له: الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 425

كاتب : محمد طاهر الصفار