داود العطار (1349 ــ 1403 هـ / 1930 ــ 1983 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) نبلغ (38) بيتاً:
فهذي تـعـاليمُ الحسينِ بـ (كربلا) فـمَـن شايعَ السبطَ الشهـيـدَ تعلّما
غـداةَ رأى الإسـلامَ كـوّرَ فــجرَه وشـاهـدَ لـيـلَ الــجـاهـلـيةِ أظلما
وصارَ يزيدُ الفسقِ والظلمِ حاكماً فقرَّرَ أن يُردي الضلالَ المخيَّما (1)
الشاعر
السيد داود بن سلمان بن محمد علي العطار، مفكر وكاتب وشاعر وسياسي إسلامي، ولد في الكاظمية وفيها أكمل دراسته الإعدادية / الفرع العلمي عام (1948)، لكنه اضطر إلى ترك الدراسة ليتجه إلى العمل بسبب ظروفه المادية، ثم عاد ليدرس في كلية الحقوق في دمشق ونجح في الدور الأول، ثم انتقل إلى كلية الحقوق في بغداد وحصل على البكالوريوس فيها عام (1967)، وواصل دراسته فحصل على شهادة الماجستير في علوم الشريعة من معهد الدراسات الإسلامية العليا في بغداد عام (1971) ومارس التدريس في كلية أصول الدين ليلاً وكان يعمل في النهار لتوفير لقمة العيش، ثم سافر إلى مصر لإكمال دراسته فحصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون من جامعة القاهرة عام (1974)، ثم الدكتوراه في القانون عام (1977).
وللسيد العطّار نشاط سياسي كبير فقد كان له وقفات كثيرة في مناصرة قضايا الإسلام والدفاع عنها ومقارعة الأنظمة والتيارات الفاسدة فتعرض للاعتقال والتشريد فهاجر إلى الكويت وهناك عمل مديرا لدار التوحيد للنشر والتوزيع المعروفة بإصداراتها الإسلامية في الفكر الإسلامي وبقي فيها لمدة سنتين، ولما علم بأن هناك محاولات من قبل النظام الصدامي لخطف واغتيال المعارضين له غادر الكويت إلى إيران حيث استقر به المقام هناك حتى وفاته في طهران.
قال عنه الأستاذ عبد الكريم الدباغ: (مجاهد معروف، طالما نافح عن دينه وعقيدته منذ أوائل شبابه من خلال مواقفه الجرئية المشهودة على الأصعدة الاجتماعية والثقافية والسياسية، مسجلاً حضوراً مميزاً في فترة اتسمت بالمواجهة مع التيارات المنحرفة، والأنظمة الحاكمة في العراق، منذ أوائل الستينيات الميلادية، حيث كانت للمترجم له أنشطة كثيرة متعددة منها: الاحتفالات الشجاعة التي حفظها جيله المؤمن عن ظهر قلب في المناسبات والمواسم الأدبية، وكذلك نشاطه التنظيمي الحافل في الحركة الإسلامية المعاصرة، ومواكب الطلبة التي خرج في مقدمتها، ليقودها من مدرسة الإمام الكاظم عليه السلام في الكاظمية إلى الصحن الشريف، ثم لتتسع بعد ذلك لتصل إلى ما وصلت إليه في السنوات اللاحقة.
إضافة إلى تربيته ورعايته للعديد من الشباب الواعي، ومساهمته في مشاريع مختلفة، وتدريسه في كلية أصول الدين وغيرها من المحافل الجامعية، وعلاقاته الواسعة مع رجال العلم والفكر والثقافة، ومشاركته في الجهد الإعلامي والتأليفي من خلال الإصدارات والتأليفات
وللعطار العديد من المؤلفات والبحوث في الفقه والأصول المقارنين والشريعة وعلوم القرآن والفكر إضافة إلى ديوان شعر، وقد دُرّست بعض بحوثه في العراق ولبنان والكويت وغرب أفريقيا، واعتُمدَ البعضُ الآخر للتدريس في الحوزات العلميّة ومن مؤلفاته المطبوعة: (التجويد وآداب التلاوة)، (الدفاع الشرعي في الشريعة الإسلامية)، (تجاوز الدفاع الشرعي في القانون المقارن)، (في سبيل وعي إسلامي)، (موجز علوم القرآن)، (ثلاث قصائد إسلامية).
وله من المؤلفات التي لا تزال مخطوطة: (أساس الإلزام في المعاهدات الإسلامية)، (أساس علاقات الدولة الإسلامية مع الدول الأجنبية)، (الانتحار، بواعثه وعلاجه ــ بحث مقارن بين الشريعة والقانون)
شعره
قال من قصيدة في ذكرى المبعث النبوي الشريف تبلغ (50) بيتاً:
إيهِ يا صـاحِ قـد نـكأتَ جراحي وأثَـرْتَ الــدفــيــنَ مـــن أتــــراحي
لا تسلني فالروضُ صوَّحَ والبُو مُ طــروبٌ بــه طــلـــيـــقُ الـجـناحِ
لا تـسـلـنـي فـالـجـاهـلـيّةُ عادتْ بــديــاجـــيـــرِها وبـــالأشــــبــــاح
ويـكَ عـنّـي فـاللهُ يُـنـكَر جـهـراً وجـهـادُ الــكــفّــارِ غــيــرُ مـــبــاح
أنـا فـي حـومة الكفاحِ وذكــرى بعثةِ الـمـصـطـفـى لـهـيـبُ كــفاحي
وإذا صلصلَ الـسـلاحُ فـذكـرى بـعـثـةِ الـمـصـطفى صنيعُ ســلاحي
وإذا ضـجّـتِ الـجـراحُ فـذكرى بـعـثـةِ المصطفى ضمادُ جـــراحـي
أحمديُّ الجهادِ هل يـسـتـطيع الْـ ـكُـفْـرُ والـكـافـرون كـبحَ جـماحي؟
وعـتـادي عـقـيـدتـي وجـهــادي مـسـتـمـرٌّ حـتـى يـلـوحَ صــبــاحي
ويكَ دعني يا صاحِ فاللـيلُ داجٍ واستمعْ في الصباحِ عذبَ صُـداحي
وقال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (31) بيتاً:
حينَ شعَّتْ ذكراكَ فـــي الأجـواءِ هـتـفـتْ كـلُّ قطرةٍ من دمائي
إنَّ هـذي الــذكــــرى دويُّ نـــداءٍ عـلـويٍّ مــخــلّـــدِ الأصــداءِ
إنَّ هذي الذكرى هديرُ شـــــروقٍ يـتـحـدّى حــنــادسَ الـظـلماءِ
انَّ هذي الذكـرى هزيمُ رعـــــودٍ ونــســيــمٌ مــعــطّــرُ الأنـداءِ
فـلـمـاذا نـلـهـو بــتـرديـــدِ ألــــفـا ظٍ مــواتٍ مُــعـــــادةٍ جوفــاءِ
أنــريــدُ الإطراءَ جــــلَّ عـــلـــيٌّ وعلا عــن مــقــالــةِ الإطراءِ
أنــريــدُ الــسـلـوَّ بـالـغـابـرِ الـــفـ ـذّ لـنـغفو عن حاضرِ الأرزاءِ
إنَّ ذكرَ الوصيِّ مــبعثُ جــــيــلٍ قــنــصـتــه حــبــائـلُ الأعداءِ
هيَ ذكرى لكنها في ضــمــيرِ الـ ـدهرِ صوتُ الرسالةِ السمحاءِ
لـنـصـوغَ الـجـراحَ تـزأرُ بــالــثأ رِ أهــازيــجَ ثـــورةٍ وفـــــداءِ
أيُّها المسلمونَ مـن بــــاتَ لا يهـ ـتــمُّ فــي أمــرِ ديـنِـه المعطاءِ
لـيـسَ مِـن أمَّـةِ الـنـبــــيِّ ولا مِن شـيـعـةِ المرتضى بدونِ مراءِ
أيُّـهـا الـمـسـلـمــــونَ إنَّا جـهـلـنا وابـتـعـدنا عن معطياتِ السماءِ
حينَ سادَ الإسلامُ كــمْ ســعـدَ النا سُ بـمـنـهـاجِ حـكـمِـهِ الوضَّاءِ
نفحاتُ الصحـراءِ تـهبطُ وحــيــاً ثــمَّ تــنــداحُ فــذّةَ الأشـــــــذاءِ
وطلعنا على الـوجـودِ شــمــوساً وأفــضـنـا عـلـيـهِ بــالــنــعـماءِ
وحشرنا الطغاةَ أسرى طــــغاماً وكـسـرنــا رواســـــفَ الإسراءِ
واذا بـالـعـبـيــدِ تـخـتــــالُ عــزَّاً بـلْ تُولّـى قــيـــادةَ الـــــرؤساءِ
يا دعاةَ الإسلامِ أنـتـمْ بُـنــــاةُ الـ ـغــدِ والــجـوُ صـاخــبُ الأنواءِ
كانتِ الأرضُ ملكنا ونسوسُ الـ ـنـاسَ فـيـهـا بـالـشـرعـةِ الغرَّاءِ
لا فقيرٌ يشكو الخصاصةَ والجو عَ ولا مـتـخـمٌ مِـــن الإثــــــراءِ
وحـكـمـنـا بـالـحــقِّ وامتدَّ عدلٌ وارفُ الــظــلِّ يــانـــعُ الأفــيـاءِ
فـعـقـيـلٌ يُـكـوى، وسـلـمانُ مِنَّا حـيـث عــمُّ الـنـبـيِّ فـي الـغرباءِ
واسـتتبتْ حضارةٌ لمْ تزلْ تـحـ ـلـمُ فـيـهـا مــواكـــبُ الأبــنــــاءِ
وصـفـا الكونُ وحدةً من رخاءٍ وأمـــــانٍ ومـــنــــعـــةٍ وإخــــاءِ
كيفَ كنّا وكـيـفَ عُـدنـا شظايا أمَّــةٍ تُــسـتـضــامُ بـــالأجـــــراءِ
ليسَ من يرتضي الـهوانَ بحيٍّ إنَّــمــا الــحــيُّ ثــائـــرُ الــشهداءِ
يا دعاةَ الإسلامِ يا جحفلَ الفجـ ـرِ مُـــغـــذّاً بـــهــمَّــةٍ ومــضــاءِ
وصـمـوداً عـلـى الهدى علويّاً وجــهــاداً كــســيــدِ الأوصــيـــاءِ
واتــصـــــالاً باللهِ فـي كـلِّ آنٍ واقــتـــداءً بــخــاتـــمِ الأنـــبــيــاءِ
وقال في مولده (عليه السلام) من قصيدة متعددة القوافي تبلغ (40) بيتاً:
والــيــتُ آلَ مـــحـــمـــدٍ وأخــذتُ عـنـهـمْ كـلَّ عادَة
وتــبــعـتـهـمْ بــأذانِــهـــمْ مِـن دونِ نـقـصٍ أو زيـادَة
أنا لمْ أجـدْ مـنـهـمْ إمــاماً مـاتَ وهـوَ عـلـى الـوسادَة
حـتـى الـذي قد جاوزَ الـ ـســتـيـنَ لـمْ يـتـركْ جـهادَه
حـتـى الـعـقـائــلُ مـنـهـمُ قارعنَ من غصبوا السيادَة
أنا لــمْ أنــالَ الــنصرَ إلّا حـيـنَ أظـفـرُ بـالـشـهـــادَة
أنا لا أرى في الموتِ دو نَ عــقــيــدتــي إلّا سـعادَة
*************************************
عــذراً ولـــــــــيَّ اللهِ إن أنـشـدتُ عـن قـلـبٍ عــميدِ
وهــدرتُ هــدرةَ ثــائـــرٍ فــي يــومِ مــولدِكَ السعيدِ
طــافــتْ بـنـا ذكـراكَ عا بــقــةً بــتــاريـــخٍ مــجـيدِ
ذكـرى الــولادةِ أشـرقتْ فـي الموضعِ الطهرِ الفريدِ
ذكـرى الـعـدالـــةِ والتقى ذكـرى الـبـطـولةِ والخلودِ
نـاشـدتُ قـلـبـي أن يـطيـ ـبَ بـهـا ويـهـزجُ بـالـنشيدِ
وإذا نـشـيـدُ الـقـلــبِ عو دي دولـة الإســلامِ عودي
عــودي تـعـطّـلتِ الحدو دُ فـطـبِّـقـي كـلَّ الــحــدودِ
عـودي فـعـودُكِ لـلورى عـيـدٌ يُـعــدُّ بــألــفِ عــيـدِ
وقال في عيد الغدير الأغر من قصيدة (خماسية) تبلغ (35) بيتاً:
مثل إشراقةِ الـصـبـاحِ الـمُـنيرِ كـلُّ عـامٍ يـطـلُّ عـيـدُ الـغـديرِ
هـوَ عـيـدُ الإيـمانِ سجَّلهُ الدهـ ـرُ نـشـيـداً بـأحـرفٍ مـن نـورِ
يـومَ قــامَ الــنـبـيُّ يــعـلـنُ للنا سِ قـراراً مـن الـلطيفِ الخبيرِ
ذا عـلـيٌّ خـلـيـفـتـي ووصـيي وهوَ نفسي وساعدي ووزيري
هـوَ مـولاكـمُ فـبـايـعــه الـــنـا سُ أمـيراً فـي فـرحــةٍ وسرورِ
******************************************
يـا وصـيَّ الــنــبـــيِّ يــــا زو جَ بـضـــــعــةِ الـطـهـرِ أحــمدْ
عـشـتَ لـلـديـنِ حـامـيـاً ومُدلّاً ونـصـيــراً وشــعــلـــةً تـتـوقّدْ
أنتَ لو لمْ تكنْ وصـيّـاً أمـيـنـاً في فراشِ الـنبيِّ ما كـنتَ ترقدْ
أنتَ نفسُ النبيِّ في (قلْ تعالوا ندع أبناءنا) وحـسبُكَ مِـن مجدْ
أنـتَ هـارونُـه وحسبُكَ أنَّ الله أثـنـى عـلـيـكَ والــذكـرُ يــشهدْ
وقال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (38) بيتاً:
يـا شـهـيـداً أيـنَ مـنـكَ الشهدا مـا نرى شـخـــصَـــكَ إلّا أوحـدا
إنَّ ديـنـاً بـالـدمـا قــد صُـنـتَـه كادَ أن يُمـحى فكنتَ الــمُــنــجـدا
سـوفَ نـحـيـا أبـدَ الـدهـرِ لـه وعـلـى تـحـكـيـمِــــــــه هـاكَ يـدا
لـيـسَ نرضى الذلَّ من طائفةٍ أضـمرتْ لــلــديـــنِ غدراً وعــدا
الحسينُ السبطُ ضحّى وافتدى بـيـضةَ الإســـلامِ قــد جـــلَّ الفدا
إن فـقـدنـاهُ إمـــامـــاً قــائـمـاً دمُــــــــه ما زالَ نـــوراً وهـــدى
هـوَ لـلـزحـفِ سـيـبـقى رائداً وعـلـى الـدربِ شـهـــابـــاً فــرقدا
وعــلــى آثـــارِهِ أنـــصـــارُه واصلوا الزحفَ على طولِ المدى
أحــمــدٌ مــنَّــا ومــنَّــا حـيدرٌ وحــســيــنٌ وهــوَ نــبراسُ الهدى
جـدِّدوا لـلـطـفِّ عهداً مشرقاً صـوتُـه لا زالَ هــدَّارَ الــصــدى
وقال في ثورة سيد الشهداء (عليه السلام)
يا مَن يرى حبَّ الحسينِ تشيُّعاً إنَّ الـتـشـيُّـعَ ثورةٌ وجهادُ
ثـارَ الـحـسينُ على يزيدَ لفسقِهِ ولقد غزانا الكفرُ والإلحادُ
وقال من حسينية أخرى:
سـلامٌ عـلـى المــصــلحِ الثائرِ تضوَّعَ بـالـنـسـبِ الـطاهرِ
سلامٌ عليكَ أبــيــتَ الخضوع وثـرتَ على الفاسقِ الفاجرِ
لسقي البغاةِ كــــؤوسَ المنونْ بصمصامِكَ المرهفِ الباترِ
إلى أن أضــرَّكَ وقـدُ الهجيرْ هـويـــتَ مـن الـظمأ الكاسرِ
وأنتَ تـــنـادي ألا مِـن مُـعينْ لـشــرعـةِ أحـمدَ أو نـاصـرِ
ســلامٌ عــليكَ تريبَ الـخـدودْ وفـي مفرقيكَ سـنـا الـظـافرِ
أبا الـشـهـداءِ تــذيــبُ القلوب مـفــاسـدُ واقـعِـنـا الــداجــرِ
سـنـقـبـسُ مـنـكَ لهيبَ الجهادْ ومِــن يـومِـكَ الألـقَ الزاهرِ
ونــســلـكُ دربَكَ دربَ الاباءْ لـنــظـفـرَ بـالأمــلِ الـنـاضرِ
وننهجُ نـهجَكَ في التضحياتْ ونبــسـمُ لـلأجــلِ الـــقــاهـرِ
حـسـيـنُ الـشـهـامـةِ لمَّا تـزلْ عـظـاتُـكَ فـي دمِـنـا الـفـائـرِ
تـلـزُّ الـجموعُ لذاتِ الطـريقْ طريقُ الوثوبِ على الـجـائرِ
طريقُ الـمـفـاداةِ دونَ العــقيـ ـدةِ والهزءُ من بطشِه الغادرِ
فـإمَّـا الـشـهـادةُ حيث النعـيمْ وإمَّـا الـظـهـورُ عـلـى الكافرِ
وقال في الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (38) بيتاً:
فهــذي تـعـاليمُ الحسينِ بـ (كربلا) فـمَـن شايعَ السبطَ الشـهـيـدَ تعلّما
غـــداةَ رأى الإسـلامَ كـوّرَ فــجرَه وشـاهـدَ لـيـلَ الــجـاـهـلـيةِ أظلما
وصــارَ يزيدُ الفسقِ والظلمِ حاكماً فقرَّرَ أن يُردي الضـلالَ المخيَّما
وأحـــجـمَ عــزَّاً أن يــمــدَّ لــه يـداً ولـكـن إلــى بــذلِ الـنفوسِ تقدّما
لـكـــي لا يـقـرَّ الـمسلمونَ عصابةً تـطـبِّـقُ كـفـراً أو تــحكِّمَ مُجرما
وقـــدَّمَ أهــلــيــهِ ضـحــايــا لـدينِهِ وراحَ يُواري مـن ضحاياهُ أنجما
وقرَّبَ حتى الطفلَ عطشانَ ساغباً ولــكـن سـقـاهُ القومُ سهماً مُسمَّما
وحينَ أصرَّ البغيُ صالَ غضنفراً وهـزهـزَ خـطّـاراً وجــرَّدَ مخذما
وأوردَ كــأسَ الـمـوتِ كـلَّ مُـدرَّعٍ ولـمّـا رووا مـن سـيفه هدّه الظما
فـصـاحَ خـذيـنـي يـا سـيـوفَ أميَّةٍ لـقـد فازَ بالدارينِ مَن ماتَ مُسلما
وقال من قصيدة في رثاء السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره):
باقرُ الصــدرِ مِنّا سلاما أيُّ بــاغٍ سـقاكَ الحِماما
أنتَ أيــقظتنا كيفَ تغفو أنتَ أقسمتَ أن لنْ تَناما
كـيـــفَ تنأى بعيداً ولمَّا يبلغُ الـمــؤمنونَ المراما
غـبــتَ عنّا سريعاً ولمّا يطردُ الـثائرون الظلاما
يا أبا جعفرٍ سوفَ تبقى مشعلاً هــاديـاً يـتـسامى
..........................................................
1 ــ ترجمته وشعره في: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 2 ص 399 ــ 428
كما ترجم له:
حميد المطبعي / موسوعة أعلام وعلماء العراق ص 247
اترك تعليق