512 ــ خالد المعموري (ولد 1364 هـ / 1945 م)

خالد المعموري (ولد 1364 هـ / 1945 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) بعنوان (الدهر عبرة وعزاء) وتبلغ (54) بيتاً:

ماذا جنوا من غيِّهمْ فـي (كربلا)      إلّا الـيـبـابَ وإنَّـهمْ تُعساءُ

طمعوا بملكِ الريِّ أجرَ صنيعِهمْ      فتلاعبتْ بـحـلومِهمْ أهواءُ

خَـلَـدَ الـحـسـيـنُ ورهـطُـه لقيامةٍ      واستبشرتْ بلقائِهِ الشهداءُ (1)

ومنها:

فـبـأيِّ شـرعٍ تُـسـتـبـاحُ دمـاؤنــا      وبـأيِّ ديـنٍ يُــذبــحُ الأحــياءُ

شهدتْ على أحقادِهمْ أرضُ الغر     يِّ و(كربلا) والحلّةُ الفيـحاءُ

أينَ انـشـقـاقُ البدرِ يمحقُ باطلاً      أينَ العصا أينَ اليدُ البيضاءُ؟

الشاعر

خالد بن علي بن عودة بن عبيد بن حبيب بن ظاهر المعموري، ولد في بغداد وأصله من الحلة، وقد ولد هناك بحكم وظيفة والده العسكرية آنذاك، وعاد إلى الحلة والتحق بالكلية العسكرية عام (1964)، كما درس القانون في جامعة بابل ونشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية وله ديوان شعر مخطوط.

شعره

قال من قصيدته:

أرضٌ لـخـطـبِـكَ قـد بـكــتْ وسماءُ      والـدهـرُ بـعـدَكَ عـبــرةٌ وعـزاءُ

وهـمـومُ فـقـدِكَ لا يــــبــدِّدُ لــيـلَـهـا      مــالٌ ولا ولـــدٌ ولا نـــدمـــــــاءُ

والدمعُ لا يجدي الفؤادَ مـن الجـوى      كلّا ولا يـشـفـي الـغـلـيـلَ بـكــاءُ

غـدتِ الـمـلائـكُ هـابـطــاً ومُـحـلّـقاً      مـحـزونـةً غـصَّـتْ بـها الأجواءُ

عفتِ السنونُ على مصـائبِ غيرِكمْ      ومصابُكمْ حتى الـنـشـورَ عـنــاءُ

أولا يــدومُ أســىً وأنــــــتَ محـمـدٌ      هـتـفـتْ تُـنـاشــدُ مـجـدَكَ العلياءُ

لولاكَ ما سلمَ الخـليـلُ مـن الـلـظـى      لــولاكَ لـمْ يـــكُ لـلـذبـيـحِ فــداءُ

لولاكَ مـا بـرأ الـعـــظـيـمُ خـلـيـــقَةً      لـولاكَ مـا زانَ الـنـهـارَ ضـيـاءُ

أنتَ الذي مدحَ الـــعـلـيـمُ خـصـــالَه      مـاذا يـزيـــدُ بــحـقِّكَ الـشـعـراءُ

سطّرتَ في الآفـاقِ مِـن قـيمِ الــعُلا      مـا كـلَّ عــن مـعـشـارِهِ العظماءُ

وبـنـيـتَ للأمجادِ صرحاً شامــــخـاً      فـوقَ الـبـسـيـطـةِ مـا عـلاهُ بناءُ

شحّتْ يـنـابـيـعُ الـكـرامِ وغُـــوِّرتْ      وزلالُ نـبـعِـكَ خــالــدٌ مِـعـطـاءُ

شاختْ جِنانُ ذوي العلا فتصحَّرتْ      وريــاضُـكـمْ مـدهــامَّــةٌ غــنَّــاءُ

ما بانَ بينَ الناسِ مُذْ خُـلـقَ الـورى      لـمـحـمــدٍ بـفـضـيـلــةٍ شُـــركاءُ

بـلْ لـلـقـيـامـةِ لـنْ يـكـونَ بـمـعـشرٍ     لـلـمـصـطـفـى بـسـجـيَّـةٍ عُدَلاءُ

مِن غـيـرِ ذكـرِكَ لا تُـقــامُ صلاتُنا      وبـغـيـرِ ذكـرِكَ لا يُــجابُ دُعاءُ

إنْ شُفّعتْ يومَ الـتـغـابــــنِ صـفـوةٌ      تـرجـو وسـيـلـــةَ أحـمدَ الشفعاءُ

أواهُ كــمْ صـفـرٍ دهــى ومــــحـرَّمٍ      فَجَعَ الرسولَ ورُوِّعــتْ حوراءُ

هذي الأسنَّةُ والـصــوارمُ شُرِّعـتْ      عَدَدَ الحصى ضاقتْ بـها البيداءُ

بعثوا الرسائلَ للـحـسـيـنِ وأخـلـفوا      وكـأنّـمـا ولـدتـهــمُ الـحــربـــاءُ

نادى الحسينُ أخـيَّـتـي فـتـصـبَّري      إن حلَّ في أمرِ النفوسِ قــضـاءُ

إن عزَّ في الـدنـيـا لـقــاءُ أحــبــــةٍ      فـغـداً وجــدِّكِ مــوعـدٌ ولــقــاءُ

أمَّا أخـوكِ عـلـى الـتـرابِ مُـقـطّعٌ      وتـكـفِّـنُ الـجـسـدَ الـسـليبَ دماءُ

تعدو على صدري سنابكُ خـيـلِهمْ      وبرفعِ رأسي طـافـتِ الـسـفـهـاءُ

عطشانَ قد ذُبحَ الحسينُ مِن الـقفا      سُـلـبـتْ عـمـامـةُ جـــــدِّهِ ورِداءُ

الـجـسـمُ بُـضِّــعَ والـهـواشمُ حوله      بـدرٌ تـوسَّــطَ أنـجــمــــاً وضَّاءُ

واستعرضوا فوقَ الـقــنا رأساً بهِ      لـثـمَ الــرسـولُ فـماً وفوهُ ضياءُ

....................................................

1 ــ ترجمته وشعره في: الحسين الشعر الحلي ج 2 ص 103 ــ 106

كما ترجم له:

الدكتور سعد الحداد / تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 49

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار