حسين علي محفوظ (1344 ــ 1430 هـ / 1926 ــ 2009 م)
قال في مقطع بعنوان (الحائر) من قصيدة (الثريا) وتبلغ (209) أبيات:
شـرَّفَ الـحائرُ الدهورَ سراجا واستنارتْ وهَّـاجـةٌ (كربلا) هُ
واستضاءَ الوادي المقدَّسُ أنوا رَ جـلالٍ أعـلـى الـمـلـيـكُ بناهُ
كـلّـمـا كـبَّرَ الـمـؤذّنُ خــمـسـاً صــادعـــاً لا إلـــــــــهَ إلّا الله
عانقته الـسبعُ السماواتُ شوقاً وعنا الطورُ ضارعاً في طواهُ
وتـهـاوتْ إلـى ثـراهُ الـــثـريَّـا والـثـريَّــا مُـشتـقّـةٌ مِــن ثـراهُ
بلدٌ يـسـتـطيلُ في الأفقِ الأعــ ـلى كساهُ ــ سـبحانُه ــ كبرياهُ (1)
ومنها من مقطع (كربلاء مدينة الضياء والنور):
(كربلا) مـوطـنُ الأشعَّةِ والأنـ ـوارِ لم تطفِ وهجَها الأفواهُ
مضجعُ القدسِ والشهادةِ سالتْ بـنـجـيـعِ ابـنِ فـاطـمٍ بـطـحاهُ
فتجلّى في وجـنةِ الأرضِ خالاً كلُّ شيءٍ في الـعـالـمينَ فداهُ
ومنها من مقطع (الثريا):
سجدَ النجمُ خاشعاً في ثـراهُ وتعالتْ مرفوعةً (كربلا) هُ
بـلـدٌ طـيِّـبٌ وربٌّ غــفــورٌ نـفـخَ الـبـيـتُ فـيهِ سرَّ علاهُ
في ذراهُ تنفّسَ الصبحُ تيها نَ فـخـوراً يـختالُ في أرجاهُ
ومن نفس المقطع:
وتراءى في طفِّه طورُ سينيـ ـنَ وحيَّتْ سيناؤهُ (كربلا) هُ
كـبـرتْ كـلُّ ذرةٍ فـي فـضاهُ هلّـلـتْ كـلُّ قـطـرةٍ مـن مـاهُ
سـبَّـحـتْ كـلُّ حـبَّـةٍ في ثراهُ قُـدّستْ كلُّ نـقـطـةٍ في سماهُ
ومنها في مقطع (دعاء):
سـعـدَ الـقـاصدُ المؤمَّلُ يشتا قُ حـسـيـنـاً تشوقُه (كربلا) ه
سعدَ المستجيرُ بالحائرِ الطا هـرِ بـالـمـرقـدِ الـمـنيفِ عُلاهُ
جاءَ مُزمَّلاً بأقصى الأماني ووصالُ الحبيبِ أقصى رجاهُ
وقال من قصيدة (سلام على زينب) وتبلغ (24) بيتاً:
سـلامٌ عـلـى لـبـوةٍ بــهـــمـةٍ عرينةَ أسدِ شرى (كربلا)
سلامٌ على جبهةِ الـشـارقاتْ جبينِ المكارمِ رأسِ العلى
سلامٌ على مفرقِ الشامخاتْ مـنـاطِ الـثـريَّـا عـليّ السنا (2)
الشاعر
العلامة الكبير الدكتور حسين بن علي بن محمد جواد بن موسى بن حسين بن علي بن محمد آل محفوظ الوشاحي الأسدي (3) من أعلام العراق والأمة الإسلامية، ولد في الكاظمية، وهو ينتمي إلى أسرة آل محفوظ بن وشاح بن محمد الهرملي وهم بيت علمي عربي قديم من بني أسد بن خزيمة، يقول الشيخ راضي آل ياسين ولبيت محفوظ تعرّق في العلم نشأ فيهم علماء فضلاء .. وعدّد آل ياسين منهم عدة من أعلام هذه الأسرة وأخبارهم (4)
وقد عُرِف هذا البيت بآل محفوظ نسبة إلى جدهم الأعلى محفوظ بن وشاح بن محمد الملقب بـ (شمس الدين) والمتوفي سنة (690 هـ) الذي كان من أعيان العلماء وأعلام الشريعة وأكابر الفقهاء وأجواد الأمة وسادة العرب في العراق في عصره وكان من فحول الشعراء وأئمة الفتوى والتدريس والكلام واللغة والنحو والعروض في القرن السابع الهجري.
قال عنه الحر العاملي: (كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً جليلاً، من أعيان علماء عصره). (5)
وقال عنه الشيخ عبد الحسين الاميني: (قطب من أقطاب الفقاهة، وطود راس للعلم والأدب، ومرجع للفتوى، ومنتجع لحل المشكلات وكهفا تأوي إليه العفاة، والحكم الفاصل للدعاوي، ومن مشايخ الإجازة الراوين عن الشيخ نجم الدين المحقق الحلي المتوفى 667، ويروي عنه الحافظ المحقق كمال الدين علي بن الشيخ شرف الدين الحسين بن حماد الليثي الواسطي) (6)
أما أمّ الدكتور حسين علي محفوظ فهي السيدة العلوية خديجة بنت السيد هاشم بن محسن بن هاشم أبي الورد الحسيني وهم من ذرية عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). (7)
العبقرية النادرة
كان محفوظ عبقرية نادرة الوجود متعددة المواهب، أضاء بأعماله الفكرية والأدبية المختلفة دروب الباحثين وطلاب العلم بما قدمه من زاد فكري طيلة حياته الحافلة والتي أفناها في سبيل العلم وبها أثرى المكتبة العربية بمؤلفات ترفد أجيالاً وأجيالا وتلهمهم تراثنا الثقافي والتاريخي.. فقد كان العالم المتبحر والثقة الصدوق الذي تربع مكانة متميزة بين العلماء الأفذاذ..
قال عنه الباحث طه العاني: (يعد العلامة الموسوعي حسين علي محفوظ إحدى الركائز المهمة في الثقافة والتراث العراقي، حيث قدم مئات الآثار بين كتب ودراسات ومقالات وتحليلات وجداول في إحصاء العلوم وغيرها). (8)
نشأ الدكتور حسين علي محفوظ يتيماً فقد توفي والده الشيخ علي وترك ولده الصغير (حسين) يعاني من حرمان حنان الأبوّة لكن الله سبحانه وتعالى عوّضه عن حنان الأب برعاية وكفالة عمّه الأستاذ محمد محفوظ الذي أولاه رعاية تفوق رعاية الأب لابنه ذلك أنه تولى تربيته وتأديبه فنشأ ينهل من مكتبة عمه التي كانت الحاضنة الأولى التي غذته والمنبع الثر الذي استقى منه كما استفاد إضافة إلى هذه المكتبة من توجيهات عمّه وأمه الفاضلة، فاطلع (محفوظ) على كتب العلم والتراث كما كان لمجلس العلم ومواسم الأدب التي كانت تزخر بها مدينة الكاظمية المقدسة أثراً كبيراً في رسم خطوات هذا الصبي في طريق العلم والفكر والأدب
كما اطلع على أصول التاريخ والثقافة وتتلمذ على يد أفاضل أسرته فقرأ مقدمات المنطق والأصول وقد ساعدته هذه المطالعات في التفوق في دراسته المنهجية وكذلك في كتبه وتأليفاته فكان للقرآن الكريم والحديث الشريف وأدب الدعاء ونهج البلاغة وعيون الكلام أثراً كبيراً في صقل بلاغته وأسلوبه وجمله وألفاظه ومعانيه وبيانه ويتجلى ذلك في خطبه وكلماته ورسائله ومقالاته. (9)
تخرّجَ (محفوظ) من دار المعلمين العالية بعد أن حصل على شهادة (ليسانس) الأدب في اللغة العربية سنة 1948 بدرجة الامتياز والأولية ثم نال دكتوراه الدولة في الآداب الشرقية (الأدب المقارن) سنة 1955.
أطلق عليه المختصون والمثقفون لقب (ذاكرة التاريخ).. وعدّه الباحثون بقية العلماء السبعة الكبار في التاريخ العربي والإسلامي وهم: جابر بن حيان، والكندي، والرازي، والفارابي، وأبن سينا، وابن الهيثم، والطوسي.
كما لقبه علماء أوربا وأساتذة جامعاتها الكبرى في الندوة الربيعية الأولى للجامعة الصيفية العربية ــ الأوربية في بغداد سنة 1989بـ (المكتبة المتنقلة) و(الموسوعة المتحركة) و(انسكلوبيديا تمشي على رِجلين).
قال عنه العلامة باقر شريف القرشي (أن له فضلاً على كل بيت من بيوتنا)..
وقال عنه عيسى اسكندر المعلوف: (شيخ العبقرية، والمخلص، شيخ العرب، وشيخ الأدب)..
وعدّه المرجع السيد محسن الحكيم (قده): (مجتهداً بلا عمامة) ولقبّه أيضاً بـ (مجتهد أفندي)..
وقال عنه شيخ الإسلام فضل الله الزنجاني: (العلامة المحدث الأديب، نادرة الأيام والأعوام)..
وقال عنه العلامة الشيخ راضي آل ياسين: (حسين علي محفوظ أحد أولئك الأفذاذ قليلي العدد، وإنه أحد العباقرة الموهوبين الذي ينتظرهم مستقبل زاهر)
والتقاه الكاتب اللبناني بديع المنذر عام 1948 فقال عنه: (الحق يقال أنه من الشبان النادرين المثال في العراق برصانته ودماثة خلقه وشدة ذكائه وتوقد ذهنه)
وقال عنه عيسى إسكندر المعلوف بعد أن اطّلع على مؤلفاته وذلك عام 1950: (الصديق الوفي الشيخ حسين علي محفوظ، شيخ العبقرية المخلص، أدعو لك أن تتوفق لطبع مؤلفاتك النفيسة يا شيخ العرب وفخر الأدب)
واطلع الأستاذ يوسف أسعد داغر على منشورات محفوظ عام 1958 فقال: (منشوراتكم الحديثة وهي من هذا المعدن الكريم وهذا الينبوع الصافي من العلم المؤصل المصفى المخدوم على أكرم وجه والناهض على أصول ركيزة من التحقيق والتتبع القصي)
وقال أمين لجنة فحص الإنتاج العلمي لجامعات عموم مصر بعد أن اطلع على نتاجات محفوظ عام 1965 (إن إنتاج الدكتور حسين علي محفوظ يكشف عن سلامة تكوين صاحبه العلمي ومتانة أسسه، ويدل على دأبه الذي لا يكاد يعرف الكلال، كما ينطوي في إجماله على أصالة ويضيف للمعرفة فائدة محققة، ومن شأن هذا الإنتاج أن يشبع رغبة عشاق المعرفة ويخدم الباحثين في اللغة والأدب والتاريخ الحضاري)
وقال عنه الأستاذ حميد المطبعي: (لا شك أن العلامة محفوظ موسوعياً وهو أكثر الموسوعيين العراقيين شمولية في علوم الأرض والسماء، والموسوعة عرفها محفوظ في كتبه بالقول: هي مقدرة وموهبة وميراث وانتساب وثقافة وتجربة ولا بد من عقل راجح ورأي حازم وأفق واسع ونظر سديد وجهد وجد واجتهاد وصبر ثم يعلق محفوظ على وضعه كموسوعي قياساً بغيره دون تبجح ولا غرور بل بتواضع العالم الذي يعرف قيمة العلم كفضل من الله من جهة وكوسيلة شريفة لتحقيق غايات نبيلة على المستوى العام من جهة أخرى، فيقول: الموسوعيون كثيرون من العرب والعراقيين وهم عدة فاضلة في هذا الزمان ولكن لم يحط احد منهم بما أحطت به، لم يعالجوا كثيراً مما عالجت، ولم يتناولوا من أبحاث وموضوعات ما تناولت ولم يصل مقدار ما ألفوا وكتبوا إلى القدر الذي هيأ الله لي بلوغه)
أجازه المراجع الكبار في النجف الأشرف وقم المقدسة ونعتوه بـ (العلامة المحقق الفاضل) وفي مؤتمر ألفية الشيخ المفيد (قدس سره) في مدينة قم المقدسة قام بعد ألقاء كلمته عند الوفد العراقي بإعطاء هديته إلى كافة المؤتمرين وهي: عبارة عن أجازته الروائية المتصلة بالشيخ الصدوق (قدس سره) فكان لها صدى كبير وعدت أعظم هدية قدمت للمؤتمر.
وهناك ألقاب أخرى أطلقت عليه من قبل المؤرخين والباحثين والكتاب والأدباء مثل (المصدر الكبير) و(الأستاذ الأقدم) و(أبو العراق) و(العراق) أما اللقب الذي كان يعتز بها كثر من غيره فهو (شيخ بغداد)، ويقيناً أن هذه الالقاب التي أطلقت على شخصية نادرة كشخصية حسين علي محفوظ لم تطلق جزافاً.
مع التأليف
أما رحلته مع التأليف فتعود إلى مطلع الأربعينات حيث كانت رسائله القصار في الشريف الرضي والمعري والمتنبي وابن زيدون هي أوائل أعماله الأدبية وقد أصدرها عام 1942 وخلال حياته المليئة بالعطاء الثر تجاوزت نتاجاته الأدبية وبحوثه العلمية إلى (1500) مؤلفاً ما بين كتاب ورسالة ودراسة وبحث.
لقد جمعَ محفوظ بين الدراستين القديمة والجديدة وروى الحديث إجازة وسماعاً وقراءة عن جماعة من علماء الأمة ومشايخ المحدثين، فروى عن أكثر من سبعين محدثاُ في المشرق والمغرب وروى قراءة عاصم من مشايخ القراءة والاجازة كما قام بتأسيس قسم الدراسات الشرقية في كلية الآداب بجامعة بغداد سنة 1969وترأسه حتى سنة 1973 ثم بقي أستاذاً للدراسات الشرقية في جامعة بغداد.
اهتم بالتراجم والطبقات والوفيات والاجازات والرجال وضبط وفيات المشاهير واقترح تأليف (تقويم الخالدين) عام 1960 لتكريم العلماء والأدباء والنوابغ والمشاهير والأعلام قديماً وحديثاً وإحياء ذكراهم، سجّلَ الأيام والوقائع والحروب كما سجل تقويم حياة النبي (ص) من الولادة حتى الوفاة وقام بإحصاء أحاديث الاخلاق في السنة واستخراج المقاييس الإنسانية في التراث العربي والإسلامي ورسالة العرب واللغة العربية وبراءتها من النقص وجوانب منسية في دراسة السنة النبوية.
المخطوطات
كما وضع علم المخطوطات سنة 1975وجمع ضوابطه وقواعده ومسائله ومصطلحاته وتعريفاته وألّف فيه (مصطلحات المخطوطات) و(مصطلحات المكتبة العربية) و(مصطلحات الخط) و(ومصطلحات الرسم والنقش والتزويق) كما وضع فهرست التراث المخطوط في العديد من دور الكتب والخزائن والمكتبات الخاصة في الشرق والغرب لا سيما في العراق وإيران وأذربيجان وروسيا حتى عد (الرائد الأمثل للتراث وعلم المخطوطات).
وفي سنة 1981وضع محفوظ (نظرية التأصيل) في تأصيل التراث العربي والإسلامي بأسلوب منهجي وأبتكر (دائرة التأصيل) للتطبيق والإيضاح, ومن أعماله المهمة في الخط (الدلائل الأدبية على قدمية الخط العربي) وقد حقق أن الخط العربي هو خط سدس لغات العالم تقريباً كما كتب في الفلسفة كتاب (من أجل الإنسان) سنة 1959.
مع العلوم الأخرى
وكتب في شتى المواضيع العلمية والفكرية والثقافية والتراثية والأنساب ومن مؤلفاته:
أمهات النبي (ص) 1952
المتنبي وسعدي 1957
فضولي بغداد 1959
تراث اقبال 1977
عراقيات الكاظمي 1960
رسالة الفراشة لابن الخوام البغدادي 1954
شرح عينية ابن سينا للسيد نعمة الجزائري 1954
المنتخب من أدب البحرين 1954
سيرة الكليني 1955
رسالة في الهداية والضلالة لابن عباد 1955
رسالة في تحقيق لفظة الزنديق لابن كمال باشا 1956
المتنبي وسعدي 1957
اربعون حديثا للشيخ حسين عبد الصمد الحارثي 1957
صحيفة الرضا عليه السلام في الأحاديث النبوية 1957
ديوان ابن سينا 1957
فتيا فقيه العرب لابن فارس 1958
ابن الكوفي 1961
كتاب الادوار في معرفة النغم والادوار لصفي الدين الارموي 1961
حمزة بن الحسن الأصفهاني: سيرته وآثاره 1962
سعدي خريج بغداد في العصر العباسي الاخير 1963
آراء حمزة بن الحسن الاصفهاني في اللغة والتاريخ والبلدان 1964
معجم الموسيقا العربية 1964
العلاقات والرموز عند المؤلفين العرب قديماً وحديثاً 1964
الشيخ محمد عياد الطنطاوي 1964
أثر اللغة العربية في اللغة التاجيكية 1964
الورقات في اصول الفقه لإمام الحرمين الجويني 1970
الحدود والحقائق للبريدي الابي 1970
مختار ديوان ابن الخيمي 1970
قواعد اللغة الفارسية بالاشتراك مع الدكتور زهتابي 1972
شعر جلال الدين الدواني 1972
نظرة في تراث البحرين 1972
معجم الأضداد 1973
مختصر معجم الأضداد 1973
الصنعاني 1974
أثر اللغة العربية في اللغة الفارسية 1974
آثار حبشي التفلسيس 1975
تأثير اللغة العربية في اللغة التركية 1975
الفارابي في المراجع العربية 1975
مؤلفات الفارابي بالاشتراك مع الدكتور جعفر آل ياسين 1975
العناصر العربية في حياة الفارابي وثقافته ونتاجه 1975
علم المخطوطات 1976
مصادقة الاخوان لابن بابويه 1976
أثر اللغة العربية في اللغة الاوردية 1977
دوائر المعارف والموسوعات العربية 1977
قاموس الموسيقا العربية 1977
نظرة في تراث اقبال 1977
فهرس مخطوطات كلية الآداب بالاشتراك مع الدكتورة نبيلة عبد المنعم داود 1977
مصادر دراسة تراث البحرين 1977
تقريب العامية من الفصحى 1978
نظرة في تاريخ البحث والتأليف والاستشراق 1978
تأثير المتنبي في الادب الفارسي 1978
نظرات متفرقة في حياة أحمد الصافي النجفي
طرائف من سيرة محمد سعيد الحبوبي وأدبه 1978
الاصطرلاب العربي 1978
سعة اللغة العربية وغناها وأصالتها 1979
ذكرى الزيتونة 1979
نثر الفارابي 1980
التخريج في التحقيق 1980
فصول في علم المخطوطات 1980
المصطلحات المعمارية في التراث العربي 1980
المصطلحات الموسيقية في التراث العربي 1980
مشروع أسس تحقيق التراث العربي ومناهجه1980
أثر اللغة العربية في الشعوب الشرقية 1981
أبناء الاثير في المراجع العربية 1982
دراسة مظاهر تأثير اللغة العربية في الفارسية 1982
الطفل في التراث العربي 1982
قواعد التحقيق وأصوله وضوابطه 1983
مشروع تحقيق ذخائر التراث 1983
صورة الأستاذ في التراث 1983
خمسة عشر قرنا من تاريخ التراث العربي في البحرين 1983
أما نشاطاته العلمية فقد شارك ومثّل العراق في عشرات المؤتمرات العالمية والاستشراقية والندوات والمجالس العلمية والحلقات الدراسية والمهرجانات الأدبية في البلدان العربية والأجنبية منذ سنة 1954
انتخب عضواً باللجنة الأدبية في بعض المجامع العلمية في الشرق فقد انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1956والمجمع العلمي الهندي في علي كرة سنة 1976 كما انتُخب عضو شرف في العديد من المجامع العلمية العالمية منها الجمعية الآسيوية ــ الملكية في لندن عام 1961.
دخل محفوظ الكلية الشرقية في جامعة (بطرس بورغ) دارساً اللغة العربية وآدابها لمدة ثلاث سنوات لينال بعدها على لقب (أستاذ المستشرقين) وذلك عام 1969، ونال (وسام الثناء) في الثقافة 1957 و(وسام إقبال الذهبي) 1978 وفاز كتابه (المتنبي وسعدي) بجائزة أحسن كتاب لعام 1958 ورشحته جامعة بغداد كلية الآداب لعدة جوائز علمية وأدبية.
ذاكرة التأريخ
كان (رحمه الله) يمتلك ذاكرة عجيبة بقي محافظاً عليها حتى آخر أيامه، يقول أحد مستمعيه (كان أيسرّ الجالسين وهم ما بين طالب علم ومثقف وعالم دين ومستمع وكأنه يعرض أمام ذاكرته شريطاً من الأحداث، وما أثار دهشتنا وأعجابنا انه لم يتلكأ أو يتردد في ذكر تاريخ أو حدث بل لم يتوقف ليسعف ذاكرته).
كما كان رحمه الله كريم الأخلاق متواضعاً (فكانت الابتسامة لا تفارق شفتيه وطالما ختمَ محاضراته أو مداخلاته بطرفة ارتسمت بعدها البسمة على شفاه الجالسين).
هذا ما رواه أحد المستمعين وهو يلقي آخر محاضرة له في مكتبة الجوادين في العتبة الكاظمية المقدسة عن الإمام الحسين (ع).
فاضت روحه إلى بارئها في مستشفى ابن البيطار ببغداد عن عمر يناهز الثالثة والثمانين ووري جثمانه الثرى في طارمة باب المراد في الصحن الكاظمي الشريف، بعد أن شيّع تشييعاً مهيباً حضره عدد كبير من الأدباء وأساتذة الجامعات والمسؤولين والأعلام والأعيان في مدينة الكاظمية وأبّنه عدد منهم بكلمات منها:
قال السيد حسين الصدر: (إن العراق فقد واحداً من رموزه الثقافية والاجتماعية كونه يعد مدرسة كبيرة وركيزة مهمة من ركائز الثقافة والتراث العراقي، إذ كان موسوعة علمية ودينية وثقافية...)
وقال معين الكاظمي رئيس مجلس محافظة بغداد: (إن رحيل العلامة حسين علي محفوظ كان خسارة كبيرة للثقافة والتراث والتأريخ العراقي حيث كان رمزاً كبيراً من رموز العراق وهو أحد أكبر علماء العراق وصاحب انجازات أدبية وتأريخية لا يمكن اغفالها كما أنه أثرى المكتبات العراقية بالعديد من المؤلفات والكتب والدراسات وفي مختلف المجالات).
وقال الدكتور أحمد مطلوب رئيس المجمع العلمي العراقي: (يمتاز الدكتور بسعة أفقه وموسوعيته والّف في موضوعات كثيرة ستظل شاهداً على مقدرته العلمية وكنت أتمنى أن تطبع جميع مؤلفاته قبل رحيله لتقرّ بها عينه، وليعلم الفقيد أنه كان مقدراً لدى العلماء والباحثين وانا كزميل له في كلية الآداب أشعر بالخسارة الكبيرة لفقدانه ولكن آثاره العلمية ستبقى شاهدة على مكانته المرموقة..)
وقال الدكتور أحمد الكاظمي: (لقد كان العلامة الدكتور أحد الافذاذ وواحداً من العباقرة كونه يمتلك خزيناً أدبياً ولغوياً ودينياً واخلاقياً وقد كان موسوعة علوم متعددة استفادت منها الأجيال طوال فترة وجوده كعالم وباحث ولغوي كبير وإن رحيله يعد خسارة كبيرة للعراق ولا يمكن تعويضها لكننا نعرف أنه ترك لنا الكثير من المنجزات فضلاً عن مجلسه الثقافي الذي سيبقى مفتوحاً أمام المثقفين العراقيين).
وقال الشاعر سعد الجبوري: (برحيل العلامة والمؤرخ الكبير حسين علي محفوظ، تكون الأوساط العلمية والثقافية، على المستويات المحلية والعربية والعالمية، فقد فقدت أحد أبرز رجالاتها، التي عرفت عبر مسيرتها الطويلة في حقلي التأليف والتحقيق العلميين، بغزارة الإنتاج وميزته النوعية، ما شمخ بقامته العلمية الرصينة، لتضاهي أبرز شخصيات عصره، وجعله من أوفرهم حظاً في ما قدم للعلم وطلابه، جامعاً في مخزونه المعرفي ما عدّه المختصون من أبرز الشخصيات العربية والعالمية ذوات الصفات العلمية الموسوعية النادرة)
كما رثاه العديد من الشعراء منهم الشاعر محمد سعيد الكاظمي، والشاعر علي الحيدري، والشاعر الأستاذ محمد جواد الغبان، والسيد مهند جمال الدين، والسيد طالب الحيدري
الشعر .. نقطة الإنطلاق
بدأ (محفوظ) رحلته الأدبية والفكرية مع الشعر في سن مبكرة فكتب أول قصيدة في وصف الربيع عام 1939 ولما بلغ السادسة عشر من عمره كان قد أكمل ثلاثة دواوين شعرية هي: (عبث الصبا) و(روائح الشباب), و(يواقيت الوشاح) وبعد أن دخل دار المعلمين العالية أصدر ديوانين آخرين هما: (شقائق) و(المحنة) وعندما غادر العراق كان مخاض شوقه وحنينه إلى أهله ووطنه ديوان (كربة الغربة) وسمى شعره بعد الأربعين (ثمالة كأس) وله أراجيز مطولة منها: (منتهى الشرف في فضل الكوفة والنجف) و(الجواهر المصفوفة في فضائل الكوفة) وقال رحمه الله عن شعره في هذه المرحلة: (هي قصائد ومقطوعات وأبيات معدودة أحبها وأحسبها من القليل الجدير بالخلود والبقاء في شعري).
وعن إحساسه بالشعر يقول محفوظ: (إذا كان لا بد أن أقول شيئاً في شعري، فأنا لم أتكلف نظمه، بل كنت أحس في نفسي حاجة إلى قرضه). (11)
ويتبين من كلام محفوظ عن الشعر إنه كان شاعراً حقيقياً صادقاً ملتزماً يؤمن بما يقوله فهو لا يقول الشعر ألا عندما يشعر أن هناك حاجة إلى قوله وهذه الحاجة بالطبع ليست كأغراض المديح المبتذل أو أغراض تافهة يبالغ فيها أغلب الشعراء وينزلون بالشعر إلى مرحلة الاسفاف والابتذال.
فالشعر عند محفوظ أسمى وأرفع من أن يمدح به من لا يستحق المدح أو يستخدم لأغراض اللهو واللعب كما يتبين كذلك أنه يريد من شعره ان يكون ذا مستوى ينظر إليه نظرة البقاء والخلود وليس نظرة وقتية مرحلية ينتهي الشعر بانتهائها.
شعره
قال محفوظ من قصيدة (مولد النور) وهي في مولد سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله) وتبلغ (25) بيتاً:
ولـدَ الـنـورُ فـالـجـنـانُ تـبـاشــرْ نَ سـروراً وصـرنَ لـلطفلِ مَهدا
حـوَّمـتْ حـولـه الـمـلائكُ بشـراً واستمدَّتْ مِنْ نورِه العيشَ رغدا
يا بـشـيـرَ الرحمنِ أضفيتَ يُمناً قـد كـسـا الـكونَ من أياديـهِ بُـردا
هـاتفاً بالورى إذا جـلـجـلَ الـبـا طلُ سيروا لـنـصـرِةِ الحقِّ حشدا
وبـيـمـنـاكَ مـشـعـلُ الحقِّ ترنو لـسـنـا هـديـهِ الـنـفـوسُ فـتُـهـدى
يا لواءَ الرشادِ رفرفْ على العا لـمِ فـالـغـيُّ عـــمّــه فـــتــــردّى
والبرايا ظمأى إلى العدلِ فاملأ كـأسَـهـمْ واسقهمْ من العدلِ شهدا
إنَّ ذكـراكَ عــبــرةٌ لــنـفـــوسٍ ما أقـامـتْ يـؤدُّهــا الـــــــذلُّ أدّا
والكتابُ الحكيمُ يُـتلى مع الأيـا مِ يـسـقـي الـورى إبــاءً ومـجــدا
والأحـاديـثُ شـنَّفتْ أذنَ الـدهـ ـرِ فـفـاحَ الــكـلامُ وهــوَ مُـنــدّى (12)
وقال من قصيدة (نور محمد) وتبلغ (23) بيتاً:
فـلـقَ الـرشـدَ شـعَّ فـي رهـــجِ الـغـ ـيِّ فضاءتْ أنوارُه الأكوانا
وتـبـدّى فـي هـالـةِ الـعـدلِ بـــــدراً فـقـبـسـنــا مـن وحيهِ القرآنا
رفرفَ الهديُ في سـمـاءِ الـبـرايــا عـلماً يغـمرُ الـورى إيـمـانـا
مـوكـبُ الـهـديِّ والـضراغمةِ الأبـ ـطـالِ يـمحو هداهُمُ العدوانا
موكبُ الهديِّ نضَّ صارمَه العضـ ـبَ شـهـابـاً وأخجلَ الشُهبانا
وعـلى رأسِـهــم ســنـاءُ رسولِ الله يـغـزو الـعـقـولَ والأذهــانـا
فأطـلـوا عـلـى الــبــرايــا بــوجــهٍ مُـشـرقٍ يـهتكُ الدجى لمعانا
وأفـاقـتْ مـن غـفـوِهـا ظـلــمُ الـبيـ ـدِ وهـبَّـتْ تُـرتِّـلُ الـقـــرآنـا
هـلّـلَ الـكـونُ ذا شـعــاعُ رســـولِ اللهِ يـفـري بـضـوئهِ البُهتانا
أتــرانـا والـكـونُ شـيِّــدَ لــعــلــيــا هُ ثـنـاءً يـوفـي الـمـديحَ ثنانا (13)
وقال من قصيدة فيه (صلى الله عليه وآله) تبلغ (27) بيتاً:
إيهِ روحُ النبيِّ أضفى على الكو نٍ حياةً يشربُ من السعدِ نخبا
رفـرفـي فـي سمائهِ ينشقُ المجـ ـدَ ويـسمو فوقَ الكواكبِ قطبا
وتعالي زجِّـي الـبرايا إلى السلـ ـمِ وسـلّـي سيفَ العدالةِ عضبا
وأفيضي على الـجـزيـرةِ نـوراً يُبعثُ الـعـربُ وحدةً حيثُ شبّا
إنَّ بينَ الـعـراقِ والـشـامِ والنيـ ـل وما أنـبـتَ الـعـروبةُ قُـربى
فـإذا كـانـتِ الـعـروبـةُ جـسـمـاً كانَ أهلُ الـبـيـتِ الـمـطهَّرِ قلبا
تـتـمـنّى السماءُ لو كـانـتِ الأر ضَ وعلتْ من المواطئِ شُـهـبا
وتـودُّ الـنـجـومُ لـو كــنَّ عـقـداً زانَه صـدرُهم فـتـخـتـالُ عـجبا (14)
موسوعة الشعراء الكاظميين ج 2 ص
قال من قصيدة (الأئمة الإثنا عشر) وتبلغ (20) بيتاً:
مـحـمـدٌ خــيــرُ الــبـــشرْ وآلــهِ خــيـــرُ الــعِــتـــرْ
أهـلُ الـعـبـا أهــلُ الـكـسا أسـرتُـه خـيـرُ الأســـــرْ
فــاطـــمـــةٌ ســـيــــدةُ الـ ـنــســا يــتــيــمــةُ الدهرْ
والـمـرتـضــى حـــيـدرةٌ عــلــي غــــرَّةُ الـــغُـررْ
والـحـسـنُ الـسبطُ الـزكـ ـيُّ الـمـجـتـبى غيثٌ همرْ
وصـنـوُهُ الــحـسيــــنُ ثأ رُ اللهِ كـــــــــــلّا لا وزرْ
والـسـيِّـدُ الـسَّـجَّـــادُ زيـ ـنُ الـعـابــديـنَ الـمُـشتهرْ
وبـاقـرُ الــعــلــمِ مـحـمـ ـدٌ بــه الـعـلـى افــتــخــرْ
وجـعـفـرُ الـصــادقُ غو ثُ مَـن مـضى ومَن غبرْ
والـكـاظـمُ الــعــالــمُ مو سى ذو الأيادي والصُّرَرْ
ومشرقُ الشمسِ الرضا مـنـيـرةٌ بــه الــعُــــصُــرْ
وابـنُ الـرضـا محمدٌ الـ ـجـــــوادُ شـمـسٌ وقــمـرْ
والـطـيِّبُ الـهـادي مـنـا رةُ الــهــدى نورُ البـصرْ
والـعـسـكريُّ الحسنُ الـ ـسـراجُ قـنـديـلُ الـفــكــرْ
والحجَّـةُ الـمـهـديُّ صا حبُ الزمانِ الـمُـنـتــظــرْ
نـهـجُ الرشادِ نـهـجُـهـم سـيـرتُـهـم خـيرُ الـسِّـــيَـرْ
سـفـيـنـةُ الـنـجـاةِ مصـ ـباحُ الدُّجى عوذُ الــبـشـرْ
مـشـارقُ الـهـدايـــةِ الـ ـأئـمـةُ الإثــنــا عــشـــــرْ
كـرائـمُ الــقــرآنِ فــيــ ـهمْ وزواهــرُ الـــــســورْ
وطـيِّـبُ الـحـديــثِ فيـ ـهمْ ومـظـهـرُ الأثـــــــــرْ (15)
وقال من قصيدته في الحوراء زينب (سلام الله عليها) والتي تبلغ (24) بيتا وقد قدمناها:
سـلامٌ عـلـى بـضـعةِ المصطفى سلامٌ على فلذةِ المرتضى
سـلامٌ عـلـى بـنـتِ نـفـسِ الـنبيِّ وفـاطمَ ريحانةِ المصطفى
سلامٌ على الطهرِ أختِ الحسينْ تضوِّي مصابيحُها الأنجما
سلامٌ على تربِ شمسِ الضحى ضـيـاءٌ وتــوأمُ بدرِ الدجى
سـلامٌ عـلـى خـيـرةِ الـطـيِّـبـاتْ زيـنُ أبـيـهـــا إمــامِ الهدى
سـلامٌ عـلـى مـجـمـعِ الـنـيِّـرينِ سلامٌ على ســدرةِ المُنتهى
سـلامٌ عـلـى قُـلّـةِ الـبـاذخــــاتْ لا ترتقيها الشـموسُ اعتلا
سـلامٌ عـلـى زيـنـبِ الأكـرمينْ سـتِّ الـعـقـائــــلِ أمِّ العلى
سلامٌ على صـفـوةِ الأنـجـبـيـنْ عـقـيـلـةِ أهلِ الكـسا والعبا
سـلامٌ عـلـى عـبـقةِ الـطـيـبـيـنْ شـمَّـامـةِ الـندِّ تـذكــو ذكـا
سـلامٌ عـلـى زيـنــــــبٍ كـلـمـا تـهـلّلَ صبحٌ ولـيــلٌ دجـى
وقال من قصيدة (النجف حضرة علي عليه السلام):
هنا تسجدُ الشمسُ عندَ الــصــباحْ ويـركـعُ عـنـد الـمساءِ القمرْ
هـنـا يـخـفضُ الفرقدانِ الــجــناحْ وتجري هنا الشمسُ للمستقرْ
تـواضـعَ لـــلـنـجـفِ الـنـيـــــرانْ فهذي توارتْ وهـذا اسـتـسرْ
عنتْ لـلـترابِ الطهورِ الــنــجومْ تخرُّ له سُـجَّــداً والــشــجــرْ
عنتْ لـلـصـعيدِ الأعــزِّ الــوجوهْ تـرتــدُّ خـاشـعـةً والــبــصـرْ
تـرابٌ تـمـرَّغ فـــيـــهِ الـزمـــانْ تعفَّرَ فيهِ الـجـبـيـنَ الـعـصـرْ
صـعـيـدٌ إذا طـيَّـرتـه الــــريــاحْ درَّتْ سوافيهِ كـحـلَ الـبـصرْ
ترابٌ يُروعُ حـصاهُ الشـمـــوسْ وتـزري حـجـارتُــه بــالدررْ
هـنـا حـيـدرٌ خـاتـمُ الأوصــيــاءْ هنا صفوةُ اللهِ خيرُ الــبـشــرْ
طوى الناسَ واديهِ طولَ الدهورْ وعانقَ فيه الـقـضـاءُ الــقـدرْ (16)
وقال من قصيدة في سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) تبلغ (38) بيتاً:
لــمْ تــلــدْ مــثـلَ فــاطــمٍ قــــــــطّ أمٌّ لـمْ يـلـدْ مـثـلَ فـاطـمٍ قــط نـاجـلْ
هـيَ بـنـتُ الـنـبـيِّ أمُّ أبـــيـــهـــــــــا يــتـفـيّـا ظــلالـهـا كــلُّ كـــامـــلْ
كـوثـرُ الـمـصـطـفـى عـلـيـهـا سلامٌ الله مـــا حــرَّكَ الـربـيــعَ العنـادلْ
بضعةُ المصطفى الرسول استطالتْ مستضيءٌ مـن فضلِها كلُّ فاضـلْ
فـلـذةُ الـمـصـطـفـى وريـحـانـةُ الـها دي غـمـامٌ هــامٍ وغـيـثٌ هــاطـلْ
عـبـقـةُ الـمـصطفى شذا عرفِه المعـ ـطـارِ مـسـكٌ يـفـوحُ بـالـندِّ شاملْ
نـفـحـةُ الـمـصـطـفـى عـبيرُ أبي القا سـمِ ريّـا الـرسـولِ نـشـرُ الـكاملْ
مـسـحـةٌ مـن شـمـيـمِـه الـطيِّبِ الطا هـرِ جـلّـتْ خـصـائـصـاً وشمائلْ
مِـن ذكـاهـا تـعـلّـمَ الأرجَ الــــــــور دُ وفـاحــتْ مـنـه زهورُ الخمائلْ
لـمـعـةٌ مـن سـراجِـهِ الـلامـعِ الـوهـ ـاجِ تـحـيـــي أضـواؤه كـلَّ قاحلْ (17)
ومنها في أمير المؤمنين (عليه السلام):
زوجةُ المرتضى عـلــيٍّ وليِّ الله فـرقِ الـعـلـى سـنامِ الــفــضـائلْ
مـنـتـهـى الـرفـعـةِ استـطالَ عُلّواً والمحلُ الأسنى الــمــقـامُ الهائلْ
ذروةُ العزِّ غايةُ المجدِ أقصى الـ ـفخرِ والسيِّدُ الـهــمــامُ الـحلاحلْ
أسـدُ اللهِ مـهـدُ خـيـرِ عـبــــادِ الله مِــن نـورِهِ تـضـيءُ الـمــشـاعلْ
سـيـدُ الـمـؤمـنـيـنَ والعروة الوثـ ـقى وعوذُ الراجي وغوثُ الآملْ
ابـنُ عـمِّ الــنـبـــيِّ حيدرةُ الأصـ ـيـدِ لـيـثُ الـشـرى مبيدُ الجحافلْ
مـنـه يـنـصـبُّ حـيـثما حلَّ جـودٌ مـنـه يـنـهـلُّ حـيـثـمـا سـارَ نـائلْ
وقال في مقطع (تربة الحسين) من ملحمته (الثريا) التي قدمناها:
مـرقـدٌ كـلّـه ضـيـاءٌ ونـــــورُ تستحي الشمسُ برزةً أن تراهُ
يـتـلالا كـأنّـه الـكوكـبُ الـدرِّ يُّ يـخـتــالُ مـالـــه أشـــبــــاهُ
أبـداً زيـتُـه يـضـيءُ ولــمْ تمـ ـسـسه نــارٌ كـأنّـه مِـن ضـياهُ
والدمُ العاطرُ المطهّرُ والـفجـ ـرُ عـلـى الأفـقِ دائـماً شاهداهُ
ومن مقطع (الحسين):
ابـنُ بـنـتِ الـنـبـيِّ أمُّ أبــيــها طـهَّـرَ اللهُ أمَّــه وأبـــــــاهُ
أبـداً تـمـطـرُ الـرشـادَ يــــداهُ أبـداً تـقطرُ الـهـدى كـفّــاهُ
عبقةُ الربِّ نفحةُ اللهِ في الأر ضِ أريجُ النبيِّ فوحُ شذاهُ
مـسـحـةٌ مِـن مـحـمـدٍ وعـليٍّ تـفـعـمُ الـكونَ طيبُها أفواهُ
ومن (أهل البيت):
رحـمـةُ اللهِ لـلـخـلائقِ أهلُ الـ ـبيتِ نورٌ يمحو الدياجي ضياهُ
بـركـاتٌ ولا يُــقـــاسُ بآلِ الله بـيـتٌ جَـلَّ الـــذي أعـــــــــلاهُ
وإذا رمتَ لفظةً تجمعَ الوصـ ـفَ فأهلُ البيتِ الطهورِ ســماهُ
وإذا الدهرُ كانَ لفظاً فأهل الـ ـبـيـتِ ــ مـا ذرَّ شارقٌ ــ معناهُ
ومن (محمد رسول الله) صلى الله عليه وآله:
كلُّ نورٍ مـشـكـاتُه وجهُ طه كـلُّ نـورٍ مــصـباحُه لألاهُ
إنِّما الـشـمـسُ لمعةٌ مِن إيّاهُ إنّما البدرُ لمـحةٌ مِن ضياهُ
إنّما المسكُ عبقةٌ مِـن شـذاهُ إنّما العطرُ شـمَّةٌ مـن ذكاهُ
إنّما الحسنُ نظرةٌ مِن رؤاهُ إنّما العطرُ شـمَّةٌ مِن ذكـاهُ
هـوَ نـورُ اللهِ الــمبينِ تعالى الله سـبـحـانَـه الـذي أبـداهُ
ومن (العباس) عليه السلام:
وأبو الفضلِ مِدْرَه العترةِ الأحـ ـمس عونُ الحسينِ حامي حـماهُ
ابـنُ مَن (لا فتى ولا سيف إلا) وهــوَ ــ والله ــ سـيـفُـــه وفـتـاهُ
وابـنُ أمِّ الـبـنـينِ بنتُ المساعيـ ـرِ ضرامُ الـطـعـانِ شـبَّتْ لـظاهُ
بطلُ الطفِّ صـنو هزبرِ عاشو راءَ أسـدُ الـشـرى تـخـافُ لـقـاهُ
..........................................................................
1 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 2 ص 240 ــ 251
2 ــ نفس المصدر ص 212 ــ 213
3 ــ الدكتور جودت القزويني ــ الدكتور حسين علي محفوظ ونظرية التقريب بين المذاهب الاسلامية، ورقة مفصلة في هذا المجال إلى الملتقى السادس عشر للفكر الإسلامي في مدينة تلمسان في الجزائر صيف سنة 1982 / موسوعة الشعراء الكاظميين ج 2 ص 208 ــ 209 في أرجوزة للشاعر أوضح فيها نسبه بعنوان (من أنا) أرسلها جوابا على سؤال للأستاذ حميد المطبعي
4 ــ تاريخ الكاظمية من مطبوعات العتبة الكاظمية المقدسة 1437 هـ / 2016 م جمع وتحقيق عبد الكريم الدباغ ج 2 ص 554 ــ 557
5 ــ معجم رجال الحديث - السيد الخوئي ج ١٥ ص ٢٠٦ عن تذكرة المتبحرين للحر العاملي
6 ــ الغدير ج 5 ص 439
7 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 2 ص 204
8 ــ حسين علي محفوظ.. شيخ بغداد وذاكرة التاريخ / موقع الجزيرة بتاريخ 19 / 1 / 2021
9 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 2 ص 204
10 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 2 ص 204 ــ 212 / الدكتور إبراهيم خليل العلاف الدكتور حسين علي محفوظ 1926 ــ 2009 وداعا ــ موقع النور بتاريخ 12 / 1 / 2009 / قالوا في محفوظ ــ ملاحق المدى بتاريخ 28 / 10 / 2015 / صحيفة الديار بتاريخ 15 / 7 / 1995 / موقع ويكيبيديا
11 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 2 ص 212
12 ــ نفس المصدر ص 253 ــ 254
13 ــ نفس المصدر ص 257 ــ 258
14 ــ نفس المصدر ص 262 ــ 263
15 ــ نفس المصدر ص 215 ــ 216
16 ــ نفس المصدر ص 216
17 ــ نفس المصدر ص 220 ــ 222
ترجم له كثير من الأعلام في المصادر وكتبوا عنه العديد من الدراسات والمؤلفات والمقالات منهم:
جمال الدين الكيلاني ــ حسين علي محفوظ العالم الفذ
الدكتور صباح المرزوك / معجم المؤرخين العراقيين المعاصرين
سالم الالوسي ــ محفوظ رحلة عمر
حميد المطبعي ــ العلامة الدكتور حسين علي محفوظ
العلامة الشيخ عيسى الخاقاني / رسالة بعنوان العلامة الموسوعة
الأستاذ طاهر كاظم الأسدي / رسالة بعنوان أعلام المجالس
عبد الكريم الدباغ / موسوعة الشعراء الكاظميين ج 2 ص 204 ــ 279
عبد الكريم الدباغ / كواكب مشهد الكاظمين ج 1 ص 125 ــ 137
الدكتور إبراهيم خليل العلاف / الدكتور حسين علي محفوظ .. مدرسة في التأصيل والوحدة ــ ملاحق المدى بتاريخ 28 / 10 / 2015
حميد المطبعي ــ الدكتور حسين علي محفوظ: سادن الروضة التراثية
الدكتور ثائر حسن جاسم ــ العلامة حسين علي محفوظ .. موسوعيّة شاملة وتخصّص ثرّ، ملاحق المدى بتاريخ 28 / 10 / 2015
اترك تعليق