حسين الدباغ (1340 ــ 1409 هـ / 1922 ــ 1989 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (48) بيتاً:
يـومٌ لـه فـي (كـربــلاء) مُـخـلّدٌ بـكـفـاحِـهِ المعطي لخيرِ ثمارِ
إن مرَّ ذكرُ التضحياتِ تـبادرتْ للذهنِ ما ضحّى أبو الأحرارِ
إذ لاحَ يومُ الطفِّ يرهبُ جمعَها فردٌ يـقـضُّ مضاجعَ الأشرارِ (1)
الشاعر
حسين بن غانم بن سلمان بن عيسى الدباغ الكاظمي، ولد في الكاظمية من أسرة تعود في نسبها إلى قبيلة الخزاعل وقد عُرفت بـ (الدباغ) نسبة لعمل أفرادها، وقد أثبت نسب الأسرة العلامة حسين علي محفوظ فقال: (الحاج غانم بن سليمان بن عيسى بن صالح بن مهدي بن أسعد بن حسن بن حمود بن عواد بن لكال بن غزال بن عدي الدباغ الكاظمي الذي ينتهي نسبه إلى حسن باشا السلمان الخزاعلي، من الخزاعل). (2)
عمل الدباغ مع والده في مهنته إضافة إلى أعمال حرة أخرى، وكان يدرس في المدارس الحكومية المسائية، حتى عين في مديرية السكك، وواصل دراسته أثناء عمله الوظيفي وحصل على البكالوريوس في الحقوق.
نشر بعض قصائده في الصحف وتلف البعض منها لأسباب سياسية، وشارك في مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) في المحافل والمهرجانات.
توفي الدباغ في الكاظمية ودفن في النجف الأشرف. وهو عم الأستاذ عبد الكريم الدباغ مؤلف موسوعة الشعراء الكاظميين
شعره
قال من قصيدة في يوم الغدير وتبلغ (51) بيتاً:
وحـديـثُ خـمٍّ خـلّـدتـه صـحاحُها وبذي الشواهدِ يكتفي العقلاءُ
يـومٌ بـهِ وقـفَ الـنـبـيُّ مـخـــاطباً تـلكَ الـجموعَ وكلها إصغاءُ
هذا أمـيـرُ الـمـؤمـنـيـنَ ولـــيّــكمْ هوَ للإمامةِ قدوةٌ ومـضـــاءُ
فأطيعوا ما بلّغـتُ أمـرَ إلــهــكــمْ جاءَ الأمـيـنُ بـهِ وعـمَّ نِــداءُ
الله أعـلـمُ حـيــــثُ يـخـتـارُ الـذي هـوَ لـلـبـريَّةِ مرشدٌ وسـنـاءُ
أكـرمْ بـحـيـدرةٍ يــتــوِّجُــه الــذي سجدتْ له الأملاكُ والأحياءُ
لكَ في القلوبِ ولايـةٌ مـطـبـوعـةٌ يومَ الجزا هيَ للمحبِّ جزاءُ
أنـتَ الـذي فــــرضَ الإلـهُ ولاءَه ماذا تقولُ بـوصفِكَ الشعراءُ
مَن ذا الذي يحصي فضائلَك التي حـارتْ بها الأفـكارُ والآراءُ
أنـتَ الـذي بـالـبـيـتِ أشرقَ نورُه وبـهـاؤه لـلـعـالـمـيـنَ رجـاءُ
وقال في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (45) بيتاً:
شـعَّـتْ بـيـومِـكَ لـلإمـامـةِ شـعلةٌ عـبـرَ الـزمـانِ شـعـاعُـها مُتوقّدُ
يا والدَ الـسـبطينِ خضتَ غمارَها حـتـى تـبـلّـجَ لـلـرسـالـةِ فـرقـدُ
شـهـدتْ لــكَ الهيجا بوقعةِ بـدرِها وبأحدِها من كانَ غيرُكَ يصمدُ
مزّقتَ جمعَ الـمـشـركـيـنَ بصولةٍ أضـحـتْ لـهـا الدنيا تقومُ وتقعدُ
سجَّلتَ في الأحزابِ نصرَ شريعةٍ مـفـتاحُ نصرتِها بـكـفِّـكَ يـوجـدُ
خـطتْ لكَ الغزواتُ أعظمَ موقفٍ فـيـهِ طـريـقُ الـمـسـلـمـينَ مُعبَّدُ
إذ أنـتَ سـيـفُ اللهِ تـحـمي شرعةً والـحـقُّ لـولا الـسيفُ لا يتوطّدُ
أضحى لواءُ العدلِ باسـمِـكَ رافلاً وبـنـاءُ ديـنِ اللهِ بـاتَ يُـشـــــيَّـدُ
أقـسـمـتُ بـاسـمِكَ إذ تجلُّ حروفُه إذ أنّـه بـفـمِ الــزمـــانِ يُــــردَّدُ
سـتـظـلُّ عـنـوانـاً لـكـلِّ فـضـيـلـةٍ ولـكـلِّ مـكـرمـةٍ لأنـتَ الأوحـدُ
وقال فيه (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (28) بيتاً:
أبا البطولاتِ فرسانُ الوغى شهدتْ منكَ العجائبَ في الهيجا تـجالدُها
أنـتَ الـذي قـارعَ الأبــطالَ مُبتسمـاً والمشركين بكَ انـهـدَّتْ مـعابدُها
بدرٌ وأحـدٌ وصــفـيــنٌ وخـنـدقُــهــا وقـائـعٌ هـزَّتِ الـدنـيا مـقـاصـدُها
نـاصـرتَ ديـنِ حـبـيبِ اللهِ عن ثـقةٍ لمْ تستطعْ حصرَ عُـلياها فرائدُها
بـكَ الـرسـالـةُ قـد شـعَّـتْ عـوالـمُها وفـي جـهـادِكَ قـد قامتْ قواعدُها
أيُـنـكـرُ الـنـورُ والـدنيا به ازدهرتْ دعْ عنكَ يا صاح ما يبديهِ حاقدُها
وقال من قصيدة في مولد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) تبلغ (53) بيتاً:
تـساميتَ يـا شهرَ العبادةِ والهُدى إلــيــكَ قــلــوبٌ خـــشّــعٌ تـتـطـلـعُ
لـقـد أنـجـبـتْ فيكَ البتولُ وليدَها شـبـيـهُ رسولِ اللهِ فـي الخلقِ أربــعُ
وفـيـكَ تـجـلّـتْ لـلإمــامـةِ طلعةٌ بها نورُ سبطِ المصـطفى يـتـشـعشعُ
فيا أكرمَ الأبرارِ عبرَ عصورِها فـإنّـكَ مــعـطـاءٌ ولـــلـجـودِ مــنـبـعُ
إليكَ يؤمُّ الـسـائـلـونَ بـعـوزِهــمْ فليسَ لدى الـحـاجـاتِ غــيـرُكَ يـنفعُ
تجاوزتَ بالجودِ الكرامَ وحـاتـماً وفـضـلـكَ مـن أولاءِ أسـمى وأوسعُ
حـنـانـيـكَ أيّ الـمـكرماتِ أعدّها وهيهاتَ يُحصي الشعرُ تلكَ ويجمعُ
لقد كنتَ للشرعِ الـشـريـفِ بيانَه وأنتَ لـه صـوتٌ مـدى الدهرِ يُسمعُ
فـأنـتَ ولـيُّ الأمرِ مِن بعدِ حيدرٍ وعـنـدَكَ سـرٌّ لــلإمـــامــةِ مُـــودعُ
وإنّكَ مِن بعدِ الـوصـيِّ خـلـيـفـةٌ مِـن اللهِ مـخـتـارٌ ولــلــعـدلِ موضعُ
وقال من قصيدة في مولد الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (36) بيتاً:
شعبانُ قد زِنتَ الـوجـودَ بـنورِهِ ولـنـورِهِ تـهـفو القلوبُ وتـنـشـدُ
فـالـبُـشـرُ عـمَّ الـمـشرقينِ بمولدٍ سـرُّ الـعـلـى فـيـهِ وهـلّــلَ أحمدُ
يا لـيـلـةً فـيـهـا تـعـالـتْ فـرحـةٌ مِن نورِ سبطِ المصطفى تـتـوقّدُ
تـزهو على الدنيا بطلعةِ فـجـرِهِ وبـنـورِهِ وجـهَ الـحـيـــاةِ مُــورَّدُ
يـا لـيـلـةً فـيـهـا تـألّـقَ كــوكـبٌ أضـحـتْ لـه كـلُّ الكواكبِ تسجدُ
وعـلـيـهِ مِـن نورِ الجلالةِ حُـلّـةٌ ولديهِ مِن شرفِ الـبـطـولةِ سُؤدَدُ
فـهـوَ الـذي أحـيـا شـريـعةَ جـدِّهِ إذ فـيـهِ صـرحُ الـمـسلمينَ مُشيَّدُ
ضحَّى بـمـا مـلـكـتْ يـداهُ وأهله وجـهـادُه لـلـديـنِ لا يــتــحـــــدَّدُ
شهدتْ له يومَ الطفوفِ جيوشُها إذ كانَ يقطعُ في الرقابِ ويحصدُ
فهـوَ الـذي أعطـى العقيدةَ حقّها ولأجـلِـهـا ضـحَّـى فـنعمَ المقصدُ
وقال في رثاء سيد الشهداء (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (48) بيتاً:
مَن كانَ في يومِ الـجـهادِ مُؤزّراً بالعزمِ والإيـمـانِ والإيـثــــارِ
مَن كانَ باعثَ نـهـضـةٍ بـفـدائِـهِ قـد خـطّ مـنـهاجاً إلى الــثوارِ
نـهـجٌ بـهِ لـلـحـقِّ نــورٌ سـاطـعٌ بسناهُ تستهدي أولي الأبـصـارِ
ذاكَ الحسينُ الفذّ سـبـطُ مـحـمـدٍ وفتى عليِّ المرتضى الكــرارِ
يـومٌ لـه فـي (كـربــلاء) مُـخـلّدٌ بـكـفـاحِـهِ المعطي لخيرِ ثـمارِ
إن مرَّ ذكرُ التضحياتِ تـبادرتْ للذهنِ ما ضحّى أبو الأحـرارِ
إذ لاحَ يومُ الطفِّ يرهبُ جمعَها فردٌ يـقـضُّ مضاجعَ الأشرارِ
قـد سـارَ في دربِ الكفاحِ مُحقِّقاً أهدافَ شرعةِ أحمدَ الـمـختارِ
يـا قـدوةَ الـثـوَّارِ والـرمـزَ الذي حـقـاً تُـسـمـى قـدوةَ الــثـــوَّارِ
فـجَّـرتَ لـلأجـيـالِ أعظمَ ثـورةٍ بـاقٍ صـداهـا كـالـلظى الموَّارِ
أوقـدتـها شعواءَ تـقـتـحـمُ الـعِـدا مُـتـحـدّيـاً فـيـهـا يـــدَ الأقــدارِ
خـيَّـبتَ أحـلامَ الـطـغـاةِ بـوقـفـةٍ هـدَّتْ كـيـانَ الـظـلـمِ والـفجَّارِ
وعلى صمودِكَ قد تـحطّم كيدُها وأبـيـتَ أن تـعـنـو لـهـا بقرارِ
وقال من قصيدة في ذكرى استشهاد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) تبلغ (47) بيتاً:
قد كان بـاعـثَ نـهـضـةٍ بعلومِهِ وإمـامَ مــدرســةٍ لـهـا الـتـقـديــــرُ
لـم يـشـهــدِ الـتـاريـخُ فــذّاً مثله سَـلْ عـنـه حـيَّــانــاً فـفـيـهِ خـبـيــرُ
يا ملهمَ الـكـيـمياءِ عندَكَ سـرُّها إذ أنـتَ فـي كلِّ الـعـلـومِ جــديـــرُ
فلأنتَ مصدرُ علمِها وخـبـيرُها إذ عـنـكَ قـد أخذتْ وعــمَّ نـشــورُ
فيكَ انجلتْ ظلماتُها وزهـا بـها حـيَّـانُ فـهـو مـدى الـزمـانِ شـهـيرُ
كانَ ابنُ حيانٍ لـعـلـمِـكَ حـافظاً مـا نـالَ مِـنـكَ بــســفـــرِهِ مـذكـورُ
فغدوتَ للأجيالِ مـصدرَ علمِها عـن وصـفِ ذاتِـكَ يـقــصرُ التعبيرُ
يـا سـادسَ الأطـهارِ أيَّ فضيلةٍ أحصي وهلْ تحصي عُلاكَ سطورُ
مولايَ عُذراً إذ وصفتُ جوانباً مِـن كـنـهِ ذاتِـكَ ثـمَّ بــانَ قــصــورُ
فـلأنتَ شمسُ الحقِّ في عليائِها وعـظـيـمُ قـدرِكَ مــا لـه تـصـويــرُ
وقال من قصيدة في مولد الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) تبلغ (39) بيتاً:
يا آلَ طـهَ قــد عـلـتـنـا فــرحـــةٌ مُذ لاحَ نورٌ في السماءِ جليلُ
لسرورِكمْ هذي الجموعُ طـروبةٌ والشعرُ في ذكرِ الهُداةِ جميلُ
يـكـفـيـكـمُ أنَّ الـكـرامَ يــســـرُّهمْ مـنـكـمْ ولـيـدٌ مـا إلـيــهِ مثيلُ
هـوَ حـجَّـةُ الـبـاري وآيـةُ قـدسِـهِ والمرتجى للحقِّ والـمـأمـولُ
بزغتْ طلائـعُـه فـنـوَّرتِ الـدجى مُـذ بـشَّـرَ الـدنـيـا به جبريلُ
وعـلـى جـبـينِ المشرقينِ تلألأتْ أنــوارُه وتـعـاظمَ الـتـهـلـيـلُ
ولِدَ الرضا في يثربٍ فاستبشرتْ بسنا الوليدِ شـبـابُـهـا وكهولُ
هـنـتـكـمُ أهـلُ الـسـمـا بــولــيدِكمْ وبنورِهِ جفنُ العُلى مـكـحولُ
فـهـوَ الإمـامُ ابـنُ الإمـــامِ لأمَّــةٍ مِن دوحةِ المختارِ فهوَ سليلُ
أنـا فـي ولايـتـكـمْ تـعــلّقَ خافقي ولـغـيرِكمْ هيهاتَ قلبي يميلُ
وقال من قصيدة في مولد الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) تبلغ (39) بيتاً
يا صاحبَ العصرِ يا مَن طالَ موعدُه مـتـى نـراكَ لــكـي يُسترجـعُ الـثـارُ
الـديـنُ قـد قـلَّ فـيـنـا مَـن يـنـاصـــرُه فـأكـثـرُ الـنــاسِ لـلـبـاغـينَ أنـصـارُ
الصدقُ أضحى بعيداً عن مشاعــرِهمْ والـعـدلُ فــي عـرفِـهـمْ نهبٌ وإنكارُ
مـاذا أقـولُ لـمَـنْ أضـحـتْ مـآربُـهــمْ جمعُ النقودِ وغيرُ المالِ ما اختاروا
مـتـى سـتـظـهـرُ يـا حـامـي شـريعتِنا فـقـد أحـاقـتْ بـديـنِ اللهِ أخــطـــــارُ
ولـيـسَ مَـن مـنـقـذٍ إلّاكَ نــرقــــبُــــه فـقـمْ فـأنـتَ لأهــلِ الــجــورِ قــهَّارُ
فـمـا سـواكَ لـهـذا الــعـصـرِ نـطـلـبُه لـتـمـلأ الأرضَ عـدلاً بعدما جاروا
إنَّـا لـنـشـكـو إلـيـكَ الـيـومَ مـحـنـتَــنا فـأنـتَ أنـتَ لأهـلِ البـغـي إعـصـارُ
حـتـى يـرفَّ لــواءُ الـحـقِّ مُـنـتصراً وفـي يـمـيـنِـكَ سـيـفُ الـثـأرِ بــتّــار
.............................................................
1 ــ سيرته وأشعاره في: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 2 ص 280 ــ 316
2 ــ موسوعة العتبات المقدسة ــ قسم الكاظمين الدكتور حسين علي محفوظ ج 3 ص 146 ــ 147
اترك تعليق