عيسى البدن (ولد 1393 هـ / 1973 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (13) بيتاً:
والرَّحبُ ضاقَ ولَــــمْ يــجِدْ مِن مَلجأٍ يـأوي إلـيـهِ وأمــرُهُ لا يُـحــسَــمُ
إلاّ بـسـفـكِ دِمــــائـــهِ فــــي بُــقـعــةٍ في (كربلا) حيثُ المُصيبةُ تعظُمُ
فـيـها تـوَقَّـفَ مُـهـرُهُ عــــن سَــيــرِهِ مَـعَ عِـلـمِـهِ عـنـهـا غـدى يستعلِمُ
يا صَحبُ ما هذي الــفلاة وما اسمُها فـالـقـلـبُ مُـطّـرِبٌ لِمـا يُلقي الفَمُ
قـالـوا تُـســمَّـى بالــطّفوفِ و(كربلا) قَـالَ انـزلـوا وبـهـا جميعاً خَيِّموا
فـبِـهـا مـصـارعُـنـا وسَـبـيُ نــســائنا وخِـيـامُـنـا فـيـهـا بـنــارٍ تُـضرَمُ
و بها وُعِدتُ وسوفَ ألقى مصرعي فـيـهـا وجـسـمي بالحوافِرِ يُحطَمُ (1)
وقال في رثائه (عليه السلام) أيضاً من قصيدة تبلغ (19) بيتاً:
دَمُهُ في (كربلا) قـد سُـفِـكا وعـلـيـهِ كُـلُّ شـيءٍ قد بكى
مُـنِـي الـدِّيــنُ بــهِ وانتُـهِكا جدِّد الـحُـزنَ عليهِ كُلَّ حِين
لَبِسَ الإسلامُ أبرادَ الــسَّواد ولـدى الـشّيعةِ حُزنٌ وحِداد
ولَهُ الأملاكُ والسَّبعُ الشِّداد صارِخاتٌ نادِباتٌ يا حُسين
ومن حسينية أخرى تبلغ (12) بيتاً:
لـهـفـي لـزينِ العابدين وزينبٍ ما يصنعانِ إذا الرَّحيلُ بهم دَعا
نادتهُ زينبُ والمُصابُ أمضَّها عُـذراً أخـي فـالرَّكبُ فينا أزمَعا
برحيلِنا عـن (كربلاء) لـكُوفةٍ لِـنرى بها ذاكَ الـبـلاءَ الأفـظـعـا
وقال من قصيدة في الفتوى الجهادية للسيد السيستاني (قدس سره) تبلغ (25) بيتاً
فتواكَ أضحت لــلشريعة مَنهلا كانت تمتُّ إلى الحسينِ و(كربلا)
كوّنتَ حشداً كي يطاردَ عُصبةً كَــــوتِ العراقَ بما أتتهُ مِن البَلا
لولا أتت فتوى الجهادِ لأمعنت قتلاً وتـــــــــنكيلاً وفتكاً في المَلا
الشاعر
عيسى بن عبد المحسن بن حبيب البدن، شاعر وخطيب، ولد في جزيرة تاروت بالسعودية وهو حاصل على بكالوريوس تعليم ابتدائي ويعمل مدرّساً للغة العربيّة بمدرسة الحسين بن علي الابتدائية بالقطيف، له ديوان مخطوط أغلبه في أهل البيت (عليهم السلام)
شعره
قال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
وتآزرت زُمَرُ الــضّلالِ لـحـربِـهِ إذ لَـم يَـكُـن لـهـمُ القِياد يُسَلِّمُ
يطوي فيافي البِيـدِ في مـجـموعةٍ قَلَّت وناصِرُهُ الإلهُ الأعـظَـمُ
يمضي إلى أرضِ الشَّهادةِ طائعاً ولِما يَـشَـاءُ اللهُ لا يــتـــبَـــرَّمُ
حامت على تلكَ الــرُّؤوسِ مَـنيَّةٌ فيها القضاءُ مِن الجليلِ مُحَتَّمُ
قد جـعـجـعـوا بـنــسـائهِ وعِـيـالِهِ وخُـطاهُـمُ نـحـوَ الـبَـلا تتقدَّمُ
أنَّى وقد زحفت عـليهِ عـصـائـبٌ ولقـتـلِهِ ذاكَ السِّـلاحُ يُـلـمـلَـمُ
وقال من قصيدة (نزلَ الفُرات) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتبلغ (28) بيتاً:
بـطـلٌ نــمـاهُ المُرتضى حامي الحِما لِيُعينَ في يَوْمِ الطُّفوفِ الأكرما
مِـن حُــرَّةٍ قــد آثــرتْ بـبـنـيـنِــهــــا نصرَ الحُسينِ وكانَ ذلكَ مَـعلَما
غـذّتــهُ حُــبَّ الـطـاهـريـنَ فكانَ في نهجٍ يُعِدُّ إلى الـمـعــالــي سُــلَّـما
إن شِـئـتَ لــلإيـثـارِ مـعـنىً واضِحاً فــانــظــرْ لِــمــا فِيهِ هُنالكَ قدَّما
هـوَ لـلـحَـمِـيَّــةِ والــشّــهــامــةِ مَعلَمٌ وبِـكُــلِّ أوسِــمَــةِ الـفخارِ تـسنَّما
بـابُ الـحـوائـجِ مـا أتــى أحَــدٌ لَــــهُ فـي حـاجـةٍ إلاّ ونــالَ الـمــغـنَما
أتـراهُ يُـغـضـي والـنّـسـاءُ أصـابَـهـا عـطـشٌ ومـاءُ فُــراتِها قد حُـرِّما
والـطِّـفـلُ مِـن ظـمـأٍ يـلـوكُ لــسـانَهُ وحــرائـرٌ لــلآلِ أنــهـكَـها الظّما
وأتـى أخــاهُ يُــرِيـدُهُ فــي رُخــصـةٍ لــقـتالِ قومٍ فيهمُ استشرى العمى
فـأجـابَـهُ الـمَـولى الحُسينُ وقد رأى حـالَ العِيالِ وضُرَّها مِن دُونِ ما
فاطـلُــب لـنـا مــاءً قــلــيـــلاً عــلَّـنا نـطـفـي لـهيباً في جواها أُضرِما
فـعَـلا الـمُـطَـهَّــمَ وامـتـطـاهُ بعزمَةٍ عَـلَـويّـةٍ عــنـهـا الــجِــهــادُ تكلَّما
وأتى الشَّريعةَ والجُموعُ تـراكضت خـوفـاً وصــارمُــهُ بـهم قد دمدَما
نزلَ الــفُراتَ ولمْ يَـذُقْ مِـن عـذبِــهِ رَيَّـاً كــأنَّ الــماءَ أصبحَ عـلـقَـمـا
أيــذوقُــهُ قَــبْــلَ الـحُـسـيـنِ فقلتُ لا أنَّـى ولـلـنّـفـسِ الـعِـتـابُ تــقــدَّما
وقال من قصيدة (عمّاهُ أدركني) وتبلغ (16) بيتاً:
أذِنَ الــحُـسـيـنُ إلـيـهِ رغـمَ حداثةٍ فـي سِـنِّـهِ إذ رامَ أن يُــسـتـشـهـدا
ومضى إلى الميدانِ شبلُ الـمُجتبى إن تـنـكـرونـي إنَّـني نجلُ النَّدى
خـاضَ الــغِـمـارَ بـقــوّةٍ وبــســالةٍ أعظِم بمن ورِثَ الزَّكيَّ الأمجدا
ولقطعِ شسعِ النَّعلِ أهوى مُصـلِحاً ولـقـتـلِــهِ سَــلَّ الــعـــدوُّ مُـهَــنّدا
وأصـابَــهُ الأزديْ بـمُـرهَفِ حـدِّهِ فهوى على البوغا وصاحَ مُرَدِّدا
عــمَّــاهُ أدركــنــي فــإنِّـي راحــلٌ أوفـيـتُ عـهـداً فِـيـهِ ألـقى أحمدا
فـأتـى إلــيـهِ وقــد رآهُ مُـخَــضّــبـاً بدمائهِ والـحـالُ أبكى الـجـلـمـدا
أبُـنـيَّ إنَّ الــخـطـبَ أوقدَ جـمرتي والقلبُ أصـبـحَ بالمُصيبةِ مُكمَدا
حمَلَ الشّبابَ إلى الـخِـيـامِ لـتـلتقي أُمٌّ وتــنـــدِبُ عُـمـرَهُ الـمُـتــورّدا
وقال من قصيدة (يومٌ به العاشور) وتبلغ (28) بيتاً:
لِـتـقُمْ على المَولى الحُسينِ النّاعيه ولتبكِهِ مِنَّا الدُّمــوعُ الـجـاريـه
فالخطبُ صعبٌ والمُصابُ لِعُظمِهِ مِنْهُ تزلزلت الــجـبالُ الرَّاسيه
يـومٌ بـهِ الـعـاشـورُ حــلّ بـنـكـبــةٍ ورزيّـةٍ مـا مـثـلها مِن داهـيـه
يـومٌ بـهِ سـبـطُ الـرّسـولِ مُحاصَرٌ مِن طُغمةٍ حَمَلَت قُـلـوباً قاسيه
مـنـعُـوهُ أن يَرِدَ الفُرات ويـرتـوي مِنْهُ ويـسـقـي لِـلـعيالِ الظاميه
زحـفـت عـلـيـهِ عُـلـوجُ آلِ أُمَـيّــةٍ يبغونَ قتلَ بني البتولِ الزَّاكيه
قـد جـدَّلـوا فَـوْقَ الـصّـعيدِ رِجالَهُ ودُمـوعُـهُ تـجري عليهم باكيه
وهُـنـاكَ ظـلّ السِّبطُ مفـروداً وقـد نظرَ الأحِبّةَ والـجُسومَ الهاويه
والطّفلُ قد نـالَ الـفِـطـامَ بـسهمِهم فجرى النّجيعُ ولـم يُـبَقُّوا باقيه
وقال من أخرى:
وقـعـةُ الـطّـفِّ حوَت كُلّ بلاء لِـمَ لا والسِّبطُ مُلقىً بالـعـراء
سُبِيَت مِن بعدِهِ تـلـكَ الـنِّــسـاء وغدت تستُرُ وجهاً بـالـيـدين
عظّموا الأجرَ لِسلطانِ الزَّمان بـحُـسـيـنٍ جــدِّهِ فـــي كُلِّ آن
فـمـتـى صـرخـتُهُ تعلو المكان حينَ يدعو يا لثاراتِ الحُسين
وقال من قصيدة: (ما جهّزوه):
خطبٌ بأرضِ الطّفِّ كانَ الأفجعا أدمى قُلوبَ المُؤمنـين وأوجـعا
خـطـبٌ لـعـمـرُكَ قـد بكتهُ سماؤُنا وبـكـاهُ طـه حــســرةً وتـفَـجُّعا
رُزءٌ بهِ سبطُ الرّسولِ على الثّرى مُلقىً ترُضُّ الخيـلُ مِنْهُ أضلُعا
وتـنـاهـبـتْــهُ سُــيــوفُ آلِ أُمَـيَّـــةٍ حتّى غدا بظبا الحِـرابِ مُقَطّعا
سـلـبـوهُ بـعـدَ الـقـتـلِ دُونَ تـحرُّجٍ إذ لـم يُـراعُوا حُرمةً وتـورُّعا
تـركـوهُ مُـلـقـىً بــالـعراءِ مُـجَرَّداً وكأنَّما اتّخذَ الـتّرائبَ مَضـجعا
ما جهَّزوهُ كما هُـنـالـكَ جــهّــزوا قتلاهمُ و أبوا لِـحُـكـمٍ شُــــرِّعا
غـطـتــهُ ســافـيـةُ الــرِّياحِ بتُربِها مَن ذَا يراهُ وليسَ يذرِفُ أدمُعا
سبطُ الرَّسولِ ومُهجةُ الزّهراءِ لم يـجِـدِ الـذي لـجـهازِهِ أن يفزعا
.....................................................
1 ــ زودني بترجمته وشعره الأستاذ علي التميمي ــ دائرة المعارف الحسينية / لندن
اترك تعليق