فرهود الجبوري (1339 ــ 1427 هـ / 1918 ــ 2007 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (89) بيتاً:
وتـراجـعـوا يـا مـسـلمينَ لحادثٍ مـيلَ الرقابِ نواكسَ الأبصارِ
في عالمِ الإسلامِ زعزعَ عاصفٌ وتـتـابـعـتْ صـفّـارةُ الإنــذارِ
هزّتْ مصائبُ (كربلاء) كـيانَهم فـتـهـيّـأوا وتـهـيّــــأوا لــلــثارِ (1)
ومنها:
عزَّ التصبُّرُ للحسينِ بـ (كربلا) إلّا على الأوفى من الأنصارِ
قضتِ المروءةُ أن يموتوا دونَه فـتـنـاثـروا فـوقَ الثرى كنثارِ
ملأوا جـنـاحـاً لـلـوفـاءِ وآخـراً نشروا الـجـهادَ مهيمناً كشعارِ
ومنها:
واللهِ ما كانَ الحريقُ بـ (كربلا) بـمـخـيـمٍ لـلوحي والأسرارِ
إلا بـتـلـكَ الـنـارِ حـين هجومُه يـسـعـى لحرقِ الدارِ والديَّارِ
وإذا الـروايـةُ في أذى أدوارِها وصلتْ لنا ممسوخةَ الأدوارِ
الشاعر
فرهود بن مكي بن علوان آل عيسى الجبوري، ولد في الحلة وتخرج من دار المعلمين الابتدائية في بغداد عام 1943، وحصل على البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الفقه في النجف الأشرف عام 1968، وعُيّن معلماً في الحلة، ثم نقل ملاكه إلى التعليم الثانوي فعمل في متوسطة بابل للبنين وفي ثانوية الحلة للبنين كذلك، حتى أحيل إلى التقاعد عام 1980. كما درس في كلية دار العلوم في القاهرة لنيل شهادة الماجستير إلا أن الظروف حالت دون نيلها.
كان من رواد الندوة المرجانية في الحلة، وله ديوان مخطوط يحتوي على مختلف أغراض الشعر، توفي الجبوري في الحلة ودفن في النجف الأشرف.
قال عنه عبد العزيز البابطين في معجمه: (اتسمت لغته بالتدفق واليسر، وخياله طليق. التزم الوزن والقافية فيما أتيح له من الشعر مع استخدامه لبنيتي الأرجوزة والتشطير الشعريتين)
شعره
قال من قصيدته الحسينية:
الـقـلـبُ عـبـدكَ والـنفوسُ حواري فـاخـلـدْ فـإنَّـكَ خــالــدُ الــتــذكارِ
مصباحُ أهلِ البيتِ كوكبُ فخرِهمْ يــا ابــنَ الـبـتولِ ويا أبا الأحرارِ
إنْ سارَ ركـبُكَ في جـلالِ جـهـادِهِ سجدتْ له الأفلاكُ وهي جواري
يا أوحدَ الأفـذاذِ مِـن عمرو العلى يـا سـيَّـدَ الـفـصـحـى وعــزَّ نزارِ
بـالأهـلِ بـالأصحابِ بالدمِ بالغنى فـدَّيـتَ شـرعةَ أحمدَ الـمـخــــتـارِ
ورفــعـتـها لـلـعـالـمـيـنَ مــنــارةً تـهـدي الـدنـا بـشـعـاعِها الــسـيَّارِ
أعـلـنـتَ نـهضتَكَ التي بشموخِها غـنـيـتْ عن الأسماعِ والأبــصـارِ
هيَ نهضةُ الإسـلامِ أبـدعَ صـفَّها كـفـاكَ فـي عـزمٍ وفــــي إصـرارِ
هـذا الـحـسـيـنُ وذكـرُه مُــتـجـدِّدٌ طولَ المدى وسوالفَ الأعــصـارِ
تـفـنـى الـدهـورُ وذكــرُه مـتكرِّرٌ لـيـلاً نـهـاراً دائــبَ الــتــكــــرارِ
وقال في نهايتها:
يا ابـنَ الـذي نـهـجُ الـبـلاغةِ نطقُه وصـغـتْ إلـيـهِ مــسـامـعُ الأقدارِ
لـكَ فـي دمـي حـبُّ شـربتُ مذاقَه لـبـنـاً مـن الأحـــــرارِ والأبـرارِ
لـم تـنـسـنـي الأيــامُ حـبَّـكَ سيدي حـتـى ولـو كُـفِّـنــتُ في أطماري
وكـأنَّ حــبَّـكَ كـالـحـيـاةِ وكالمُنى حـبُّ الحسينِ طبيعتي وشِـعـاري
أعـلـنـتُ حـبِّـيَ لـلـنــبـيِّ وآلــــــهِ لـكـنـنـي قـصَّـرتُ فـي أشـعاري
لم أبـلـغِ الـمـعـشـارَ مـن أمداحِهم حـتـى ولـو عـشـراً مـن الـمعشارِ
من ذا يـجـاري فـضـلَ آلِ مـحمدٍ رمـزِ الـخـلـودِ ومـنـبـعِ الأخـيــارِ
من ذا يجاري الشمسَ في عليائها من ذا يجاري الغيثَ صوبَ قَطارِ
مـن ذا يجاري البدرَ في أضـوائهِ من ذا يجاري الزهرَ في الأشجارِ
....................................................
1 ــ ترجمته وشعره في: الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 485 ــ 490
كما ترجم له:
الدكتور سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلة ج 1 ص 181
الدكتور سعد الحداد / تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 120
اترك تعليق