ميلادُ كربلاء

هذي دواويني إلـيـكِ رســائـــــلُ   بسطورِها ما في ضميري ماثِلُ

وكـأنّـمـا نُـقَـطِـي بدمعي أُغرِقَتْ   وقـوامُ ألـفـي مـن سُـقامي ناحِلُ

دَلَّــت بـقـطـعِــيِّ الــدّلـيـلِ بـأنّني   لكِ في فؤادي حُبَّ قـيـسٍ حاملُ

لـكـنّـهُ مَـسُّ الـغـرامِ أَصــــابَــــهُ   فــأجَـنَّـهُ وأنـا الـمُـصـابُ العاقلُ

هـذي دواويــنــي نَـزَفـنَ مواجعاً   وأَبَـحـنَ سـرّاً فـي الخفاءِ يُخاتلُ

وأَبَـنَّ أَنِّـي قـد قُـتِـلـتُ صَـبــابـــةً   ولِأَولـيـائــي بـانَ فـيـهـا الـقاتلُ

هـذي مَـواويـلـي مُـحّشرَجَةُ الغِنا   والـلّـحـنُ فـيـهـا بـالأَسى مُتَثاقِلُ

مجروحةٌ فـيـمـا لَـقِـيـتُ شـهادتي   ولـسـانُ حـالـي بـالـحـقـيقةِ قائلُ

يَـصِـفُ الغَرامَ مُجَرِّبٌ وصَريعُهُ   مـا بـيـنـهُ والوصفِ حَتْفٌ حائلُ

فَــمُـمـيـتَـتِـي حُـبّـاً وحُـبّـاً لـلـحـيا   ةِ مُـعِـيـدَتِـي لـو جاءَ عنها سائلُ

أُنـبـيـهِ لـكـنْ واقــفـاً ومُــطـأطـئاً   لـجـلالِــهـا وجـمـالِـهـا وأُحــاولُ

أُبدي قـليلاً من عـظـيـمِ كـمـالِـهـا   وأَنا الّـــذي في كُلِّ نقصٍ حـافلُ

هِيَ كربلاءُ ثَـرى الحسينِ مزارُهُ   فـيـهـا الـفـؤادُ مُــتــيّــمٌ ويُـغازلُ

حَسبي حُسينٌ سارَ في عَرَصاتِها   لا هـائـبـاً هُـوَ فـارسٌ هُوَ راجلُ

حسبي تَـسَـمّـعَ جَـوُّهـا بِــدَوِيِّ لا   ءٍ مِنْ صَداها في الدّهورِ زلازلُ

حَـسـبـي بـهـا إذ قـامَ فـيها خاطباً   حـسـبـي بـها بالسّيفِ عادَ يُباهلُ

يـكـفـي الـعـراقَ مـديـنـةٌ في قلبهِ   فـيـهـا لأحـرارِ الـنُّـفـوسِ منازلُ

فَـولـيـدُ يـثـربَ شاءَ ربي أَنْ يكو   نَ بـكـربـلا مـيــلادُهُ الــمُـتَـكاملُ

وقـتــيـلُ جـيـشِ الأَدعـيـاءِ لذكرهِ   تُـحـيـى لـهُ أَبـدَ الـوجـودِ محافلُ

وطريـحُ أَرضٍ للحوافرِ مَـوطِـئٌ   أَمـسـى قـبـابـاً لـلـنّـجـومِ تُـطاولُ

وسَليبُ ثَـوبٍ حـيـنَ زُمِّـلَ بالدّما   يُـكـسـى بـهـاءً لا يَــكــادُ يُـمـاثَـلُ

يا أُمّ مـلـحـمـةِ الــخــلــودِ تـأَلَّقي    صِـيـتـاً ومَـنْ نـاواكِ ذِكرٌ خاملُ

يا كــربــلا تِـيـهـي دلالاً بـاذخـاً   وأَنــا بِــتِـيـهٍ واثـــقــــاً أَتَــمــايــلُ

حسن الحاج عگلة ثجيل

المرفقات

: حسن الحاج عكلة ثجيل