اشار عضو مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة السيد سعد الدين البناء، الى وجود ملامح أخرى للقاء التاريخي الذي جمع المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، والحبر الاعظم فرنسيس الأول بابا الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس دولة الفاتيكان.
وقال البناء، إن "أهمية زيارة الحبر الاعظم فرنسيس الأول بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان، تتلخص بجنبتين، الظاهرة منها تتمثل بكون البابا مرجعا دينياً للطائفة الكاثوليكية في مختلف دول العالم، والتي تدين له بالتقديس والولاء والطاعة وقد حظيت هذه الزيارة باهتمام واسع لوسائل الإعلام العالمية بمختلف أنواعها ولغاتها، وتدل هذه الزيارة بأن العراق بلد يحظى باهتمام الدول الصديقة، وغير الصديقة أيضا، سواء كان ذلك على المستوى السياسي ام الاقتصادي والاجتماعي والمستويات الأخرى".
وأوضح أن "الزيارة عكست ايضا، بأن العراق يخطو خطواته لترسيخ مبادئ الأمن والاستقرار بكافة أشكاله بعد دحر العصابات الداعشية الإرهابية، وافصحت الزيارة بأن العراق يضم أطياف وشرائح متنوعة منها الطائفة المسيحية وقد حرص الدستور على ضمان الحقوق هذه الأطياف جميعاً".
وأضاف أن "هناك أهمية مستقبلية نترقب نتائجها، ويمكن حصرها عبر البيان الصادر من مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني عبر لقائه بالبابا فرنسيس والتي ركز عليها سماحة المرجع وهي أن الإيمان بالله والإلتزام بالقيم الأخلاقية السامية هي السبيل للوقوف بوجه التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية".
وتابع ان" المرجعية الدينية العليا لم يكن ما تطرقت إليه من أمور في بيانها هو وليد عقد اللقاء، وإنما هناك مصاديق لما طرحته في بيانات صادرة من مكتب المرجع الديني السيد السيستاني وعبر خطب الجمعة التي ألقيت في الصحن الحسيني الشريف من قبل ممثلي المرجعية العليا (الشيخ عبد المهدي الكربلائي، والسيد احمد الصافي)، لافتا الى ان المرجعية سبق لها ان أدانت ما تعرضت له الكثير من الكنائس من اعتداءات آثمة من قبل عصابات (داعش) الإرهابية، وكذلك الدعوة إلى الاستقرار في العراق، وهنالك الكثير من الخطب والبيانات التي صدرت من مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني تؤكد ما طرحه البيان من مواقف لم يكن وليد اللقاء إنما كانت المرجعية الدينية قد عملت به، وكذلك بالنسبة لإغاثة النازحين والمهجرين من الطائفة المسيحية، ومطالبة الأمم المتحدة وغيرها من الجهات المعنية بوضع حلول لهذه الانتهاكات الخاصة بهذه الطوائف من الشعب العراقي".
وبين "في الوقت نفسه كانت هناك اشارة واضحة وصريحة من قبل السيد السيستاني للبابا الضيف، وهي أن يقوم البابا بدوره أيضا بتبني هذه الأمور والسعي إلى العمل بها وهنا تكمن أهمية زيارة بابا الفاتيكان للعراق، وهي هل انه سيسعى ويعمل بالمضامين المذكورة في البيان، وهذا السؤال مهم جداً".
ونوه الى أن "هناك سؤالاً آخراً، وهو هل الزعامات الدينية والرموز الروحية ستعمل للحد من المآسي وما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم، والقهر، والاضطهاد الديني والفكري، وكبت الحريات الأساسية، وغياب العدالة الاجتماعية وبالخصوص ما يعاني منه الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، فهنا أشارة واضحة إلى أن الأراضي محتلة من قبل الكيان الصهيوني، وأن على البابا أن يحث الأطراف المعنية ولا سيما القوى العظمى بما يمتلكه من سلطة كبرى وتأثير كبير على الغرب للحد من هذه الانتهاكات التي ذكرناها ونبذ العنف، ولغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة".
وأشار الى "أود أن أوضح إلى ملامح أخرى، وهي الملامح الشخصية لهذا اللقاء المهم عبر الاطلاع على عدد من المقاطع الفيديوية التي نشرت عبر وسائل التواصل، حيث لوحظ بأن بابا الفاتيكان كان منشد لحديث سماحة السيد السيستاني، وكانت عيناه لاتغادر النظر إلى المرجع الديني الاعلى، وهو يتمعن ويتأمل سماة ووقار وزهد المرجع، وقد بدأت عليه علامات التفكر العميق والانبهار بشخص السيد المرجع، حيث كان منشداً بشكل كبير".
وأستدرك قائلا، إن "هناك صورة أخرى عند نهاية اللقاء حيث قام البابا فرنسيس بمسك يدي المرجع الديني الأعلى وكانت أذانه صاغية وهو يستمع إلى توصيات ونصائح المرجع، فهذه الصورة واضحة حيث تجيد الأهمية القصوى لزيارة البابا للعراق، وهل أنه سيعمل بتوصيات ونصائح المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني وهذا ما ستظهره الايام القادم".
وكانت مدينة النجف الأشرف قد شهدت، يوم السبت 6 آذار/ مارس 2021، لقاءً تاريخيا بعد أن استقبل المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، بابا الفاتيكان فرنسيس الأول.
قيس محمد النجار
تحرير: فارس الشريفي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق