ركز البيان الذي صدر، اول أمس الاثنين 6 آذار/ مارس 2021، من مكتب المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني بعد استقباله بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، على كشف واقع المشاريع الاستعمارية للدول العظمى، فضلا عن استهداف مشروع (التطبيع) مع اسرائيل، فكانت كلمة الفصل من زقاق النجف بعد ان تناول البيان قضية الشعب الفلسطيني واردفها بـ(الاراضي المحتلة).
وقال الدكتور غالب الدعمي، أستاذ الاعلام في جامعة أهل البيت (عليهم السلام)، إن "البعض حاول أن يرسم صورة بأن النجف الأشرف مع التطبيع، والأهم أن مرجعية النجف واضحة، وصريحة وتتكلم بثقة في جميع المناسبات، وتؤكد بأن قضية فلسطين هي قضية المسلمين الاولى، وهي تقف بالضد من الاحتلال، لكنها لا تتاجر كما يتاجر الاخرون بهذه القضية".
من جانبها، قالت الدكتورة بيان العريض، كاتبة وباحثة إسلامية، في حديث للموقع الرسمي، إن "ما تطرق إليه السيد السيستاني بحسب البيان (الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة) كانت رسالة واضحة ومدوية لجميع الأديان حاول خلالها المرجع الأعلى أن يوصلها من خلال أو بواسطة البابا، هذه الرسالة كانت فحواها أن كنتم دعاة للإنسانية والحريات والسلام، فتذكروا الشعوب التي تعاني من الجور والظلم في العالم والمنطقة على وجه الخصوص وفي مقدمتها فلسطين المحتلة".
وأوضحت "هنا تأتي مفردة (محتلة) في البيان لإيصال رسالة بأن المرجعية الدينية في النجف الأشرف هي مرجعية المسلمين جميعاً، بل الإنسانية جمعاء، فأعتقد كلمة واحدة أطلقها السيد السيستاني، كانت تعادل وتتفوق على كل ما قيل قبل هذا اليوم، بهذه الكلمة اوصل السيد هذه الرسالة بأن مرجعية الشيعة في النجف الأشرف هي دوماً على قدر المسؤولية، وأن السيد السيستاني هو خير من يمثل المظلومين في زمانه، وهو بالفعل يمثل أمام زماننا المهدي (عجل الله فرجه)".
وتابعت "هنا لابد من التنويه على ما كان يدور من كلام وتلميحات وتكهنات في الأوساط السياسية، والإعلامية بشأن التطبيع، وما علاقته بزيارة البابا، ولماذا في هذا التوقيت يزور النجف والمرجعية، بهذه الكلمة وجهت رداً واضحاً وجلياً على هذه التصورات الضبابية".
إلى ذلك، قال الصحافي غزوان العيساوي، رئيس تحرير وكالة (درابين) الاخبارية، إن "تناول (فلسطين المحتلة) من قبل المرجع الاعلى يمثل رد على الدول في موضوع التطبيع مع اسرائيل، وكذلك على الكلام الذي يدور بأن التطبيع مع اسرائيل سيصدر من النجف الاشرف".
من جهته، قال حيدر حسين الجنابي، صحافي مختص بالآثار والديانات، إن "اللقاء الذي أستمر ما يقارب الساعة بين قداسة البابا فرنسيس وسماحة السيد علي السيستاني ركز على عدة أمور أبرزها التأكيد على حقوق جميع أطياف الشعب العراقي ومنهم المسيحيين وفقا للدستور، فضلا عن الدعوة للتعايش بسلام مع باقي الديانات".
وأشار إلى أن "أهم نقطة تمت مناقشتها هي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكيف أنها اغتصبت، فهذه إشارة ذكية لدحر بعض الإشاعات التي سبقت هذا اللقاء وفسرت تفسيرا خطئاً أنه خلال زيارة البابا سيكون هنالك نوع من انواع التطبيع مع إسرائيل، وهذه إشاعة لا صحة لها والغاية منها تشويه هذا اللقاء التاريخي، وتعكير صفو الأجواء العراقية، وخاصة أن العراقيين سعيدين ومهتمين بهذا اللقاء".
يذكر أن البيان أشار الى أن (سماحة السيد تحدث عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الاساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوصا ما تعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة).
حسين حامد الموسوي، قيس محمد النجار، مصطفى أحمد باهض
تحرير: فارس الشريفي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق