بعد لقاء المرجع الاعلى بالحبر الاعظم.. مختصون وأكاديميون وصحافيون يؤكدون بان النجف رسمت خارطة طريق للإصلاح في العالم

أشار عدد من الاكاديميين والمحليين والصحافيين الى ان اللقاء التاريخي بين المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، وبابا الفاتيكان فرنسيس الأول، خرج برسائل رسمت خارطة طريق للإصلاح عالميا، مؤكدين أن المرجع الأعلى للشيعة تناول مواضيع بصبغة عالمية تتناسب وعالمية زيارة البابا الى العراق.

وقال الدكتور مسلم عباس، أكاديمي وكاتب، في حديث للموقع الرسمي، إن "بيان اللقاء بين المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني، وبابا الفاتيكان فرنسيس، حمل العديد من الرسائل، أولها أن الشعوب تعاني من ظلم، وقهر، وحرمان، وهذا الظلم سببه الدول العظمى، وهذا تفسير واضح عكس ما يشاع أن سبب الدمار الذي تشهده دول العالم وبالخصوص الشرق الاوسط هي الدول الصغيرة".

وأضاف أن "الرسالة الثانية كانت من أجل وقف الظلم، فيجب على الدول وقف الحصار الاقتصادي ضد الشعوب، حيث تعد هذه رسالة مهمة لما تعرضت له الكثير من الدول من سياسة التجويع بسبب بعض الدول العظمى، بالإضافة الى أن السيد السيستاني له نظرة عميقة بموضوع الحصار الاقتصادي منذ الازمنة السابقة وحتى الآن وممكن أن تستخدم هذه الرؤية في المستقبل لأن الحروب الاقتصادية يعتبرها المهدد الرئيسي للسلام".

وتابع أن "الرسالة الثالثة وهي القضية الفلسطينية والتي تعد الاهم والتي ينتظرها الكثير من المتابعين والخبراء، وعندما ذكر السيد السيستاني (القضية) يعني لا تنازل عنها ابدا وأكد على حماية حقوق الشعب الفلسطيني، أي أن التطبيع لن يأتي من النجف".

وأشار إلى أن "الرسالة الرابعة كانت خاصة بالعراق عندما قال العراقيون هم من قاموا بحماية المسيحيين، وهذه النقطة مهمة ازاء ماتم تسويقه في وسائل الاعلام المختلفة بأن العراقيين هم من قتلوا المسيحين، ولكن السيد السيستاني أكد على أن العراقيين، وجميع صنوف القوات الامنية شاركت بالحفاظ على المسيحيين ولولاهم لما كان هنالك مسيحي في العراق"، لافتا إلى أن "قيمة هذه الرسائل بأنها تحمل صبغة عالمية تتناسب وعالمية زيارة البابا".

من جهته، قال الدكتور باسم وحيد جوني، أستاذ مساعد في كلية الإعلام/ جامعة بغداد، إن "الحقيقة بمجيئ البابا للسيد السيستاني تعتبر إنجاز للحوزة العلمية وللمرجعية والمسلمين بشكل عام، وما تناوله السيد السيستاني في حديثه حول القضية الفلسطينية يعتبر قضية رئيسية للشعوب العربية، والإسلامية فلا بد من طرح هذا الموضوع لأنه كما نعرف أن زيارة البابا فيها بعد سياسي، وانساني فضلا عن البعد الإعلامي الكبير، لذلك كان هذا التطرق من قبل المرجع الأعلى فيه فكرة كبيرة، كما أنه يعتبر مطلب للشعب العربي والعراقي".

وتابع "أما ما صرحت به (اليونسكو) عقب الزيارة التاريخية فهو اعتراف كبير بأهمية العراق حضاريا وتاريخيا، ومجيئ البابا فرنسيس للعراق يدل على عودة العراق للحاضرة العالمية، وهذا يدل على الأهمية الحضارية والثقافية والعلمية وحتى الإنسانية للعراق".

إلى ذلك، قالت الكاتبة والخبيرة الإعلامية في وزارة الثقافة العراقية الدكتورة بيان العريض، في حديثها للموقع الرسمي، "انني متفائلة ومتخوفة في نفس الوقت إزاء نتائج لقاء المرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني، وبابا الفاتيكان، فالحبر الأعظم جاء شاكراً وممتناً للوقفة الإنسانية التي وقفها السيد السيستاني مع الشعب العراقي جميعا بما فيهم أخوتهم المسيحيين، بعد الفتوى المباركة في حزيران/ يونيو 2014، حينما وقف أشباح (داعش) يهددون النجف الأشرف، وكربلاء المقدسة، ويتوعدون المرجعية، والصروح المقدسة بالهدم والاندثار، فما الصورة اليوم ظهرت من عمق المدينة القديمة في النجف، وهذه هي حقا الصورة الحقيقية للإسلام الحنيف".

وأوضحت "التفاؤل في هذه الزيارة كونها عالمية، ومن الضروري أن لا تنتهي بصورة واحدة، بمعنى يجب أن تستغل هذه الزيارة اعلامياً، وسياسياً، ودولياً، فيجب أن يكون هناك عملاً مكثفاً بتوجهاتنا الخارجية، وسفاراتنا من خلال وزارة الخارجية، والتأكيد على وسائل الإعلام واستقطابهم ومحاولة الاستنارة بالنقاط التي توقف عندها البابا في زيارة للعراق".

وبينت "يجب تشجيع السياحة الدينية، وغيرها وبمختلف تنوعاتها، وإعطاء العراق حجمه الطبيعي مرة أخرى، فمنظمة (اليونسكو) قالتها اليوم من خلال كلمتها البليغة جدا (عودة العراق إلى عرشه التاريخي)، وهنا يجب أن يتم التعويل كثيرا على هذه الزيارة".

وتابعت "متفائلة كذلك إزاء حديث رئيس الجمهورية للبابا بخصوص ضرورة فتح حوار مستمر وداعم ما بين الفاتيكان والنجف الأشرف، وهذا الأمر له دلالات كبيره جدا، أن كان في العراق أو في المنطقة أو في العالم، وهذا بمعنى من كان يكفرنا بالأمس، مرغم اليوم عليه أن يؤكد مرجعيتنا".

وأشارت "متشائمة في أن تمر هذه الزيارة وهذه المبادرة والحدث التاريخي مرور الكرام، ويتم التعتيم عليها كما فعلت بعض وسائل الإعلام، التي لم تبالي أو تهتم بهذه الزيارة ولو كانت لبلد آخر غير العراق وهم معروفون بعدائهم للعراق، كانت سياستهم وتعاطيهم مع الحدث بشكل مغاير".

من جهته، قال علي الغريفي، رئيس تحرير جريدة (المواطن)، إن "زيارة قداسة البابا الى سماحة المرجع الاعلى الامام السيستاني، جاءت لشكره ورد الجميل ازاء موقفه من الارهاب، والتصدي له بفتواه العظيمة التي حركت العالم اجمع للتصدي لوباء (داع)ش وقد جاء في بيان الفاتيكان هذا الشكر بشكل واضح وصريح".

وأضاف "لقد أكد سماحة المرجع الاعلى على أحقيّة القضية الفلسطينية، وأنه يرفض احتلال ارضها، وممارسة الظلم والتجويع والارهاب تجاه الشعب الفلسطيني من قبل الصهاينة والدول الداعمة لها، وبذلك يكون المرجع الاعلى قد قطع الطريق أمام أي فرصة مستقبلية للتطبيع، وأوضح بشكل لا يقبل الشك موقف الطائفة الشيعية من التطبيع".

وكان المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني، أستقبل اول أمس السبت 6 آذار/ مارس 2021، في مدينة النجف الأشرف، بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، في لقاء شهد اهتماماً عالمياً.

مصطفى أحمد باهض، حسين حامد الموسوي، قيس محمد النجار

تحرير: فارس الشريفي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات