نهج الحق

إلى سيد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام):

إنَّ الـحُـسـيـنَ مَـضـى في فِكرةٍ ودمِ     لا فـي ادّعـاءِ أراجـيـزٍ بـمـلءِ فــــمِ

قـادَ الـجُـمـوعَ بـإيـمـانٍ وتـضـحـيـةٍ     خُطاهُ في السيرِ خَطوَ المُقدِمِ الخِضَمِ

ما كانَ في طُرُقِ الإخلاصِ مُرتجياً     أجـراً مـن الـناسِ إلا فضلَ ذي النعمِ

حـاشـاهُ حـاشـاهُ أن تـخـطـئْ لهُ قـدمٌ     فـي دربِ حـقٍ بـهِ مَـسـعـىً لذي قَدمِ

جـاءت إلـيـهِ مـن الأرجاءِ قــاطـبـةً     رسـائـلٌ وهـي تـدعـو دعـوةَ الـسَّـلَـمِ

أتـتـهُ مـن كُـتـبِ الـقـومِ الـذينَ سعوا     فـي جـهـدِهـم قـتلَهُ والحقدُ في ضرمِ

حـثّـتـهُ فـي عَـجَلٍ حـتـى كـأنَّ بـهـا     عـنـدَ الـوفـودِ مَـصَـبَ الـوابـلِ الرَزِمِ

قـد كـانَ مـضـمونَـهـا أقدمْ فإنَكَ مِن     بـيـتِ الـنـبـوَّةِ خـيـرِ الـعُـربِ والعجمِ

لـم يـخـلـقِ اللهُ مـن سـهـلٍ ولا جبلٍ     ولا سـمـاءٍ ولا بــحـــرٍ ولا أكــــــــمِ

الا لأجـلِـكُـمُ حُــبَّـــاً فــإنَــــــكُـــــمُ     أهـلُ الـكـسـاءِ وأهــلُ الـحـلِ والـحرمِ

مِـنـكـم نـبـيُّ الـهُدى المُختارُ مُنقِذُنا     مـن ظُلمَةٍ الجَهلِ بل من غَيهَبِ الظُلَمِ

وأنـتُـمُ صـفـوةُ الـرحـمـنِ طَـهّـرَكُم     مـن الـخـبـائـثِ والأرجــاسِ والـتُـهَـمِ

وانـتُـمُ خـيـرُ خَـلـقِ اللهِ كُـــلِـــهِــــمِ     وأنـتُـمُ مـنـبـعٌ لــلــجــودِ والـــكَــــرَمِ

وأنـتُـمُ أنـتُـمُ غـوثُ الـضـعـيـفِ لِما     يَـلـقـاهُ مـن بـؤسِ دهـرٍ مُـمـلـقٍ عَـدِمِ

ما إن أتـى الـسِبطُ حتى بانَ مَكرُهُمُ     وأوقـدوا نـارهـمْ تـلـظـى بـمـحـــتـدمِ

فـالـعيـنُ في عَمَهٍ والسَمعُ في صَمَمٍ     والـحـقُّ فـي هَـضَمٍ والقلبُ في وضمِ

والـسِـبـطُ مُـنـفردٌ في كربلاءَ ظمي     والـحـربُ مـوقـدةٌ والـديــنُ فـي سَـقمِ

(كـأنَ بـالـنـارِ مـا بـالـمـاءِ مـن بللٍ     حُـزنـاً، وبـالـماءِ ما بالنارِ من ضَرَمِ)

وأنَ بـالـجـوِّ مـا بـالأرضِ من ظُـلَمٍ     جـوراً، وبـالأرضِ مـا بـالجوِّ من لممِ

علي محمد طاهر الصفار

 

المرفقات

: علي محمد طاهر الصفار