279 ــ عبد الحسين الجواهري: (1281 ـــ 1335 هـ / 1864 ــ 1916 م)

عبد الحسين الجواهري: (1281 ـــ 1335 هـ / 1864 ــ 1916 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (55) بيتاً:

زادَ كربُ البلا بها فكأن الـ     ـقلبَ فيها مشاهدٌ (كربلاءَ)

شـدّ مـا قـد لـقي بها آل طه      من رزايـا تـهـوِّنُ الأرزاءَ

مـزَّقتهمْ بها الحوادثُ حتى      عـادَ أبـنـاءُ أحــمــدٍ أنــبـاءَ (1)

ومنها:

وجسوماً من دونِها الشهبُ فيها      فاخرتْ أرضُ (كربلاء) السماءَ

بـدَّدتْ لـحـمَـهـا الظبا في سبيلِ      اللَه كـي تـجـمـعَ الـعُـلـى والثناءَ

لـيتَ لا قـرَّتِ الـبـسيطةُ ظهراً      والـسـمـاواتُ لا اسـتـقـامتْ بناءَ

ومن أخرى في رثائه (عليه السلام) تبلغ (52) بيتاً:

كأنّكَ فيما جرى (كربلاء)      تـجـرُّ لـقـلـبي عظيمَ الكروبِ

نبتْ بابنِ أحمدَ حتى عليهِ      تضيَّقَ صدرُ الفضاءِ الرحيبِ

غـداةَ دعـتـهُ لـهـا عـصبةٌ      لـه سـوَّفـتْ شـرَّ يومٍ عصيبِ (2)

الشاعر

الشيخ عبد الحسين بن عبد علي بن محمد حسن ــ صاحب الجواهر ــ بن باقر بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم المعروف بـ (الشريف الكبير)، (3) فقيه وأديب وشاعر، ولد وتوفي في النجف الأشرف، وهو والد الشعراء الجواهريين الأربعة: عبد العزيز، وهادي، وجعفر، وشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري.

لقّب بـ (الجواهري) نسبة لموسوعة (جواهر الكلام) التي ألّفها جده الفقيه الكبير محمد حسن والتي تعد أضخم موسوعة في الفقه وقد بدأ بتأليفها وهو بعمر (٢٥ سنة) وقد طبعت عدة طبعات.

يقول السيد جواد شبر عن هذه الأسرة: (وآل الجواهري من مشاهير الأسر العلمية في النجف واشتهرت بهذا اللقب بموسوعة ضخمة من أضخم الموسوعات الفقهية سُمِّيت ب‍ (جواهر الكلام) للفقيه الكبير الشيخ محمد حسن، اجتمعت فيه زعامة روحية وزمنية، ونبغ علماء وشعراء فطاحل بهذه الأسرة وما زالت تحتفظ بمجدها وتراثها العلمي وشخصياتٍ هي قدوة في الورع والتقوى والسلوك الطيب). (4)

درس عبد الحسين الجواهري الفقه والأصول على يد علماء النجف الكبار أمثال الميرزا حسين الخليلي، والملا محمد كاظم الخراساني، والشيخ محمد طه نجف، والشيخ أغا رضا الهمداني، فبرع في الفقه والأدب. (5)

قال عنه السيد محسن الأمين: (كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً مشاركاً في الفنون رأيناه في النجف ...) (6)

وقال عنه السيد جواد شبر: (له شهرته العلمية والأدبية متبحراً في الفقه والاصول قوي الذهن حادّ الفكر حلو اللفظ ....) (7)

وقال الخاقاني: (رزق من المواهب ما جعله مرموقاً بين أفراد أسرته فضلاً عن باقي النجفيين، وامتاز بصفات وقابليات جعلته في مصاف الطبقة العالية من أبناء النجف، وكان إلى جنب علمه الجم وأدبه الغزير وفضله المعروف، فكهاً ظريفاً لا تفوته النكتة، ولا تعزب عن طبيعته الظرافة المستملحة) (8)

وقال الإمام كاشف الغطاء: (أما الشيخ عبد الحسين أدامه الله فهو حفيد ذلك الشيخ الجليل، ونبع دوحته، وهو معم مخول فهذا جده لأبيه، والشيخ الكبير كاشف الغطاء جده لأمه، كما أن بحر العلوم الطباطبائي جده لأم أبيه، ــ أما هو في ذاته ــ فما شئت من غزارة فضل وعلم، وكرم وحلم، وسجاحة أخلاق، وطيب أعراق، وعزة نفس، وعلو همة، وله من الأدب وملكة الإنشاء في النظم والنثر حظ وافر وكعب عال...) (9)

شعره

للجواهري كثير من البنود والرسائل، ذكرها الخاقاني (10) أما شعره فقال عنه السيد جواد شبر: (وقال في مناسبات كثيرة من الشعر والنثر ما تحتفظ به مجاميع الأدباء وخمّس قصيدة السيد حسين القزويني في مدح الإمامين الكاظمين عليهما ‌السلام). (11)

وله في الإمام الحسين (عليه السلام) قصيدتان وقد قدمناهما يقول من الأولى:

حـقَّ أن تـــســــــكـبـي الـدمـوعَ دمـــــــاءَ    يا جــفــوني أو أن تـسـيـلي بكاءَ

صـبِّـيَ الـدمـعَ فـي زفـــــيـــــــــرٍ وأمّـــا      أعوزَ الــدمـعُ صـعِّدي الأحـشاءَ

وجـوىً ألـزمَ الـخــــفـــــوقَ فـــــــــؤادي      وضلوعـي على اللـهـيبِ انحناءَ

مـن عـذيــــري مـن أن يـبــــــارحَ قلـبـي      بـعـدَ بـيْـنِ الأحـــبــةِ الــبـرحـاءَ

كـــيــــــفَ أسـلـوهـمُ وقـدْ بـلـــــغَ الــــدا     ءُ بـقـلـبي أن لـيـسَ يـسلو الدواءَ

غـادروا نـاظــريْ مـن الـدمــــــــعِ مــلآ      نـاً مــتــى شـاهـدَ الـديــارَ خَـلاءَ

قـد تـعــفّــــــــتْ إلّا بـقـايــا رســـــــــومٍ      كـادَ يـقــضي الـبـلى عليها عفاءَ

زادَ كــربُ الـبـــــلا بــــهـا فــكـــــأن الـ     ـقـلـبَ فـيـهـا مــشـاهدٌ (كربلاءَ)

شـــدّ مــــــا قــد لـقـي بـهـا آل طـــــــــه     مـن رزايـا تــــــهـــوِّنُ الأرزاءَ

مـزَّقـتــهــمْ بـــهـــا الــــحـوادثُ حـتـــى     عـادَ أبـــنــــاءُ أحـــمـــدٍ أنـــبـاءَ

جـمـعـتْ شــمـلـهـم ضحىً فعدى الخـطـ     ـبُ عـلـيـهـم فــفـرقـتـهـمْ مـسـاءَ

ودعـتـــهــمْ ســلــمــاً أمــيــة لـــكـــــــن      أسـلـمـتـهـمْ لما أجـابـوا الـدعــاءَ

لـجـنـودٍ يـجـري بـهـا الـغيُّ مـجـرىً الـ     ـسـيـلِ لا يـبـصرُ الرشادَ عـمــاءَ

كـان أدلـى بـهـــا الـــضــــلالُ حــقــوداً      ورثـــتـــهـا آبـاؤهـا الأبــــنــــاءَ

أظـــهـــروا لــلـــحـسـيـنِ ما قـد أسـرُّوا      لأبـيـهِ الـشــحـنـاءَ والـبـغــضـاءَ

ومُـذ اسـتـحـكـمـتْ عُـرى الخطبِ حتى      ضـيَّـقـتْ فـي بني النبيِّ الفـضاءَ

وأبــوا لــذّة الــحــيـــــــــــــــــاةِ بــــذلٍّ      ورأوا عــزَّةَ الـــفــــنــاءِ بـــقــاءَ

وأفـاضـوا مـن الـــحـــــفــاظِ دروعَ الـ     ـصبرِ شـوقاً إلى الردى لا اتّـقـاءَ

بيَ من أرخصوا الـنـفــوسَ غــوالي الـ     ـسـومِ لا تــعــرفُ الــهـوانَ إبـاءَ

كـلُّ مُـسـتـعـــصــــمٍ بــحـزمٍ يـــــريــهِ      مـن بـعـيــدٍ أمـــامَــه مــــا وراءَ

يـتـهـادونَ تــحــتَ ظــــلِّ الــعــوالـــي      كـنـشـاوى قـد غادروا الـصـهباءَ

شـعـشـعوا البيضَ في الـقـتـامِ وشـعَّــتْ      بـيـضُ أحـسـابِـهـم لـهمْ فـأضـاءَ

أوجـبَ الـمـصـطـفـى عـلـيـهـمْ حـقـوقاً      أحـسـنـوهـا دونَ الـحـسـيـنِ أداءَ

فـفـدوهُ بـــأنـــــفــسٍ قـــلَّ أن لــــــــــو      تـغـتـدي دونـهـا الـنـفـوسُ فــداءَ

وقضوا تشربُ الـقـنـا الـسـمـرُ والـبــيـ     ـضُ دماهمْ حولَ الفراتِ ظِــمـاءَ

يـا بـنـفـسـي مـنـهمْ وجـوهـــاً يـــودُّ الـ     ـبـدرُ مـنـهـا لـو اسـتـمدّ الســـناءَ

خـضَّـبـتـهـا الـدما لـكي تـشـهـدَ الـحــر     بُ بـأن غُـيِّــبـوا بـهـا شــهـــداءَ

وجـسـومـاً مـن دونِـها الـشـهـبُ فــيـها     فاخرتْ أرضُ (كربلاء) الـسماءَ

بـدَّدتْ لـحـمَـهـا الـظـبـا فــي ســبــيــلِ     اللَه كـي تـجـمـعَ الـعُـلـى والـثناءَ

لـيـتَ لا قـــرَّتِ الــبـسـيــطــةُ ظـهــراً     والـسـمـاواتُ لا اسـتـقـامتْ بناءَ

وابنُ طهَ مـلقىً على التربِ عاري الـ     ـجـسـمِ يُـكسى مـن الـعجاجِ رِداءَ

وبـنـاتُ الــنـبـيِّ يـستــاقُـــهـا الــســـبـ     ـي عـلـى حـالــةٍ تُــــســامُ إمــاءَ

كـلُّ حـسـرى الـقـنـاعِ أذهـــلـهـا إلاعـ     ـداء رعـبـاً فـأبـرزتْ حـــســراءَ

تـتـبـدّى وهـيَ الـمــصـونـةُ خـــــــدراً      تـتـخـفّـى عـن الـعـــيـونِ حَـيـاءَ

حـرَّ قـلـبـي لـثــاكــلٍ شـفّــهــا الــــوجـ     ـدُ فـلـيـسَ إلّا حـشــــاً حـــــرّاءَ

وجـديـرٌ أن لا يـــــســـــــوغَ ورودُ الـ     مـاءِ والـسـبـطُ ماتَ ما ذاقَ ماءَ

لـهـفُ نـفــسـي لـه يُـقـاسـي ظـمـا القلـ     ـبِ وحـرَّ الـحـديـدِ والـرمـضاءَ

أبـنـي هـاشـمٍ لـو الـسـيـفُ أبـقــــى الـ     ـيـومَ مـن حـيِّ هـاشـــمٍ أحـــيـاءَ

أيَّ عـذرٍ لـكـمْ إذا لــم تـــــشـــــنّــــوا     فـي بـنـي حـربٍ غـارةً شـعـواءَ

تـتـركُ الأرضَ لـيـسَ تـتـركُ خـوفـــاً      لـمـقـيـمٍ مـنـهــمْ عـلـيـهــا ثــواءَ

طـالَ مـنـكَ انـتـظـارُ سـمـرِ الـعـوالي      طـعـنـةً تـنـظـمُ الـكــلـى نـجـلاءَ

فـهـلـمّـوا بـمـصـدري الـبـيـضِ حمراً      وحـدودِ الـسـمـرِ الـظـماءِ رواءَ

عـلَّ غـيـظُ الـنـفـوسِ يـبـلـــغْ مـنـكــمْ      بـشـفـارِ الـبـيـضِ الـرقـاقِ شفاءَ

لا غـفـتْ أعـيـنُ الـحـفــاظِ وحــــربٌ      لـمْ تـخـالـط أجـفـانَــــهـــا أقـذاءَ

لـن يـروعَ الـحـوراءَ بـالـطــــــفِّ إلا      سـوطُ مـن راعَ أمَّــهـا الزهراءَ

وبـتـلـكَ الـنـارِ الـتـي لــيـــسَ تـخـبـو      أحـرقـوا لابـنِـهـا الـحسينِ خباءَ

وبـحـبـلٍ قـــادوا عـــلـــيـــاً بـــه قِــيـ     ـدَ عـلـيٌّ يـشـكـو الـضنا والعناءَ

ألـقـحـوهـا واسـتـنـتـجـوهـا ضــــلالاً      تـردُ الـحـشـرَ فـتــنـــةً عـمـيـاءَ

أيّـهـا الـمـرهــبُ الـمـقـاديــرَ يـا مـن      بـأسُـه صـرَّفَ الردى كيفَ شاءَ

والـذي حـارتِ الـعـقـولُ وضــــلّــتْ      فـيـه إذ لـم تـجـدْ لــه نــظــــراءَ

كـيـفَ يـغضي على القذى منكَ جفنٌ       لـم يـعـوَّدْ عـلـى قــذىً أغضاءَ

أصـبـحَ الأمـرُ لابـنِ هـنـدٍ وأمـســتْ      آلُ حـربٍ عــلــيــكـــمُ أمــــراءَ

حـكـمَ الـسـيـفُ مـاضياً في رقابٍ الـ     ـعـلـويـيـن كـيـف شــاءَ اجـتراءَ

فـأبـادَ الـرجـالَ واسـتـأصــــلَ الأطـ     ـفالَ واسـتـاقَ كـالإمـاءِ الـنـسـاءَ

ويقول من الأخرى:

دعـتـه مـسـالـمـةً مـــن بـــعـــيـــــد      لـتــسـلـمُـه لـلـرَّدى من قريبِ

فـهـبّ يــخــفُّ بــثــقــلِ الـــنــبـــيِّ      ســرى غـيرَ هيَّابِ أمرٍ مهيبِ

وحـطّ بـهـا الـرحـلَ كـي يــسـتريـحَ      لــمـا مَـسَّ أنـضاءه من لغوبِ

فـلـمّـــا رأوهُ تــعــادوا عــلــــــيـــه      كـمـغـتـنـمٍ فـرصـةً لـلـوثــوبِ

وثـاروا بـأحـقـادِ بــــــــدرٍ وأحـــــدٍ      لا دراكِ ثـاراتِ تلكَ الحروبِ

بـجـمـعٍ تـلاحـقَ لـم يــحــــــصِــــه      عـدادٌ كـمـا انهارَ رملُ الكثيبِ

أتـتْ فـي قـبــائـلَ مــن غــيــــهــــا      ومـنْ كفرِها أقبلتْ في شعوبِ

وحـيـنَ تـبـصَّـرَ وهـــوَ الــعــلــيــم      بـمـا فـي صـدورِهـمُ والـقلوبِ

وأيـقـنَ أن لــيــسَ فـي جـمـعـهــــمْ      بـديـنِ الـنـبـيِّ سوى المستريبِ

ورامـوا عـقـابَ بـنـيــــــــهِ بــــــه      ولـيـسَ سـوى قربِهم من ذنوبِ

رأى الـحـقـدَ داءهــمُ لـــم يـــكـــنْ      سوى السيفِ يصلحُه من طبيبِ

فـاطـلـعَ فـيـهـمْ شـمــوسَ الـظــبــا      فـلـمـا اعتلـتْ قالَ: يا هامُ غيـبي

لـه اتّـخـذَ الـصِّـيـدَ مـن صــحـــبِـهِ      بـيـومٍ بـهِ عزَّ نـصـرُ الصحيـبِ

كـرامٌ أبــى صـفــوُ أحــســـابِــهــمْ      لـهـمْ وردَ مـاءِ الـحـياةِ المشوبِ

وفـوا لـلـنـبـيِّ بــنــصـــرِ ابــــنِــهِ      فـحـازوا من العزِّ أوفـى نصيبِ

فـمـا فـيـهـمُ غـيـرُ مــرِّ الـحـفـــاظِ      وإيـقـادِ نـارِ الـوغـى من عيوبِ

يـمـيـلـونَ مـن طـرَبٍ لـلـكــفــــاحِ      تـمـايُـلَ ذي نـشـواتٍ طـــروبِ

كـأنَّ الـظـبـا دامـــيــاتِ الــحــدودِ      لـديـهـمْ مـراشـفُ ثـغـرٍ شـنيـبِ

كـأنَّ الأســنّــةَ مـخـضــوبـــــــــةٌ      غـوانٍ تـشـيـرُ بـكـفٍّ خـضـيـبِ

كـأنَّ اصـطـكـاكَ الـقـنـا بـالـقـنـــا     تـراجـيـعُ أوتـارِ ظـبـيٍ لـعــوبِ

لـقـد عـشـقـوا الـحـربَ حتى فنوا      هـيـامـاً بـهـا مـن شـبـابٍ وشيبِ

ومـاتوا كـرامـاً وحـسـبُ الـكـريمِ      مِـن العزِّ مثوى الكريـمِ الحسيبِ

فـعـادَ وحـيـداً غـريــبَ الــديـــارِ      يـكـابـدُ حـيـرةَ نــاءٍ غــريــــــبِ

يـصـولُ عـلـى جـمـعِـهـم مـفـرداً     كـذي لـبـدٍ هِـيْـجَ طـاوٍ غضـوبِ

يـنـادي ومـا مـن مـغـيـثٍ مـجيبٍ      نـداهُ ويـدعـو ومـا مِـن مـجـيـبِ

فـيـضـرمُ نـارَ الـوغـى مُـوقِــــداً      حـطـيـمَ صـدورِ الـقـنا والكعوبِ

ويـحـمـي حـديـدَ الـظـبـا قـائـــلاً      أيـا مـهـجَ الـصيدِ صولي وذوبي

إلـى أن قـضـى عـطِـشـاً لـم تبلَّ      حـشـاهُ بـغـيـرِ الـجـوى واللـهـيب

وخـرَّ إلـى الأرضِ لا بـالـنـكولِ      وحـاشـاهُ عـزمـاً ولا بـالـنـكـــوبِ

أبـا حـسـنٍ يـا غـيـاثَ الـصـريخِ      دعـا واثـقٌ مـنـكَ فـي مـسـتـجيبِ

أتـغـضـي على ما بها من جوىً      جـفـونـاً ومـا بـالـحـشا من وجيبِ

وتـضـربُ صـفـحاً وأهلوكَ مِن      فنونِ الردى أصبحوا في ضروبِ

فملقىً على التربِ دامي الجبينِ      وثـاوٍ خـضـيـبِ الـمُـحـيَّـا تـريــبِ

وعـارٍ كـسـتـهُ الـدمـا خـيـرَ مـا      يُـزانُ بـهِ جـسـمُ عـارٍ خــضــيـبِ

أتـرضـى نـساؤكَ فيـها الـعـدى      تـلـفُّ حَـزونَ الـفـلا بـالــســهـوبِ

ثـواكـلَ تـحـسـبُ منـها الحـنـينِ      مِـنَ الـنـيـبِ لـكـنـهـا فــوقَ نـيــبِ

ومن عجبٍ وصروفُ الـزمـانِ      تـروحُ وتـغـدو لـنـا فــي عـجـيـبِ

فـلا شـيءَ أشـجى لقلبِ الـنـبيِّ      وأعـظـمَ مـن كـربِ ذاك الـركوبِ

وأعـظـمُ شـــيءٍ تـرى شـامـتـاً      يـزيـدُ وتـسـمـعُ شـتـمَ الـخـطـيــبِ

وبـالـرغـمِ يـنـكـثُ شُـلّـتْ يـداهُ      ثـنـايـا ابـنِ فـاطـمـةٍ بـالـقـضـيــبِ

........................................................................

1 ــ شعراء الغري ج 5 ص 167 ــ 181

2 ــ نفس المصدر ص 181 ــ 183

3 ــ أدب الطف ج 8 ص 298 / الهامش

4 ــ نفس المصدر ص 297

5 ــ شعراء الغري ج 5 ص 165

6 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ٤٣٩

7 ــ أدب الطف ج 8 ص 298

8 ــ شعراء الغري ج 5 ص 165

9 ــ هامش ديوان سحر بابل وسجع البلابل للسيد جعفر الحلي ص 253

10 ــ شعراء الغري ج 5 ص 167 ــ 178

11 ــ أدب الطف ج 8 ص 298

كما ترجم له:

الشيخ جعفر آل محبوبة / ماضي النجف وحاضرها ج 2 ص 122

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب في النجف ج 1 ص 368

أغا بزرك الطهراني / نقباء البشر ج 3 ص 1047

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار