198 ــ رضا الهندي: (1290 ــ 1362 هـ / 1873 ــ 1943 م)

رضا الهندي: (1290 ــ 1362 هـ / 1873 ــ 1944 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (50) بيتاً:

خفُّوا لداعي الحربِ حين دعاهمُ      ورسوا بعرصةِ (كربلاء) هِضابا

أُسـدٌ قـد اتـخذوا الصـوارمَ حليةً     وتــــــســربـلوا حلقَ الدروعِ ثيابا

تخذتْ عيونُهمُ الـقـسـاطلَ كحلها     وأكفُــــــهـمْ فيضَ النحورِ خِضابا (1)

وقال في تخميس قصيدة ابن زيدون الأندلسي وقد صاغها لوصف واقعة الطف:

كم أنجمٍ منكمو فوق الثرى ركدتْ     وكم بدورٍ بأبراجِ الرماحِ بدتْ

وقـد أفـلـتـمْ وفيكم (كربلا) سعدتْ     حـالـت لـفـرقـتـكم أيامنا فغدتْ

سوداً وكـــــــانتْ بكم بيضاً ليالينا (2)

الشاعر:

السيد رضا بن محمد بن هاشم بن مير شجاعة علي النقوي الرضوي الموسوي المعروف بـ (رضا الهندي) (3)، عالم وأديب وشاعر ولد في النجف الأشرف، من أسرة علوية علمية ينتهي نسبها الشريف إلى الإمام علي الهادي (عليه ‌السلام). وقد هاجر أحد أجدادها من الهند إلى النجف، وقد ترجمنا لهذه الأسرة في ترجمة السيد باقر الهندي أخي الشاعر.

كان السيد رضا خامس أخوته الستة، فنشأ ولعاً بالعلم وآداب العرب وأخبار الأدب، وكان والده السيد محمد من العلماء الأعلام وله أكثر من ثلاثين مؤلفاً في شتى العلوم (4)، منها كتاب (اللآل في علم الرجال) بمجلدين وقد ترجم فيه لوالده السيد هاشم ــ جد الشاعر ــ فقال في ترجمته:

(كان ثقة حسن الخلق تقياً عالماً فاضلاً كاملاً مدرساً تلمذ على أستاذي الثقة الضابط التقي الورع العالم العلامة الشيخ محسن بن خنفر ووفى له بطول المكث عنده وعدم الانصراف عنه بحيل أعدائه الذين صرفوا أكثر تلامذته عنه يومئذ ومات السيد هاشم في أوائل سن الكهولة بالطاعون الجارف الكائن أوائله في سنة 1246 هـ الداخل في النجف في شهر رمضان من تلك السنة مستمراً إلى المحرم من سنة 1247 منقطعاً فيها عن النجف ثلاثة أشهر وإن لم ينقطع عن بقية العراق عائداً بعد ذلك مستمراً ثانياً إلى آخر السنة، وكان سني يومئذ أربع سنين تقريباً ويحكى لهاشم ذا كرامتان في حياته وبعد دفنه وثالثة في مرضه) (5)

نشأ السيد رضا الهندي نشأة علمية وتتلمذ على يد والده ولما بلغ عمره ثماني سنوات انتقل مع والده إلى سامراء عام 1298 وهو العام الذي اجتاح النجف الطاعون فبقي في سامراء ثلاث عشرة سنة نهل خلالها من دروس آية الله المجدد محمد حسن الشيرازي فكان موضع عناية المجدد لذكائه وسرعة بديهته.

عاد الهندي مع والده إلى النجف فبدأت رحلته مع العلم والأدب فدرس على يد أعلام عصره من العلماء الأفذاذ أمثال:

والده السيد محمد الهندي، والسيد محمد الطباطبائي، والشيخ محمد طه نجف، والشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، والملا محمد الشربياني، كما حضر درس الشيخ العلامة ملا كاظم الخراساني وقد اجازه أبوه، والشيخ أسد الله الزنجاني، والسيد حسن الصدر، والسيد أبو الحسن الأصفهاني، والشيخ آغا بزرك الطهراني. (6)

كان الهندي ذا شخصية فذة امتلك من المواهب العلمية والأدبية ما جعله موضع الإكبار والإجلال بين علماء وأدباء عصره وقد انتدبه السيد أبو الحسن الأصفهاني للإرشاد في الفيصلية ــ المشخاب ــ لغزارة علمه ومؤهلاته (7)

قالوا فيه

قال الشيخ علي كاشف الغطاء: (فاضل معاصر وشاعر بارع وناثر ماهر له إلمام بجملة من العلوم، ولسانه فاتح كل رمز مكتوم ومعرفته بالفقه والأصول لا تنكر، وفضائله لا تكاد تحصر، رقيق الشعر بديعه، سهله ممتنعه خفيف الروح حسن الأخلاق طيب الأعراق، طريف المعاشرة لطيف المحاورة، جيد الكتابة وأفكاره لا تخطئ الإصابة) (8)

وقال السيد محسن الأمين: (كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً من الطبقة الممتازة بين شعراء عصره انتقل مع والده إلى سامراء سنة 1298 وهي سنة الطاعون وعمره ثماني سنوات وبقي فيها مع والده ثلاث عشرة سنة ثم عاد مع والده إلى النجف واشتغل بطلب العلم استفادة وإفادة ورأيناه هناك وعاشرناه ولنا معه قرابة من جهة النساء فأم والده هي بنت السيد حسين ابن جد جدنا السيد أبو الحسن موسى وذهب إلى الحج أيام إقامتنا بدمشق فرأيناه هناك وزرناه وزارنا.

وكان له إلمام بما يسمونه علم الرياضة الروحية والأوراد والرمل والجفر والإرفاق اخذ ذلك عن والده واستجازه به فأجازه...) (9)

وقال السيد جواد شبر: (السيد رضا الهندي شيخ الأدب في العراق والعالم الجليل المؤرخ والبحاثة الشهير .. وكان يدعوني للخطابة في داره بالمشخاب وأقضي ساعات بالمحادثة معه فكان حديثه دروساً جامعة مملوءة بالفوائد وكنت في منابري أتلو شعره الذي قاله في أهل البيت عامة وفي الحسين خاصة) (10)

وقال الشيخ محمد السماوي: (عالم فاضل معاصر واديب شاعر شعره من الطبقة العالية قوة ورقة وانسجاما ...) (11)

وقال الشيخ حرز الدين: (كان عالماً فاضلاً ورعاً زاهداً عابداً، أديباً شاعراً بارعاً، مثالاً للاباء والعزّ والشرف والنبل، وكان اُصولياً منطقياً عروضياً، مستحضراً للمواد اللغويّة). (12)

قال الأُستاذ جعفر الخليلي: (زاول الأدب زمناً طويلاً، فأبدع فيه إبداعاً كان المجلى فيه بين جمع كبير من الأدباء والعباقرة في زمانه، ولقد ولع بالبديع ولعاً سما به إلى منزلة قلّ من ارتفع إليها من قبل، وإنّ لديّ الكثير من الشواهد من نظمه ونثره، ومنها مقامات إذا شئتها شعراً كانت شعراً ببحور مختلفة، وقواف مختلفة، وإن شئتها نثراً كانت نثراً مسجعاً أو مرسلاً، ولم يكن هذا غريباً بمقدار غرابة خلو هذه المقامات من التكلّف، فقد كان إمام البديع، وشيخ الأُدباء فضلاً عن كونه عالماً، ومن علماء الفقه المعروفين وقلّما قرأ له أحد إلاّ شُغِف بشعره، وله تعلّق شديد بأهل البيت (عليهم السلام) حيث كان أعذب شعره فيهم) (13)

وقال الدكتور السيد عبد الصاحب الموسوي: (إنّ سيرة سيّدنا الرضا امتداد لسير الصالحين من علماء الأمّة، فقد كان مثالاً يُحتذى في الورع والتقى والنشاط فيما يرضي اللّه سبحانه، ولم تكن حياته إلاّ سجلاً حافلاً بكريم الخصال وعظيم الأعمال، وحسبه فخراً وشرفاً أنّ الدنيا أقبلت عليه في شرخ شبابه فأدبر عنها إدبار شيوخ) (14)

وقال عنه الخاقاني: (شخصية فذة، شاهدته مراراً وحضرت مجالسه أعواماً فرأيته رجلاً أوتي من المواهب العلمية الجليلة ما يفرض على المشاهد له الإكبار والاحترام..) (15)

علمه ومؤلفاته

امتاز السيد رضا بعلمية واسعة في العقائد والأصول وجادل فيهما للدفاع عن المذهب الحق وقد عمل على ترسيخ المبادئ الإسلامية في الأذهان وخلق الجو الإسلامي الروحي في المجتمع وهو كما يصفه معاصروه ناكر لذاته فلا يعبأ للزعامة ولا يسعى لها رغم ما فيه من توفر عناصرها وقد عرف الله كثيراً فكان ذلك سبب صدوفه عنها وابتعاده عن الكبرياء (16)

وكان ثرّاً في نثره وتأليفه

فقد ألّف كتباً قيمة منها:

1 ــ الميزان العادل بين الحق والباطل: وهو كتاب في الأديان

2 ــ بلغة الراحل: في المعتقدات والأخلاق

٣ ـ الوافي في شرح الكافي في العروض والقوافي.

4 ــ سبيكة العسجد في التاريخ بأبجد.: وهو كتاب في الأدب والتاريخ

٥ ـ شرح غاية الايجاز في الفقه لوالده.

6 ــ الرحلة الحجازية. رسالةٌ وصف فيها رحلته إلى الحج سنة 1347 هـ

7 ــ تقريرات بحوث أستاذه السيد محمد بحر العلوم.

8 ــ شرحٌ على باب الظهار: من كتاب والده في الفقه.

9 ــ درر البحور في العروض (17)

إضافة الى ديوانه الضخم الذي قسمه إلى قسمين: الأول في مدح ورثاء أهل البيت (عليهم السلام) والثاني في المتفرقات

توفي السيد رضا الهندي في قضاء المشخاب بالسكتة القلبية وحمل جثمانه إلى النجف الأشرف وصلّى عليه زعيم الحوزة العلمية في النجف السيد أبو الحسن الأصفهاني ودفن بمقبرة الأسرة الكائنة في محلة الحويش. (18)

شعره

قال السيد رضا الهندي في مولد الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) من قصيدة تبلغ (38) بيتاً وقد ألقاها نيابة عنه الشاعر السيد خضر القزويني في احتفال جمعية الرابطة الادبية في النجف ليلة السابع عشر من ربيع الاول سنة 1353 هـ.

نـبـيُّ بـراهُ اللهُ نـــــوراً بـعـرشِـه     وما كان شيءٌ فـي الخليقةِ يوجدُ

وأودعهُ من بعـدُ فـي صُـلـبِ آدمٍ     ليـــسترشدَ الضُّلالُ فيهِ ويهتدوا

ولو لم يكن في صُلبِ آدمَ مُودَعاً     لما قــال قِدْماً للملائكةِ: اسجدوا

لـهُ الصدرُ بـينَ الأنـبـياءِ وقـبلهم     عـلـى رأســـهِ تـاجُ الـنبوّةِ يُـعقدُ

لـئــن ســبــقـوهُ بـالمجـيء فـإنَّما     أتــوا لـيـبثُّـــوا أمــرهُ ويُـمـهّدوا

رسـولٌ لـهُ قـد سـخَّرَ الكونَ ربُّه     وأيَّـدَهُ فـهـوَ الـــــرسـولُ الـمؤيّدُ

ووحَّــدَهُ بـالـعزِّ بـيـنَ عــــــبـاده     لـيـجروا عـلى منهاجهِ ويُوحِّدوا

وقارنَ ما بينَ اسمه واسمَ أحـمد     فـجــــــاحدهُ، لا شـكَّ، للهِ يـجحدُ (19)

وقال من قصيدته الكوثرية المشهورة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (53) بيتاً:

يـا مَـنْ قــد أنـــكــرَ مـن آيـا     تِ أبـي حـسـنٍ مــا لا يُـنْـكَـرْ

إن كــنــتَ لــجـهــلكَ بـالأيّـا     مِ جــــحـدتَ مـقـامَ أبـي شُـبَّرْ

فاسأل بدراً واســــــأل أُحُـداً     وسـلِ الأحــــزابَ وسلْ خيبرْ

مَنْ دبَّرَ فيــــها الأمـرَ ومَـنْ     أردى الأبـطـــــــالَ ومَنْ دَمَّرْ

مَنْ هدَّ حصونَ الشركِ ومَنْ      شادَ الإسلامَ ومَــــــــــنْ عَمَّرْ

مَـــنْ قــدَّمـهُ طـه وعـــــلـى     أهــلِ الإيـمـانِ لـــــــــهُ أَمَّــرْ

قـاسوكَ أبـا حـسنٍ بـســواكَ     وهـل بالـطـودِ يُـقــاسُ الـذرْ؟

أنّـى سـاووكَ بـمَنْ نـــاووكَ      وهـل سـاووا نـعـلَــيْ قـنـبرْ؟

مَـنْ غـيـركَ مَنْ يُدعى للحر     بِ ولـلمحـرابِ ولــــلـمـنـبـرْ

وإذا ذُكــرَ الــمعــروفُ فـما     لـسواكَ بـهِ شـيءٌ يُـــــــــذْكَرْ

أفعالُ الخيرِ إذا انــــــتشرت     في الناسِ فأنتَ لها مصــــدرْ (20)

وقال في عيد الغدير تبلغ (23) بيتاً:

أبــا حـسـنٍ تـاللهِ أنــــــــتَ لأحـمـدٍ     أخوهُ وقـاضـي ديـنـهُ ووزيـرهُ

وإنّكَ عونُ المصطفى ونـصيـــــره     وإنّكَ عيـنُ المصطفى ونظيرهُ

فـلا مــشــكــلٌ إلاّ وأنـــــتَ مـداره     ولا فــلـكٌ إلاّ وأنـــــتَ مـديـرهُ

ولا أُمّــةٌ إلاّ وأنــــــــــــتَ أمـيـنـها     ولا مـؤمــنٌ إلاّ وأنــتَ أمـيـرهُ

وأنـتَ يـدُ اللهِ الـــقـويِّ وحـبــلـهُ الـ     ـمـتـيـنُ وحامـي دينهُ وسـفـيرهُ

وأنتَ الصراطُ المستقيمُ وعنـدكَ الـ     ـجوازُ فمَنْ تمنحهُ جازَ عبورهُ (21)

وقال في ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) داخل الكعبة:

لما دعـــــاكَ قدماً لأن     تـولــــدَ فـي الـبيتِ فلبَّيتَه

جزيته بين قريشٍ بأن      طهّرتَ من أصنامِهم بيتَه (22)

وقال في مصيبة الزهراء (عليه السّلام):

بنفسي التي لا هُمْ أعزُّوا جوارها     ولا تركوهــــــــــا تستجيرُ بدمعِها

رأوهـا تُـقَضِّي ليلــــــها ونهارَها     بكاءً عـــــلى الهادي فجدُّوا بمنعها

ومذ ألفت ظلّ الأراكةِ لـــــم تكن     تـطيـــــبُ نـفوسُ القومِ إلاّ بقطعها

إذا كانَ قصدُ القومِ بيعةَ بعـــــلها     فما كانَ يحدوهم على كسرِ ضلعها (23)

وقال في رثاء الإمام الحسن المجتبى (عليه السّلام) من قصيدة تبلغ (42) بيتاً:

وقد ارتدى بالصبرِ مُشتمــــــــــلاً     بـالحلمِ مُـــحتفظاً على السننِ

حتى سقوهُ الــــــــــــسمَّ فـاقتطعوا     مـــن دَوْحِ أحمدَ أيَّما غـصنِ

سمّاً يـقـطِّعُ قـلبَ فـــــــــــــــاطمةٍ     وجداً على قلبِ ابنها الحسـنِ

وهوى شهيـــــــــداً صابراً فهوتْ     حُزناً عليهِ كــــواكبُ الدجـنِ

وتـجـهَّـزتْ بالجنــــــــــــدِ طـائفةٌ     مـقـتادةٌ لـلـبـغــي فـي شـطـنِ

يا للــــــــــــــورى لصدورِ طائفةٍ     شُحِنَتْ مـن الشحناءِ والإحنِ

أقصتْ حشا الزهراءِ عن حرمِ الـ     ـهادي وأدنتْ مـــنهُ كلَّ دني (24)

وقال في رثاء الحسين (عليه السّلام) من قصيدته المشهورة التي تبلغ (50) بيتاً وقد قدمناها:

لـم أنـسهُ إذ قـامَ فـــــــــيهم خـاطباً     فإذا همُ لا يــمـلــكونَ خـطابا

يدعو ألستُ أنا ابنَ بنتِ نـــــــبيّكم     وملاذكم إن صرفُ دهرٍ نابا

هل جئتُ في دينِ النبــــــيّ ببدعةٍ     أمْ كـنتُ فـي أحــكامهِ مـرتابا

أمْ لم يوصِّ بنا النـــــبيُّ وأودعَ الـ     ـثـقـلـيـنِ فـيـكم عـترةً وكـتابا

إن لـم تُـدينـــــوا بـالمعادِ فراجعوا     أحـسـابكم إن كـنـــتـمُ أعـرابا

فغدوا حيـــــارى لا يرونَ لوعظه     إلاّ الأسنَّةَ والـسهـــــامَ جـوابا

حــــــــــتى إذا أسفت علوجُ أُمـيّةٍ     أن لا ترى قـلبَ النبيّ مُصابا

صلَّت على جسمِ الحسينِ سيوفُهم     فغدا لساجدةِ الظبا محــــــرابا

وقال في الإمام المهدي (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (106) أبيات:

هو القائمُ المهدي ذو الـوطأةِ التي     بـها يذرُ الأطـوادَ يرجحها الـذرُّ

هـو الغائبُ المأمولُ يـوم ظهوره     يـلبّيـهِ بـيتُ اللّهِ والـركنُ والحجرُ

هـو ابـنُ الإمـامِ العسكري مـحمّدٌ     بذا كلّه قد أنبأ المصطفى الطهرُ

كذا ما روى عنهُ الفريقانِ مجملاً      بتفصيلهِ تُـــــفنى الدفاترُ والحبرُ

فـأخـبارهـم عــنـهُ بـذاكَ كـثـيـرةٌ     وأخـبارنا قـلَّت لها الأنجمُ الزهرُ

ومـولدهُ نـورٌ بـهِ يـشرقُ الـهـدى     وقـيلَ لـظامي العدلِ مولدهُ نـهـرُ (25)

وقال أيضاً في تعجيل الفرج والتوسل بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من قصيدة تبلغ (61) بيتاً:

يا صاحبَ العصرِ أدركنا فليسَ لنا     وِرْدٌ هنـــيُّ ولا عيشٌ لنا رغدُ

طالت عليــــنا ليالي الانتظارِ فهل     يا ابنَ الزكيِّ لليلِ الانتظارِ غدُ

فـاكحلْ بـطلـــعتكَ الـغرَّا لـنا مُقَلاً     يـكادُ يـأتي عـلى إنـسانها الرمدُ (26)

وقال في رثاء مسلم بن عقيل (عليه السّلام) من قصيدة تبلغ (26) بيتاً:

لو أنّ دمــــــوعي استهلــتْ دماً     لما أنـصـفـتْ بـالبكا مُــــسلما

قـــــتـيـلٌ أذابَ الـصـفـــا رزؤه     وأحــزنَ تـذكـارهُ زمــــــزمـا

وأورى الحجونَ بنارِ الــشجون      وأبكى المقامَ وأشــجى الحمى

أتى أرضَ كـــوفانَ فــي دعـوةٍ     لها الأرضُ خـــاضعةٌ والسما

فـلـبّـوا دعــــــاهُ وأمُّـــوا هــداهُ     لـيـــنــقذهم مـن غـشاءِ العمى

وأعـطوهُ من عـهدِهــمْ مـا يكادُ      إلى السهلِ يستدرجُ الأعصما

وما كانَ يحســبُ وهـــو الوفيُّ     أن يـنقضوا عـهدَهُ المُبـــــرما

فـديـتـكَ مـن مـــفــــردٍ أسلموه     لحـكمِ الـدعيِّ فـما استســـــلما

والـجأهُ غـدرهـــــــم أن يـحــلَّ     فـي دارِ طـوعةَ مـسـتـســــلما

فـمذ قـحموا مـــنهُ فـــي دارِها     عريناً أبى الليثُ أن يــــــقحما

أبانَ لهم كيفَ يضرى الشجاعُ      ويـشتــــــــــــدّ بـأساً إذا أسـلما

وكـيفَ تهبُّ أسودُ الـــــــشرى     إذا رأتِ الــوحشَ حولَ الحمى (27)

وقال في جريمة تهديم قبور الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) في البقيع من قصيدة تبلغ (14) بيتاً:

أَعَزَّ اصطباري وأجري دموعي     وقوفي ضـــحى في بقـاعِ البقيعِ

عـلى عـترةِ المصطفى الأقربين     وأُمِّـــــــــهـمُ بـنـتِ طــه الـشفيعِ

همُ آمنوا الـــناسَ من كلّ خوفٍ     وهم أطعموا الناسَ من كلّ جوعِ

وهم روَّعـوا الكفـرَ فـي بـأسـهم     عـــــــلى أنّ فـيهم أمـانُ المروعِ

وقـفتُ عـلى رســمِهم والـدموعُ      تـسيلُ ونارُ الـجـوى في ضلوعي

وكـانَ مـن الحزمِ حــبسُ الـبكاء     لـو أنّ هـنــالـكَ صـبري مطيعي

وهل يملكُ الصبرُ مَنْ مـــــقلتاه     ترى مهبطَ الوحي عافي الربوعِ؟ (28)

وقال:

إن كـــــان عندكَ عبــــرةٌ تجريها      فانزلْ بأرضِ الطفِّ كي نسقيها

فعــسى نبلُّ بها مضــــاجعَ صفوةٍ     مــــــــا بلّتِ الأكبادُ مِن جاريها

ولقد مررتُ على مــــنازلِ صفوةٍ     ثقلُ النــــــــــبوَّةِ كان ألقي فيهـا

فـبـكـيــتُ حتى خـــلتـها ستجيبني     ببكائهـا حزنــــــــــاً على أهليها

وذكرتُ إذ وقـــــفتْ عقيلـةُ حيدرٍ     مذهولةً تصـغي لصــوتِ أخيهـا

بأبي التــي ورثــتْ مصائبَ أمِّها     فغدتْ تقابلهـا بصبرِ أبـــــــــيهـا

لم تلهَ عــن جـمعِ العيالِ وضمِّهمْ     بــــــــــفراقِ أخوتِهـا وفقدِ بنيهـا

لـم أنــسَ إذ هتكـوا حِماها فانثنتْ     تشكو لــــــواعجَهـا إلى حاميهـا

تــــدعــو فـتـحـترقُ القلوبُ كأنَّما     يرمي حشـــــاها جمرةً مِن فيها

هذي نساؤكَ مَـن يكونُ إذا سرتْ     في السيرِ سائــــقُها ومَن حاديها

أيـسـوقُـها زجـرٌ بضـربِ متونِها     والشمرُ يحدوهـا بـــــــسبِّ أبيها

عـجـباً لـها بالأمسِ أنتَ تصونُها     والـيـومَ آلُ أميَّــــــــــــةٍ تبديـــها

حسرى وعزَّ عليكَ إن لم يتركوا      لكَ مِن ثيـــــــــابِـكَ ساتراً يكفيها

وسـروا برأسِكَ في القنا وقلوبُهم     تسمـو إليهِ ووجــــــــدُها يضنيها

إن أخّـــــروهُ شـجاهُ رؤيةُ حالِها     أو قـدَّمــــــــــــوه فحـاله يشجيها (29)

....................................................

1 ــ ديوان السيد رضا الهندي ــ جمع وتحقيق السيد موسى الموسوي / مراجعة وتعليق السيد عبد الصاحب الموسوي ــ دار الأضواء، بيروت 1409 هـ / 1988 م ص 41 ــ 43

2 ــ نفس المصدر ص 49

3 ــ شعراء الغري ج 4 ص 81

4 ــ أعيان الشيعة ج ١٠ ص ٨٥ 

5 ــ أعيان الشيعة ج 10 ص 250

6 ــ أدب الطف ج 9 ص 242

7 ــ شعراء الغري 83 ــ 84

8 ــ الحصون المنيعة ج 9 ص 207

9 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص 23

10 ــ أدب الطف ج 9 ص 243

11 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 3 ص ٧٥

12 ــ معارف الرجال ج 1 ص 324

13 ــ مقدمة ديوان ص 11 ــ 12

14 ــ نفس المصدر ص 12

15 ــ شعراء الغري ج 4 ص 83

16 ــ نفس المصدر والصفحة

17 ــ مقدمة الديوان ص 10 ــ 11

18 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ٢٣

19 ــ ديوانه ص 17 ــ 19

20 ــ نفس المصدر ص 20 ــ 22

21 ــ نفس المصدر ص 23 ــ 24

22 ــ نفس المصدر ص 25

23 ــ نفس المصدر ص 50

24 ــ نفس المصدر ص 34 ــ 36

25 ــ نفس المصدر ص 26 ــ 31

26 ــ نفس المصدر ص 44 ــ 47

27 ــ نفس المصدر ص 55 ــ 56

28 ــ نفس المصدر ص 38

29 ــ نفس المصدر ص 47

كما ترجم له وكتب عنه:

الشيخ جعفر النقدي / الروض النصير ص 387

الشيخ الطهراني / نقباء البشر ج 2 ص 768

ظاهر محسن جاسم ــ شعر السيد رضا الهندي، دراسة في الموضوع والفن

السيد هادي حسين الموسوي ــ ديوان السيد رضا الهندي وأبنائه

عبد نور داود ــ السيد رضا الهندي في كوثريته / مجلة الكلية الإسلامية الجامعة المجلد 14، العدد 57 ج 1 بتاريخ 30 / 9 / 2020

حسن عبد الأمير الظالمي / مجلة صدى المهدي العدد ٤٦ / ربيع الأول/ ١٤٣٤ هـ

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار