خـانَ نـهـرُ الـفراتِ يوماً حسينا *** قيلَ قد كانَ في العهودِ جنينا
قـيـلَ قـد آبَ مـن ظمىً يـتـلظَّى *** بـحـسينٍ .. وازداد فيه حنينا
قـلـتُ مـا يـنـفـعُ الـحنـينُ لـمـاءٍ *** ضاعُ منهُ الحسينُ فاهاً قرينا
لو سقى من على الترابِ جميعاً *** لن يوفِّي إلى الحسينِ الديونا
لن يُرى غير ناقصِ السقي ورداً * في المهـاباتِ لن يكونَ المكينا
في الفراغاتِ سوف يغدو شغوراً بالنشوزاتِ سوف يُربِي اللحونا
وسيـبـقى دونَ الحسينِ احتساباً *** بـاسـمِ نـهـرٍ يـشـذُّ عنه ظنونا
قالَ نهرُ الفراتِ من حـفرِ شكٍّ *** جـدولاً فـيـه .. دونَه لن أكونا
أنا دمعُ الـظـمـى عليَّ كبيرٌ *** حيث أجري نادى غدوتَ سجينا
وشعورُ السقاءِ عنـدي مـهـينٌ *** صرتُ أسقي العبادَ ذلاًّ وهونا
لا أرى نشوةً بماءِ صدوري *** لا أرى رشـفـتـي تـردُّ الـظعونا
كلُّ من جاءني ليشربَ منِّي *** قـال: قـاعٌ يـغـيـضُ فـيـه العيونا
صرتُ نهراً لدى الطمى عدمياًّ ** فـاضَ أو غاضَ لم يعدْ مأمونا
فاضَ أو غاضَ سـقـيـه مثل منعٍ *** كانَ من لعنةِ الظمى ملعونا
سلمان عبدالحسين
اترك تعليق