80 ــ إيمان دعبل ولدت (1398 هـ / 1978 م)

إيمان دعبل (ولدت 1398 هـ / 1978 م)

قالت من قصيدة (هدهدة على شرفة اليقين) الفائزة بالمركز الأول في مسابقة الجود العالمية عن أبي الفضل العباس (عليه السلام) التي أقامتها العتبة العباسية المقدسة:

لكأنَّ خيبر أيــــــــــقظتها (كربلا)     وكـــــــأنما عجباً تجلّى حيدرُ

وكــــــــــــــأنَّ سيفَكَ لعنةٌ سحريةٌ     ما أن يمسّ الزائفينَ تحجَّروا

ما زالَ نزفُ القربةِ الجرحى على      شـفةِ العطاشى أغنياتٌ تُزهرُ (1)

وقالت من قصيدة (تلويحةُ للقمرِ الأسير) وهي في الإمام زين العابدين (عليه السلام):

من (كربلاءَ) مضى بأحلامِ السما     ءِ يُمَهّـدُ الأرضَ اليبـابَ المُجدبَة

مـــــــــا بينَ عينيهِ وعينِ أبيهِ من     فــــــــوقِ القَنَا تلويـحةٌ مُتخضّبَة

وحديثُ أشــــــــواقٍ يدورُ بلا كلا     مٍ كالسَّواقِي في الحقولِ المُعشبَة

وقالت من قصيدة (العابرون ضفاف النور) وهي في أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام):

هُنَــــاكَ فِي (كَرْبَلا) كَانوا فَرَاوَدَهُمْ     بِــعَاشِرِ الأُضْحِيَاتِ العِزُّ والشّرَفُ

وَلَـوّحَ النّصْرُ فِي الكفِّ التي قطفتْ     قُلْ لِي فَكَيْفَ كُفُوفُ البَدْرِ تُقْتَطَفُ؟

قُلْ لِي ولا تَخْتَصِرْ فَالقَلْبُ شَاكَسَنِي      قُلْ لِــــــــي بِرَبّكَ إنّي عَاشِقٌ دَنِفُ

وقالت من قصيدة (وميضٌ من اشتعالات الشوق) وهي في زوَّار الإمام الحسين (عليه السلام) في أربعينيته الخالدة:

يا (كربلاءَ) متى سأقبلَ هل ترى     يمضي المتيَّمُ عمرَهُ منفيّا؟

أقسمــتُ بالسبطِ ارفقي بصبابتي     أضنى التمنُّعُ عاشقاً عُذريّا

نذراً إذا أذِنَ الإلهُ زيــــــــــارتي     أطوي المسـافةَ خالعاَ نعليّا

وقالت من قصيدة (سورة الصبر) وهي إلى سيدة الصبر العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين (سلام الله عليها):

وكَأَنّني فِي (كَربلاء) تَـــعَلّقِي     كالـنّقْطَةِ الخَجْلَى بِسقفِ البَاءِ

أَمْشِي كَظِلٍّ يَنْحَــــنِي مُتَرَنّحاً     خَـــلْف انْحِنَاءَةِ هَالة الحَوراءِ

حَيْرَى تُفَتّشُ عَنْ بَوَارِقِ أَنْجُمٍ     ظُلْماً هَوَتْ مَطْعُوَنةَ الأَضْواءِ

وقالت من قصيدة (ماءٌ معشّقٌ بالظمأ) وهي إلى سبط الرسول وريحانة البتول الحسين بن علي (عليه السلام)

يـــا سيدَ الذبحٍ العظيمِ بـ (كربلا)     روحي فداكَ تسابقُ الثوّارا

حشداً من الفرسانِ جيشَ غيارى     كــــلٌّ يربّي في الحنايا ثارا

دمــــعوا كأن البرقَ من أسمائهم     لطموا فكان هديرهُم موّارا

وقالت من قصيدة (يا زائرين لكربلاء.. خذوني):

يا زائــــرين لـ (كربلاء) خذوني     لا ترحلوا.. حلفتكم من دوني

مهلا.. سأدخلُ في المسافةِ أو ألا     يا ليتــكم مع اسمكمْ تضعوني

أو كالمُنى أنســـــــلُّ في أحداقِكمْ     أو ربمـــا في شوقِكمْ تخفوني

وقالت من قصيدة (جهة الهيام):

من (كربلاء) إلى الغريّ إلى سما     بغدادَ مثـــــل سحابةٍ تتشرّدُ

لعنــــــــــــاقِ سامراءَ تلهثُ ربما     في مهجةِ السردابِ ما تتفقّدُ

وبداخلي غيــــثُ الدعاءِ إذا همى     لأحــــــــبّتي ..آمالهم تتورَّدُ

وقالت من قصيدة:

ساُخلي جيوبَ فؤادي من الحبّ      لا حـبَّ يُجدي سوى حبّكا

وأملأ عيــــــــــــنيّ منكَ فديتكَ      ما كان لي أن أرى غيركا

وأعكسني فيك فـــــي (كربلاءَ)     شــعاعاً تخلّق من وهجكا

وقالت من قصيدة:

أَيَجُوزُ لِي هَدْرَ المَـــزِيدَ مِنَ الأسَى     ورثاءُ نَفْسِـــي هَلْ يَجُوزُ رَثاَئِي!

كُلّ المَآسِي لا تُــــــقَاسُ بِـ (كَرْبَلا)     إذْ كُــــــــــلُهَا وَهْمٌ ومَحْضُ هَبَاءِ

حَرُمَتْ دُمُوعِي إنْ طَفَتْ فِي مُقْلَتِي     لِسِوَى الحُسينِ ولمْ تَفُضْ بِعَزائِي

وقال من قصيدة (حَدِيثُ القُرُنْفُلَةْ.. وخِيَانَةُ المَاء)

وَكَمَا تَيَبّسَـــــــتْ الشّفَاهُ بِـ (كَرْبَلا)     يَـبِسَتْ تَجُرّ غُصُونَها المُتَهَدّلَةْ

تَنْــــــــــــعَى وَإذْ مَرّتْ عَلَيْهَا بُلْبُلَةْ     فَتَسَاءَلَتْ مَا سِرُّ هذي الوَلْوَلَةْ؟

فَرَوَتْ لَها عَطَش الصّغَارِ وخَوفَهُمْ     وعَنِ انْتِظَارِ المَاءِ يَا مَا أطْوَلَهْ

وقالت من قصيدة (كيف تكتب زينب):

ويفيضُ بوحيَ.. نهر حبٍ جارفٍ     من (كربلاء) من الصبابةِ يشربُ

تــعبى تخاصرني المسافةُ نحوها     أمشي على قـــــــلبي وقلبيَ مُتعبُ

كفــــــــــــايَ نورستانِ في آفاقها     تتوسَّــــــــــلانِ.. وكفّها ليَ تسكبُ

وقالت من قصيدة في الحشد الشعبي المقدس:

بني العـــــراقِ كما العباس نخوتهم     إذ أنهم من حكايا (كربلا) خُلقوا

ومثـــــــــل حيدرةِ الكرارِ صولتهم     لأنّهم من حليبِ المعجزاتِ سُقوا

تصاعدَ الضوءُ من فانوسِ جرأتهمْ     لمّا تلبّدَ في أحـــــــــــداقِهم برقوا

وقالت من قصيدة (استئذان على باب الجنة):

وتوحَّدتْ روحي بكل جزيئةٍ     مـن (كربلاءَ) وإذ بها تتكربلُ

وكأنــــما لما وقفتُ ببابِك الـ     ـقدسي قد وقفَ الزمانُ يسجِّلُ

كيفَ اللقاءُ إذا أتى بعد الفرا     قِ وكيف آهاتُ التشوُّقِ تهطلُ

وقالت من قصيدة (ضوء في ردهات الفؤاد) وهي في السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليها السلام):

كأن بدمعتها (كربلاء)

وفي متنِها من جراحِ الحسينِ

وفي فمِها لغةٌ مضرمَة

أتمتم باسمك

...زينب...

مثل الدراويشِ أهذي

وحزني بخور يدور

فيا لقداستها التمتمة

.....................................................

وقالت من قصيدة (في شهقة الغيب) وهي في علي الأكبر (عليه السلام):

من (كربلاء) تفتّقتْ..

وتدفق الحقُ انهماراً

زمزميُّ المنهلِ ..

فرشفت من دُنِّ الحقيقةِ

وانطلقتُ مفوهاً ..

ينساب صوتي:

يا قصائد جلجلي..

......................................................

وقالت من قصيدة (لوحة فوق جدار التذكر):

على التلِّ ما زلتُ ألمحُ فكرتَها واقفة

فهيهات يُمحى الذي دونتهُ بحبرِ الخلود

هناك تراقبُ شمسَ النبوءةِ تطلعُ

من (كربلا) في شموخ

تفسِّرُها المهجُ الزاحفة

الشاعرة

إيمان بنت عبد النبي بن إبراهيم بن علي بن دعبل، ولدت في البحرين، وهي حاصلة على دبلوم هندسة كمبيوتر من جامعة البحرين، وأصدرت ديواناً بعنوان (فراشة في دهشة الضوء). وديوان للأطفال بعنوان: (أماني الملائكة يسمعها الله) فاز بجائزة ناجي نعمان الأدبية عن أدب الأطفال ولها عدد من المجاميع الشعرية المخطوطة

شعرها

قالت من قصيدة (محمّدٌ يا رسول الحبّ):

محمدٌ يا رســـــــــــولَ الحبِ خُذ بيدي     لــــــولاكَ دربيَ تيهٌ، وجهتي سَقَرُ

لولا صلاتيَ هلْ لي في الوجودِ صدى     صلّت عليكَ الرّؤى مادامَ لي عُمُرُ

سعيتُ نحوكَ من أقــصى الخيالِ هوىً     في سكةِ العشقِ يحلو نحوكَ السفرُ

وقالت من قصيدة (الفارس السماوي) وهي في فارس الإسلام الأول وبطله علي بن أبي طالب (عليه السلام):

حُللُ الشجاعة فصِّلتْ بـمقاسِهِ     من عزّهِ وجلالهِ تبـــــــــــطينُها

إذ لا تليقُ سوى بقامـــتهِ التي     تعلو ولا يــــــــعلو عليها دونُها

فلذي الفقارِ ملاحمٌ مـسطورةٌ     مـــــا زال يحكي للدهورِ منونُها

إلياذةٌ للفارسِ الـــــكرّارِ صا     غتها البطولةُ في الوغى وفنونُها

قد كان هاروناً لموسى حينما     كــفرتْ قريشٌ وانبرى فرعونُها

وقالت من قصيدة (قَبْضَةٌ مِنْ أَثَرِ البّتُول) وهي في سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)

نَجْواكِ أُغْنِيَةُ الجِيَاعِ تَـــــدُورُ فِي     حَجَرِ الرّحَى قَمْحاً وجُوعِيَ مِزْهَرُ

لمّا عَزَفْتُ الآهَ مِسْكِيــــــــناً عَلَى     أعتــــــابِ جُودكِ كان لَحْنِيَ يُمْطِرُ

ها رَشّفِي ظَمَأَ الِقَـــــفارِ بِمُهْجَتِي     لا أقَفَـــــــــرتْ مُهَجٌ سَقَاهَا الكَوثَرُ

مُدّي رَغِيفَ الوَصْلِ أُشْبِعُ لَـهْفَتِي     لو كِسْرةٌ تَكْــــــــــــفِي أنَا أتَضَوّرُ

لِلّهِ جُوعُكِ فِي ثَـــــــــلاثٍ حِـينَما     أطعمتِ أفْواهاً تئِــــنُ وتَـــــــــجْأرُ

وقالت من قصيدة (قِدّيْسَةُ الحُلُم السّمَاوي) وهي في خديجة الكبرى (عليها السلام):

قِدّيــــــسةُ الحُلُمِ السّماويَّ التّي     يَأْوِي بِــــــجَنّةِ عِشْقِهَا المُخْتَارُ

كَمْ حَطّ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِدَوْحِهَا     وسَــــرى المَلائِك حَوْلَهَا سُمّارُ

ويُرَاقُ مَــاءُ الوَحْيِّ حتّى أّنّها     لتفيضَ من بينِ الحُروفِ جِرَارُ

وقالت من قصيدة (ماءٌ معشّقٌ بالظمأ) وهي في سبط الرسول وريحانة البتول الحسين بن علي (عليه السلام):

(لبّيكَ) تعصفُ في حناجرهم إذا     ناديتهم ليفجّروا الإعــصارا

يا ليتنا كنّا.. (وهلْ مِن ناصرٍ؟)     دوّت بكفكَ صــــــارماً بتّارا

يا ليتنا كنّـــــــا وقِربةَ حلمكَ الـ     ـقمريّ تسفكُ للصغارِ جِرارا

فإذا هتفنا يا حـــــسينُ نراكَ في     ملكوتنا تستقبلُ الأحــــــرارا

وقالت من قصيدة (تلويحةُ للقمرِ الأسير) وهي في الإمام زين العابدين (عليه السلام)

ثفناتُكَ ارتحلتْ كمَا الوشم البـهيِّ      على الجِباهِ الـخاشعاتِ المُتربة

وعماءُ أسئلتي يجيءُ مُـــــــــفَتِّشَاً     بصحيفةٍ تتلو ومـيضَ الأجوبة

رفّتْ إليكَ الأمنيــــــاتُ تؤمُّـها الـ     أرواحُ ســـــربِ حمائمٍ مُتوثّبة

تأتيكَ من أقصى الفجيعةِ خطوُها     خفقُ القلوبِ المُوجعاتِ المُتعبَة

وقالت من قصيدة (حج الأمنيات) وهي في باقر علوم الأولين والآخرين الإمام محمد الباقر (عليه السلام)

ما أنتَ منذ متى ووصلكَ صبوتي     ولخمرةِ العشقِ الـــــزلالِ أُعاقرُ؟

مــا أنتَ؟ أسألُ رغم معرفتي ولا     ينفي سؤاليَ مــــــــــا بذاتكَ ظاهرُ

ما أنـــــــتَ؟ ثمَّ أُجيبهمْ في دهشةٍ     لم تعرفوهُ؟.. وكيف يخفى الباقرُ؟!

وقالت من قصيدة (ضوءٌ من الفجر) وهي في سليل النبوة ونبع الإمامة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)

كـــــــــــأنّ بكفّي الريحُ أُسرِجُ لهفتي     كأنّي بأجواءِ المـــــلائكِ عالقُ

قطفتُ اخضرارَ الوحي لحظةَ شفَّني     ربيعٌ سماويٌّ.. سخيٌّ.. ورائـقُ

وفتّحتُ للشعـــــــــــرِ البهيِّ دفاتري     يُرتّلني ضوءٌ من الفجرِ صادقُ

وقالت من قصيدة في الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام):

 

ضجِرتْ على أبوابِـــــــكَ الأقفالُ     ضــاعتْ مفاتحُها وليسَ تُنالُ

يا صاحبَ الحلمِ انتظارُكَ شاغلي     والوقتُ لصُّ العمرِ كمْ يحتالُ

أهديتني لغةً تشـــــــفُّ كوامنَ الـ     إحـساسِ ما يخفى وليس يُقالُ

وقالت من قصيدة (تضاريس في خارطة القلب) وهي في النور الثامن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)

فتلوحُ القبّةُ الفادحةُ الحسنِ

كما الحوريةُ الغيداءُ في مطلعِها

تختصُّ بالتلويحِ من لا يرتجي غير سنَاها عِوضا

وبكفّيها صكوكُ الجنّة

امتدَّتْ يخفُّ الحلمُ في خفقتِهِ

ينتثرُ الما وردُ والمشمومُ نذراً وانقضى

:أينَ تمضُونَ تجاوزتمْ جدارَ الغيبِ ..

هذا البرقُ فيكمْ أومضا؟؟

آنَسَوا ناراً...

فلمّا غَرِقوا فيها

أتى من داخلِ النّار جوابٌ سرمديٌّ:

إننا نعرجُ شوقاً للرضا

وقالت من قصيدة (لأنّكَ بابُ المراد) وهي إلى باب الحوائج الإمام محمد الجواد (عليه السلام):

لأنّكَ بابُ المراد

مشيتُ بقلبي إليكَ

ولم أكُ أحتاجُ أن أطرقَ البابَ حتى يشقَّ سديميَ وهجَ الجواب

لأنيَ ما أن نطقتُ بوِردِ الهوى في هديلِ الحمام

أتاني الغمامُ وأمطرَ بين كفوفي حتى أفاضَ فزادَ على ما أريد

ونلتُ المرامَ لأنّي وقفتُ بأعتابِكَ الخضرِ أورقتِ الروح

أزهرت السجداتُ على العتباتِ قطفتُ لكَ الودَّ باقةَ وردٍ لتعبقَ ملءَ الهيام

لأنّكَ بابُ المراد أتيتُكَ والحبُّ يركضُ شوقاً أمامي

لأنّكَ أنتَ الجوادُ لأنّكَ أنتَ الجواد

وقالت من قصيدة (قصيدة من دفتر الغيم) وهي في الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):

يُعسكرُ الحلمُ فـــــــي معناكَ مُنبهراً     يا عسكريَّ الهُدى ما شئتَ أنعتقُ

ما هدّموكَ..، بـروحي حينما هَدَمُوا     منارتـــــــيكَ هنا ما زلتَ تمتشقُ

كنتَ السفيـــــــنةَ في طوفانِ رحلتنا     كانوا على جبلِ الأوهامِ من أبقوا

سوّرتُ قبــــركَ بالأضلاعِ أغمسُها     بفـــــضةِ الدّمعِ شُبَّاكاً لمن عشقوا

ووجـــــــــهُ قبَّتِكَ المجروحِ رصّعَه     بـــحـمرةِ الذهبِ المشبوبةِ، الشّفقُ

تبقى، وتبقى، وتبقى.. كيفَ يمكنُهم     أن يطـفئوكَ وأنتَ الشمسُ والفلقُ؟

وقالت من قصيدة (مغزلٌ.. لخيوط الحلم) وهي في الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

وقفـتُ على الدورِ التي خفّ أهلُها     على دكّةِ التأريــــخِ يا دهرُ أسألُ

عن الأملِ المرجوّ في اليومِ أو غدٍ     أما آن أن نلقــــــاكَ جئناكَ نعجلُ

كـــــأنيَ من خلفِ الزمان يُسرُّ لي     فلا تجزعي من مدةِ الجورِ دعبلُ

سيــأتي على اسم الله بوركَ خطوهُ     فيا حي مـن بالعدلِ والـقسطِ مقبلُ

وقالت من قصيدة (هدهدة على شرفة اليقين) الفائزة بالمركز الأول في مسابقة الجود العالمية عن أبي الفضل العباس (عليه السلام)

قُمْ أيّها العباسُ وارتقْ صوتَنا الـ     ـمقدودَ (بــــالهيهات) حتى نزأرُ

قُمْ بــــاركِ الأرواحَ فـي فورانِها     تنّــــــــورُكَ الطوفانُ فيهِ يَسعرُ

واهزُز قـلوبَ الـثائرين يُساقطوا     حـــــلماً شهيَّاً في عيونِكَ يُبصِرُ

الشعرُ منــــــكَ إليكَ لبّى مُحرِماً     يسعى بحبكَ.. حيثُ حبّكَ مشعرُ

وقالت من قصيدة (سورة الصبر) وهي في سيدة الصبر العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين (سلام الله عليها):

رَاحَتْ تُلَـمْلِمُهُمْ هُناكَ تَرَاكَضَوا      نَفَروا بِـدَهْشَـتِهِمْ كَسِرْبِ ظِبَاءِ

لا لَـــــــــيْسَ هذا كُلّ شَيءٍ إنّمَا     كـــــــانتْ بِدايةُ رِحْلَةِ الأنْواءِ

ومَضَتْ تُتِمّ خُطَى رِسَالةً عَاشِرٍ     تَطْوِي طَرِيقَ السّبْيِ بِالإحْيَاءِ

أَيْــقُونَةُ الصّبْرِ الّتي نُقِشَتْ على     كَفّ الخُــــــلُودِ كَنَقْشَةِ الحِنّاءِ

وقال من قصيدة (ساعي بريد الضوء) وهي في مسلم بن عقيل سفير الإمام الحسين (عليهما السلام):

من خلفِهِ كانوا ومـــــا انعدّوا     لمَّـــا استدارَ وإذ به فردُ

والكوفة الـــــــــضمَّته مولعةً     عــافته حين تغيّرَ القصدُ

يــــــــمشي غريباً في أزقَّتها     يقفو خطاهُ الجوعُ والبردُ

ما زال يذرعها كطيفِ رؤىً     يوحي لنا ما أغفلَ السردُ

وقالت من قصيدة (شبيه النبي) وهي إلى نفحة النبوة علي الأكبر (عليه السلام):

أبتاهُ

فانتفضَ الحُسين..

وهبَّ كالإعصارِ مُجتاحاً جُيوش الشيطنة

فداك أبوكَ يا ولدي

وخرَّ يلثمُ مقلتيهِ .. إذ ذوى كالسوسنة...

هُنالكَ في رحيلِ الروحِ

تمتمَ باسماً ورقى ..

قد سقاني جدِّي المختارُ شربةَ كوثرِ

وتفتّحت بوابةُ الفردوسِ..

أردف في وداعٍ مُبهرِ..

أبتاهُ إنَّا في انتظاركَ عند ناصيةِ السماء

فأمرَّ أمنيةً على شفتيهِ تلهجُ بالدعاء..

...................................................

وقالت من قصيدة (قمران معتنقان) وهي إلى وَلَدَيْ مسلم بن عقيل (عليهم السلام)

قمرانِ معتنقانِ ليتهما

مِن منحرِ الأقداسِ ما قُطفا

رُميا بأحضاني كأنهما في كلِّ مهجةِ قطرةٍ نَزفا

مازال نعيُ الريحِ يعصفُ بيْ مَلَكانِ ..ماذا يا ترى اقترفا ؟!

.......................................................

وقالت من قصيدة (بوصلة القلب ترسم خاتمة الشهادة) وهي في الذي مسح الحسين (عليه السلام) التراب عن وجهه وهو يقول: أنت الحرّ كما سمتك اُمّك، حرٌّ في الدنيا وسعيد في الآخرة ،، في الحر بن يزيد الرياحي (عليه رضوان الله) ...

إنّي أنا الحـــــرّ استهل خلودهُ     ومضى يكفّرُ عن ذنوبِ الجعجعَة

وكأن في رجعِ الصليلِ تلاوةً     وكـــــــأن ميدانَ الـشهادةِ صومعَة

مازالَ يلهمُـــــــنا، يعلمنا بأنَّ      نختارَ خــــــــــــــاتمةً تليقُ لنتبعَه

ونجا وقد كان الـــهلاكُ بإثرهِ     لولا على عجلٍ تـــــخيّر مصرعَه

وفي الشهيد البطل حبيب بن مظاهر (رضوان الله عليه) كتبت الشاعرة (رسالة عاجلة إلى سيد الأنصار):

واقفٌ قلبي عــــــلى الدّر     بِ معي حلــــــمٌ سليبْ

نرقبُ العشّاقَ يــــــمضو     نَ.. حسيــــــراً وكئيبْ

سمّرَ الشــــــــــوقَ بأحدا     قي ..طــــيوفاً لا تغيبْ

في المسافاتِ مـــــــساميـ     ـرٌ وفـي الوقتِ صليبْ

قبةٌ، صحنٌ، ضـــــــريحٌ     مــــوكبٌ، ناعٍ، خطيبْ

أه لو عندي بـــــــساط الـ     ـريح.. مصباحٌ عجيبْ

أو بطيَّ الأرض لـي علـ     ـمٌ لدينيٌّ غريـــــــــــبْ

أو جـــــــناحَي هُـدهدٍ للـ     ـطفِّ في لهفٍ يُنــــيبْ

أوَ ما مــــــــرّ عليكَ اسـ     ـمي مِراراً يا حبيـــــبْ

وفي قصيدة (ويُجهشُ اللؤلؤُ ..تبيضُّ الرّؤى) تناجي الشاعرة البراءة المقتولة رقية بنت الإمام الحسين (عليها السلام) فتقول:

أبي.. أبي ..

أشتاقُ أن أغفو على صدرِكَ

غيماً ينجلي في اللازوردِ نبضا

سجادةُ الصّلاةِ هل أفرشها ...

نُقيمُ في حُبّكَ ..

يا حيّ عليكَ..

فرضا

ويُجهشُ اللؤلؤُ .. تبيَضُّ الرّؤى ..

فحزنُ يعقوب على يوسفهِ غيضٌ أمام حزنها الذي يفيضُ فيضا

حين تراءى الرأسُ 

كالشمس التي جُزّت عن السماءِ

يا لنزفها ..

في طبقٍ من ذهبٍ بين يديها لثمتهُ

أودعت أنفاسَها في ثغرهِ

ثم مضتْ لتلتقيهِ ركضا

فالشوقُ أقسى وطأةً من الردى وأمضى

وكلّهُ بعينكَ.. الله.. فكيفَ ترضى

وفي (العابرون ضفاف النور) وهي إلى العابرين على لهوات الموت إلى رياض الخلود .. إلى أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) تقول:

فِي وُجْهَةِ المَوْتِ.. هُمْ سَارُوا وَمَا وَقَفُوا     حَــــــتّى تَلاقَوا وَإذْ بِالمَوْتِ يَرْتَجِفُ

كَأَنّــــــــــــــــــمَا عَرَفُوا مَا كَانَ مُسْتَتِرَاً     فِي مُنْتَهَى الغَيْبِ فَاشْتَاقُوا لِمَا عَرَفَوا

فَضَاءُ أَرْوَاحِهِــــــــــمْ مَرْقَى المَلائِكِ إذْ     تَأْوِي بِـــــــــآفَاقِها ..وَالوَحْيُ يَعْتَكِفُ

أَحْرَارُ كَالرّيِحِ لا الصّـــــلْصَالُ يَحْبِسُهُمْ     ولا سَديِمُ الـــــــــهَوَى لِلْقَلْبِ يَخْتَطِفُ

.....................................................

1 ــ ترجمتها في كتاب (الجود) وهو إصدار وثائقي خاص بمناسبة الجود العالمية الثالثة عن أبي الفضل العباس (عليه السلام) والتي أقامتها العتبة العباسية المقدسة ص 61 ــ 64 وقد فازت قصيدتها (هدهدة على شرفة اليقين) بالمركز الأول

نشرت قصائدها على موقع العتبة الحسينية المقدسة وغيرها من المواقع الالكترونية

المرفقات

: محمد طاهر الصفار