لوحةٌ مظهّرة بالعاطفة

إلى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)

يحتاجُ منَّا أنْ نكــــــــــونَ لنشعرا   ***   إنَّ المواقفَ لا تُبــــــــاعُ وتُشترى

قالوا: الحسينُ، فقلتُ: حلمٌ أخضرٌ   ***   في الليل بـــــاعتْه المواكبُ أحمَرا

هم طبَّروا... لكنَّ رأســــي واقفٌ   ***   فيه الحسينُ، فكيفَ ليْ أنْ أطْبُرا؟!

أنا شاعرٌ بَسَطَ الجــــــراحَ مخيَّماً   ***   للنازحين، وراحَ يكبــــــرُ كالقُرى

من دمع أمّي، من تقمصِّ وجهِـها   ***   للفجرِ أوحى للنهـــــــــــــارِ ليعبُرا

كانت تقولُ -إذا دنــا عاشورُ-: يا   ***   ولدي، غداً سيعودُ حزنُــك أخضَرا

الطمْ بُنيّ؛ فإنّ حزنَــــك مـا تُكسّــــــــــــــره يدٌ أو أنْ تعيــــــــــــــشَ مُكسَّرا

فكبرتُ طفلاً لم يزلْ مثلَ الرضيـــــــــــــع يرومُه الموتُ الكبيـرُ ليـــــصغُرا

طفلاً أضاعكَ في الطريق لنفسِه   ***   فأناخ بين شكـــــــــــــــوكهِ مُستنفَرا

الشكُّ يصعدُ غيــــمةً فـي روحِه   ***   ما لو يمرُّ على فضــــــــائكَ أمطرا

ما كان يقصدُ أنْ يضيــعَ بكـثرةٍ   ***   لكنّ من أحلامِـــــــــــــــــه أنْ يندُرا

فوجدتَه وأزحتَ عن أكتـــــــافِهِ   ***   تعبَ التلفُّتِ حين تاهَ فأبصـــــــــــرا

أبكي ويبكي والمرايا ما تـــرى   ***   والحزنُ يأبى أنْ يجـــــــيءَ مُكرّرا

الحزنُ آيةُ من أَجـــــــــاءَ لعينِه   ***   نهرَ الفرات، تصـــــــــافحاً وتحدَّرا

ولكم كتبتُ إلى سواك فآســــفٌ   ***   يا سيديْ؛ لم أدرِ كنتُ مبــــــــــذّرا

علَّ القصيدة أنْ تُجفّفَ دمعــــةً   ***   أو أنها تُهدي لكــــــــــــفِّك خنصرا

لكنّني طفلٌ يعيـــــكَ، وفي ادّعـــــــــــــائك حجّتي ألّا تقلَّ وأكثـــــــــــــــرا

إسماعيل الحسيني

المرفقات

: إسماعيل الحسيني