46 ــ أحمد الدمستاني (1131 ــ 1205 هـ / 1717 ــ 1790 م)

أحمد الدمستاني (1131 ــ 1240 هـ / 1717 ــ 1824 م)

قال من قصيدة في رثاء الحسين (عليه السلام) تبلغ (55) بيتاً:

ألمْ ترَ لاستحلاءِ أصحابِ (كربلا)     مرارةَ مـا لاقوهُ في معركِ الحربِ

تجلّى إليهمْ مـــــــا يــــــــكونُ أقلّه     مشاهــدةُ الحورِ الحسانِ بلا حُجبِ

فهانتْ عليــــــهمْ عند ذاكَ نفوسُهم     وكــــلُّ جليـلٍ هيِّنٌ في رضا الربِّ (1)

وقال من قصيدة تبلغ (65) بيتاً:

فناداهُ داعي الحقِّ في طفِّ (كربلا)     فلبّــــــــاهُ مرتاحاً إلى ذلكَ الوعدِ

فخرَّ على وجهِ البسيـــــطةِ صاعداً     علاهُ لأعلى قبّةِ العرشِ ذي المجدِ

يعزُّ على المختارِ قتلُ حبيـــــــــــبهِ     ومـصرعُه في التربِ منعفرُ الخدِّ (2)

ومن نفس القصيدة:

ويـشهده ملقىً بعرصةِ (كربلا)     ثلاثُ ليـــــالٍ لا يلحّدُ في لحدِ

 كسته الدما والريح ثوباً مورَّداً     تمزِّقه أيــدي المضمَّرةِ الجُردِ

إذاً لغدا بالحــــــزنِ متَّقدُ الحشا     وظلَّ بنارِ الوجدِ محترقُ الكبدِ

وقال من قصيدة في رثاء الحسين (عليه السلام) تبلغ (61) بيتاً:

حيثُ الحسينُ ابن البتولة قد غدا     في (كربلاءَ) على الصعيدِ صريعا

جثمانُه فوق الصعيــــــدِ ورأسُه     يعلو من السمرِ اللــــــــــدانِ رفيعا

في فتيةٍ جـــــــادوا بأنفَسِ ما به     جادَ امرؤٌ في العالمـــــــــينَ جميعا (3)

ومن نفس القصيدة:

أو ناظراً فترى وتسمعُ ما جرى     في (كربلا) ممَّا يجلُّ وقــوعـا

جارَ الزمانُ وزادَ في عــدوانِـهِ     ما لَم يكن فيما مضى مـسموعا

وأطالَ باعَ بني العلوجِ فأَظهروا     ما كانَ عنصرُهُم بهِ مـطبوعا (4)

وقال من قصيدة تبلغ (61) بيتاً:

وأعظـــمُ خطبٍ هدَّ مَوقعهُ الهُدى     وشُقَّتْ قــــــــلوبُ المؤمنينَ لهُ شقَّا

مصيبة مولانا الحُسَينِ بِـ (كربلا)     فــــــــإنَّ لَظى أحزانِها شَملَ الخلقا

أمثّله فرداً عــــــلى الجمعِ صائلاً     كصولةِ ليثٍ حينَ سربُ القطا يلقى (5)

وقال من قصيدة تبلغ (63) بيتاً:

لو أن بعضَ بلايا (كربلا) صدعتْ     صمَّ الأخاشيبِ لاندكّتْ شواهقُها

متى يلاحظ يُرى مــا بعضَ رؤيتهِ     يـــــثورُ منه من الأحشا حرائقُها

يرى بنيه على الرمـــــضا وأخوتَه     يسيــلُ من فائضِ الأوداجِ دافقُها

وقال من قصيدة رباعية تبلغ (130) بيتاً:

كم بدرِ تمٍّ في الورى أزهرا     قد غيَّبــــــوه في طباقِ الثرى

وأعظمُ الأرزاءِ أمــرٌ جرى     في (كربلا) من فادحٍ أعصبِ

ومنها:

ما قط عـــــــــيشٌ لوليٍّ حلا     ولا صفا مشروبُ أهلِ الولا

وحرمةُ المقتولِ في (كربلا)     وجــــــدُّه المدفونُ في يثربِ

ومن حسينية تبلغ (56) بيتاً:

لم ينـــسني تذكارهم شيءٌ سوى     قتلِ الحسينِ بـ (كربلاء) على ظما

قتـــــلته أشقى أمَّةٍ كفـــــرت بما     قد حـــــــلّلَ البــاري وما قد حرَّما

منعوهُ من وِردِ الفراتِ وأوردوا      في نحرِه سهـــــــــماً وسيفاً مخذما

ومنها:

لو أن بعضَ خطوبِ وقعةِ (كربلا)     دهمَ القويَّ القلبِ ذلَّ وأحجما

لكــــــــنه ســـــــــــــرُّ الإلهِ وجنبُه     ويـمينُه اللاتي أبتْ أن تُحسما

فسطا عــــــلى الجمعِ الكثيرِ بنفسهِ     فــــرداً بقلبٍ لا يهابُ مُصمِّما

ومنها:

هل تعلمانِ بما جرى في (كربلا)     من حادثاتِ الدهرِ أمْ لمْ تعلما

نـــــــــالتْ أميةُ فـوقَ ما قدْ أمّلتْ     وتداركتْ ما قد مضى وتقدّما

قتلتْ حـــــــــسيناً عنوةً من بعدما     قتلتْ بنيـــهِ الأكرمينَ عليكما

الشاعر

الشيخ أحمد بن حسن بن محمد بن علي بن خلف (5) بن إبراهيم بن ضيف الله بن حسن بن صدقة الدمستاني البحراني (6)، ولد في قرية (حويص) في البحرين، واستوطن دِمستان التي تبعد عن المنامة ــ العاصمة ــ 27 كيلو متراً، ولقّب بـ (الدمستاني الصغير) تمييزاً عن والده الشاعر الكبير حسن الدمستاني الذي كان من أعلام هذه المدينة، وكان يُستشار من قبل العلماء والحكام كما كان المعلم الأول لولده الذي درس عنده العلم والأدب وتأثر به كثيراً. (7)

قال عنه السيد جواد شبر: (يروي عن والده قراءة واجازة، ويروي عنه اجازةً الشيخ أحمد ابن زين الدين والشيخ عبد المحسن اللويمي الاحسائيان، له ديوان شعر. توفي بعد عام ١١٩٠ هـ وهو تاريخ كتابته لديوان أبيه، وله ديوان ألحقه بديوان أبيه رأيت له فيه سبعة عشر قصيدة من نظمه ومنها تخميسه لقصيدة والده). (8)

لكن الشيخ الكرباسي قال إن وفاته كانت بعد (1205 هـ / 1790 م) اعتماداً على إجازته للشيخ بن زين الدين الإحسائي بهذا التاريخ (9)

وقال الشيخ أغا بزرك الطهراني في ترجمته: (إنه كان معاصراً للشيخ حسين العصفوري البحراني (توفي 1216 هـ) وله إجازة منه وللمترجم مسائل سألها للشيخ يوسف البحراني (توفي 1186 هـ) وقد كتب له أجوبتها كما في منتهى المقال، ورأيت في إحدى مكتبات طهران رسالة في الأدعية والمجربات جمعها أحد تلامذة المؤلف وهي بالفارسية، وقد وصف مؤلفها في أولها بقوله: العلامة الفهامة جامع المعقول والمنقول حامي الفروع والأصول وحيد الدهر فريد العصر مجتهد الزمان شيخ المشايخ الشيخ أحمد البحراني نور الله مرقده وفي آخرها حرره العبد الحقير الفقير الأقل الحاج عباس المازندراني الآملي في الثامن عشر من جمادي الأولى 1295 هـ) (10)

ويحدد الشيخ جعفر سبحاني وفاته بعام (1240 هـ) وهذا يعني أنه قد إنه قد تجاوز المائة عام عند وفاته، ويقول في ترجمته: (أحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن خلف الدّمستاني البحراني، العالم الإمامي، المتبحّر. أخذ وروى عن أعلام، منهم: أبوه الحسن، ويوسف بن أحمد البحراني صاحب «الحدائق الناضرة»، وأخوه عبد علي بن أحمد البحراني، والحسين بن محمد بن جعفر الماحوزي، والحسين بن محمد بن أحمد العصفوري الدرازي (المتوفّى 1216 ه‍)، ومهر في العلوم، لا سيما علم اللغة وسائر علوم الأدب.

وأجاز لجماعة، منهم: أحمد بن زين الدين الإحسائي، وعبد المحسن اللويمي الإحسائي، واشتهر، وذاع اسمه في بلاد البحرين وغيرها، وقد أجاب عن مسائل شرعية وردته من مسلمي (زنجبار) الإفريقية. وصنّف رسالة في الأصول، ورسالة في العروض، وكتابا في الإجازات.

وله ديوان شعر في مدائح النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأهل بيته عليهم السّلام ومراثيهم، وكان قد بعث إلى أستاذه يوسف البحراني مجموعة أسئلة، جمعها مع إجاباتها في كتاب سمّاه الأسئلة الدمستانية. توفّي- سنة أربعين ومائتين وألف)

ثم يشير في الهامش إلى رسالته التي ذكرها الطهراني بالقول: (ولأحمد البحراني رسالة في الأدعية و المجربات، جمعها تلميذه عباس المازندراني الآملي، ووصف في أوّلها المؤلف بقوله: جامع المعقول و المنقول، حاوي الفروع و الأصول .. مجتهد الزمان، ويظنّ قويا أنّها من تأليف صاحب الترجمة) (11)

وقال السيد محسن الأمين في ترجمته: (ويروي عنه إجازة الشيخ أحمد بن زين الدين والشيخ عبد المحسن اللويمي ولم أقف على أحواله إلا أن إجازة هذين الشيخين الجليلين له وإجازته للآخرين كافية في فضله وعلمه ونبله) (12)

شعره

قال الشيخ الكرباسي في وصف شعر أحمد الدمستاني: (أسلوبه فيه متانة تركيب، وسهولة ألفاظ، ورقة معان، وبعد فكري، بلغة اتسمت بالوضوح والسلاسة ... ولا تخلو قصيدة من ديوانه إلا وضمنها أو دبجها بدرر حكمه ..) (13)

قال من قصيدته في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) والتي تبلغ (65) بيتاً:

لعمركَ صِفْ جهــدي إلى سـاكني نجدِ     بلطفٍ لعلّ اللطفَ في عطفهم يُجدي

رضائي رضاهمْ كيف كان فإن رضوا     بمــوتي فمرُّ الموتِ أشهى من الشهدِ

وأصدق بصدقِ البــــــــــاذلين نفوسَهم     لنصــــرِ إمامِ الــــــحقِّ والعَلمِ الفردِ

غداة لقتلِ ابنِ النبيِّ تجــــــــــــــــمَّعتْ     طغـــــــاةُ بني حـربٍ وشرُّ بني هندِ

لإدراكِ وترٍ ســـالفٍ من أبيـــــــــهِ في     مشايخِــــــهم فـي يومِ بدرٍ وفي أحدِ

يسومونه للضيـــــمِ طــــــــوعَ يزيدِهم     وتأباهُ منه نخـــــــــــوةُ العزِّ والمجدِ

أليسَ ولاءُ الديــــنِ والشـــــــــرعِ حقّه     وميـــــــــــراثه حقاً من الأبِ والجدِّ

وقال من قصيدته البائية التي تبلغ (55) بيتاً:

فيا نكبة في الـــنـــــاسِ عمَّ بلاؤها     وخطـبٌ عـــــــظيمٌ جلَّ ذلكَ من خطبِ

ونارُ مصـــابٍ أحرقت لهبــــــاتُها     قلوبَ الورى إلا أولي البغضِ والنصبِ

ويا وقـــعةً عظمى تهدُّ قوى العلى     وتتــــــــركُ عينَ المـــجدِ دائمةَ السكبِ

أسبـــط رســــــولِ اللهِ يُذبحُ ظامئاً     إلى الماءِ يرنو لــــــيـسَ يظفرُ بالشربِ

ويـــمسي يزيدٌ فــــي الأنـامِ مُملكاً     يدينُ إليهِ الناسُ فــي الــــشرقِ والغربِ

وآلُ رسولِ اللهِ في الأرضِ خوَّفٌ     وآلُ زيـــــــــــادِ الرجــسِ آمنـةُ السربِ

ومنها يدعو الله بظهور القائم (ع):

إلى أن يقومَ العدلُ من آلِ أحــــــــمدٍ     ويكشـــــــــفُ عنّا غمَّةَ الضرِّ والكربِ

ويرفعُ مخفوضَ المحبّـــــيــــنَ فتحُه     ويكـــــــسرُ جزماً ما بناهُ أولو النصبِ

أغوثُ الورى عجِّلْ فقدْ عيلَ صبرُنا     وضاقتْ علينا الأرضُ مولايَ بالرحبِ

وقال من قصيدة حسينية تبلغ (57) بيتاً:

ويضرمُ القلبَ ناراً قـــولُ زينبَ إذ     رأتْ أخاها طريحاً في الترابِ سدى

يا آلَ غالبَ والســــاداتُ من مضرٍ     وآلُ عبــــــــــدِ مـنافِ السادةِ السُعدا

هل تعلمونَ بأن الــــيومَ سيــــــدكمْ     ثاوٍ ثلاثــاً عــــلى الرمضاءِ ما لحِدا

أكفانُه من سوافي الريحِ قد نُـسجتْ     وغسله مـن نجـــــــيعٍ غرَّقَ الجسدا

ورأسُه فوق رأسِ الرمـــــحِ تـتبعُه     رؤوسُ أولادِه الأمـــجــــادِ والشهدا (14)

وقال من قصيدة في رثاء الحسين (عليه السلام) تبلغ (56) بيتاً:

ألم ترَ أنصارَ الحسينِ وعـــــــــزمهمْ     على الموتِ إذ عزَّ النصيرُ المساعدُ

تصدّوا لنيلِ العــــــــــزِّ في عالمِ البقا     فهـــــــــــانتْ عليهم فيه تلكَ الشدائدُ

إذا ازدحـــــــــــموا عند العداةِ تفرَّقوا     كشـاءٍ بـــــــها عــاثتْ أسودٌ حواردُ

فما برحوا في حومةِ الحربِ والردى     يجولُ بهمْ والمــــــوتُ هاوٍ وصاعدُ (15)

ومن حسينية أخرى تبلغ (71) بيتاً:

أنا سبط خيرةِ ربِّكم مـن خــــــــــلقِه     وســـليلُ بـضعتهِ فنعمَ المحتدِ

إن تجهلوا شأني فهـذي هـــــــل أتى     تتلو مــديــــــحي دائماً وتعدِّدُ

في والديَّ وفي أخـي قــــــد أنــزلتْ     نصّاً وفيَّ فمــــالكمْ لم تهتدوا

من آلِ ياسينٍ ونــــــــــــــــونٍ والنبا     نحنُ الذي نُعنى بذاكَ ونُقصدُ

سُدّت مسامعُهـــــم عن النصحِ الذي     أبدى لهم واستكبروا وتمرَّدوا

لا غروَ لو مجَّوا نصوحَ النصحِ من     أفواههمْ واســـتعذبوا ما يُفسدُ

خبُثتْ جبِّــــــلتهم وأظلـــــــمَ سرُّهم     وقبيـــــــحُ فعلــهمُ بذلكَ يشهدُ (16)

ومن قصيدة في رثاء الحسين (عليه السلام) والاستغاثة بالإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

يا غيرةَ اللهِ اغضبي لمحــــــــــــــــمدٍ     ووصيِّــه علمُ الـــــهدى وبنيهما

بقيامِ قائمهم وآخــــــــــــذ ثــــــــارهم     من كــلِّ رجــسٍ في غوايتِه فما

عجِّل بلا أمرٍ فدتــــــــــــــــكَ نفوسُنا     واكـشف بنورِ هداكَ ما قد اتهما

واجزمْ رقابَ النصبِ واخفضْ قدرَها     وارفعْ مواليكَ الضعافَ وعظّما (17)

وقال في حق أهل البيت في نهاية رثائية حسينية تبلغ (62) بيتاً:

أيا سادةً طابــوا فطبــنا بحبهمْ     فشاعَ لنا فضلٌ على الناسِ مُغدقُ

ذخرنا ولاكــمْ للمعـــادِ وسيلةً     لـمحوِ ذنــــــــوبٍ كلها هيَ موبقُ

ونسعدُ في جنّاتِ عدنٍ بقربكمْ     ونارُ اللظى من شدّةِ الغيظِ تشهقُ

ومن حسينية تبلغ (57) بيتاً:

وما الشجاعةُ في شأنِ الحسينِ وما الـ     ـشجاعةُ شــــــــــيءٌ عندَ ذي الشانِ

لكنما هو سرُّ اللهِ أبــــــــــــــــــــــرزه     في مظهرِ القهرِ في مصداقِ إنسانِ

يدُ الحسينِ يدُ اللهِ التي غــــــــــــــلبتْ     قهراً على كل ذي عــــــزٍّ وسلطانِ

ومنهاً:

بني أمـية لا تغترُّ أنفـــــــسُكم     بما أصـبتـــــمْ فعقباكمْ لخسرانِ

وإن تـلقفتمُ الدنيا بجمـــــــلتِها     كأكـرةٍ وقعتْ فــي كفِّ صبيانِ

فسوفَ يظهرُ من آلِ النبيِّ لنا     إمـــامُ حقٍّ بآيــــــــاتٍ وبرهانِ

تحفُّه من جنودِ اللهِ أسدُ شرى     مــا دَنّسوا طاعةً منهمْ بعصيانِ

الـــفتحُ يقدمه والسعــدُ يخدمه     في الفتكِ مخذمه والموتُ سيَّانِ

ومن قصيدة حسينية يتوسل في نهايتها بأهل البيت (عليهم السلام) بطلب الشفاعة:

سأسكبُ مدمعي الهتّانَ فيكـــــم     وكـنـتُ به لغيركمُ بــخيلا

محضتكمُ الودادَ بغيرِ مـــــــكرٍ     ولمْ أطعِ المُفنِّدَ والعــذولا

أيخشى أحمدٌ في الحشـرِ ضيماً     إذا كـنتمْ له عوناً وســولا

نظمتُ لكم عقوداً مــــــــن لآلٍ     ولا أرجو بها إلّا الـقـبولا

مدحتكمُ بأسنى القولِ لـــــــكن     غدا في جنبِ فضلكمُ قلـيلا

وذلكَ لاستجابةِ أمــــــــرِ ربٍّ     غدا لي في محبتكمْ خلــيلا

يرجِّي فضلكمْ أن تجعـــــــلوهُ     غداةَ الحشرِ عندكمُ نزيــلا

وقال من قصيدة في النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (45) بيتاً:

محمدٌ وعلــــــــــيٌّ ثم آلهـــــِما الـ     أطهارُ حفّاظ دينِ اللهِ حامــــيهِ

محمدٌ خارقُ الأفلاكِ ســــــــبعتَها     حتى دنـــى فتدلّى عندَ بــاريهِ

كقابِ قوسينِ أو أدنــــــى وخـالقُه     بمثلِ لولاكَ مـن حبٍّ يــــناديهِ

فيا لهُ من مــــــــــــقامٍ قد حباهُ به     حظرٌ على الهممِ الــعليا تـمنِّيهِ

فيه من الفضلِ ما في الأنبياءِ معاً     وليس فيهم جميعــاً كلُّ مـا فيهِ

له معاجزُ لا تــــــحـصى لكثرتِها      تجلُّ عن عيبِ تدليسٍ وتـمويهِ

قد شقّ بدرَ السما نصـفينِ فافترقا     شرقاً وغرباً مطيعاً أمرَ باريهِ

ثم يصل إلى مدح أمير المؤمنين نفسُ النبي ووصيه وأخوه:

وشدَّ ســاعــــــــــــــــــــــدَه حقاً وأيّده     بالمرتضى حـافظ الإسـلامِ حاميهِ

نــــــــــــفسُ النبــيِّ أخيهِ بعلُ بضعتهِ     أبي بنيهِ وفــــــي الأخـطارِ واقيهِ

أسمع به من أخــي صدق متى فغرت     عظيمةٌ يلقّيـهِ فـــــــــــــيها فيكفيهِ

القائدُ الخيلَ تجــري في أعــــــــــنتِها     والقائمُ الليــلَ بـالأورادِ يــــــحييهِ

وليلةٌ رامتِ الكــفــــــارُ مـــــــــــقتله     فباتَ في فـرشِـهِ بـالنفسِ يفـــــديهِ

ويومُ بدرٍ وأحــدٍ والســـــــلاسلِ والـ     أحزابِ يـشرحُ بعـضاً من مساعيهِ

مولايَ وصــفُكَ أعيــــــاني وحيَّرني     فـــــــلـستُ أنــفكّ بينَ الغيِّ والتيهِ

وشــأنُ مجدِكَ يأبــــــــى أن يُقاسَ به     مــــــــن البــريةِ مخلوقٌ يضاهيهِ

فالحقُ أنكَ عبدُ الله حـــــــــــــــــجَّته     لســــــــانُه يدُه العــــــليا وداعــيهِ

قد سخَّرَ اللهُ كلُّ الــكائنــــــــــــاتِ له     ما شــاءَ ينقضُه أو شاءَ يـــمضيهِ

في حكمهِ أمرُ جــاريـــــــــها وثابتِها     ما شــــــاءَ يثبتُه أو شـــاءَ يجريهِ

رُدَّت له الشمسُ طوعاً بعدما غربتْ     جــــهـراً فصلّى أداءً فرضَ باريهِ

وكلمّته بأمــــــــــــــــــــــرِ اللهِ قائلةً     أنــــــتَ الأميــــــرُ وليُّ اللهِ داعيهِ

جارى النبيَّ بميــــدانِ الفضائلِ فالـ     ـمخــــــــتارُ أوّلُ والكـــــرارُ ثانيهِ

ذكرتُ شيئاً قليلاً مــــــــــن فضائلِهِ     وشأنه جَـــلَّ أن تُحـــــصى معانيهِ

أرجوهُ لي جُنَّةٌ في الحشـــــرِ واقيةُ     وهو الكريمُ الذي مــا خـابَ راجيهِ

فليسَ أحمدَ بالمخفي فضائــــــــــله     ولو تمزَّق مـــن غـــــــيــظٍ معاديهِ

صلى الإلهُ على الهادي وعترتِـــه     ما قــــــامَ للهِ عبَّــادٌ تناجـــــــــــــيهِ

...............................................................

1 ــ ديوان القرن الثالث عشر ج 2 ص 30 ــ 34 عن ديوان نيل الأماني للدمستاني ص 219

2 ــ ديوان القرن الثالث عشر ج 3 ص 159 ــ 164 عن ديوان نيل الأماني للدمستاني ص 213

3 ــ ديوان القرن الثالث عشر ج 6 ص 11 ــ 16 عن ديوان نيل الأماني للدمستاني ص 243

4 ــ هذه القصيدة والقصائد التالية عن موقع شعراء أهل البيت

5 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 2 ص 265

6 ــ أعيان الشيعة ج 5 ص 260 في ترجمة والد الشاعر، الشيخ حسن الدمستاني

7 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 2 ص 265 ــ 257

8 ــ أدب الطف ج 5 ص 337

9 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 2 ص 257

10 ــ الكرام البررة ج 1 ص 80

11 ــ موسوعة طبقات الفقهاء ج 13 ص 72

12 ــ أعيان الشيعة ج 2 ص 604

13 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 2 ص 265

14 ــ ديوان القرن الثالث عشر ج ص 250 ــ 254 عن ديوان نيل الأماني للدمستاني ص 288

15 ــ ديوان القرن الثالث عشر ج 3 ص 25 ــ 29 عن ديوان نيل الأماني للدمستاني ص 231

16 ــ ديوان القرن الثالث عشر ج 3 ص 30 ــ 36 عن ديوان نيل الأماني للدمستاني ص 246

17 ــ هذه القصيدة والقصائد التالية عن موقع شعراء أهل البيت

المرفقات

: محمد طاهر الصفار