45- أحمد المحسني: (1157 ــ 1227 هـ / 1744 ــ 1831 م)

أحمد المحسني: (1157 ــ 1227 هـ / 1744 ــ 1813 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (51) بيتاً:

أجَدُّكَم مِن فــــــاضِلٍ     في (كــربـلاءَ) لَـنـا قتيلْ

في يومِ لا مِن ناصرٍ     فيه لَنــا يـــــــــومٍ مَهُولْ

لم يتركوا في (كربلا     ء) لنــا اُمـيّةُ مـن ذُخُولْ

قتلوا بهـــــــا أطفالَنا     وبَغَــوا مُحـــاربَةَ الجليلْ

فَكأنَّهُـم لَم يَــعرِفُـونا      أنَّـــنا خيــــــــــــرُ القَبيلْ

يا جَدُّها أنصـــــارُه     في (كَربلاء) على التّلولْ (1)

وقال من قصيدة رباعية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً تبلغ (63) بيتاً:

بأبي أفديه فرداً في فيافي (كربلا)      وعليــــــه قد أحاط الكربُ فيه والبلا

وإليه جحفـــــــلُ الفجّارِ بغياً أقبلا     يا بنفسي وأبي أفدي لمولايَ الحسين (2)

الشاعر

الشيخ أحمد بن محمّد بن محسن بن علي بن أحمد بن محمّد بن أحمد الربعي المحسني الأحسائي الدورقي الفلاحي، (3) عالم وأديب وشاعر، ولد في المدينة المنورة (حيث كان أبواه يقيمان بصورة مؤقتة ونشأ فيها وتعلم على أبيه ثم هاجر منها معه إلى الغريفة ــ قرية ــ في البحرين فتتلمذ على الشيخ حسين الماحوزي ثم رجعوا إلى المدينة ثم إلى الإحساء ثم هاجر إلى الدورق التي سمُيَّت فيما بعد بالفلاحية وهي مدينة خوزستان في إيران) (4) وهي محطته الأخيرة حيث توفي ودفن فيها في مقبرته إلى أعدها لنفسه هناك محاذية لمسجده، وقبره اليوم مشيّد في الدورق. (5)

وكانت هجرة هذه العائلة من المدينة إلى الإحساء عام (1210 هـ) بسبب تسلط عبد العزيز وولده سعود على الحجاز واضطهاده للشيعة (6)

وبسبب رحلاته الكثيرة وكثرة تنقله، فقد لقّبه السيد جواد شبر بـ(الدورقي) (7) نسبة إلى الدورق وهي مدينة في الأحواز وتسمى أيضاً الفلاحية، وشادكان بالفارسية، ولقبه السيد هاشم الشخص بـ (المحسني) (8) نسبة إلى جده، والشيخ علي البلادي (9) والسيد محسن الأمين (10) بـ(الإحسائي) نسبة إلى موطن أسرته، والشيخ محمد حرز الدين بـ(الفلاحي) نسبة إلى الفلاحية (11) والسيد حسن الأمين بـ(الغريفي) نسبة إلى الغريفة (12) وقال الشيخ أغا بزرك الطهراني: إنما لقب بـ المحسني تحرُّزاً من الاشتباه بسميِّه ومعاصره الشيخ أحمد زين الدين الإحسائي (13) وقال أيضاً: الشيخ أحمد المحسني كان من العلماء المعاصرين للشيخ أحمد الأحسائي، وكان يوصف بالمحسني تمييزاً له عن معاصره (14)

وجد الدورقي في الدورق الجو المناسب له والبيئة التي يطمح إليها فقد كانت تحفل بكبار العلماء والأدباء والمحدثين والشعراء وقد ساعد على وجودهم فيها أمراء بني كعب الذين كانوا يحتفون بالعلم والأدب، فشرع الدورقي بالدراسة حتى آلت إليه الزعامة الدينية في الدورق وقد أجازه في الرواية الشيخ جعفر كاشف الغطاء والسيد محسن الأعرجي الكاظمي والسيد محمد جواد العاملي (15)

قال عنه حفيده الشيخ موسى بن علي بن أحمد الدورقي: (الإمام العالم العلامة النحرير الفهامة الورع التقي الزاهد العابد) (16)

قال عنه السيد محسن الأعرجي في إجازته له: (شيخنا ومولانا المهذب العالم العامل الخبير بالبراهين والدلائل المتتبع العارف بالأدلة والأقوال والرجال الشيخ أحمد نجل الشيخ محسن ...) (17)

وقال عنه السيد جواد شبر: (علامة أهل زمانه محقق ورع وزاهد عابد تقي نزل عليه الشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفي في رحلته إلى إيران، ودخل داره وصلى خلفه في مسجده جماعة تأييداً له، ووثوقاً بعلمه وتقواه، حيث كان تقاه بعيد المدى، سمعناه حديثاً من علمائنا المعاصرين، ومن حفيده العالم الشيخ سلمان الفلاحي الآتي ذكره، وكان مجازاً من كاشف الغطاء، وله شرح مختصر النافع لم يتم). (18)

وقال عنه الشيخ محمد حرز الدين: (هو علامة زمانه، محقق ورع، زاهد عابد) (19)

وقد فصل الحديث عنه السيد حسن الأمين فقال: (الشيخ أحمد بن الشيخ محمد الربعي المحسني  الأحسائي الدورقي الفلاحي وجاء في نسبه المدني الغريفي .

ورد ذكره في الصفحة 135 من المجلد الثالث وننشر له هنا هذه الترجمة وهي بقلم: الشيخ جعفر الهلالي من كتابه المعد للطبع باسم: معجم شعراء الحسين.

لم تشر المصادر التي ترجمت له إلى سنة ولادته، ولا إلى المحل الذي ولد فيه. غير أن السيد هادي باليل الذي تصدى لأحباء التراث العلمي والأدبي

لمدينتي الحويزة والدورق كما في كتابه المخطوط المسمى ب‍ الياقوت الأزرق في تراجم علماء وأدباء الحويزة والدورق، وكما جاء في المقدمة التي كتبها لديوان المترجم، وقد عثر عليه أخيرا، قال عند ذكره لوفاة المترجم له وذكر قبره: وكتب على صخر القبر تاريخ ولادته سنة 1157 في المدينة المنورة، ووفاته سنة 1247.

وعلى هذا فتكون نشأته الأولى في المدينة المنورة مسقط رأسه على يد والده الشيخ محمد.

أما تحصيله العلمي فقد كان في بادئ الأمر في المدينة المنورة على والده وكان من العلماء الأفاضل آنذاك، ويظهر أن أباه قد رحل به إلى البحرين وسكنوا الغريفة، إحدى قرى البحرين كما أسلفنا، وكانت آنذاك زاخرة بالعلماء. فاخذ المترجم هناك قراءة بعض السطوح، قال حفيده الشيخ موسى بن الشيخ محمد: إن جدي المترجم له قرأ كتاب اللمعة في ستة أشهر على العلامة الشيخ حسين البحراني وفيه يقول أحد أدباء البحرين مخاطبا أباه الشيخ محمد:

حافظ على أحمد من دون إخوته * فإنه غيرهم في كل أسلوب ولا عجيب إذا ما فاق إخوته * فيوسف كان من أولاد يعقوب ولا أعلم هل سافر إلى النجف لاكمال تحصيله هناك أم لا؟ إذ لم ينص على ذلك مترجموه. وإن كنت لا أستبعد ذلك، فقد رأيت في بعض المصادر أنه مجاز من قبل بعض علمائها المشهورين آنذاك، كما أشاد البعض الآخر بفضيلته العلمية، وأكد على صلاحه وتقواه.

فممن أجازه السيد محسن الكاظمي البغدادي والشيخ جعفر الكبير صاحب كشف الغطاء والسيد جواد العاملي هجراته ذكرنا أن ولادة المترجم كانت في المدينة المنورة حسب ما هو مثبت في الصخرة التي على قبره. وقد كانت له أكثر من هجرة:

فهجرته الأولى كانت مع والده وإخوته إلى البحرين حيث استوطنها فترة لم تحدد، وهناك أخذ بعض السطوح، كما مر، ثم عاد إلى المدينة المنورة، وبقي إلى سنة 1210.

أما هجرته الثانية، فكانت إلى الأحساء، وذلك عند ما وقعت حادثة عبد العزيز وولده سعود الوهابي، فقد جار فيها على علماء الشيعة، مما اضطره إلى الهجرة إلى الأحساء بطلب من أهلها وأقام فيها ثلاث سنوات تقريبا.

أما هجرته الثالثة فقد كانت من الأحساء إلى بلد الدورق وذلك سنة 1214.

وكانت الفلاحية أو الدورق آنذاك حافلة بالعلماء والأدباء والشعراء، والمحدثين من العصفوريين والطريحيين، والجزائريين، والكعبيين وغيرهم.

وكانت الامارة هناك لآل كعب، وكانوا يجلون العلماء والأدباء، ويهبونهم الاقطاعات ويملكونهم الأراضي، وكان العلماء والشعراء والأدباء من الشيعة يلجأون إلى الدورق عند تضييق الحكام عليهم، ومن هنا حط الشيخ أحمد رحل إقامته فيها .

وقد عاصر الشيخ أحمد جماعة من أعيان الفلاحية الدورق وعلمائها فمن أمراء كعب عاصر أميرين هم الشيخ محمد بن بركات بن عثمان بن سلطان بن ناصر الكعبي، والثاني هو: الشيخ غيث بن غضبان الكعبي.

أما معاصروه من العلماء والأدباء في الدورق فمنهم الشاعر الشهير الشيخ هاشم بن حردان الكعبي الدورقي المتوفى سنة 1231، والشيخ شبيب بن صقر الدورقي، والشيخ يوسف بن خلف بن عبد علي العصفوري، والشيخ علي بن محمد بن جلال الدين الطريحي الدورقي، والشيخ عبد الأمير بن ناصر الكعبي الدورقي، والسيد إسماعيل بن السيد محمود آل باليل الموسوي الدورقي، وابنه السيد إبراهيم بن السيد إسماعيل آل باليل الموسوي الدورقي المتوفى سنة 1243، والسيد محمد الحسيني البحراني الدورقي .

مكتبته كانت الفلاحية تضم كتب العلم وأبوابه من الفقه، والحديث، والتفسير، والرجال، والطب، والأدب، والتاريخ، وغيرها مما كان معروفا، ومتداولا عند علماء المسلمين، وكانت هذه الكتب موزعة في المكتبات الخاصة، وعند ورود الشيخ أحمد الفلاحية سنة 1214 كان أكثر علمائها القدامى قد انقرضوا، أو آذنت البيوتات العلمية أن تخلو من أهل العلم. فانتقل أغلب تلك الكتب إلى مكتبة الشيخ أحمد حتى صارت مكتبة قيمة فيها الكتب الموقوفة والمهداة، والمبتاعة من جميع مكتبات الفلاحية والدورق القديمة، وبعد الشيخ أحمد أضاف عليها ابنه الشيخ حسن وأحفاده الشئ الكثير، ولكن بعد مرور أكثر من قرن ونصف وفي زماننا هذا، تقاسمها أحفاده فتلف بعضها في الحرائق، وراح بعضها طعمة للأرضة والفئران، وبقي بعضها عرضة للأمطار والاهمال.

قال السيد هادي باليل: وقد وقفت على بعض مخطوطاتها المخرومة سنة 1401 في حسينية الشيخ محمد علي في الفلاحية ومن جملتها ديوان الشاعر المترجم، وهو بخط الناظم فاستأذنت من المحتفظ أن أستنسخه، فاذن لي بذلك، والديوان قد سقط منه بعض الأوراق (4).

وفاته توفي في الطاعون الذي ضرب البصرة والمناطق المجاورة بما فيها الفلاحية سنة 1247 ودفن في مقبرته التي أعدها لنفسه هناك محاذية لمسجده، وقد أصبح قبره اليوم داخل مسجده لتجديد بناء المسجد واتساعه،.

مؤلفاته:

قال الشيخ الكرباسي عنه: (آلت إليه الزعامة الدينية في الدورق وتجمعت لديه الكتب التي كانت بحوزة العلماء الماضين فتكونت عنده مكتبة عظيمة فيها كتب قيمة ساعدته على تأليف أربعة عشر كتابا) (21) ثم يذكر بعضا منها. كما يذكر بعضا آخر من مؤلفاته الشيخ علي البلادي أما المؤلفات التي ذكرها فهي:

1 ــ رسالة في الجهر والاخفات بالبسملة والتسبيح في الاخيرتين وثالثة المغرب

2 ــ رسالة في حجية ظواهر الكتاب الكريم

3 ــ حواشي على تهذيب الاحكام وبعض الفوائد والنوادر

4 ــ فائدة تحريم الدم مما علم بالضرورة من الدين

5 ــ منهل الصفا في أحكام شريعة المصطفى

6 ــ وقاية المكلف من سوء الموقف في الصلاة والعقائد الخمس.

7 ــ شرح النافع

8 ــ رسالة فيما يغفر من الذنوب وما لم يغفر.

شعره

يحسب من يقرأ عناوين مؤلفات الدورقي العلمية البحتة أنه بعيد كل البعد عن الشعر والأدب ولا يتخيل أنه ترك إضافة إلى هذه المؤلفات ديوانا ضخما يحتوي على أكثر من ألفي بيت أكثره في حق أهل البيت (عليهم السلام) وشعره من الطراز الرفيع فمتى اتجه الدورقي للشعر؟

يقول السيد هاشم الشخص: (لم يكن المترجَم له شاعرا في بادئ الأمر وقد غلب عليه جانب الفقاهة والعلم أكثر من جانب الأدب والشعر، وديوان شعره المخطوط ــ الذي يزيد على ألفي بيت ــ معظم قصائده مؤرخة ما بين سنة 1223 هـ وسنة 1228 هـ، فيما بقية القصائد غير مؤررخة، مما يدل على أنه بدأ إنشاءه للشعر في وقت متأخر من حياته، يغلب على شعره الحب والولاء المطلق لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) كما هو ديدن معظم شعراء هذه المنطقة) (22)

وبالاعتماد على التاريخ الذي ذكره السيد الشخص فإن الدورقي قد بدأ كتابة الشعر وهو بعمر (66) سنة، وهذا يدل على نضوج شعره واستكمال أدواته الشعرية

وعن خصائص شعره قال عبد العزيز البابطين: (شاعر فقيه مقلد، أكثر شعره في المدائح النبوية وآل بيت النبوة، وهي تتضمن مشاهد من التاريخ وذكراً لمآثر من يمتدحهم، كما نظم في التوسل بأهل البيت، وله قصيدة في الحنين إلى هجر ورفاق صباه فيها، وهو متنوع في فنون العروض، فمنه المربعات والمثنيات كما نظم الأراجيز، وله أبيات في النسيب والهجاء والنصح وغير ذلك من أغراض الشعر ينظمها على الموزون المقفى، في لغته جزالة وبيانه فصيح فيه إفادات واضحة من أساليب البلاغة القديمة، فيأتي شعره متأثرًا بمناهج السلف لغة وبناء ومعاني. نظم البند، كما نظم باللهجة الدارجة) (23)

قال في رثاء سيد الشهداء (عليه السلام) من قصيدته الرباعية التي تبلغ (51) بيتاً:

ما على مَن نــــــــاحَ في تعزيةِ السبطِ الحسينْ

وجرتْ من كلِّ عـضــوٍ منه في ذا الرُّزءِ عينْ

إنّه رزءٌ عظيــــــــــــــــمٌ في البرايا ليسَ هَينْ

يا بنفسي وأبي أفـــدي لمـــــــــــولايَ الحسينْ

بأبي أفديــــــــــــــــــهِ فرداً في فيافي (كربلا)

وعليه قد أحـــــــــــــــــــاطَ الكربُ فيه والبلا

وإليه جحفلُ الفجّـــــــــــــــــــــــــارِ بغياً أقبلا

يا بنفسي وأبي أفدي لمـــــــــــــولايَ الحسينْ

لستُ أنساهُ وقد قــــــــــــــــــــــامَ خطيباً فيهمُ

ببليغِ الوعظِ واللفـــظِ لعُجـــــــــــــــــــمٍ مفهمُ

بفصيحِ النثرِ طـــوراً من غريـــــــــــبِ الكلمِ

يا بنفسي وأبي أفـــــــــــدي لمــولايَ الحسينْ

أو بنظمٍ يشبه السّحـــــــــــــــــــرَ بياناً مُعربا

يا لقومي فاطلبــــــوا عــــمّا سيُــردي مَهربا

ودَعوني ورجـــــــــــــوعي نحو جدّي يثربا

يا بنفسي وأبي أفــــــــــــدي لمولاي الحسينْ

أوَ لستُ ابنَ النّبي المصــــــــطفى وابنَ علي

فاطمُ الزَّهــــــــــــراءُ اُمّي نَسَبـــي فيكمْ جلي

جعفرُ الطيَّارُ عمِّـــــــــــــي فـي جنـانٍ وحلي

يا بنفسي وأبي أفدي لمـــــــــــــولاي الحسينْ

راجعوا أنفسكمْ يا قـــــــــــــــومُ فيما جئتمونْ

عاتبوها فعســـــــــــــــاكم بعد ذا أن تــدعونْ

لا تبوؤا بقتــــــــــــــــالي ما لـــكم أن تقتلونْ

يا بنفسي وأبــــــــــي أفدي لــمولايَ الحسينْ

فأبوا إلاّ ضـــــــــــــلالاً مثــل ما كانوا عليه

وتعدَّوا حجَّة اللهِ ومـــــــــــــــــــــا يدعو إليه

وَرَأوا قتلَ ابنَ بنتِ المصـــــــطفى مع وَلَديه

يا بنفسي وأبي أفــــــــــــدي لمولايَ الحسينْ

فسطى فيهم فَولَّوا حُمــــــــــــــــــراً مستنفرة

رَأتِ اللّيث ففرَّت خيـــــــــــــــفةً من قَسورَة

فهُمُ شطرانِ للقتلِ وشــــطـــــــــــــــرٌ ذُعَّرَه

بأبي أفدي ونـــــــــــــفسي خيرةَ اللهِ الحسينْ

ما سمعنا كحُــــسيــــــــــنٍ في الزمانِ الأوَّلِ

مُفرداً أمَّ إلــــيهِ كعديـــــــــــــــــــــدِ الأرمُلِ

جيشُ كــفرٍ وهو منهــــم في الوغى لم يجفَلِ

بل غــــدوا مُذ أبصــــروا كرَّ حسينٍ فرقتينْ

شهــــدوا بدراً وأحداً حمــلةَ اللّيثِ الصـؤولْ

حــــيدرِ الكرّارِ والفرســــــانُ إذ ذاكَ تجولْ

ما رأوا قطُّ كـــــحمـــــــلاتِ فتاهُ ابنِ البتولْ

مفرداً يا بـــــأبي أفـــــــدي لمولايَ الحـسينْ

هكـــــذا أوجبَ أن يحمِـــــــل فيهم ذو العُلى

لِيـــــروا أنّ حُـسيــــــــــــــــناً حُجّةُ اللهِ عَلى

مَن دَنى مِن هـؤلاءِ الخــــلــــق طُرّاً أو عَلا

فعسى يَدَّبروا بـالقــــــــــــــــولِ والفعلِ لِتَين

حجّتينِ أبرز الرّحمــــــــــــــــــــــنُ منه لُهُمُ

عِظَةً بالغةً قولاً فلمـــــــــــــــــــــــا صمَّموا

أتبع القولَ بفعلٍ معـــــــــــــــربٍ كي يفهموا

ويَروا ألاَّ معاذيرَ لهـــــــــــــــم بعد الحسينْ

وحياةُ المرءِ والمـــــــــــــوتُ امتحانٌ للعبادْ

فِلذا خَرَّ صريـــــعاً مِن عــــلى ظهرِ الجوادْ

عافراً فـــي التّربِ لم يلفِ ســواها من مهادْ

طــــــعنةً غادَرَهُ فيها خبيــــــــــثُ المولدينْ

يا لَها من فتنــــــــةٍ قد حدثتْ فـــي العالمينْ

خيرةُ الجبّار يُمسي وهو فــــي البوغا طعينْ

وأبوهُ حجَّةُ اللهِ الفتى لــــــيــــــــــثُ العرينْ

حيدرُ الكرّار والــــــهــــادي مُصلّي القبلتينْ

يا له خطبٌ على ديــنِ إلهِ الــعـــــــرشِ حَلّ

واحدُ الدَّهرِ ومولى الخلقِ حـــــــقاً عن كَملْ

ترتوي من دِمِه بيــضُ الأعــــــــادي والأسَلْ

وهو عطشانٌ وما ذاقَ لمَــــــــــــــاءٍ قطرتين

غيرةُ اللهِ اغــــــضبـــــــي لابنِ النبيِّ الأعظمِ

خيرةُ الــــــعالمِ مولـــى عُربِــــــــــها والعَجَمِ

جـــــسمُه فوق الـثـــرى منه صبيـــغَ الأعظمِ

يا بـــــــنفسي وأبي أفــــــدي لمولايَ الحسينْ

بيـن أنصارٍ كــــــــــــــــــــرامٍ قُتلوا بين يديه

قُـتِلوا صَبراً عطـــــــــــــاشى رأوا الأمرَ إليه

فـسختْ أنفسُهم بالقتــــــــــــلِ من خوفٍ عليهِ

ففدوه فليفُــــــــــــــــــــــــــــــز كلهُّمُ بالجنّتينْ

سبقوا الســــــــــابقَ والـــلاحِقَ في هذا المقامْ

عَلِموا ألّا نَجـــــــــا فابتدروا كــــــأسَ الحِمامْ

فاحتسوه كلُّهُم في الله نــــــصـــــــــــراً للإمامْ

لم يَضرْ ذلكَ مَن فـــــــــــــــازَ بكلتـا الحسنينْ

بأبي أفديه يجــــــــــــــــري دَمُهُ فوقَ البطاحْ

عارياً تــــــصهرُه الشمـــــــسُ بميدانِ الكفاحْ

غادياتٍ رائحــــــــــاتٍ فوقه هــــــوجُ الرياحْ

يا بنفسي وأبي أفـــــــدي لــــــمولايَ الحسينْ

بأبي أفدي دمـــــــــاءً سائــــــلاتٍ في الرِّمالْ

بأبي أفدي جســــــــــــــــوماً فـي وهادٍ وتلالْ

بأبي أفدي رؤوســــــــــاً فـــوق أعوادٍ طوالْ

أدركَ الأعــــــــــــداءُ فيهــــا ثارَ بَدرٍ وحُنَين

بأبي أفدي نســــــــاءً من خباها خــــــارجاتْ

هائماتٍ في البـراري بذيـــــــــــــولٍ عاثِراتْ

أبرزوهنّ من الستـرِ وكــــــــــــانتْ خَافِرات

مُعولاتٍ صـــــارخــــــــــاتٍ نادباتٍ للحسينْ

هاتفــــاتٍ برســــــولِ اللهِ فـــــي أسرِ الأعادْ

صفَّــــدوهُنَّ ولـمَّا يحـــــــــــــذروا يوم التنادْ

ناظــــراً شزراً إلـيها حـــــــاضِرُ الناسِ وبادْ

فَــــمَن المُسعُدني أُجـــري الدِمّا في الوجنتينْ

جُد يفيضِ الدمع ما عشتَ على هذا المصابْ

إنّه حَبَّةَ قلبِ المصــــــــــطفى الطهرِ أصابْ

ولنفسِ المرتضــــــــــى الكرَّار مـولانا أذابْ

وأقِم دأباً عدُوّاً وعشيـــــــــــــــــــــــاً مأتمينْ

ولكَ اللهُ بهذا يعظــــــــــــــــــمُ الأجرَ العظيمْ

إنّه أوهى قوى الإســــــــــــلامِ والدينِ القويمْ

وحِمى الجبّارِ أضحى وهـــو مهتوكُ الحريمْ

وبهِ الشّركُ ودينُ الكفـــــــــرِ قرّتْ منه عينْ

هو رزءٌ قد بكتْ مــــــــــن أجلهِ سَبعُ الشدادْ

وله قد فاضتِ الأرضُ دمـــــــــــاً بين العِبادْ

وعليه زُلزلَ العـــــــــــــــرشُ وبيتُ اللهِ مادْ

واقشعَرَّ الكونُ والأرضُ ومـــا في الحرمينْ

أيها الساري مُـــجدّاً جُز عــلى وادي الغَريْ

تَّجدنْ فيه سريّاً للــــــــــــــــهدى خيرَ سَرَي

ومحيطاً بعـــــــــــــــــلـومٍ أُنـزِلتْ في الزُّبُرِ

حجّةَ اللهِ عليّاً والــــــــــــــــدُ السبطِ الحسينْ

عُجَّ بالشكوى على القبـــــرِ وقلْ بعدَ السَّلامْ

جئتُ أنعى سيــــــدي إبنـكَ من فوقِ الرّغامْ

قتلوهُ القومُ عطشــــــــــاناً على غيرِ اجترامْ

في اُناسٍ من ذويـــــــه بأبي الزّاكي الحسينْ

قتلوهُ وَذويـــــــــــــــــــــهِ وَعتَوا مستكبرينْ

أوطأوهُ الخيلَ ظـــــــــهراً بعد صدرٍ فَرحينْ

ثمَّ مالوا للنسا فانتُــــــــــــــــــهِبَتْ لا وَجِلينْ

ربَّقوا بالحبلِ منـــــــــــــــــها عنقاً بَعد يَديَنْ

بأبي السجــــــــــــــــادَ أفدي خـيرةَ اللهِ عليْ

بينها يا سيّدي فــــــــــــــــــــي أيّ قيدٍ مُثقلِ

ركِّبوهم بالعَـــــــــــرى مـن فوقِ نيبٍ هزَّلِ

مَغنماً تُستاقُ للرجــــــــــسِ خبيثِ المولدينْ

يا بني طه وياسيـــــــــــــــنٍ وطسينٍ وصادْ

يا هُداةَ الخلق يا مَــــــــــــــن لَهُمُ أمرُ العبادْ

يا مواليَّ عليكمْ مـــــــــــــا عراني من فسادْ

أصلحوا حالــــــــي بإذنِ اللهِ ربِّ المشرقينْ

واقبلوني إنني أحـــــمــــــــــــدكمْ والوالدينْ

وابن موسى وخليــــــــــــلاً فيكمُ أسهرَ عينْ

وعليكمْ صــــــــــــــلواتُ الله ربِّ المشرقينْ

ما علا ذكركمُ في شـــــــــــرقِها والمغربينْ

وقال في الجريمة النكراء التي ارتكبها بنو أمية في كربلاء:

تلكَ الدمـــــاءُ أراقتها اُميَّة بعـ    ـدَ العلمِ فاستوجبوا التخليدَ في النارِ

سيعرضونَ بيومٍ لا خلاقَ لهمْ     فيه وحـــاكمُه الهادي على الباري (24)

وقال في مدح أهل البيت (عليهم السلام) ومنزلتهم العظيمة عند الله:

يا سادةَ الخلقِ ومعـــــــــــدنَ التُّقى     وخيرةَ اللهِ وأربــــــــابَ الوَفى

ومَعدنَ العلـــــــــــمِ الإلـــهيّ وَمن     يُرجى بهــــم فوزُ العبادِ والنّجا

يا خلفاءَ الله يا آيـــــــــــــــــــــــاتهِ     يا حججَ الجبارِ يا أَزكى الورى

يا بابَ حطَّــــــــــة الّتي من دَخَلَن     منها بأمرِ ربّــــــــه الباري نجا

يا مهبَطَ الوحــــــي وَيا من عِندهُم     ما هُوَ آتٍ وعلــــــومُ ما مَضى

يا مَن بِهــــــــــــم كَوَّنَ ربي كونَهُ     ما هَوَ آتٍ والّـذي منــــــــه خَلا

يا آلَ بيتِ المصطفى الهادي ومَن     عليهمُ اعتمــــــــادُنا بَينَ الوَرَى

يا مَن لهم أمرُ الـــعبـــــــــــادِ كُلِّهِ     وَمَرجعُ العبَّـــــادِ في يومِ الجزا

عُبَيدُكم زاهدُ مـــــــــــن في حُبّكمُ     أنفقَ مالاً وعـــــــــراهُ ما عَرىَ

يرجوكُم في هذِهِ الدّنـــــــــيا وفي     أخراهُ ما كــــــــــانَ بكمْ له يَرَى

وأصـــلحوا حالَ أخيه مَعَـــــــــهُ     ومَن لَكُم مِنـــــــــهُ الودادُ والولا

وبعدُ صـــلّى اللهُ جبّــــــارُ السّما     عليكمُ ما بكـــــــــــــمُ غيثٌ همى (25)

بوابة

وقال في الاستغاثة بالأمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ورثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وما جرى يوم الطف على آل الرسول (صلى الله عليه وآله) من قصيدة تبلغ (27) بيتاً:

يا إمامَ الزّمـــــــانِ يا خيــــــــرةَ ا     للهِ ويـا مَـــن إليهِ أمـرُ الـعبادِ

أنتَ سبط الرســــــولِ وابــنُ عَليٍّ     حـجةُ اللهِ وَالدليــــــلُ الـهادي

أنتَ جنبٌ يــــــــــــــــــا حُجّة الله     على حــاضرِ الورى والبادي

أنتَ طهرٌ من طاهريـــــنَ كـما قد     جا بذا الذكرُ ما بكمْ مِـن فسادِ

أنتَ مولى الأنامِ وابـــــنُ الموالي     سيّدٌ وابنُ ســـــــــــــادةٍ أمجادِ

يا ابِنَ أزكى الأنـــــــامِ بُعدُكَ عَنّا     ضارمٌ في القلـــوبِ ذاتَ اتِّقادِ

طالَ ذا الانتظـــــــارُ يا خيرَ هادٍ     لا تُرى في رُبـىً وَلا في وِهادِ

فاكشف الضُرَّ يــــا ابن فاطمَ عَنّا     واجلُ عنّا العَنــــا بغيرِ تمادي

يا غياثَ الإلـــــــــهِ أنتَ المُرجّى     لِشفاءِ الصدورِ من كلّ صادي

خُذ ذحولاً تــقــــــــــادَمت وَدِماءً     قد اُريقتْ ما بيــــنَ أهلِ العِنادِ

لستُ أنــسـى يا بـنَ النـبيِّ حُسَيناً     مُفرداً بين كُــــــلّ باغِ وعادي

قتلـــــــــوهُ ظُلماً على غيرِ شيءٍ     في حمــــــــــــــاةٍ وذادةٍ أجوادِ

حَملــــــــــــوا رأسَه عُــتوّاً كبَدرٍ     مُشرِقٍ فـوقَ ذابــــــــــــلٍ مَيّادِ

وبناتُ النّبي تُسبـــــــــــــى هدايا     للبغـــــــــــــــــايا أكّالةُ الأكبادِ

حاسراتٍ بعد الصّيــــــانةِ والـعِـ     ـزّ تراها عيــــــونُ أهلِ الفسادِ

صارخاتٌ هواتفاً برســـــولِ الله      خــيرِ الأنامِ أشــــــــرفِ هادي

جدِّ هذا الحسيــــنُ فـي نـاصِريهِ     بِدِماهُم مُـرَمَّـــــــــــلي الأجسادِ

قلتـوهـمْ ولم يذوقوا مـن المـــــا     ءِ قليلاً يَبـــــلُّ غَــــــــلّة صَادي

جدِّ هذا السّجــــادُ حـجّةُ ربِّ الـ     ـعَرشِ ظلماً يُقــــادُ في الأصفادِ

وجــرى ما جَرى بـغير حِـسابٍ     يا إمامي من كـلِّ بـــاغٍ وَعادي

قم فَدتكَ النفوسُ يا بـنَ الزواكي     وَخُــــذ الثأر من ذوي الإلـــحادِ

أنــتَ بعد الإلـــــهِ غوثُ البرايا     والــمُرَجَّى لِكَشفِ صَعبِ الشدادِ

أنـتَ بابُ الإلَه يـــــــا بـنَ عَليٍّ     والجـــوادُ الجـــوادُ وابنُ الجوادِ

أصلِـحِ الحالَ إنّني لك عَـــــــبدٌ     وَاهدنِـــي سيّدي سبيــــلَ الرشادِ

ما علــيكم لو جُــــــــــدتُمُ لعُبيدٍ     أمَّكـــــــــــــــمْ دهرَه ويومَ التَّنادِ

وختامُ المقــالِ صــــــلّى علَيكم     ربّكم مـــــــــا عَلا على الأعوادِ

واعظٌ أو سَرى إلى البيتِ سارٍ     وســــــــــــــــــلامٌ إلى بِلا الآبادِ (16)

وقال من أرجوزة تبلغ (35) بيتاً في الاستغاثة بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أيضاً:

يا مَن هوَ المأمولُ للشــــــــــدائدْ     وكَشفِ كُلِّ مُعضـــــلٍ وَكائِدْ

يا خَلفَ الأئــــــــــــــــــمّةِ الهُداةِ     وَابنَ الكفَاتِ الـــــذادةِ الحُماةِ

يا حجّةَ الرّحمنِ يا بـن العَسكريّ     يا قائماً بالقسطِ يا خيرَ سَريّ

أشكو إليكَ سَيّدي أحـــــــــــوالي     فلُمَّ شعثي واكـــــــفني عيالي

عليكَ دَيـــــــــــنُ مؤمنٍ ومُؤمنة     كما أتى في النّصِّ عمّن أتقنَه

فَدَينيَ اقضِ سيّــــــــــدي سريعاً     وَلي إلى الله فـــــــــكُنْ شفيعاً

فليسَ لي بعد إلـــــــــــهي مُعتمدْ     إلاّكُمُ يا خـــــــــلفَ اللهِ الأحَدْ

وأنتمُ أئمّتي وســــــــــــــــــادتي     ودينكمُ ديني وَأنتــــــــمْ قادتي

عرفتُ بالدليـــــــــــــلِ لا التقليدِ     أنّكمُ الســـــــــــــــــاسَةُ للعَبيدِ

وأنَكم أفضلُ مَن حــــــوى الفلكْ     من بَشرٍ مُكَرَّمٍ ومِـــــــن مَلكْ

لولاكمُ لَم تُخـــــــــــــلقِ الأفلاكُ     وَلَم تُسبّح ربَّــــــــها الأمـلاكُ

ولا جَرى ماءٌ ولا كــــــان بَشرْ     وَلم تُنَزّل كُتُــبٌ ولا سُــــــوَرْ

لَكُم أيادٍ ظــــــــــــــاهراتٍ جَمّة     على النبِيّيــــــــــــنَ وُكلّ اُمَّة

تابَ على آدمَ ربُّـــــــــــــــه بكُمْ     حين دعا وبدُعـــــــــــاهُ أمَّكُمْ

ونُوحَ نجَّاه مِن الطّوفــــــــــــانِ     فكانَ آدمَ الأنـــــــــــــامِ الثاني

وبكمُ نجَّا خليــــــــــــــــــــلَ اللهِ     من نارِه فَـــــــهوَ بــكمُ يباهِي

وَرَدَّ يُــــــــــــوسُفاً على يعقوبِ     والضُّـــــرَّ قَد أزالَ عن أيوُّب

كلَّمتُمُ الكليمَ عنـــــــــــد الشَّجرة     ونورُكم لــه الإلهُ أظــــــــهَرَه

بكُم شفى المسيحُ مَن كـان شفى     فعادَ عند اللهِ مــــــن أهلِ الوفا

نصَرتُمُ النبيَّ حَقَّ النَّصــــــــــرِ     قَتَلتُمُ لديـــــــــــــــه أهلَ الغَدرِ

جاهدتُمُ حقَّ الجهـــــــــــادِ عِنَدهُ     كنتـــــــــمْ لهُ الآلَ وكنتمْ جندهُ

باهى بكمْ ربُّ السمـــواتِ العُلى     في المـلأ الأعلى فكنتمْ أفضلا

أفضلَ مَن للهِ كانَ نــــــــــاصِراً     مجاهداً بسيــــــــــــفهِ مُؤازراً

لا سيفَ إلاّ ذو الفقارِ لا فـــــتى     إلّاّ عليٌّ مَن أتـــــــــاهُ هل أتى

فليهنكم مَدحاً مديــــــــحُ الباري     في مُحكمِ الذكرِ لِكُــــــلّ قاري

وليسَ بعدَ اللهِ قـــــــــــولٌ لأحَدْ     فيكمْ فأنتمْ مَقصــــــدٌ لِمَن قَصَدْ

أنتمْ لـنا الأمانُ في هــــذي الدُّنا     من كُلّ شيءٍ نختشيــــهِ أو عنا

يا بــنَ النبيّينَ الكرامِ البـــــررة     والأوصيـــــاءِ الــخلفاءِ السَّفَرَة (27)

ويقول في نهايتها متوسِّلاً بالإمام الحجة (عليه السلام)

أرجوكَ يا بـن المصطفى والمرتضى     لكلِّ خلقٍ في الأنــــامِ مُرتضى

وأن تُزِيــــــــــلَ مـــا عناني من خَلَلْ     ما قَلَّ يا بـنَ الكُرَمــا منه وجَلْ

إليكَ يا خليفةَ الرَّحمــــــــــــــــــــــانِ     وَيا إمامَ إنسِها والجـــــــــــــانِ

من عبدِكَ الجاني المُسيءِ المــــــذنبِ     أحَمَد من يُنمى إليــــكم مَذهـبي

خريدةً تهــــــــــــــــــــــــــواكُمُ فأمَّتِ     علتْ بكمْ يا سادتي فَغــــــــلّلتِ

قبولكُم مهرٌ ونِـــــــــــــــــــــعمَ المهرُ     فأنتُمُ الصّهـــــــــرُ ونِعمَ الصّهرِ

وبعدُ صلىَ ربّـــــــــــنا عليــــــــــكم     وَحُبِّكم ما طَهُــــــــــرت أسماكُمُ

وقال في موعظة دينية وأخلاقية:

فإياكَ إياكَ الزنــــــــــــــــــــاءَ فإنّه     سوادٌ لوجـــــــهِ المـرءِ دنياً وآخرَه

ومقتٌ من البــــــاري فيا بعد ماقِتٍ     من اللهِ لا يُلفي من الأرضِ نـاصرَه

وكنْ باذلاً ما اسطعتَ في اللهِ موقناً     بحسنِ الجزا فاجهدْ ولا تخشَ فاقرَه

فكم من فتىً قد جاءَه الموتُ عاجلاً     وأعطى فأحيــــــــــــــاهُ الإلهُ وآثرَه (28)

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدته التي تبلغ (51) بيتاً:

قِفْ بي على الوادي المحيلِ     نبكي لمُندرسِ الطّـــــلولِ

فعــــــــــــسى نُقَضَّي مَأرباً     وأفوزُ يوماً مــــــا بِسُوليَ

أنا ذو الصَّبــــــابَةِ والجَوى     وأنا أبو الــــحُزنِ الطويلِ

ذَهَبت أحبّــــــــــائي الاُولى     هُمْ في الوغى آسـادُ غـيلِ

وهُمُ إذا جنَّ الدُّجــــــــــــى     سَجَدوا لِرَبّهم الجـــــــليـلِ

من كُلّ أبيضَ مـــــــــــاجدٍ     تهواهُ في قُلــــــــــلٍ وقيـلِ

قد عزَّ في أقــــــــــــــــوالِه     والفِعل يوماً عـــــن مثيـلِ

بادوا فلا أنســــــــــــــــاهُمُ     في كلِّ صُبــــحٍ أو أصيـلِ

إلاّ إذا أذَّكَّـــــــــــــــرتُ ما     فَعلتْ اُميّةُ بالقَتيــــــــــــلِ

سِبط النّبيِّ المصــــــــطفى     وابنُ المُطَـــــــهَّرةِ البتـولِ

مُلقـــــــىً على حرّ الصَّعيـ     ـدِ مُجَدَّلاً فوق الرُّمُــــــولِ

لَهفــــــــــــــي لسبطِ مُحمَّدٍ     لَهفي لذي المجـــــدِ الأثيـلِ

شلواً على الرمضــــاءِ لهـ     ـفي للمقطَّـــــــــعِ والجديـلِ

أفدي العفيـرَ على التُّـــــرا     بِ له ألا يـــا أرضُ زولـي

بأبي المُخضَّـــــــــب شيبُه     بدمـــــــاهُ في الـيومِ المهُولِ

بأبي حبيـــــــــــبَ اللهِ والـ     ـهادي مـحــــــــمَّدٍّ الرَّسُولِ

تركوه منبـــــــــــــــوذاً ثلا     ثــاً بالعَرى غـيرَ الغَـــسِيلِ

إلاّ بقـانٍ من دمـــــــــــــــا     هُ مَسيلُهُ خَيـرُ المَسيـــــــــل

بأبي فديـــــــــــــتُ كَريَمه     يعلو علـى رمـــــــحٍ طَويلِ

يتلو الكتــــــابَ على الرّما     حِ فَدَيــتُ معــدومَ المثيــــلِ

بأبي فديـــــــتُ بنـــاتِ أحـ     ـمدَ فاقــــــــــــــداتٍ للكَفيلِ

تُسبى وتأســــــــــرُها اللِّئـا     مُ فديتـها بيدِ الجَــــــــــهُولِ

رُكِّبن من فـــــــوق المطــا     يا فَوقَ صـــــــعبٍ لا ذَلُولِ

تُهــــــــــــــــــدى لآلِ أميَّةٍ     وزيادٍ الرَّجسِ الجـهــــــولِ

عجباً لهــــــــــا تُهدى وهُــ     ـنَّ بناتُ فاطِمَـــــــة البَتُـولِ

وَبنـــــــاتُ أحمدَ والوَصـيّ      لها ألا يا أرضُ مِيـــــــــلي

لَهفي لَــــهُـــــــــنَّ حواسراً     تشكو إلى المولـــــى العـليلِ

أعني عَــــــليَّ بــنَ الحُسيـ     ـنِ خليفةَ اللهِ الجليـــــــــــــلِ

أفديه في نســــــــــــــــوانِه     يدعين بالويـــــــــلِ الطّـوِيلِ

ويَصُحنَ بالمختـــــــــارِ يا     جدّاهُ يا خَيرَ الكفيـــــــــــــــلِ

يا جدَّنـــــــا قــــتلوا الحُسَيـ     ـن وأوطـــــأوه بالخيُــــــولِ

كانَ الحُسَيــــــــــــن لَنا إذا     وقفَ الغمامُ عـــن النُّــــزولِ

بدلاً مِـن الغيثِ المُلــــــــثِّ      فكان خَصباً فـي المُـــــحُولِ

يا جَدُّكَم مِن فــــــــــــاضِلٍ     في (كربلاء) لَنا قتيـــــــــــلِ

في يومِ لا مِن نـــــــــاصرٍ     فيه لَنا يومٍ مَهُـــــــــــــــــولِ

لم يتركــــــوا في (كربـــلا     ء) لنا اُميّةُ مــــــــــن ذُخُولِ

قتلوا بها أطفــــــــــــــــالنا     وبَغَوا مُحـــاربَةَ الجــــــــليلِ

فَكأنَّهُـــــــــــم لَم يَعرِفُـــــو     نا أنَّنا خيـــــــــــــــــرُ القَبيلِ

يا جَدُّها أنصــــــــــــــــارُه     في (كَربلاء) على التّـــــلولِ

ما بين مطعُـــــــــونٍ جريـ     ـحٍ أو رَميلٍ أو جَديــــــــــــلِ

قُتِلوا وَلَيـــس لَـــــــهُم عَلى     وَجهِ البسيطةِ مــن مثيـــــــلِ

فكأنّهم أقمــــــــــــــارُ سعــ     ـدٍ قد دَنَت نَحـــــــــوَ الاُفـولِ

أنصارُ دِيـــــــــــــنِ اللهِ أفـ     ـديهمْ وأنصارُ الــــــــرَّســولِ

أنصارُ سبــــــــــــطِ مُحمّدٍ     حَسَنٍ وأنصــــارُ البتــــــــولِ

أنصــارُ مولانا الُحســــــيـ     ـنِ وحُجّةِ اللهِ الــــــــــــــجَليلِ

لَهفي لَهــــــم قُــــــتلوا وَكـ     ـلٌ كَـظَّه حَـــــــــرُّ الغَــــــلِيلِ

يا آلَ أحمـــــــــــــــــدَ أنتُمُ     لِعَبيــــــــــدِكم خيرُ الدّلـيـــــلِ

أنتمْ أماني مِـــــــــــن لَظى     وعليكمُ ثِقـــــــــــــــلُ المُعيـلِ

إنّي لأحمـــــــدكُم صبـــــا     حي يا هُــداتي مَـــــع أصيـلي

فتقبّلـــــــــــــــــــوا ما قلُته     فَأنا بكــــــــــــــم فِعلي وَقيـلي

صَلَّى علـــــيكُم ذو الجَـــلا     لِ وحسبُــكــم مَـــــدحُ الجليـل

وقال من قصيدة طويلة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

ولا كمــــــــصابِ الطـفٍّ أعظِمْ بوقعةٍ     بها انهدَّ فــــــــي الإسلامِ ما كان راسيا

كــــــــأنّي بمولايَ الـحسيـــنِ وقد غدا     وحـــــــيداً ولــم يلــــــــفِ هناكَ محاميا

ينادي بصوتٍ يصدعُ الصخرَ هلْ فتىً     يحامي فيـلقى اللهَ في الــــــــحشرِ جازيا

ولما أبادَ اللهُ مَن بـــــــــــــــــــادَ منهمُ     دعا السبـطَ أعـــــــــظِـــــــمْ بالإلهِ مُناديا

إليهِ فلبَّـــــــــاهُ فخرَّ على الثـــــــــرى     قتيلاً فديــــــــــــــــــتُ ابنَ البتولةِ ظاميا

فديتُ له فوقَ الصعيــــــــــــــدِ مُجدَّلاً     وتصهرُه شــمــــسُ الــــــــهواجرِ عاريا

وأدبرَ ينعاهُ الجــــــــــــــوادُ إلى النسا     فأبصرنه مــــــــــــــن خـيرةِ الخلقِ خاليا

فشقَّقنَ مِنهنَّ الجيوبَ صــــــــــوارخاً     وجئنَ حــــــــسيناً وهـــوَ يفحــــصُ داميا

فأبصرنَه وهوَ الكــــــــــــــريمُ مُعفَّراً     عـــــــلى صــــدرِه كانَ الضبــــابيُّ جاثيا

وقلنَ لشمرٍ ويـــــــــــــكَ يا شمرُ خَلِّهِ     ترى عنكَ ربُّ العرشِ في الحشرِ راضيا

أيا شمرُ هـــــــــذا ابنُ البتولةِ فـــاطمٍ     وبضـــــــــــعةُ مَن قد بــــــــــاتَ للهِ داعيا

أيا شمرُ هذا خيرُ مـــــــــاشٍ وراكبٍ     وخيــــــــرُ فــــــــــتىً للهِ قــد طافَ ساعيا

ومَيَّزَ رأسَ السبــــــطِ لا مــــــــتأثّماً     وأركبــــــــــه سمـــــــــــــرَ اللّدانِ العواليا (29)

وقال في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):

أنت بـــــــــابُ اللهِ والقصرُ المشيدْ

أنـــتَ غــــــــــوثُ اللهِ تُبدي وتعيدْ

أنـــتَ مَن بــــــــــاللهِ تأتي ما تُريدْ 

أنــتَ للـجنّــــــــــــاتِ والنارِ قسيمْ

أنــتَ باللهِ ومـــــــــــــــــــــنه ولَهُ 

وإليهِ لستَ تعـــــــــــــــــــدو قولَهُ

أنتَ مَن لم يــــــــــــــكُ شيءٌ قبلَهُ 

ما خلا اللهُ الــذي يـحــــيي الرَّميمْ

فيكَ آيـــــــاتٌ عظـيمـــــاتٌ جِسامْ 

باهراتٌ هـــــــــــــيَ للأعدا سمامْ

ولَمـنْ والاكَ كهـفٌ واعتصــــــامْ

ومَـنالُ الفوزِ جـنّـــــــــــاتُ النّعيمْ

فـي جلنــــــــــــدي آيةٌ كبرى لِمَنْ

لـم يُردْ إلاَّ الـهـــــدى يا با الحسنْ

قـولُكَ الحـــــــــــــقّ وحاشاكَ بأنْ

قـد يُسَـــــــــــــاوَى فيكَ كفّارٌ أثيمْ

لكَ ردَّ الـشمسَ فـــــــي غيرِ مقامْ

ذو العُـلى يا خيــرَ مَن يُنمى لسامْ

قد روى ذا ذو ولاءٍ وخصـــــــامْ

عالمــــــــــاً أنكَ ذو القلـبِ السَّليمْ

وبما جئــــــــــــــتَ به يومَ القليبْ

عجبٌ أعـــــــجبُ مِن كُلِّ عجيبْ

والورى قد كـــــــظّهمْ حَرُّ اللّهيبْ

حيث لا ماءٌ لــــدى اليومِ الصَّميمْ

أنتَ مَــــــــــــن كلّمه ماءُ الفراتْ

والورى تشـــــهدُ من كُلِّ الجهاتْ

عندما قلـــــــــتَ له تبدي السماتْ

مَن أنا يا أيّهــــــــا الوادي الكريمْ

أنتَ مَن كلَّمه حــــــــــــوتُ النَّهرْ

ورأى الناسُ مــــــنَ الحوتِ العبرْ

واثنتي عشــــــرةَ مِـن ماءِ انــفجرْ

كلّ فرقٍ منه كالطّــــــــودِ العظيمْ

جئتَ في صفيـــــنَ بالأمرِ العجبْ

وجميعُ الجيشِ أمـســـى في شغبْ

حيثُ لا ميــــــــــرةَ يَلقى ونصبْ

أزمةٌ زاغَ بها الحـبـــــــــرُ الحَليمْ

قلتَ طيبوا أنفســــــــــــــــاً يأتيكمُ

في غدٍ يا قـــــــــــــــوم ما يكفيكمُ

من حشيشٍ وطـعـــــــــــــــامٍ لكمُ

فدعوتَ اللهَ والـبَــــــــــــرَّ الرَّحيمْ

وبتركيبــــــــــــــــكَ زنداً مَعَ كفْ

معجزٌ فيه لِـــــــــذي الـحقّ نصَف

ولديكَ النــــــــاسُ صـفّاً بعد صفْ

شهدوا ذلك يا شـــــــــــافي السقيمْ

والدُ السبطينِ خـيـــــــرَ الأوصياءْ

حجَّةُ اللهِ ومـــــــــــــــولى الأتقياءْ

مَن به عُزّز خـيرُ الأنبيــــــــــــاءْ

سَيفُ ربِّ العرشِ ذو القلبِ السّليمْ

مَظهرُ القدرةِ مِن ربِّ العبـــــــــادْ

حجَّةُ اللهِ عــــــــــلى مَنْ في البلادْ

آيةُ الرّحمنِ يدعو للـــــــــــــرَّشادْ

بالذي كان وما يـــــــــــــأتي عليمْ

لو جَميعُ الأبحــــــــــرِ السبعةِ في

مثِلها كـــــــــــــــانتْ مِداداً لم تفِ

بعشيرِ العشـــــــــــرِ من سِرٍّ خفي

فيكَ يــــــــــــــــــا مَن هوَ للهِ كليمْ

أنتَ كتفَ المصطفى الطهرِ رَقيتْ

وبما لم يـــــــــــــــــأتِهِ الغيرُ أتيتْ

والهدى والدّيــــــــنُ والحقّ حميتْ

ووضعتَ السيـفَ في كـــــــلِّ أثيمْ

وبدتْ منكَ أمـــــــــــــــــورٌ هائلة

وجموعُ الشركِ تبـدو صــــــــائلة

وبكَ المختارُ نالَ النـائــــــــــــــلة

أنتَ للأسلابِ في الحــــربِ قسيمْ

بكَ باهى اللهُ أربـــــــــــابَ الوفى

وبكَ الهادي النبيُّ المصـــــــطفى

قالَ أقوالاً عظـــــــــــــــاماً وكفى

بكَ جاءَ الذكرُ والأمـــــــرُ الحكيمْ

قال: أنَّ اللهَ يقريـــــــــــكَ السـلامْ

فاخترِ الأمـــلاكَ نصراً واعتصامْ

أو عليـــــــــــــاً فهو للأعدا سمامْ

وهو سيفُ اللهِ في الخطبِ الجسيمْ

قال: أختـــــــــــــــــارُ علياً فدعاهْ

وهوَ في طيبــــــــــةَ قد طالَ نواهْ

فأجابَ الطّهرُ لبَّيــــــــــــــكَ فجاهُ

في خطىً عشرٍ وخمـــسٍ كالظليمْ

فترى الكفّــــــــارُ من بعدِ الظهورْ

حُمراً من خلفــــــــها ليثٌ هصورْ

بين من فرَّ بغيطـــــــــــــانٍ وقورْ

وطريحٍ هـــــــــــــوَ للأرضِ أديمْ

وأقرَّ اللهُ عيـــــــــــــــــنَ المرسَلِ

في تبوكٍ بالفتـــــــــى الندبِ عليّ

مُظهرِ الديــــــــــــنِ بحدِّ المنصلِ

وشهابِ اللهِ فــــــي العاتي الرجيمْ

اسدُ اللهِ الذي مــــــــــــــــا فرَّ قَط

ضربُه للشــــــــــوسِ والأسادِ قط

من إذا مـــــــــــا قالَ ما قالَ غلط

صُنعُ ذي القدرةِ والمـولى الحكيمْ

ما له لا وإلــــــــــــهِ العرشِ جلّ

ما عدى المــختارِ في الخلقِ مَثلْ

فلهذا عنه لا يُـــــــــــــــغني بدلْ

حارَ في أوصــــافِه الحبرُ الحليمْ

ذَرْ هوَ اللهُ وقـــــــلْ ما شئِتَ فيهِ

هوَ عبدُ اللهِ والمــــــــــولى النبيهِ

ما يشا يفعلُ بـــــــــــــــاللهِ وجيهِ

ليسَ في أخــــــــــلاقِهِ خُلقٌ ذميمْ

يا إماماً جــــــــــلَّ أن يحصيَ ما

فيهِ من حمـــــــــــــدٍ مقالُ العلما

والسما والأرضُ مـــــعْ ما فيهما

قلتُ إلاّ اللهُ والهــــــــــادي العليمْ

أيّها المـــولى الذي الهادي انتجاهْ

واجتباهُ وارتضـــــــــــــاهُ وهداهْ

لصراطٍ مستقيــــــــــــــــمٍ وكفاهْ

شرَّ من عـــــــــــاداهُ ناءٍ وحميمْ

يا أبا الأطهــــــارِ والقومِ الأولى

حبُّهمُ فرضٌ علــــــــى كلِّ الملا

آيةُ الرحمــــــــــــــنِ فيهم أنزلا

كلُّهم هادٍ وللديــــــــــــــــنِ مقيمْ

حكماءٌ علمـــــــــــــــــــاءٌ حُلَما

خلفاءُ اللهِ أرضــــــــــــــاً وسما

حججُ الجبَّــــــــــــارِ قومٌ عُظما

سادةٌ غُرٌّ بهـــــــــــــم كلٌّ كريمْ

أنتمُ القـــــــــــــومُ الهداةُ البررةْ

شفعاءٌ شهــــــــــــــــــداءٌ سَفَرةْ

ما لِمَن جانبـــــــــكمْ من معذرةْ

لا وربِّ البيـــتِ والذّكرِ الحكيمْ

لعنَ اللهُ أمـــــــــــــرأً مالَ وحادْ

عنكُمُ واختـــــارَ ما يُردي العبادْ

وبغى الخلقَ عـــــــلى علمٍ فسادْ

وتولّى كـــــــــــلُّ شيطانٍ رَجيمْ

لُعنَ القـــــــومَ الاُولى قد كفروا

وبأهلِ البيــــــــــتِ حقاً غدروا

واستحلّوا ظلـــــمَهم واستكبروا

عن مواليهم أوليْ الفضلِ العَميمْ

يا لقومي ولأمثــــــــــــــــــالهمْ

لاُنـــــــــــــاسٍ صُدَّ من أفعالهمْ

كلُّ هذا الخـــــــــــلقِ عن دينهمُ

ما خلا الكيّس ذي الـعقلِ السليمْ (30)

..............................................................................

1 ــ موقع بوابة الشعراء بتاريخ 1 / 3 / 2010

 2 ــ نفس المصدر

3 ــ أدب الطف ج 7 ص 13

4 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين للكرباسي ج 4 ص 48

5 ــ نفس المصدر ص 49

6 ــ أدب الطف ج 7 ص 14

7 ــ أدب الطف ج 7 ص 14

8 ــ أعلام هجر ج 1 ص 231

9 ــ أنوار البدرين ص 329

10 ــ أعيان الشيعة ج 3 ص 71

11 ــ معارف الرجال ج 1 ص 65

12 ــ مستدرك أعيان الشيعة ج 2 ص 32

13 ــ طبقات أعلام الشيعة ج 1 ص 107

14 ــ الذريعة ج ٣ ص ١٣ / ج ١٦ ص ٩٠

15 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين للكرباسي ج 4 ص 49

16 ــ أنوار البدرين ص 329

17 ــ أدب الطف ج 7 ص 15

18 ــ نفس المصدر ص 14

19 ــ معارف الرجال ج 1 ص 61

20 ــ مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٣٣ ــ 34

21 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين للكرباسي ج 4 ص 49

22 ــ أعلام هجر ص 243

23 ــ معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين

24 ــ ديوان القرن الثالث عشر ج 4 ص 247 عن أدب الطف ج 7 ص 13 / أنوار البدرين ص 330 / أعلام هجر ج 1 ص 243

25 ــ موقع بوابة الشعراء بتاريخ 1 / 3 / 2010

26 ــ ديوان القرن الثالث عشر ج 3 ص 167 ــ 169 عن أعلام هجر ج 1 ص 250 / موقع بوابة الشعراء بتاريخ 1 / 3 / 2013

27 ــ موقع بوابة الشعراء بتاريخ 1 / 3 / 2010

28 ــ أنوار البدرين ص ٤١٢

29 ــ موقع بوابة الشعراء بتاريخ 1 / 3 / 2010

30 ــ نفس المصدر

كما ترجم له:

محمد علي التاجر البحراني / منتظم الدرين في أعيان الأحساء والقطيف والبحرين ج 1 ص 241

كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء ج 1 ص 277

المرفقات

: محمد طاهر الصفار