وقعت اعداءات مرفوضة ومدانة على المتظاهرين السلميين وعلى القوات الامنية والممتلكات العامة والخاصة في بغداد وعدد من المحافظات.
المظاهرات انساقت في العديد من الحالات الى اعمال شغب واصطدامات دامية خلفت عشرات الضحايا واعداد كبيرة من الجرحى والمصابين والاضرار بالمؤسسات الحكومية وغيرها. المشاهد المؤلمة والمؤسفة مشابهة لما حصل في بعض الاعوام السابقة. المرجعية الدينية العليا طالبت وتطالب القوى والجهات التي تمسك بزمام السلطة ان تغير من منهجها في التعامل مع مشاكل البلد وان تقوم بخطوات جادة في سبيل الاصلاح ومكافحة الفساد وتجاوز المحاصصة والمحسوبيات في ادارة الدولة. المرجعية العليا راهنت بان الاصلاح ضرورة لامحيص منها، واذا خفت مظاهر المطالبة به مدة فانها ستعود في وقت اخر باقوى وأوسع من ذلك بكثير. تؤكد المرجعية مرة اخرى على ما طالبت به من قبل وتدعو السلطات الثلاث الى اتخاذ خطوات عملية واضحة في طريق الاصلاح الحقيقي. المرجعية تشدد على ان مجلس النواب بما له من صلاحيات تشريعية ورقابية يتحمل المسؤولية الاكبر في هذا المجال. ان السلطة القضائية والاجهزة الرقابية تتحمل مسؤولية كبرى في مكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين واسترجاع اموال الشعب منهم. ان السلطة القضائية والاجهزة الرقابية لم تقم فيما مضى بما هو ضروري في هذا الصدد. على الحكومة العراقية ان تنهض بواجباتها وتقوم بما في وسعها في سبيل تخفيف معاناة المواطنين بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل للعاطلين. على الحكومة العراقية الابتعاد عن المحسوبيات في التعينات الحكومية . على الحكومة العراقية اكمال ملفات المتهمين بالتلاعب بالاموال العامة والاستحواذ عليها تمهيدا لتقديمهم الى العدالة. ان مكتب المرجعية سبق ان اقترح في (7/8/2015) تشكيل لجنة من عدد من الاسماء المعروفة في الاختصاصات ذات العلاقة من خارج قوى السلطة ممن يحظون بالمصداقية ويعرفون بالكفائة العالية والنزاهة التامة لتحديد الخطوات المطلوب اتخاذها في سبيل مكافحة الفساد وتحقيق الاصلاح المنشود. لم يتم الاخذ بهذا المقترح في حينه والاخذ به في هذا الوقت ربما يكون مدخلا مناسبا لتجاوز المحنة الراهنة. نأمل ان يغلب العقل والمنطق ومصلحة البلد عند من هم في مواقع المسؤولية وبيدهم القرار ليتداركوا الامور قبل فوات الاوان. نأمل ان يعي الجميع التداعيات الخطيرة لاستخدام العنف، والعنف المضاد في الحركة الاحتجاجية الجارية فيتفادون ذلك في كل الاحوال.ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق