قمحُ النبوُّات

إلى الشهيد زيد بن علي (عليهما السلام) في ذكرى شروقه معلقا كسماء

إذا الدمُ أطفـــــــالاً وأســـــــئلةً جــرى   ***   بندبةِ: من أجراكَ يا زيدُ في الثرى ؟

إذا النخلُ زكّى نفسَـــــــه من جــنـــايةٍ   ***   وقالَ: بريءٌ لستُ مـــن شنقَ الذّرى

إذا الماءُ أوصــــــى أن فـــــي جريانِهِ   ***   نبياً رماديّ التبــــــــــــــاريحِ أسمرا

يخط بنقشٍ مصــــــــــــحفيٍّ بــــــــأنّه   ***   رأى كإلهٍ في التآويلِ مُبـــــــــــــحرا

إذا الفجرُ أدلى أن زيداً أجــــــــــــــابه   ***   قبيلَ سؤالاتِ العصـــــــافيرِ والقرى

وقال له: هـــــا ذاكَ قـــلــــــبي مـــعلّقاً   ***   على الصحوِ آنــــــاءَ الصباحِ مُبكّرا

إذا كل شيءٍ مـــؤمــــــــنٌ في مـكـوثِهِ   ***   فمن فيه ذبـــــــــحاً بارزَ اللهَ يا ترى

ومن ورّط التأريـــــــــخَ أنْ صـفحـاته   ***   تحدّث عن ذاكَ الصـــــــليبِ لتمطرا

دماً في وجوهِ القـــارئـين وأحـــــــرفـاً   ***   مغمَّسةً بالكــــــــــــــــــــاتبينَ تذمّرا

من استاءَ من رأي السمـــــاءِ وشــأنـه   ***   أن الله يختارُ النبييــــــــــــــــنَ أنهرا

فآثرَ أن يبني الســــــــــــــــدودَ لردِّهم   ***   إلى اللهِ أن هــــــــاكَ اقتراحكَ أحمرا

مَنِ الصحفُ البيضُ استــمالتْ مزاجَه   ***   إلى صحفٍ ســــودٍ وصرَّح: لا أرى

وعلّقَ أشياءَ الإلـــــــــــــــــــــهِ بنخلِه   ***   وخاطبَ: يا الله, ظلّك مُفتــــــــــــرى

أفي الله شـــــــــــــــــكٌّ أن أولادَ ذوقِه   ***   قبيحونَ كي يمحو نخيــــــــلاً وأبحرا

وينتهكوا أن يسفـــــــــــــكــوا كدمائِهم   ***   ولا بدعَ أن تُذرى الــــــجسومُ وتنثرا

أفي لغةٍ وضّاحةٍ في شفـــــــــــــــاهِهم   ***   تردَّدَ لفظٌ: أنهــــــــــم خيرةُ الورى ؟

وحاق بجبرائيلَ صمـــــــــــتٌ فلم يقلْ   ***   أولاءِ سطورٌ عندمــــــــــا الله دبّرا ؟

وهلْ لمْ يطرْ قلبُ الحسيــــــــنِ بكربلا   ***   إلى أن تلاقـــــــــــى والثريا مكبِّرا ؟

وهلْ لم يضئ رأسُ الحسينِ وقد سرى   ***   عن الجسمِ رأساً مشمسَ الدمِ مُقمرا ؟

وهلْ زينبٌ لم تكتشــــــــفْ أن صوتَها   ***   سمــــــــــــاواتُها غيماً وغيثاً معبِّرا ؟

وهلْ لم يكنْ زيدُ النخيلِ مــــــــــــجرَّةً   ***   من الحدقِ المشغولِ: أن كيف أثمرا ؟

وكيف نجا من أن يموتَ منـــــــــــارةً   ***   مهشمةً لا ضــــــــوءَ لا بابَ لا عُرى

هلِ القابضونَ الريحَ أدركَ يأسُـــــــهمْ   ***   بأنَّ بني المعنى جـــــــديرونَ أن نرى

وأن المسمِّينَ الهــــــــــــــــواشمَ أسوةٌ   ***   بأن نتهجَّـــــــاهمْ إلى البـــــــدءِ معبَرا

وأن نُنتقى كالمفرداتِ ونُكتـــــــــــسى   ***   بقمحِ النبوُّاتِ الفـــــــــــــصيحِ ونُنشَرا

وأن نترامى كالفضــــــــــــاء ونُدَّعى   ***   بأنَّ لنا حــــــجـــــــــــمَ الفجـيـعةِ منبرا

وأن ننبَغي أدمى وأنمى وأكـــــــــثرا   ***   لحدِّ العـــــــــــــمى أن يـستفزَّ ويُبـصِرا

فيدركَ أنّا خاضــــــــــــنا جذعُ زيدِنا   ***   صليـــــــــبي زمــــــــانٍ ملّنا حدَّ أنكرا

فأنبأنا أنا جحِدنا صِحاحَــــــــــــــــــه   ***   وأخرجنا من مُعجمِ المــــــــوتِ مُجبرا

مهدي النهيري الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات

: مهدي النهيري