​جراح بنكهة الحبّ..

إلى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)

ما اسْمُ الجــــراحِ التي كـالحُبِّ نكهتُها   ***   ما اسْمُ الأَشقّـــــــــاء بالآهَاتِ والوَجَعِ

ما اسْمُ العنـــاوين مُـنذُ الرَّمْل غَافـَلَني   ***   حَظَّـًا فعرَّافتي قدْ شَـــــــــــدَّها طَـمَعي

تمشي على لُــغَةِ الأوجَـاعِ شطرَ دَمِي   ***   تـُغوِي فَأقـرَأُ فيها كُلَّ مُتَّــــــــــــــسَعي

أؤمُّ لَونَ المَسَــــــــاءَاتِ التي عَطِشَتْ   ***   كالرِّيـــــــــحِ حِينَ تمَادَتْ بالبُكَاءِ مَـعِي

إذْ أوّل الشَّـــــــــــــــوقِ مِينَاءٌ يَئِنُ بنا   ***   وليسَ إلا قَــــــــــــــوامِيسَ الرِّثاءِ يَعي

وليسَ في وِسْعهِ إلا النِّــــــداءُ ضُحىً   ***   والخَيلُ تُومِـــــــــئُ لي أنْ خفِّفِي فَزَعِي

فَأمتَــــــــــــــــلي بنِدَاءَاتِ الفُرَاتِ إِذا   ***   أغْرَى الدِّمَاءَ بِوَجــــــــــهٍ مِنهُ مُصْطَنعِ

أَصِيحُ خَــــــــارجَ نَـفْسِي في مُسَاءَلةٍ   ***   يا غُربَتي , يا احْمِرَارَ الـــوَجْدِ فلتَضعي

كَأسَاً سيَحتَـــــــــاجُها الآتونَ من ظَمَأٍ   ***   وسَكْرَةً كانتِشَــــــــــــــــاءِ النَّهْرِ بالبَجَعِ

أو كالعَويــلِ الذي في الصَّدرِ سُورَتهُ   ***   مُقدارُ عُمْرٍ سَبيِّ النَّبضِ مُـــــــــــنصَدِعِ

يا كَربَــــــــلاءاتُ أَوجَاعِي أ تَشبَهُني   ***   حقِيقَــــــــــــــــــــتي وأنَا إيَّاكِ في هَلَعِ؟

كأنَّنا آلِـهَـــــــــــــــاتُ الدَّمعِ صُورتُنا   ***   صِلصَالُ أُغنيةٍ مـــــــــــن نُـوتةِ الجَزَعِ

كأنَّنا ويَتَامى الفَجْـــــــــــــــــرِ يَسلبُنا   ***   مَوتٌ طويلٌ لآهَاتِ الرَّحِـــــــــــيلِ دُعِي

ومُفرادتٌ من النزفِ الذي انــتَفَضَتْ   ***   لهُ الأقـــــــــــاصي على كَفٍّ من الوَرَعِ

وذا الغُموضُ يُضِيءُ الطِّينَ فـــي ألمٍ   ***   فيَستحِيلُ كَـــــــــــــــــــــــمَاءٍ فيَّ مطَّلِعِ

هُنالكَ اليَـمُّ سيَّــــــــــــــــــارٌ بلوعَتِنا   ***   فالقِ القَــــــــــــــراَبينَ بالتَّرتيِلِ أو فَـ قَعِ

واسجُدْ على نبَضاتِ الجُـــرحِ ذاكِرةً   ***   واعرُجْ مَسِيحَـًا فـــما في العِشقِ من بِدَعِ

لا تمتَحنِّي أنا المَهْدُورُ نبــــــــــــرتُهُ   ***   هذا السَّلامُ كلَــــــــــــــحنٍ رَقَّ حِين نُعِي

والعَـــــــــازِفونَ زِيَاراتي أَذَانُ فَمِي   ***   يُهَسْـــــــــــــــــــهِسْونَ سَمَاءً ذَاتَ مُرتفَعِ

فيُـوجِعُونَ صَـــــــــلاةَ الرَّمْلِ أَدعِيَةً   ***   مَختُومَةً بِغَمَامِ الـــــــــــــــعَصْفِ والهَمَعِ

بُكاؤُها ربّما أَعطَــــى المَـغِيبَ مَدَى   ***   فيَا سَـــــــــــــــــــــوَاقِيهِ يَا آلامَهُ اسْتَمِعِي

غِريبَةٌ هي أشْيَــائِي التــــــي غَرُبَتْ   ***   إليكَ تَتلو شُرُوقَـًا جِــــــــــــــــــــدّ مُتَّسِعِ

تصَعَّدتْ بِدَمٍ تلــكَ النُذُورُ هَـــــــوَىً   ***   فاسَّـــــــــــــــاقَطَتْ لاثِمَاتِ القَبْرِ والقِطَعِ

هُنَالكَ العَطَـــــــــشُ الدَّامي يُصَيِّرُنا   ***   بَوَحــــــــــاً تأخَّرَ , هلْ يأتِي كَمَا السَجَعِ؟

وهلْ يطوُلُ كَـ بَــــالِ اللَّيلِ في سَهَرٍ   ***   حَدّ الأَنِينِ بِـــــــــــــــــــطَيفٍ نَاحِبٍ لَمِعِ؟

يَرمِي البَعيدَ على رِيحِ الوُجُوهِ لَظىً   ***   كَـــــــــــمَا لوَ انَّ النَّوَى بِالخَطْوِ لم تَسَعِ.!

يا سيّدي مُنذُ أن صِيـــــغَتْ مَدَاركُنا   ***   جِئنَــــــــاكَ كالعَطْفِ , كالتَّرديدِ , كالجُمَعِ

يا سيّدي كانَ جِبريلٌ يَمـــــــــــرُّ بِنَا   ***   نَرَاهُ يتلُو صَـــــــــــــــــــــلَاةَ الآهِ والوَدَعِ

يأتِيكَ زَحْفَـًا سمَــــــــــــــاوِيَّـًا يُظلِّلُهُ   ***   عَرَشٌ تَــــــــــــــــــــنزّلَ بالتَّهليِلِ والمِنـَعِ

وينَثْرُ الوَردَ في آلاءِ وِجــــــــــــهتِهِ   ***   نُوبَاتُ حَرَفٍ عــــــــــــــلى الآلامِ مُنطبِعِ

يَطِلُّ من غُربَاتِ النَّــــــخلِ يَسرِقُني   ***   تِلاوةً بِدَعَاءِ النــــــــــــــــــــزفِ بالسَرَعِ

يا جَاذِبِـيَّـتُها الأُخرى أَجِــــــيءُ هُنا   ***   بَيضَاءَ من غَيرِ سُوءٍ صَبَّـــــــــني وَجَعَي

الشَمسُ في رَغبَةِ الإِشْرَاقِ تَصْلِبُني   ***   كَالبَحْـــــــــــــــرِ مُحْتَضِنِ التِنحَابِ ممُتنَعِ

فأَسْتَريحُ على أَهدَابِ خــــــــصلَتِها   ***   بِاسمِ الحُسَينِ بِصــــــــــــــوَتٍ فيّ مُرتَجَعِ

يا سِيرةَ الخُلْدِ مُسِّي في مـلُوحَــــتِنا   ***   حِكايَةٌ بيــــــــــــــــــــــن رَمْلٍ فِيكِ مُفتَجَعِ

كما السَّعِير إذا نَامَتْ جَوارِحُــــــهُ   ***   يكُونُ في جَوفِهِ تلّاً من الـــــــــــــــــــــطَمَعِ

سَعِيرُنا مَاثِلُ الحِرمَــــــــانِ أعْجَبَه   ***   نطقُ ابتِهَالاتِ عِــــــــــــشقِي نَحوَ مُنتجَعِي

أمل الفرج

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات

: أمل الفرج