الطغرائي ... شهيد العقيدة

أهيَ الصدفة وحدها تلك التي ساقت التهمة لتصفية رمز من رموز التاريخ الإسلامي وشخصية من أبرز الشخصيات في تاريخ العلم والأدب ؟ أم أن هناك مشروعاً مُبرمجاً لقتل رموز الشيعة شرعنته السياسة المتسلسلة في برنامجها لإبادة الشيعة والتشيّع تحت مسميات اختلقها الحقد على كل ما يمتّ إلى الشيعة بصلة ؟ ومن هذه المسميات تهمة الإلحاد !!

الاستقراء للتاريخ يشير إلى أن هذا البرنامج أخرجه المهدي بن المنصور العباسي الذي سن هذه السنة السيئة الآثمة والتي سيبقى عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة حيث تشير كل الروايات إلى ذلك. يقول عبدالرحمن بدوي: (إنّ الاتهام بالزندقة في ذلك العصر ــ أي عصر المهدي ــ كان يسير جنباً إلى جنب مع الانتساب إلى مذهب الرافضة) !

فكان من تبعات هذا البرنامج سيئ الصيت أن ينال من وصفه بالقول:

وإذا تولى آلَ أحمدَ مسلمٌ   ***   قتلوه أو وصموهُ بالإلحادِ

أن يكون مصيره القتل بهذه التهمة !

ورغم أن أسرته قد هربت من الحكم العباسي الجائر إلى إيران خوفاً من القتل بهذه التهمة إلا أن هذه التهمة لحقته وراح ضحيتها لأنه تولى آل بيت رسول الله (ص)

موسم الأدب

ولد مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدؤلي الأصفهاني الطغرائي العربي الأصل, الفارسي المولد والمنشأ في أصفهان عام (453هـ) ويرجع نسبه إلى الشاعر واللغوي الكبير صاحب أمير المؤمنين (ع) وتلميذه أبي الأسود الدؤلي وكانت أسرته من الأسر التي نزحت إلى أصفهان مع أسر شيعية كثيرة هربا من جور الأمويين والعباسيين.

كانت أصفهان في ذلك الوقت مركزاً علمياً إسلامياً مهماً حيث شهدت عصراً ذهبياً على الساحتين العلمية والأدبية ويدلنا قول الثعالبي (عبد الملك بن محمد بن إسماعيل /350هـ ــ 429هـ/961 ــ 1038م) في يتيمة الدهر على ما كانت عليه من النهضة العلمية حيث يقول:

(لم تزل أصفهان مخصوصة من بين البلدان بإخراج فضلاء الأدباء وفحولة الكتاب والشعراء، فلما أخرجت الصاحب أبا القاسم وكثيراً من أصحابه وصنائعه وصارت مركز عزه ومجمع ندمائه ومطرح زواره استحقت أن تدعى مثابة الفضل وموسم الأدب ....)

وكعادة من ينشأ في هذه الأجواء العلمية وفي مدينة سُمِّيَت (بموسم الأدب) كما أطلق عليها الثعالبي فقد استقى الطغرائي من هذه الأجواء المفعمة بالعلم والأدب مبادئه الأولية للعلم وتفتحت بواكير صباه على الأدب ودرج عليهما فدرس علوم عصره الشرعية والحكمية، كما درس الأدب والشعر وصار من أعلام أصفهان فتطلعت إليه المناصب والوزارة ففي تلك الفترة كان هذا المجال مفتوحاً للعالم والأديب, فذلل علم الطغرائي وأدبه هذا المنصب وتُوِّج بهما على كرسي الوزارة في الدولة السلجوقية وأصبح وزيرا للسلطان مسعود السلجوقي في الموصل.

ولم تقتصر دراسة الطغرائي على العلوم الشرعية والأدب فقد درس الكيمياء وبرع فيها حتى فاق أهل عصره في صناعتها وأصبح لا يجارى فيها وسمي بـ (جابر الثاني).

العوالم الخمسة

الشعر, الكتابة, الكيمياء, الطب, السياسة، خمسة عوالم مختلفة وضع الطغرائي بصمته فيها بقوة, ونحت اسمه في تاريخها, وكان في طليعة رجالها وأفذاذها. كان شاعراً كبيراً مجيداً, وعالماً كيميائياً يعد قطباً من أقطاب هذا العلم, وحبراً في الكتابة وعلماً من أعلام السياسة, وحاز على باع طويل في الطب.

أما في الشعر فقد كان من آحاد الشعر العربي لا يجارى ولا يبارى حتى غلبت شهرة شعره عليه رغم إحاطته ونبوغه بالعلوم الأخرى التي ذكرناها وأشهر شعره (لامية العجم) الشهيرة التي كانت من عيون الشعر العربي وآية في اللغة والبلاغة والمضمون والحكمة ولننظر إلى ما وصفه المؤرخون من إلمامه بهذه العوالم الخمسة:

قال عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان: إنه كان غزير الفضل لطيف الطبع فاق أهل عصره بصنعة النظم والنثر ..

وقال ياقوت الحموي في معجم الأدباء: كان آية في الكتابة والشعر خبيراً بصناعة الكيمياء له فيها تصانيف ..

وقال أيضاً: وله في العربية والعلوم قدم راسخ وله في البلاغة المعجزة في النظم والنثر ..

وقال محمد بن الهيثم الاصفهاني: كشف الأستاذ أبو اسماعيل بذكائه سر الكيمياء وفك رموزها واستخرج كنوزها وله فيها تصانيف

ووصفه السمعاني في الأنساب بأنه: صدر العراق وشهرة الآفاق ...

وقال اليافعي في مرآة الجنان: من أفراد الدهر وحامل لواء النظم والنثر وهو صاحب لأمية العجم ...

وقال عبد الله الأصفهاني في رياض العلماء: الشيخ العميد الوزير مؤيد الدين فخر الكتاب أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبدالصمد الأصبهاني المنشي المعروف بالطغرائي الإمامي الشهيد المقتول ظلماً الشاعر الفاضل الجليل المشهور صاحب لامية العجم التي شرحها الصفدي بشرح كبير معروف وكان مشهوراً بمعرفة علم الكيمياء ...

وقال الحر العاملي في أمل الآمل: فاضل عالم صحيح المذهب، شاعر أديب، قتل ظلماً وقد جاوز ستين سنة، وشعره في غاية الحسن، ومن جملته لامية العجم المشتملة على الآداب والحكم، وهي أشهر من أن تذكر، وله ديوان شعر جيد. ثم ذكر بعض أشعاره

وقال السيد الامين في أعيان الشيعة: شاعر مجيد وله ديوان شعر مطبوع بمطبعة الجوائب يشتمل على روائع ومبتكرات في المعاني وهو يحتوي على مائتين وسبعة وخمسين قصيدة ومقطوعة تتكون من ألفين وثمانمائة وخمسة وسبعين بيتاً، وفيها الشيء الكثير من الحكم والوصف والمديح والعتاب والشكوى والحماسة، ومن ذلك مقطوعتان في ذكر ولائه لأهل البيت عليهم ‌السلام ونقمته على ظالميهم ... ثم يذكرهما

ويقول رزوق فرج رزوق: كان شاعراً مجيداً، ومنشئاً بليغاً، وكيمياوياً عالماً، وسياسياً قديراً... والحق أن الطغرائي مبرّز في كيميائه تبريزه في الأدب والسياسة، فقد كان جابر عصره، وكان اسمه ألمع أسماء أهل الصنعة في زمانه.

أما إسماعيل مظهر فيتحدث طويلاً عن الاجحاف الذي لحق بالطغرائي في حياته وبعد مماته فيقول: هو من أفذاذ الشعراء، ومن أهل البيان الذين يُشار إليهم بالبنان. أنكره أهل زمانه على القاعدة السائدة في هذه الدنيا. وليس في ذلك عجب، ذلك بأن نكران الأفذاذ في زمانهم سنة أهل الشرق منذ أقدم عصورهم. وهذا الطغرائي على جلالة قدره يقول:

ما لي وللحاسدينَ ؟ لا برحتْ   ***   تذوبُ أكبادُهم وتنــــــــفطرُ

يغتابُني عنـــــــــدَ غيبتي نفرٌ   ***   جباهُهم إن حضـــرتَ تنعفرُ

ألسنةٌ في إســـــــــــاءتي ذُلقٌ   ***   يقتادُها من مهابـــتي حصرُ

أنامُ عنهم ملءَ الجفـــــونِ إذا   ***   أثارُهم في المــضاجعِ الإبرُ

يكفيـــــــهمُ ما بهمْ إذا نظرُوا   ***   إليَّ ملءَ العيـــونِ لا نظروا

تغيظهم رتبــــــــتي ويكمدُهم   ***   جاهي فصـــفوي عليهمُ كدرُ

فنعمةُ اللهِ وهيَ ســـــــــــابغةٌ   ***   عندي من الحاسدينَ تنتصرُ

يعجبني أنهم إذا كثـــــــــروا   ***   قلوا عنـــــاءً وإن همُ كثـروا

ويسترسل مظهر في الحديث عن الطغرائي فيقول: وليس من عجب في أن يحقد جماعة على الطغرائي في زمانه، وليس من عجب في أن يقول فيهم الطغرائي هذه الأبيات وأكثر منها مما يتضمن ديوانه, ولكن العجب في أن يهمل الطغرائي في زماننا فلا يتناوله كاتب بنقد، ولا يذكره أديب ببحث.

شعره في أهل البيت (ع)

لا يمكن في هذا الموضوع بيان الخصائص التي توفرت في شعر الطغرائي وشاعريته الكبيرة وقد تحدث الأستاذ مظهر عن بعض هذه الخصائص والتي ذكرناها أما أغراض شعره فقد جاء منها ما قاله في حق أهل البيت وقد ذكر له السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة مقطوعتان هما:

حُبُّ اليهودِ لآلِ مــــوسى ظاهرٌ   ***   وولاؤهم لبنـــــــي أخيهِ بادي

وإمامُهم من نسلِ هارونَ الأولى    ***   بهمُ اهتدوا، ولكـلِّ قومٍ هادي

وأرى النصارى يكرمـون محبة   ***   لنبيِّهم نجراً من الأعــــــــوادِ

وإذا تولّـــــــــــى آلَ أحمدَ مسلمٌ   ***   قتلوه أو وســــــــموهُ بالإلحادِ

هـــــــــــذا هو الداءُ العياءُ بمثلِهِ   ***   ضلّت حلومُ حواضرٍ وبوادي

لم يحفظوا حــــــــقّ النبيِّ محمدٍ   ***   في آلهِ ، والله بالمـــــــرصادِ

ويعقب السيد الأمين على هذه القطعة من الأبيات بالقول: وكأن هذه القطعة كانت لسان حاله، فقد رمي بالإلحاد في آخر حياته وقتل بهذه التهمة ومضى شهيداً محتسباً.

وأما القطعة الثانية فهي:

توعّدنـــــــــي في حبَّ آلِ محمدٍ   ***   وحبّ ابنِ فضلِ اللهِ قومٌ فأكثروا

فقلتُ لهم لا تكثـروا ودعوا دمي   ***   يراقُ على حـــبّي لهمْ وهو يهدرُ

فهذا نجاحٌ حــــــــاضرٌ لمعيشتي   ***   وهذا نجـــــاةٌ ارتجي يومَ أحشرُ

وله بيتان أيضاً في حق أهل البيت (ع) أوردهما ابن شهراشوب في المناقب هما:

نجومُ العلى فيكمُ تطلعُ   ***   وغائبُها نحوكمْ يرجعُ

على يستقلُّ فلا يستقرُّ   ***   به لهما دونكم مضجعُ

كما ذكر له السيد جواد شبر في أدب الطف ج 3 بيتاً واحداً من قصيدة مفقودة في رثاء الحسين (ع) وهو:

ومبسمُ ابنِ رسولِ اللهِ قد عبثتْ   ***   بنو زيادٍ بثغرٍ منه منكوتِ

ويستشف من خلال حياة هذا الشاعر وسيرته وعقيدته أن له أكثر من هذه الأبيات بكثير في حق أهل البيت, ويلاحظ ذلك جلياً في المقطوعة الثانية, وهذه أحدى المظالم الكثيرة التي أصابت هذا الشاعر وإحدى جنايات التاريخ عليه.

منهجه في الكيمياء

يعد الطغرائي من أقطاب مدرسة جابر بن حيان وقد استقى منه إيمانه بهذا العلم وإمكانية حدوثه, أما شهرة الطغرائي في هذا العلم فقد فاقت عصره حيث استطاع فك رموزه وكشف أسراره وأغواره فنجح في تحويل الفلزات الرخيصة من النحاس والرصاص إلى ذهب وفضة بعد جهود جبارة مقتدياً بجابر في منهجه ودراسته لهذا العلم فقد وضع جابر منهجاً للعلماء من بعده، أوضح فيه ما لهم وما عليهم في التعليم ومن شروط هذا المنهج قوله:

(فواجب العلماء أن يتكتموا علمهم، فلا يكشفوه إلا في الظروف الملائمة وللأشخاص الذين يستحقونه ويطيقونه ويستطيعون حمله بما يتفق وكرامته لأنك إذا صببت في إنسان علماً أكثر مما يطيق كنت كمن يضع في إناء أكثر مما يسع فيذهب الأمر هباء، لا بل إنك لتزهق ذلك الإنسان وتحرقه بما تحمّله إيّاه من علم يعجز عن حمله.

إن أسرار الطبيعة قد تمتنع على الناس لأحد سببين: فإما أن يكون ذلك لشدّة خفائها وعسر الكشف عنها, وإما أن يكون ذلك للطافة تلك الأسرار بحيث يتعذّر الإمساك بها، وسواء كان الأمر هو هذا أو ذاك؛ كان في وسع الباحث العلمي أن يتلمس طريقاً إلى تحقيق بغيته, فلا صعوبة الموضوع ولا لطافته ودقته مما يجوز أن تحول العلماء دون السير في شوط البحث إلى غايته، فمن يحمل العلم سلاحاً فبإمكانه خرق حجب الطبيعة وإيضاح كوامنها وكشف أسرارها).

ولنستمع إلى ما يقوله الطغرائي عن منهجه في هذا العلم ومدى تطابق القولين:

(إن هذا العلم لما كان الغرض فيه الكتمان، وإلجاء الأذهان الصافية إلى الفكر الطويل، استعمل فيه جميع ما سمّي عند حكمائهم مواضع مغلطة من استعمال الأسماء المشتركة والمترادفة والمشككة وأخذ فصل الشيء أو عرضه الخاص أو العام مكان الشيء، وحذف الأوساط المحتاج إلى ذكرها، وتبديل المعنى الواحد في الكلام الطويل، وإهمال شرائط التناقض في أكثر المواضيع حتى يحار الذهن في أقاويلهم المتناقضة الظواهر، وهي في الحقيقة غير متناقضة، لأن شرائط التناقض غير مستوفاة فيها، واستعمال القضايا مهملة غير محصورة, وكثيراً ما تكون القضية الكلية المحصورة شخصية، فإذا جاء في كلامهم تصبغ أو تحل أو تعقد كل جسد فإنما هو جسد واحد وإذا قالوا إن لم يكن مركبنا من كل شيء لم يكن منه شيء فإنما هو شيء واحد).

ويظهر تأثر الطغرائي بجابر ملياً في قوله عنه في كتابه مفاتيح الرحمة: (إنه قد يعقد الحديث في ظاهر الأمر على شيء ما، لكن يجعل باطن الحديث منصرفاً إلى علم الكيمياء حتى لا يفطن إلى هذا العلم الكيميائي عنده إلاّ من يريد لهم هو أن يفهمون).

مؤلفاته

مؤلفات الطغرائي تدل على أنه كان كيميائياً كبيراً ليس في عصره فحسب, بل من أعظم علماء هذا العلم, خاصة وأنه قد استقاه من منبعه فرغم أنه جاء بعد جابر بحوالي ثلاثة قرون إلا أنه التزم منهجه وحذا حذوه في هذا العلم, وجابر بن حيان هو تلميذ الإمام الصادق (ع) ومنه تعلم هذا العلم وعلى يديه كشف أسراره, إذن فالطغرائي هو تلميذ تلميذ الإمام الصادق (ع) في هذا العلم, وكتبه العديدة تدل على مدى توسّعه فيه وإحاطته به وهذه بعض مؤلفاته:

1 ــ كتاب جامع الأسرار وتراكيب الأنوار.

2 ــ كتاب حقائق الاستشهادات.

3 ــ كتاب ذات الفوائد.

4 ــ كتاب الرد على ابن سينا في إبطال الكيمياء.

5 ــ كتاب مفتاح الرحمة ومصابيح الحكمة.

6 ــ رسالة مارية بنت سابة الملكي القبطي في الكيمياء.

7 ــ قصيدة باللغة الفارسية، وشرحها باللغة العربية في صناعة الكيمياء.

8 ــ الارشاد إلى الأولاد.

9 ــ أسرار الحكمة.

10 ــ الرسالة الخاتمة.

11 ـــ الأسرار في صحة صناعة الكيمياء.

12 ــ رسالة في الطبيعة.

13 ــ المقاطيع في الصنعة شعر تعليمي في الكيمياء.

14 ــ وصية الطغرائي من تدابير جابر.

15 ــ ذات الفوائد.

16 ــ رسالة في الصنعة علم الكيمياء القديم.  

اللامية

 لو لم يكن للطغرائي من الشعر إلا هذه القصيدة لكفاه بأن يوضع اسمه في سجل الشعراء الخالدين فهذه القصيدة التي اخترقت الأزمان تعد آية في فن الشعر العربي وقد ألفها في بغداد سنة 505 هـ، ولجزالتها فقد شرحها وخمسها وشطرها كثير من الأدباء والشعراء قديماً وحديثاً وتُرجمت إلى عدّة لغات.

ومن الذين شرحوها من أعلام الأدباء: جمال الدين بن المبارك الحضرمي, وأبو البقاء العكبري, والبدراني, والدميري, وزين الدين الأنصاري, والسيوطي, وصلاح الدين آيبك الصفدي, والشيخ مصطفى مخدوم وغيرهم. ويعد شرح الصفدي من أهم وأوسع هذه الشروح حيث جاء شرحه في جزئين كبيرين

ولشهرتها وجودتها فقد أوردها الحموي في معجم الأدباء وابن خلكان كاملة وكذلك السيد الأمين في أعيان الشيعة ويغنينا الحديث عنها ما قاله الأستاذ إسماعيل مظهر في (تاريخ الفكر العربي) حيث يقول:

(كان هذا الشاعر العظيم من مطويات الأدب، تلك التي تطوى فلا تنشر، وتنسى فلا تذكر. ذلك في حين أن المتأمل في شعر هذا الرجل الفذ يدرك فيه سراً قلّما تقع عليه في غيره من الشعراء لا في شعراء عصره ولا في الشعراء الذين تقدموه، ولا في الشعراء الذين تلوه. وعندي أن هذا السر لا يشاركه فيه إلا شاعر واحد هو أبو العلاء المعري. أما ذلك السر فهو الجمع بين قوة الشاعرية ودقة الاحساس وصدق الوجدان وبين هدوء الطبع. أما إن ذلك سر من أسرار العظمة في الطغرائي، بل لا نبالغ إذا قلنا إنه سر عظمته، فذلك بأن الشعر عاطفة وخيال وحركة نفسية جياشة دافقة سيالة، فإذا حكم هذه الصفات هدوء نفس طبيعي، صفا الشعر ورق وأنساب انسياب الجدول المترقرق الهادئ، ولكنه في ترقرقه وهدوئه حاد كالسيف قاطع كالفأس الباترة المحدودة.

وعندي أن هذه الصفة لم تتجل في شعر الطغرائي بقدر ما تجلت في لاميته المعروفة، وإن لنا لعودة إليها نحلل فيها هذا الشاعر الكبير على ضوء هذه الحقيقة الملموسة في شعره. ولقد يحفزنا إلى درس الطغرائي أنه شاعر فسيح الجوانب مديد الغايات وفي شعره تعلق بأسباب الأدب العالي، وما أحوجنا إلى هذه الأسباب).

وأظن أن هذا الكلام عن اللامية يغني في إبراز خصائصها ومميزاتها وهذه هي:

أصالةُ الرأي صـانتني عــــــــن الخَطلِ   ***   وحــــــــــــليةُ الفضلِ زانتني لدى العطلِ

مجدي أخيراً ومجـــــــــــدي أولاً شَرعٌ   ***   والشمسُ رأدُ الضحى كالشمسِ في الطفلِ

فيمَ الإقامـــــــة بالزوراءِ لا ســـــــكني   ***   بها ولا نـــــــــــــــــــاقتي فيها ولا جملي

ناءٍ عن الأهلِ صِـــــــــفرَ الكفِّ منفردٌ   ***   كالسيـــــــــــــــــفِ عُرّي متناهُ من الخللِ

فلا صديقٌ إليه مُشــــــتكى حَـــــــزني   ***   ولا أنيـــــــــــــــــــــسٌ إليه منتهى جَذَلي

طالَ اغترابيَ حتى حــــــــــنًّ راحلتي   ***   ورحلُها وقــــــــــــــــــــرى العسالةِ الذُبُل

وضجَّ من لغَبٍ نضوي وعـــــــــجَّ لما   ***   يلقى ركــــــــــابي ولَّـجَّ الركبُ في عذلي

أريدُ بسطةَ كفٍ أستعيــــــــــــــــنُ بها   ***   على قضـــــــــــــــــــاءِ حقوقٍ للعلى قِبَلي

والدهرُ يعــــــكسُ آمالي ويُقنـــــــعني   ***   من الغنيــــــــــــــــــــــــمةِ بعدَ الكدِّ بالقَفَل

حُبُّ السلامة يَـــــثني هـــــــمَّ صاحبِهِ   ***   عن المعـــــــــــالي ويُـغري المرءَ بالكسلِ

فإن جنحتَ إليه فـــــــاتـــــــــــخذْ نَفَقاً   ***   في الأرضِ أو سُلَّـــــــماً في الجوِّ فاعتزلِ

ودعُ غِمـــــــــارَ العلى للمقدمينَ على   ***   ركوبِها واقـــــــــــــــــــــــتنعْ مـنهنَّ بالبللِ

يرضى الذليلُ بخفضِ الـعيشِ يخفضُه   ***   والعزّ بيـــــــــــــــــــــن رسيمِ الأينقِ الذُلُلِ

فادرأ بها في نحـــــــــــورِ البيدِ حافلةَ   ***   معـــــــــــــــــارضاتٍ مثاني اللجمِ بالجُدُلِ

إن العلى حدثتـــــــــــني وهي صادقة   ***   فيمــــــــــــــــــــا تُحدّث أن العزّ في النُقلِ

لو أن في شــــرفِ المـأوى بلوغَ مُنى   ***   لم تبــــــــــــــرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحمَلِ

أهبتُ بالحظ لو نـــــــــــاديتَ مستمعاً   ***   والحظُّ عنـــــــــــــــــــيَّ بالجهّالِ في شُغلِ

لعله إن بدا فضـــــــــــــــلي ونقصهُمُ   ***   لعينـــــــــــــــــــــــــهِ نامَ عنهم أو تنبّه لي

أعللُ النفــــــــــــــــسَ بالآمالِ أرقبُها   ***   ما أضيقَ العيـــــــــــشِ لو لا فسحةُ الأملِ

لم أرتضِ العـــــــــــيشَ والأيامُ مقبلةٌ   ***   فكيف أرضـــــــــــى وقـدْ ولّت على عَجَلِ

غالى بنفسيَ عرفـــــــــــــاني بقيمتِها   ***   فصُنتُها عن رخيـــــــــــــــصِ القدرِ مبتذلِ

وعادةُ النصلِ أن يزهـــــــو بجوهرِهِ   ***   وليس يعمـــــــــــــــــــــلُ إلا في يَدَي بطلِ

ما كنتُ أؤثرُ أن يمتــــــــدَّ بي زمني   ***  حتى أرى دولــــــــــــــــــةَ الأوغادِ والسَفلِ

تقدّمتـــــــــــــــني أناسٌ كان شوطهمُ   ***   وراءَ خطــــــــــــــوي إذا أمشي على مَهَلِ

هذا جزاءُ أمـــــــرىءٍ أقرانُه درجوا   ***   من قبلِهِ فتمـــــــــــــــــــــــنّى فُسحةَ الأجلِ

وإن عَلانيَ مَن دونــــــي فلا عجبٌ   ***  لي أسوةٌ بانحطــــــــــــاط الشمسِ عن زُحلِ

فاصبرْ لهـــا غير محــتالٍ ولا ضجرٍ   ***   في حــــــــــــادثِ الدهرِ ما يُغني عن الحيلِ

أعدى عدوّك أدنـــــــــى مَن وثقتَ به   ***   فحاذرِ النــــــــــــــاسَ واصحبهم على دَخَلِ

وإنما رجــــــــــــــــلُ الدنيا وواحدُها   ***   مـن لا يُعــــــــــــــــوّلُ في الدنيا على رجلِ

غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجتْ   ***   مســــــــــــــــــافةُ الخُلفِ بين القولِ والعملِ

وحُسنُ ظنّــــــــــــــكَ بالأيامِ معجزةٌ   ***   فظُـــــــــــــــــــنّ شراً وكنْ منها على وَجَلِ

وشانَ صدقِــــــــكَ عندَ الناسِ كذُبهمُ   ***   وهل يطــــــــــــــــــــــــــابقُ معوّجٌ بمعتدلِ

إن كانَ ينجـــــــــــعُ شيءٌ في ثباتِهمُ   ***   على العهــــــــــــــــــودِ فسبقُ السيفِ للعذلِ

يا وارداً سُؤر عيـــــــــــشٍ كلُه كدرٌ   ***   أنفقتَ عمـــــــــــــــــــــرَكَ في أيامِكَ الأوَلِ

فيمَ اعتراضـــــــــكَ لجَّ البحرُ تركبُه   ***   وأنتَ يكفيـــــــــــــــــــــكَ منه مصّة الوشلِ

ملكَ القنـــــــاعةِ لا يُخشى عليه ولا   ***   تحتــــــــــــــــــاجُ فيه إلى الأنصارِ والخَولِ

ترجو البقــــــــــاءَ بدارٍ لا ثَباتَ لها   ***   فهل سمعــــــــــــــــــــــــتَ بظلٍّ غير منتقلِ

ويا خبيراً على الأســـــــرارِ مطلعاً   ***   أنصتْ ففي الصمــــــــــــتِ منجاةٌ من الزللِ

قد رشحــــــــوّك لأمرِ إن فطِنتَ له   ***   فأربأ بنفســــــــــــــــــكَ أن ترعى مع الهُمَل

بقية شعره

طرق الطغرائي جميع أبواب الشعر وأغراضه ولنستمع إلى ما حفظ لنا التاريخ من شعره المتناثر في بطون المصادر فمن شعره هذه الأبيات التي تدين قاتليه بالتهمة الباطلة التي ألصقوها به لا لشيء سوى تشيعه وولائه لأهل البيت وسيواجههم بها يوم القيامة (وعند الله تجتمع الخصوم):

إذا ما لم تكــن ملكاً مطاعاً   ***   فكـــــن عبــداً لخالقه مطيعا

وإن لم تملــك الدنيا جميعاً   ***   كــــأن تهواه فاتركها جميعا

هما نهجان من نسكٍ وفتك   ***   يحلّان الفتى الشرف الرفيعا

ومن شعره هذه الأبيات التي لا تقل حكمة عن حكم المتنبي:

جـــــامل عدوكَ ما استطعتَ فإنه   ***   بالرفقِ يطمعُ في صلاحِ الفاسدِ

واحذر حسودَكَ مـا استطعتَ فإنه   ***   إن نمـتَ عنه فليس عنكَ براقدِ

انّ الحســــــــــودَ وان أرادَ تودّداً   ***   منـــــــه أضرَ من العدوِّ الحاقدِ

ولربما رضـــــــيَ العدوُّ اذا رأى   ***   منكَ الـجميلَ فصارَ غيرَ معانِدِ

ورضا الحسودِ زوالَ نعمتكَ التي   ***   أوتيتها مـــــــن طارفٍ أو تالدِ

فاصبرْ عـلى غيظِ الحسـودِ فنارُه   ***   ترمي حشاهُ بالعـــــذابِ الخالدِ

أو ما رأيتَ النارَ تأكلُ نفــــــسَها   ***   حتى تعود إلى الرمــــادِ الهامدِ

تضفو على المحسـودِ نعمــةَ ربه   ***   ويذوبُ من كمدٍ فؤادُ الحـــاسدِ

وقوله في مدح العلم:  وتفضيله على الثراء مضمنا قول أمير المؤمنين (ع): العلم خير من المال, العلم يحرسك وأنت تحرس المال والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق وصنيع المال يزول بزواله:

من قاسَ بـــــالعلمِ الثراءَ فإنه   ***   في حكمهِ أعمى البصيرةِ كاذبُ

العلمُ تخـــــــدمه بنفسِكَ دائماً   ***   والمــــــالُ يُخـدمُ عنكَ فيه نائبُ

والمالُ يسلـبُ أو مبيدُ لحادثٍ   ***   والعلمُ لا يُــــــخشى عليه سالبُ

والعلمُ نقـشٌ في فؤادِكَ راسخٌ   ***   والمالُ ظلٌّ عـــــن فِنائكَ ذاهبُ

هذا على الإنفاقِ يغزرُ فيضُه   ***   أبداً وذلكَ حين تنـــــفقُ ناضبُ

ومن شعره أيضاً قوله وقد أعياه أن يجد من يطيق سماع علمه:

أما العـــــــلومُ فقد ظفـرتُ ببغيتي   ***   منـــــــــــــها فما أحتــاجُ ان أتعلّما

وعرفتُ أســــــــرارَ الحقيقةِ كلها   ***   علماً أنارَ لـــــــــــيَ البـهيمَ المظلما

وورثتُ هرمسَ سرَّ حـكمتِهِ الذي   ***   ما زالَ ظناً في الغيـــــــوبِ مرجّما

وملكتُ مفتاحَ الكـــــــنوزِ بحكمةٍ   ***   كشفتْ ليَ السرَّ الخــــــــفيَّ المبهما

لولا التقية كنتُ أظهرُ مـــــعجزاً   ***   من حكمتي تشفي القلوبَ من العمى

أهوى التكرّمَ والتظاهرَ بالــــذي   ***   علّمته والعقل ينهى عنهــــــــــــــما

وأريدُ لا ألقى غبيـــــــــاً مؤسراً   ***   في العالميــــــــــــن ولا لـبيباً معدما

والناس إما جاهلٌ أو ظالـــــــــمٌ   ***   فمتى أطيق تكـــــــــــــــــرّما وتكلّما

وقال يعزى معين الملك وقد ألمت به مصيبة وهو من غرر أقواله في الصبر والتأسي بالأنبياء:

تَصبّر معينُ الـمــــــــــلكِ إن عنَّ حادثٌ   ***   فعاقبةُ الصبـــــرِ الجميلِ جميلُ

ولا تيأســـــــــــــنْ مـن صُنعِ ربِّكَ إنني   ***   ضميـــــــنٌ بأنَّ اللهَ سوفَ يديلُ

فإنَّ الليـــــــــــــــــــالي إذ يزولُ نعيمُها   ***   تُبشّرُ أن النـــــــــــائباتِ تزولُ

ألمْ ترَ أنَّ الليــــــــــــــــــــلَ بعدَ ظلامِه   ***   عليهِ لإسفـــــــارِ الصباحِ دليلُ

وأنَّ الهــــــــــــلالَ النـضوَّ يقمـرُ بعدما   ***   بدا وهو شختُ الجانبينِ ضئيلُ

فلا تحسبــــــــــــــــنَّ الدوحَ يُقلــعُ كلما   ***   يمرُّ به نفــــــــــحُ الصِّبا فيميلُ

ولا تحسبـــــــنَّ السـيفَ يقصـــفُ كلما   ***   تعـــــــــاوده بعد المضاءِ كُلولُ

فقد يعطفُ الدهـــــــــــرُ الأبـــيُّ عِنانَه   ***   فيشـــــــــفى عليلٌ أو يُبلُّ غليلُ

ويرتاشُ مقصـوصُ الجنــــاحين بعدما   ***   تساقط ريشٌ واستطـــــارَ نسيلُ

ويستأنفُ الغصــــنُ الســـــليبُ نضارةً   ***   فيــــــــورق ما لم يعتورُه ذبولُ

وللنجمِ من يعد الذبـــــــــــــولِ استقامة   ***   وللحظّ من بعـــــد الذهابِ قفولُ

وبعض الرزايا يوجــــبُ الشكر وقعُها   ***   عليكَ وأحـــــداثُ الزمانِ شكولُ

ولا غرو أن أخنــــــت عليــــك فإنمّا   ***   يُصادمَ بالخــــــطبِ الجليلِ جليلُ

وأي قنــــــــــــاةٍ لـــــم تُرنّح كعوبها   ***   وأي حســـــــــــامٍ لم تصبه فلولُ

أسأتَ إلى الأيـــــــــــامِ حتى وترتها   ***   فعندكَ أضغـــــــــــانٌ لها وتبولُ

وما أنتَ إلا السيف يــسكـنُ غــــمده   ***   ليشقـــــــــــى به يومَ النزالِ قتيلُ

أما لك بالصدّيــــــــــق يوسف أُسوة   ***   فتحــــــملُ وطء الـدهرِ وهوَ ثقيلُ

وما غضّ منكَ الحبسُ والـذكرُ سائرٌ   ***   طليـــــــــقٌ له في الخافقينِ ذميلُ 

فلا تذعننْ للخطـــــــــــــبِ آدكَ ثقلُه   ***   فمثلكَ للأمـــــــــرِ العظيمِ حمولُ

ولا تجزعنْ للكبلِ مسَّكَ وقــــــــــعه   ***   فإنّ خلاخيــــــــــلَ الرّجالِ كبولُ

وإن امرءً تعدو الحوادث عرضَـــــه   ***   ويأسى لما يأخــــــــــــذنه لبخيلُ

ويحق له أن يفخر بما حققه من إنجازات علمية وما بناه من صرح علمي:

أبى الله أن اسمــــو بغيرِ فضــائلي   ***   إذا ما سما بالمــــــالِ كــلُّ مسوَّدِ

وإن كرمتْ قبلي أوائــــلُ أســرتي   ***   فإني بحمد الله مبــــــــدأ سـؤددي

وما المالُ إلا عارة مستــــــــــرّدة   ***   فهلّا بفضلي كاثروني ومـــحتدي

إذا لم يكن لي في الولايةِ بسطــــةٌ   ***   يطول بها باعي وتسطو بـها يدي

ولا كان لي حـــــكمٌ مطاعٌ أجيـزُه   ***   فأرغِمُ أعدائي وأكبتُ حُــــــسّدي

فأعذَرُ إن قصَّــرتُ في حق مُـجتدٍ   ***   وآمن أن يعتادني كيدُ مــــــــــعتدِ

أَأُكفى ولا أكفي ؟ وتلكَ غضـاضةٌ   ***   أرى دونها وقعَ الحسامِ المـــــهنّدِ

من الحزمِ ألا يضجر المرءُ بالذي   ***   يعانيه من مكــــــروهةٍ فـــكأنْ قدِ

إذا جلدي في الأمرِ خانَ ولم يُعن   ***   مريرة عزمي نــابَ عــــنه تجلّدي

ومن يستعن بالصبــــرِ نالَ مرادَه   ***   ولو بعد حينٍ إنــــــــــه خيرُ مُسعدِ

كانت نهاية الطغرائي نهاية تراجيدية مأساوية كنهايات العظماء الذين يأتون في زمن غير زمنهم, فمن مهازل القدر أن يعيش هذا العالم الكبير بين كماشتي الجهل والحقد ويكون ضحية السياسة الهوجاء التي قضت عليه, فقد قتل بعد الحرب التي جرت بين مسعود السلجوقي وأخيه الملك محمود والتي انتصر بها الأخير وكان الطغرائي وزيرا لمسعود فقبض عليه مع عدد من أصحاب مسعود فأراد محمود قتل الطغرائي لكنه خاف من عواقب هذا العمل بعد أن بلغت شهرة الطغرائي أرجاء البلاد وعرف بعلمه وأدبه ففكر في ذلك وقدّر ولكن أعياه أن يجد سببا لقتله سوى الرجوع إلى سنة العباسيين في حقدهم على الشيعة

دبّر له وزيره سبيلا لقتل الطغرائي وهو اتهامه بالزندقة والإلحاد فبث في الناس من يروّج له هذه التهمة الباطلة، وأشيع بين الناس ذلك حتى لم يعد قتله يثير الناس فقتله وكان ذلك في أربل عام (515ه‍ـ) وقد جاوز عمره الستين كما قال بذلك الحر العاملي في أمل الآمل واستدل ببيتين للطغرائي قالهما وقد ولد له مولود وله من العمر ٥٧ سنة فقال:

هذا الصغير الذي وافى على كبر   ***   أقرَّ عيني ولكن زاد في فكري

سبعٌ وخمسون لو مرَّت على حجرٍ   ***   لبان تأثيرها في ذلك الحجر

محمد طاهر الصفار

...................................................................................

1 ــ من تاريخ الالحاد في الإسلام ص 37

المرفقات

: محمد طاهر الصفار