تمهيد
ينطوي البحث التاريخي عن الشعائر الحسينية والمراسم العاشورائية على أهمية فائقة، لا سيّما إذا نفذ في أعماق التاريخ، متجاوزاً عشرات القرون التي خلت، ليشمل حضارات وأقوام وفئات مختلفة مارست هذه الشعائر؛ فإن هذا اللون من البحوث يولّد انطباعاً لدى المتلقّي مؤدّاه: أنّ هذه الشعائر والممارسات لم تكن وليدة هذه الأعصار والأزمنة فحسب، أو أنّها نتاج قوم أو فئة معيّنة، وإنّما هي نوع من التعبير الإنساني، والحالات الوجدانية التي تُمليها الفطرة البشرية إزاء ما نال أهل البيت عليهم السلام من المصائب والمآسي، وما وقع عليهم من الظلم والتعدّي. وفي هذه المقالة نقدّم لمحة تاريخية عن الشعائر الحسينية في مصر أيام الحكم الفاطمي لها.
الدولة الفاطميّة
عدَّ المفكّر الإسلامي محمد جواد مغنية الفاطميين من فرق الشيعة[1]، قائلاً: «ینتسب هؤلاء إلی جدّهم الملقب بـ(المهدي)، أوّل خلفائهم ببلاد المغرب، وهو: عبيد الله بن محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، وهم من فرقة الإسماعیلیة، إحدی فرق الشیعة. والإسماعیلیة یوافقون الإمامیة الاثني عشریة في سَوق الإمامة من أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب عليه السلام ، إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، ثم يعدلون بها عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام إلى أخيه إسماعيل، ثم إلى ابنه محمد، ثم إلى ابنه جعفر، ثم إلى ابنه محمد الملقب بـ(الحبيب)، ثم إلى عبيد الله الملقب بـ(المهدي) أوّل خلفاء الفاطميين»[2].
هذا، وقد طعن البعض في انتسابهم لرسول الله عليهما السلام [3]، ولكن هذا التشكيك والطعن من موضوعات العبّاسيين؛ إذ إن الدولة الفاطمية استمّرت حوالي مائتي وسبعين سنة، وملك الفاطميون من الدولة العباسية بلاد المغرب، ومصر، والشام، وديار بكر، والحرمين، فكان العباسيون ينفّرون الناس عنهم بإشاعة الطعن في نسبهم، وبثّ ذلك عنهم خلفاؤهم، وأُعجب به أولياؤهم، وأُمراء دولتهم الذين كانوا يحاربون عساكر الفاطميين؛ كي يدفعوا بذلك عن أنفسهم وسلطانهم، لأنهم عجزوا عن مقاومتهم وكسر شوكتهم في الميدان، عما غُلِبوا عليه من البلدان، حتّى اشتُهر ذلك التشكيك بنسبهم ببغداد[4].
فذكر المقريزي[5] أنّ بني العباس وجدوا السبيل إلى الغض من الفاطميين؛ لما قاسوه من الألم بأخذ ما كان بأيديهم من ممالك القيروان، وديار مصر، والشام، والحجاز، واليمن، وبغداد أيضاً، فنفوهم عن الانتساب إلى علي بن أبي طالب، بل وقالوا: إنما هم من أولاد اليهود، وتناولت الألسنة ذلك، فملأوا به كتب الأخبار.
لذا؛ حذّر المقريزي من بعض المؤرّخين ذوي الميول والأهواء للسلطة الحاكمة آنذاك بقوله: «فتفطّن ـ رحمك الله ـ إلى أسرار الوجود، وميّز الأخبار كتمييزك الجيد من النقود، تعثر ـ إن سلمت من الهوى ـ بالصواب. ومما يدلّك على كثرة الحمل عليهم أن الأخبار الشنيعة ـ لا سيّما التي فيها إخراجهم من ملّة الإسلام ـ لا تكاد تجدها إلّا في كتب المشارقة من البغداديين والشاميين، كـ(المنتظم) لابن الجوزي، و(الكامل) لابن الأثير، و(تاريخ حلب) لابن أبي طي، و(تاريخ العماد) لابن كثير، وكتاب ابن واصل الحموي، وكتاب ابن شداد، وكتاب العماد الإصفهاني، ونحو هؤلاء. أما كتب المصريين الذين اعتنوا بتدوين أخبارها فلا تكاد تجد في شيء منها ذلك البتة. فحكّم العقل، واهزم جيوش الهوى، وأعطِ كلّ ذي حقٍّ حقّه»[6].
مصر في عهد الدولة الفاطميّة
من المعلوم الذي لا شك فيه أنّ الدولة الفاطمية إنّما ظهرت في بلاد المغرب العربي بادئ ذي بدء، ثم تمددت لتصل أُولى الحملات الفاطمية إلى مصر سنة (301هـ)، في محاولة منها لبسط نفوذها على حساب الدولة العباسية الهرمة.
وما إن وصلت الخلافة الفاطمية إلى الخليفة الرابع المعزّ لدين الله سنة(341هـ) حتّى كانت خلافته منعطفاً جديداً للدولة الفاطمية، فكانت من أولوياته المهمّة فتح مصر، بعدما كانت الجيوش الفاطمية فيما سبق عاجزة عن فتحها في زمن الخلفاء السابقين له، وقد كانت مصر في زمن المعزّ تمرّ بظروف معقدة وحالة من الاضطراب بعد وفاة (كافور)[7]، وصارت الفرصة مناسبة له، فسيّرلها أكابر القيادات العسكرية، كـ(جوهر الصقلي)، وهو رومي الأصل، وأعدّ له العدد والعُدَّة المناسبين، فدخل مصر بلا مقاومة تُذكر، وسَلَّمت له (الإسكندرية والفسطاط)، وكان ذلك في سنة(358هـ). ومن ذلك العهد ابتدأت الدولة الفاطمية في مصر[8].
ثم لما رأى المعزّ أنّ الوقت قد حان لقدومه إلى مصر، سار إليها بموكب عظيم، حاملاً معه توابيت آبائه الثلاثة: (المهدي، والقائم، والمنصور) ـ الذين تولّوا الخلافة قبله ـ مع الأبناء والأقارب والعشيرة، وهذا يدل على عزمه التام وتصميمه النهائي على نقل الخلافة الفاطمية من بلاد المغرب إلى مصر، فدخل إلى القاهرة سنة (362هـ)، ونزل بالقصر الشرقي الكبير، وتوافدت عليه جموع الناس من أجل تهنئته بهذا الفتح، واتخاذه مصر مقرّاً للخلافة الفاطمية[9].
وكان عصر المعزّ ـ الذي امتاز من الذين سبقوه من الخلفاء بكثرة اهتمامه بالمعرفة والشعر والسياسة وغير ذلك ـ من أزهى عصور مصر وأروعها، فازدهر الوضع الاقتصادي في البلاد إبّان حكمه ازدهاراً واضحاً؛ إذ بذل المعزّ غاية ما بوسعه لتكون مصر من أهم البلدان بشتّى المجالات. وعمل على استمالة الناس، واستجلاب محبتهم واحترامهم له بشتّى الطرق، من خلال حسن إدارة شؤونهم والعدل فيما بينهم، وعُرف بالتسامح مع الأقباط، وسلّم إلى الكثير من رجالاتهم المناصب والإدارة في الحكومة.
وامتازت الدولة الفاطمية بسمات وصفات خاصة؛ فإنها بذلت أقصى ما تستطيع من أجل تنظيم شؤون مصر الداخلية، من الأمن والوضع الإداري، واهتمت بالجيش والأُسطول البحري، وتنمية الزراعة والتجارة، وكانت تشجّع الناس على العلوم والفنون، وبذلت المال الكثير على العلماء والمفكرين والأُدباء، فأصبحت القاهرة في عهدهم عاصمة العلم والفن، ومركزاً فكرياً جذب العلماء والشعراء وأصحاب الفن من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وأولوا الكتب وإنشاء المكتبات كـ(دار الحكمة) وغيرها اهتماماً كبيراً.
ثم إنّ الدولة الفاطمية حكمت بلاد مصر قرابة القرنين من الزمن، كانت مصر فيهما إمبراطورية مستقلة واسعة الأطراف، ذات حضارة مزدهرة، وهي أعظم دولة في تاريخ مصر الإسلامية، ولا تزال آثارها باقية إلى يومنا الحاضر، ومن أهم تلك الآثار: أسوارها، وأبواب القاهرة، وجامع الأزهر، وجامع الحاكم، وغيرها[10].
المناسبات الدينيّة والثقافيّة في الدولة الفاطميّة
كان اهتمام الدولة الفاطمية بالمظاهر الدينية والمراسم الثقافية أمراً واضحاً، وفق برنامج دقيق ومنظّم، ووسط مشاركة رسمية وشعبية، بخلاف الدولة الطولونية والإخشيدية اللتين سبقتا الدولة الفاطمية في حكم مصر؛ إذ لم يكن لديهما هذا الاهتمام، و«أهم هذه المناسبات التي كان يحتفل بها الفاطميون: مناسبة رأس السنة الهجرية، ومناسبة عاشوراء، ومولد النبي عليهما السلام ، وعيد الفطر، وعيد النحر(الأضحى)، وليلة النصف من شعبان، ومولد الإمام علي عليه السلام ، ومولد الحسن، ومولد الحسين، ومولد فاطمة، وأوّل رمضان، وعيد الغدير، وموسم فتح الخليج، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، و...»[11].
ومن المناسبات التي كانت الدولة تهتم بها على وجه الخصوص، مناسبة(عيد الغدير)، فقد جرت عادة الفاطميين منذ مجيئهم مصر على اتخاذ اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة عيداً رسمياً؛ إذ احتُفِل به لأوّل مرّة في مصر سنة (363هـ ) في زمن الخليفة المعزّ لدين الله، فكان المصريون يحيون ليلة الثامن عشر بالصلاة والأدعية والأذكار، وفي نهار ذلك اليوم يهتم الخليفة ورجال الدولة بالحفل، ويركبون الموكب وبقية الناس معهم ويذهبون إلى (الأيوان الكبير) ـ وهو مكان في القاهرة يجتمع الناس فيه لهكذا مناسبات ـ لتقام طقوس ومراسم خاصة في هذه المناسبة، وتُذبح الأضاحي بنفس الرسوم المعمول بها في عيد الأضحى، قال المقريزي في ذلك: «عدة ما ذُبح ثلاثة أيام النحر وفي يوم عيد الغدير ألفان وخمسمائة وأحد وستون رأساً»[12]، وبعدها يتوجه الحاضرون إلى تناول الطعام على سماط فخم كسماط العيدين، وتقوم الدولة أيضاً بتوزيع الكسوة والملابس الراقية، وجرت العادة عندهم على تزويج الأيامى؛ فتكون هذه المناسبة من أبهج المناسبات عند الفاطميين في مصر[13].
وهكذا نرى أن الاهتمام البارز بهذه المناسبات الدينية كان من أهم المحطات الحيوية في دولة الفاطميين، ولكن تظلّ الشعائر الحسينية في محرم ـ لا سيّما في يوم عاشوراء ـ نقطة فارقة في حياتهم وأثناء حكمهم لمصر.
الشعائر الحسينيّة عند الفاطميين
لم تكن الشعائر الحسينية غائبة عن الديار المصرية، فقد كان المصريون الشيعة يمارسون العزاء في يوم عاشوراء أيام الحكومة الإخشيدية في مصر، يقول الدكتور عبد المنعم ماجد واصفاً ذلك: « وكذلك كانوا[الفاطميون] يحتفلون بذكرى مقتل الحسين بن علي في العاشر من المحرم (عاشوراء) سنة (61هـ)، باحتفال رسمي وشعبي كبير؛ إذ كان المصريون الشيعة يحتفلون به قبل مجيء الفاطميين في أيام حكّامهم الإخشيديين، وقد استمر الفاطميون يحتفلون به من(366) هجرية إلى انقراض دولتهم في (567) هجرية»[14]، وهذا النص يدلل بشكل واضح على وجود الشعائر الحسينية في المجتمع المصري قبل نشوء الدولة الفاطمية.
هذا وقد استمر حكم الإخشيديين أكثر من ثلاثة عقود[15] قبل مجيء الدولة الفاطمية، ولكن الشعائر الحسينية في زمن الإخشيديين كانت محدودة بسبب المعارضة الحكومية، فقد ذكر المؤرّخون أنّ مصر كانت لا تخلو من الشيعة في أيام الدولة الإخشيدية وملكها كافور: «وما زال أمر الشيعة يقوى في مصر إلى أن دخلت سنة (350) هجرية [أي: قبل اثني عشر عاماً من حكم الدولة الفاطمية]، ففي يوم عاشوراء وقعت منازعة بين الجند وبين جماعة من الرعية عند قبر أُم كلثوم العلوية... وتعصب السودان ـ الجنود ـ على الرعية...»[16]؛ وهذا يدل بشكل واضح على وفور الشيعة في زمن الدولة الإخشيدية، إلى حدّ يمكِّنهم من الوقوف بوجه السلطة ومنازعتها في سبيل إقامتهم لشعائرهم الدينية في ندب سبط النبي عليهما السلام ، ثمّ أخذت الشعائر الحسينية في مصر بالاتساع تدريجياً بعد قيام الدولة الفاطمية، وقد نُقل: «أن شعائر الحزن يوم العاشر من المحرم كان أيام الإخشيديين، واتسع نطاقه في أيام الفاطميين، فكانت مصر في عهدهم تُعطِّل الأسواق، ويجتمع أهل النوح والنشيد يكونون بالأزقة والأسواق، ويأتون إلى مشهد أُمّ كلثوم ونفيسة، وهم نائحون باكون»[17].
ودأب الفاطميون من كل سنة في اليوم العاشر من المحرم على إقامة العزاء والمراسم الحسينية وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين.
واستمرت الدولة الفاطمية في مصر بالعزاء على سيد الشهداء عليه السلام من سنة (366هـ) إلى زمن انتهاء دولتهم سنة (567هـ)، وتنوعت مظاهر العزاء الحسيني في عاشوراء وتعددت صوره، كخلو الشوارع والأزقة من المارة، وتعطيل الأسواق، وإغلاق الدكاكين، وخروج المواكب الرسمية والشعبية إلى الجامع الأزهر أو المشهد الحسيني، واجتماع الناس هناك ومعهم القرّاء والشعراء الذين يقومون بالعزاء والرثاء والندب، والناس يستمعون إليهم، وتتعالى الأصوات بالبكاء والنحيب. ثم يُفرش (سماط الحزن)[18]، وعليه الطعام الخاص بهذه المناسبة فيأكل البعض، والبعض الآخر يمتنع حزناً [19]. وسيأتي الحديث بصورة مجملة عن هذه المراسم الحسينية.
وقد نجحت الدولة الفاطمية بمصر في إدامة وتوسيع هذه المراسم في كل عام، ولم تقتصر الشعائر الحسينية في مصر إبّان الدولة الفاطمية على العرب، بل كان للعجم دور مميز في مناسبات الفرح والحزن، ففي أوّل محرّم من كل عام يجتمع الفرس في منزل يتخذونه لذلك، ويكسونه من الداخل بالكاشمير والأقمشة الفاخرة، ويفرشونه بالبُسط والسجاجيد، ويوقدونه بترتيب فائق، ويدعون مَن أرادوا من أصحابهم وأحبائهم، وبعد الأكل يقوم خطيب فيصعد منبراً صغيراً، ويخطب خطبة باللغة الفارسية تتضمن رثاء أهل البيت عليهم السلام ، ويترنم فيها بالنوح والتعديد وإظهار الحزن والأسف والكآبة، ويَبكي ويُبكي الحاضرين... وبعد فراغه يشربون الشاي وينصرفون، وهكذا يُفعل في الليلة الثانية والثالثة إلى ليلة عاشوراء، فيتوسعون في الوليمة، ويُكثرون من دعوة الأُمراء والأعيان، ثم بعد الساعة الثانية من الليل يتهيّأون في صورة موكب يحضره كبيرهم...[20].
هذا وقد عُرفت (الحسينيات) ـ وهي الأماكن التي تُقام بها الشعائر الحسينية، إضافة إلى الشعائر الدينية الأُخرى، كالصلاة، وتعليم القرآن، وعقد مجالس الذكر، والتعلّم والتعليم و... ـ منذ ذلك الحين، يقول صاحب (مختصر تاريخ العرب): «وأهم ما تميزت به القاهرة في عهد الفاطميين (الحسینیة)، وهو بناء كان الفاطميون يقيمون فيه كل عام ذكرى مقتل الشهيد الحسين في موقعة كربلاء»[21].
مظاهر العزاء الحسيني في الدولة الفاطميّة
اتخذت مظاهر العزاء الحسيني والشعائر الحسينية في مصر أيام الدولة الفاطمية صوراً ومظاهر متعددة، وبشكل منظّم ومرتّب وعلى المستويين الرسمي والشعبي، وتجلّت في هذه المراسم أصدق التعابير عن الحزن والجزع على مصيبة سيد الشهداء عليه السلام ؛ الأمر الذي ينمّ عن عمق الثقافة الدينية التي كانت تسود المجتمع بكلّ فئاته وطوائفه ومكوّناته، ولم تقتصر هذه المراسم على القاهرة أو المدن الكبرى، بل كانت تعمّ مختلف المدن والقرى والقصبات المصرية؛ حزناً على سيّد الشهداء عليه السلام وأصحابه في العشرة الأُولى من المحرم من كل سنة، وخاصة يوم عاشوراء. وأهم تلك المظاهر آنذاك هو:
تعطيل الأسواق وغلق الدكاكين، فقد عُدَّ ذلك من المظاهر البارزة والمعروفة في الدولة الفاطمية؛ لأنّه تغيير لوجه الحياة اليومية للناس في العاشر من المحرم، متمثّلاً بتعطيل الأسواق، وإقفال المحالّ التجارية، وإيقاف حركة البيع والشراء، مما عُدّ من السمات المعروفة للدولة الفاطمية مدة حكمها لمصر، وكانت ظاهرة عامّة في أنحاء البلاد يمكن ملاحظتها بسهولة.
إنّ عدم التكسب وممارسة الحياة الاقتصادية في يوم عاشوراء كان إيماناً من الناس بعظمة المصيبة والحزن الكبير على ما حلّ بسيد الشهداء عليه السلام وأهل بيته، وإفساحاً في المجال للمشاركة في مراسم العزاء وإقامة الشعائر الحسينية، وهذا ما نقله المؤرّخون الذين كتبوا عن تاريخ الدولة الفاطمية، قال المقريزي: «يوم عاشوراء: كانوا يتخذونه يوم حزن تتعطل فيه الأسواق»[22]. وربما فتحت بعض الدكاكين والحوانيت التي لها تماسٌّ يومي ومباشر مع حياة الناس، كالتي تهتم ببيع الخبز[23].
ويستمرّ إغلاق البياعين لحوانيتهم إلى ما بعد العصر، بعد انتهاء المراسم في الشوارع والأزقة، فحينئذٍ يعمد الناس إلى فتح دكاكينهم، ويتصرفون في بيعهم وشرائهم، فكان ذلك دأب الناس في زمان الخلفاء الفاطميين من أوّلهم المعزّ لدين الله معد بن إسماعيل إلى آخرهم العاضد عبد الله[24].
ومسألة تعطيل الحياة الاقتصادية العامة عُرْف جرت عليه العادة سنوياً، مما يدلّ على رسوخ الشعائر الحسينية في حياة المجتمع المصري آنذاك، وتعاهدها والحرص على القيام بها في كل عام، قال المقريزي في ذلك: «وأما خبر القاهرة، فإنه جرى الأمر في يوم عاشوراء على العادة من تعطيل الأسواق...»[25]. ونُقل أيضاً عن المسبحي[26] قوله: «وفي يوم عاشوراء ـ يعني من سنة ست وتسعين وثلاثمائة ـ جرى الأمر فيه على ما يجري كل سنة من تعطيل الأسواق...»[27].
مظاهر الشعائر الحسينيّة في الدولة الفاطميّة
أما أهم الشعائر الحسينية البارزة التي كانت تقام في دولة الفاطميين آنذاك، فهي:
أولاً: المواكب والمسيرات
من الشعائر الحسينية التي سارت عليها الدولة الفاطمية في إظهار الحزن في يوم عاشوراء، هو الخروج إلى الشوارع والأماكن العامة، على هيئة جماعات تنتظم في مواكب ومسيرات مهيبة، توقع في نفس الرائي والسامع جلال هذه المناسبة وعظمتها، وكانت هذه المواكب والمسيرات تحدّد لها نقطة تلتقي بها وتتجمّع، لتبدأ أهمّ هذه الشعائر، وهي: قراءة المقتل، والرثاء، والنياحة، وإنشاد الأشعار، وعادة ما تكون هذه النقطة هي مشهد من المشاهد المشرفة، كمشهد أُمّ كلثوم ومشهد السيّدة نفيسة، [وهي السيّدة الجليلة، نفيسة بنت الحسن بن زيد، بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ][28]، ومشهد رأس الحسين عليه السلام ، أو الجامع الأزهر، وقد نُقل في وصف هذه المواكب الشعبية ما يلي: «ويجتمع أهل النوح والنشيد يطوفون بالأزقة والأسواق، ويأتون إلى مشهد أُمّ كلثوم ونفيسة، وهم نائحون باكون»[29].
ويظهر من عبارات بعض المؤرّخين أنّ هذه الاجتماعات والمسيرات تضمّ جموعاً غفيرة من الناس والمعزّين، وهم في طريقهم إلى المشاهد المشرّفة، قال المقريزي ناقلاً عن ابن زولاق[30] في كتابه (سيرة المعزّ لدين الله) عن يوم عاشوراء من سنة ثلاث وستين وثلاثمائة: «انصرف خلق من الشيعة، وأشياعهم إلى المشهدين: قبر كلثوم ونفيسة، ومعهم جماعة من فرسان المغاربة، ورجالتهم بالنياحة والبكاء على الحسين عليه السلام »[31].
وقال المسبحي ـ وهو يصف المسيرات الجماعية والكيفية التي عليها السائرون في هذه المسيرات الحسينية ـ: «وخروج المنشدين إلى جامع القاهرة، ونزولهم مجتمعين بالنوح والنشيد»[32].
فالظاهر من كل ما تقدّم أن تلك الشعائر كانت شعائر منظّمة، وذات نسق وترتيب؛ مما يدل على قِدَم هذه الشعائر ورسوخها في نفوس المصريين، وأن الفاطميين عندما جاؤوا إلى الحكم نظّموا تلك الشعائر، ورفعوا الموانع التي كانت حجر عثرة في طريقها ليس إلّا، أي: إن تلك الشعائر لم تؤسسها الدولة الفاطمية، بل رفعت موانعها، وشجّعت عليها، ووفّرت لها الأرضية المناسبة، والتنظيم اللائق بها.
وعلى صعيد المواكب الحكومية، فقد كان يشارك فيها أصحاب الرتب العالية، من الوزراء والقضاة والدعاة وغيرهم: «فإذا كان يوم العاشر من المحرم احتجب الخليفة عن الناس، فإذا علا النهار ركب قاضي القضاة والشهود، وقد غيرّوا زيّهم، ولبسوا قماش الحزن، ثم صاروا إلى المشهد الحسيني بالقاهرة، وكان قبل ذلك يُعمل المأتم بالجامع الأزهر»[33].
ويبدو من بعض الأخبار أنّ هذه المواكب والجماعات تسلك طرقاً متعددة، وتأخذ وقتاً كافياً في القيام بفعالياتها من النوح والإنشاد، قبل الانتهاء إلى نقطة التجمّع الكبرى، بل ربما تستمر بعض هذه التجمعات حتّى ساعات النهار الأخيرة، «وطاف النوّاح بالقاهرة في ذلك اليوم، وأغلق البياعون حوانيتهم إلى بعد العصر، والنوح قائم بجميع شوارع القاهرة وأزقتها»[34]، وهذا النص يدل بوضوح على ضخامة تلك الشعائر وعظمتها، خصوصاً عند النظر إلى قوله: «والنوح قائم بجميع شوارع القاهرة وأزقتها».
ثانياً: الرثاء والنياحة والبكاء
طالما كان يواكب كل أنواع الشعائر الحسينية ـ التي تُقام في مصر في عهد الدولة الفاطمية ـ الرثاء والنوح والبكاء، فكان المنشدون والقارئون يُدْلُون بما لديهم من شعر وذكر للمصيبة أثناء تلك المواكب والمسيرات، وقد مرّ بنا ما ذكره المؤرّخون في هذا الصدد، إلا أن ذروة مراسم الرثاء والإنشاد والنوح وما يصاحبها من بكاء عندما تصل المواكب والتجمعات إلى المشهد الحسيني أو أحد المشاهد: «فإذا جلسوا فيه ـ بمن معهم من الأُمراء والأعيان وقراء الحضرة والمتصدرين في الجوامع ـ جاء الوزير فجلس صدراً، والقاضي وداعي الدعاة من جانبيه، والقرّاء يقرأون نوبة بنوبة، ثم ينشد قوم من الشعراء غير شعراء الخليفة أشعاراً يرثون بها الحسن والحسين وأهل البيت عليهم السلام ، وتصيح الناس الضجيج والبكاء والعويل»[35]، ويظهر من هذا النصّ أن هناك أشخاصاً معينين لديهم قابليات شعرية وأساليب مشجية، وهم على مراتب ودرجات، فمنهم مَن اختصّ بالخليفة، ومنهم ليس كذلك.
وقد يتّخذ بعض أُولئك المنشدين والقرّاء فعلهم هذا وسيلة للتكسّب والعيش من خلال اشتراط الأجر والمال على الناس، وكانت الدولة تنهاهم عن ذلك، فقد جمع قاضي القضاة عبد العزيز بن النعمان يوماً سائر المنشدين الذين يتكسبون بالنوح والنشيد، وقال لهم: «لا تُلزموا الناس أخذ شيء منهم إذا وقفتم على حوانيتهم، ولا تؤذوهم، ولا تتكسبوا بالنوح والنشيد، ومَن أراد ذلك فعليه بالصحراء»[36].
وتستغرق مجالس الرثاء والعزاء ثلاث ساعات، ثمّ تُدعى الجموع إلى القصر عند الخليفة، ويعودون ومعهم الوزير وقاضي القضاة والداعي ومَن معهم، فيجدون الدهاليز قد فُرشت مساطبها بالحُصر والبُسط، ويُنصب في الأماكن الخالية الدكك لتلحق بالمساطب وتُفرش، فيجلس القاضي والداعي إلى جانبه، والناس على اختلاف طبقاتهم، فيقرأ القرّاء وينشد المنشدون أيضاً[37].
ثالثاً: بذل الطعام
من الشعائر الحسينية المعروفة عند الفاطميين في يوم عاشوراء بذل الطعام لعامة الناس، ويُعَدّ الإطعام من رسوم ذلك اليوم بنيَّة أن يكون ثواب ذلك للإمام الحسين عليه السلام ، ويكون في أماكن إقامة العزاء التي تقوم بها الدولة الفاطمية لتعظيم تلك الشعائر، فصارت تلك الشعيرة نوعاً من أنواع المحبة والموالاة لأهل البيت عليهم السلام عموماً، والإمام الحسين عليه السلام على وجه الخصوص، من خلال الاجتماع على مائدته عليه السلام ، فكان الناس يذبحون لهذه المناسبة كل عام، ويوزّعون الأكل على سماط عظيم خاص بالمناسبة يُسمَّى (سماط الحزن)، وكان يصل إلى الناس منه شيء كثير. وعند مدفن الرأس الشريف ينحرون في يوم عاشوراء الإبل والبقر والغنم[38].
وكان للطعام الذي يُقدّم باسم الإمام الحسين عليه السلام قدسية خاصة بين الناس، فيتناولون منه ولو شيئاً يسيراً بنيّة التبرّك، وقد يأخذون من ذلك الطعام إلى بيوتهم تواضعاً ـ وإن كانوا أثرياء ـ بقصد ما فيه من البركة المعنوية، ويعتبرونه طعام الإمام الحسين عليه السلام ، وهذا التقليد كان شائعاً منذ القدم؛ إذ كان الخلفاء الفاطميون يجلسون على الأرض، ويجلس حولهم أتباعهم، وهم في غاية الحزن والألم، وبدلاً من الجلوس على الأفرشة الفاخرة ينثرون فوق رؤوسهم الرمال، ولا يتناولون إلّا قليلاً من الطعام الذي يتكوّن من الهرطمان والبصل والخيار وخبز الشعير، ويضعون هذا الطعام على الخوان، ويسمونه بـ(مائدة المأتم) أو (خوان المأتم)[39].
«قال ابن المأمون: وفي يوم عاشوراء ـ يعني: من سنة خمس عشرة وخمسمائة ـ عُبّئ السماط بمجلس العطايا من دار الملك بمصر، التي كان يسكنها الأفضل بن أمير الجيوش، وهو السماط المختص بعاشوراء، وهو يُعبأ في غير المكان الجاري به العادة في الأعياد، ولا يُعمل مدورة خشب، بل سفرة كبيرة من أدم، والسماط يعلوها من غير مرافع نحاس، وجميع الزبادي أجبان، وسلائط ومخللات، وجميع الخبز من شعير، وخرج الأفضل من باب فردالكم، وجلس على بساط صوف من غير مشورة، واستفتح المقرئون، واستعدى الأشراف على طبقاتهم، وحُمل السماط لهم، وقد عُمل في الصحن الأول الذي بين يدي الأفضل إلى آخر السماط عدس أسود، ثم بعده عدس مصفى إلى آخر السماط، ثم رُفع وقُدمت صحون جميعها عسل نحل»[40].
وفي وصف تلك الموائد الحسينية الضخمة قال ابن تغري بردي: «ثم يُفرش عليها سماط الحزن، مقدار ألف زبدية من العدس، والملوحات، والمخللات، والأجبان والألبان الساذجة، وأعسال النحل، والفطير والخبز المغيّر لونه بالقصد لأجل الحزن، فإذا قرب الظهر وقف صاحب الباب، وصاحب المائدة ـ يعني الحاجب ـ وأُدخل الناس للأكل منه، فيدخل القاضي والداعي، ويجلس صاحب الباب ببابه، وفي الناس مَن لا يدخل من شدة الحزن، ولا يُلزم أحد بالدخول، فإذا فرغ القوم انفصلوا إلى أماكنهم ركباناً بذلك الزي الذي ظهروا فيه»[41].
ومن هذا نعرف أن الطعام المخصوص لهذه المناسبة يكون من نوع خاص، وبشكل مرتّب حسب طبقات الناس، وهذا من مميزات الدولة الفاطمية التي كانت تهتم بالأعياد والمناسبات الدينية وغيرها. وكان هذا الطعام من العدس الأسود والملوحات والمخللات والأجبان وخبز الشعير المغيّر لونه؛ إظهاراً للحزن على صاحب تلك المناسبة، كما هو الحال في زماننا اليوم حين يوزع الطعام والشراب لأجل الثواب والبركة، وكذلك يُقصد به إظهار الحزن على ما حلّ في يوم عاشوراء بسيّد الشهداء عليه السلام وأهل بيته وأصحابه.
خاتمة
لا يخفى أنّ البحث عن تاريخ الشعائر الحسينية لا يقل أهمية عن البحث عن نفس تلك الشعائر؛ لأنّه بحث عن الجذور التي حاول الكثير من الظلمة قطعها، أو تغييبها في أعماق التاريخ؛ كيما يخمد الصوت الحسيني الثائر على مدى العصور.
ولقد كان الشيعة في مصر ـ منذ وجودهم بأرض الكنانة بُعيد الفتح الإسلامي العظيم ـ يمارسون شـعائرهم، ويتوارثونها كابراً عن كابر، حتّى نهاية الدولة الفاطمية سنة (567هـ)، ومجيء صلاح الدين الأيوبي؛ إذ ثبت ـ بحسب المؤرّخين ـ
أنّ الشعائر الحسينية كانت أمراً متعارفاً لدى المصريين قبل مجيء الفاطميين؛ لعمق التشيّع في تلك البلاد الإسلامية، وما مشاهد أولاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ـ كمشهدي السيّدة زينب والسيّدة رقية عليهما السلام ، ومشهد رأس الحسين عليه السلام ـ إلّا أحد الأدلّة على ذلك.
وقد اتخذت مظاهر العزاء الحسيني إبان الدولة الفاطمية صوراً وأشكالاً متعددة ـ كما هو الحال قبل الدولة الفاطمية، كدولة الإخشيديين والطولونيين ـ منها: خلو الشوارع والأزقة من المارّة، وتعطيل الأسواق والدكاكين. أمّا الشعائر فمنها: نزول المواكب الحسينية إلى الشوارع بحالة من الحزن، يصاحبها إلقاء الشعر والأناشيد المعبرة عن الحزن والأسى لمقتل السبط الشهيد عليه السلام . ومنها: عقد مجالس الرثاء وذكر المصيبة، وما يصاحبها من بذل الطعام، حتّى عُرف السماط الذي يُبذل عليه الطعام بـ(سماط الحزن)، بل إنّ آثار ذلك ما زالت قائمة إلى اليوم بما يسمّى بـ(موائد الرحمن).
ولم تقتصر تلك الشعائر على المصريين فحسب، بل تعدّت إلى غيرهم ممّن سكن أرض الكنانة، كالفُرس ومَن خالطهم من العجم.
إن تلك الشعائر إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على عمق الحب والولاء من قبل أهل مصر لأهل بيت نبيّهم عليهم السلام . كما أنّ الدولة الفاطمية لم تنشئ تلك الشعائر أو تبتدعها عند تسلمها لزمام الحكم في مصر، بل رفعت الموانع التي أقامها الحكّام السابقون في طريقها، ونظّمت ووسّعت تلك الشعائر الخالدة.
الكاتب: الشيخ حيدر البهادلي
مجلة الإصلاح الحسيني – العدد الثاني عشر
مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية
________________________________________
[1] إذ الميزان ـ كما ذكره في كتابه ـ في كون فرقة ما من فرق الشيعة هو الإیمان بوجود النص من النبي عليهما السلام على علي عليه السلام بالخلافة، مع عدم المغالات فیه ولا في أحد أبنائه، وإن تقسیم فرق الشیعة وتعددها یجب أن یرتکز علی هذا الأساس، حينئذٍ ینحصر الخلاف بین فرقهم في عدد الأئمّة، وأعیانهم فقط، لا في أصل النص. اُنظر: مغنية، محمد جواد، الشيعة في الميزان: ص9.
[2] المصدر السابق: ص149.
[3] اُنظر: المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: ج2، ص126 ـ127.
[4] اُنظر: المصدر السابق: ص180 ـ 182.
[5] المقريزي (766 – 845 هـ) هو: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين، مؤرّخ الديار المصرية. أصله من بعلبك، وُلِدَ ونشأ ومات في القاهرة، ووَلِيَ فيها الحسبة والخطابة والإمامة مرّات، واتصل بالملك الظاهر. من مؤلّفاته كتاب ( المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار)، ويُعرف بـ(خطط المقريزي)، و ( السلوك في معرفة دول الملوك)، و(التنازع والتخاصم في ما بين بني أُمية وبني هاشم)، و( تاريخ الحبش )، و( شذور العقود في ذكر النقود)، و( إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع)، و( اتعاظ الحنفاء في أخبار الأئمّة الفاطميين والخلفاء)، وغير ذلك كثير. قال السخاوي: قرأت بخطه أن تصانيفه زادت على مائتي مجلد كبار. اُنظر: الزركلي، خير الدين، الأعلام: ج1، ص177ـ 178.
[6] المقريزي، أحمد بن علي، اتعاظ الحنفاء في أخبار الأئمّة الفاطميين والخلفاء: ج3، ص346.
[7] اُنظر: تاريخ مصر إلى الفتح العثماني: ص193. وكافور هذا هو: كافور بن عبد الله الإخشيدي، الأمير المشهور، كان عبداً حبشياً اشتراه الإخشيدي ملك مصر (سنة 312 ه )، فنُسب إليه حتّى مَلَك مصر (سنة 355هـ)، وكان فطناً ذكياً حسن السياسة، حكم مصرة مدة(22سنة)، توفِّي بالقاهرة(357هـ) ودُفن فيها، اُنظر: الزركلي، خير الدين، الأعلام: ج5، ص216.
[8] اُنظر: الإسكندري، عمرو، أ. ج. سفدج، تاريخ مصر إلى الفتح العثماني: ص194. وأيضاً: أحمد، أحمد عبد الرزاق، تاريخ آثار مصر: ص175و179.
[9] اُنظر: الإسكندري، عمرو، أ. ج. سفدج، تاريخ مصر إلى الفتح العثماني: ص194ـ195.
[10] المصدر السابق: ص202.
[11] الورداني، صالح، الشيعة في مصر من الإمام علي عليه السلام حتّى الإمام الخميني: ص32.
[12] المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: ج2، ص339
[13] اُنظر: المصدر السابق: ص440 ـ442.
[14] ماجد، عبد المنعم، ظهور الخلافة الفاطمية وسقوطها في مصر ـ التاريخ السياسي ـ: ص271.
[15] ابن خلكان، أحمد بن محمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: ج5، ص61.
[16] المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: ج3، ص271.
[17] مغنية، محمد جواد، الشيعة في الميزان: ص162ـ163.
[18] ولعلّ ما عُرف في مصر قديماً وحديثاً بـ(موائد الرحمن) كان قد استمد أصله من الدولة الفاطمية، كما يؤكد ذلك عالم الآثار المصري (عبد الرحيم ريحان)، إذ يقول: «إن موائد الرحمن التي كان يحضرها الخليفة الفاطمي بنفسه، كانت تُمدّ في مساحات كبيرة في قاعة الذهب بالقصر الشرقي الكبير في ليالي رمضان، وفي العيدين، والمولد النبوي، وخمسة موالد، وهي: مولد سيّدنا الحسين، والسيّدة فاطمة، والإمام علي، والحسن، والإمام الحاضر، بالإضافة إلى (سماط الحزن) في يوم عاشوراء، طبقاً لما جاء في دراسة أثرية لعالم الآثار الإسلامية الدكتور علي طايش... [ويضيف د. ريحان ] بأن فكرة موائد الرحمن ـ كما أشارت الدراسة ـ ترجع إلى الولائم التي كان يقيمها الحكام وكبار رجال الدولة والتجار والأعيان في أيام الفاطميين...». اُنظر موقع: .www.almasalla.travel/news-115040.htm
[19] اُنظر: ماجد، عبد المنعم، نظم الفاطميين ورسومهم في مصر: ج2، ص128ـ 129.
[20] اُنظر: عبد الفتّاح، سيّد صديق، أغرب الأعياد وأعجب الاحتفالات: ص406ـ 407.
[21] علي، سيد أمير، مختصر تاريخ العرب: ص499.
[22] المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: ج2، ص436.
[23] المقريزي، أحمد بن علي، اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمّة الفاطميين الخلفاء: ج2، ص100.
[24] اُنظر: الأتابكي، يوسف بن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: ج5، ص154.
[25] المقريزي، اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمّة الفاطميين الخلفاء: ج2، ص67.
[26] وهو محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي، عِزّ الملك، من مؤرخي الدولة الفاطمية، ومن علماء الأدب، وُلِد سنة (366 هـ) في مصر، وتوفِّي سنة (420هـ) فيها، له كتاب كبير في (تاريخ المغاربة ومصر)، ومن كتبه (التلويح والتصريح) في الأدب ومعاني الشعر، و( القضايا الصائبة) في معاني أحكام النجوم، و(مختار الأغاني ومعانيها)، و(الراح والارتياح)، و(درك البغية) في وصف الأديان والعبادات، و(الأمثلة للدول المقبلة)، وغيرها. اُنظر: الزركلي، خير الدين، الأعلام: ج6، ص259.
[27] المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: ج2، ص329.
[28] اُنظر: النمازي الشاهرودي، علي، مستدرك سفينة البحار: ج10، ص120 ـ 121.
[29] مغنية، محمد جواد، الشيعة في الميزان: ص163.
[30] الشيخ العلّامة المحدّث المؤرّخ، أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق المصري، صاحب التصانيف، وُلِد في شعبان سنة ست وثلاثمائة، وتوفّي في ذي القعدة سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وله ثمانون سنة، وقيل: توفّي سنة سبع وثمانين. اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج16، ص462.
[31] المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: ج2، ص329.
[32] المصدر السابق.
[33] الأتابكي، يوسف بن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: ج5، ص153.
[34] المصدر السابق: ص154.
[35] الأتابكي، يوسف بن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: ج5، ص153.
[36] المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: ج2، ص329.
[37] اُنظر: المصدر السابق: ص331.
[38] اُنظر: المصدر السابق: ص323 و436.
[39] اُنظر: محدثي، جواد، موسوعة عاشوراء:ج1، ص592.
[40] المقريزي، أحمد بن علي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: ج2، ص330.
[41] الأتابكي، يوسف بن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: ج5، ص154.
اترك تعليق