لوحة وحدة الشعب

 

 

                                                                                                         ( لوحة وحدة الشعب قوة لا تقهر )                                    

    وهي من أعمال الفنان حسن حمزة شاهر سنة 2017 وهو عمل تعبيري يتضمن عدة نوافذ جميعها تصب في قضية واحدة وهي ( وحدة الشعب ) القوة الحقيقة التي تفضي الى القوة والتماسك والصمود أمام مخططات الاستعمار وأعداء الأمة ، الذين لم يتوقفوا على مدار التاريخ للنيل من وحدة شعب العراق ، ولنهب خيراته ، ولتمزيق نسيج وحدته ، والتآمر والتخطيط لمنعه من الارتقاء للمستقبل ، وتاريخ العراق تاريخ عريق حافلٌ بالأحداث التي أنتجت الدروس والعِبر ، ليطرح للتاريخ أروع الأمثلة بوحدته وتناغم أطيافه المختلفة ، على الرغم من أن العراق عُرف تاريخياً بأنه يشتمل على تعدد الأديان والطوائف والمذاهب والقوميات ، والجميع عاشوا في ربوعه بسلام وإخاء ومحبة ، هذا المسار التاريخي بنى منظومة اجتماعية وثقافية رصينة كونت وحدة شعبية متماسكة ؛ أثبتت امكانية بقاءها ومواصلتها وديمومتها رغم التحديات الكبيرة والمتغيرات التي تحدث بين الحين والآخر ، هذه الوحدة الشعبية كانت ولا تزال كحاضنة للجميع وكمصنع منتج للإبداع والعطاء ؛ ليكونوا كيَدٍ واحدة ، وتحويل الفرد إلى قوة بذاتها قادرة على الارتقاء والتفاني لحماية العراق ورفع رايته عالياً ، فقوة الشعب بوحدته كأبناء وطن واحد وكَيدٍ واحدة ـ بغض النظر عن الديانة والمذهب والقومية ـ وهذه الوحدة القادرة فقط على مواجهة الأعداء والمغرضين ؛ الذين طالما تظافروا وتحالفوا للنيل من إرادة شعب العراق وتمزيقه واضعافه ، قديماً وحديثاً ، ولا تزال الحرب دائرة ، وفصولها لم تنتهي بعد ، ليكون آخر مشهد لها ؛ انبعاث تنظيم داعش الإرهابي الذي عمل على وتيرة الطائفية ومحاولة اشعال نار الفتنة بين أطياف الشعب الأبي ، ليكون هذا الواقع يشف عن صورتين متوازيتين ، الأولى أن عجلة التحديات والمؤامرات لا تزال دائرة ولن تتوقف ، والصورة الثانية تشف عن طبيعة شعب العراق ، بأنه شعب عند المحن تتفجر طاقاته وتتجلَّى اشراقاته وبطولاته ، ليكون الواقع المشاهد خير برهان على حقيقة وقوة هذا الشعب الأبي والعصي على التشظي واحتضان الفتن ، ويفشل مخطط تنظيم عصابات داعش ويهزمه بتكاتف أبناء الشعب الباسل جميعاً ، ولكن الفنان عرض هذا المشهد عرضاً واقعياً ورمزياً ؛ وبإزائه مشهدين آخرين يشير من خلالهما إلى أداتين من أدوات الترقي والنهوض الحضاري الذي يتطلبه عصرنا الحاضر ، والذي يرقى لزاماً في كنف شعب أبيّ راسخ صامد كالعراق ، وهما الجانب ( الاقتصادي ) الذي رُمز له بالخيرات التي تطرحها الأرض ؛ والذي يلزم الجد والعمل ، وجانب ( العلم ) ؛ الذي رمز له الفنان بأسلوب تعبيري تقني محترف ، للإشارة بأن الشعب يرتقي حينما يكون الفرد قادراً على انتاج المعرفة ، ويُبدع لإيجاد المفتاح والمفاتيح التي تفتح الأبواب المؤصدة للانطلاق في فضاءات الارتقاء والنهوض نحو مستقبل أفضل ... إن صمود العراق ومقاومته بوجه المخططات المغرضة ومشاريع الاستعمار كان نموذجاً حياً وأملاً كبيراً للأمة العربية التي طالما تنظر إلى كيانها الممزق والجريح ، لأن ينتفض ويصنع الحياة والبناء من جديد .....

                                                                                     ­­­­          كتبه الفنان / حسن حمزة شاهر

المرفقات