التقنيات التربوية وتكنلوجيا التعليم الهادفة..

قد يتبادر الى اذهان البعض حين المرور بكلمة التقنيات التربوية انها تشمل المبتكرات الحديثة من الآلات والتكنلوجيا الحديثة وامكانية حلولها محل الانسان وتسخيرها لخدمة المجتمع وتنمية قدرات افراده التعليمية و الذهنية.. ولكن حقيقة هذا المصطلح في مجال التربية والتعليم تختلف تماماً فالإنسان هو صانع هذه التقنيات ومبتكر تكنلوجيا التعليم الهادف وهو من يتحكم بها وقد اوجدها بغية تحقيق أهداف محددة وبدرجة عالية من الإتقان.. وتوجيهها بما يتلاءم مع العملية التعليمية ومستوى ادراك المتعلمين وسبل النهوض بالمستوى التعليمي للفئات المستهدفة فيها .

يُطلق مصطلح التقنيات التعليمية على مجمل العمليات التي تتعلق بتصميم عملية التعليم والتعلم وتنفيذها وتقويمها، وهي مجموعة فرعية من التقنيات التربوية التي اخذت على عاتقها تسخير المصادر المختلفة من بشرية وغيرها لتحسين نوعية الخبرات التعليمية وحل مشكلات التعليم والتعلم مثل التقنيات السمعية والبصرية وتفرعاتهما.

وتعد التقنيات التعليمية عملية متكاملة معقدة مركبة تشمل الأفراد العاملين والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات، التي تُتبع في تحليل المشكلات التربوية واستنباط الحلول المناسبة لها وتنفيذها وتقويمها وإدارتها في مواقف يكون التعليم فيها هادفاً وموجهاً يمكن التحكم فيه.

كما عرفت منظمة اليونسكو التقنيات التعليمية بأنها منحى نظامي لتصميم العملية التعليمية وتنفيذها وتقويمها ككل ،تبعاً لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري ومستخدمه الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيداً من الفعالية (أو الوصول إلى تعلم أفضل، وأكثر فعالية.

 لذا فالتقنيات التعليمية تعني أكثر من مجرد استخدام الأجهزة والآلات فهي طريقة في التفكير فضلاً على أنها منهج في العمل وأسلوب في حل المشكلات يعتمد على اتباع مخطط وأسلوب ممنهج.

 التقنيات التربوية مصطلح يشمل جميع ميادين التربية، اذ انها  منهج نظامي او طريقة منهجية في تخطيط وتنفيذ وتقييم كامل للعملية التربوية تعليمية وتعلمية في ضوء اهداف محددة، تقوم اساسا على البحث في  نظريات التعلم  ونظريات الاتصال.. وهي بذلك تتمثل بابتكار أساليب جديدة في البحث والتفكير وتقنيات التنظيم والتنفيذ وعقلنة القرارات والاستخدام الامثل للمواد..  بوصفها علم له حيوية ووظيفة يعنى بتقسيم و تخطيط المواد والخبرات العلمية و تقويمها .

تعد هذه التقنيات مدخلاً للتربية القويمة قائم على حل المشكلات كطريقة للتفكير، وهي تتناول التعليم تناولا منظوما ناقدا.. ولها دور كبير في التعليم و التعلم على حد سواء، فالتلميذ مثلاً يتمكن من خلالها أن يتعرف على البيئة من حوله عن طريق حواسه التي تغذيه بالمعلومات على هيئة تأثيرات حسية.. يستقبلها الدماغ فيقوم بعدة عمليات تصنيف وترتيب واختبار ومقارنات مستمرة وصولاً الى صياغة هذه المعلومات على شكل فكرة ذات معنى و يستمر بالتشكيل حتى يتكون لديه المفهوم في النهاية.. وهنا نلاحظ تنشيط عملية الإدراك لدى المتعلم التي تعد أساسا لكثير من العمليات العقلية المؤدية الى التعلم وان استخدامها في العملية التعليمية قد حقق نجاحاً ملموساً في تطوير إنجاز المتعلم وتحسين تحصيله الدراسي.

وهنا يظهر ايضاً دور التقنيات التعليمية في تحسين نوعية التعليم بشكل عام و الوصول به الى درجة الاتقان، وتحقيق الأهداف التربوية و زيادة العائد من العملية التعليمية، لذلك اصبحت التقنيات التربوية جزاءً من البرنامج التعليمي ومكونا اساسيا من مكوناته، بل وتعد من اهم مقومات نجاح العملية التعليمية – للمعلم والمتعلم – وذلك لدورها الحيوي المهم الذي تؤديه في تحقيق أهداف المنهاج التربوي.         

ويشمل المفهوم الحديث للتقنيات التعليمية التخطيط والتطبيق والتقويم المستمر من قبل المتخصصين للمواقف التعليمية لتحقيق اهدافها المحددة والمنشودة، مع الاخذ بالاعتبار المدخلات - المناهج التعليمية - التي تحدث من اجل المخرجات – التعلم – مع استخدام التغذية الراجعة* سلبية كانت ام ايجابية لتحديد جوانب الضعف فيها ومن ثم ايجاد الحلول المناسبة لها.

* التغذية الراجعة في الميدان التعليمي تهدف إلى إخبار المتعلم بنتائج ردوده وآلية تصحيح أخطائه. فهي تساهم في تعديل السلوك عند المتعلم من خلال تقويم نتائجه. وللتغذية الراجعة دور بالغ الأهمية في عملية التعلم الذاتي، فهي تؤدي إلى تسهيل عملية التعلم؛ وتساهم في زيادة الكفاءة العلمية التعليمية ورفع جودة التعلم وتحسين الإنتاج كما ونوعا وسرعة .

اعداد

سامر قحطان القيسي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

 

 

المرفقات