الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 20/ربيع الاخر/1440هـ الموافق 28 /12 /2018م :

اخوتي اخواتي :

اود ان اتحدث بخدمتكم حديث الاب لأبنائه والاخ لأخوته بموضوع قد يشغل بال الكثير منّا، وهو من المواضيع الاجتماعية التي كثر الطلب والحديث حول ايجاد حلول لمشكلة أساسية ألا وهي سأبوّب المطلب على النحو التالي حتى ادخل المشكلة..

طبعاً الامم عادة تفتخر بما عندها من ذخيرة علمية او ثروات او ما أشبه ذلك..، بعض الامم تفتخر بتاريخها وبعض الامم يفتخر بحاضره، حقيقة نحن امّة لو اردنا ان نجمع مصادر القوة والخير عندنا لكنّا في المراكز المتقدمة حضارياً، لكن تبرز بعض المشاكل والتي تُرِكَت فنَمت وتشعبّت واصبحت حالة تحتاج الى حل، ولعلّ الذخيرة التي يُفترض وفيها ايضاً الحالة الحالية نفتخر بها هي شريحة الشباب، والشباب هو عُنوان الفتوّة وعنوان الحياة في كل امّة، دائماً الشباب حالة من الفتوّة والحركة ويدل على ان البلد بلد حيّ ليس بلد عجائز ليس بلد لا يوجد فيهِ نمو، لا أقصد من العجائز فيه مثلبة والعياذ بالله هذا العمر الطبيعي للإنسان يمر لهُ لكن هناك عمر تؤشر فيه الحالات الايجابية ولا قدر الله الحالات السلبية.

اليوم شبابنا يعاني من مشاكل كثيرة وكبيرة وانا سأتحدث بشفافية في صلب المشكلة وهي مشكلة اجتماعية اُعيد هي عبارة عن مشكلة اجتماعية، يعني الواحد منّا يخرج الى الساحة العامة ويخرج الى الاسواق ويخرج الى المصانع سيرى حالة الشباب الكثيرة وطبعاً عندما اتحدث انا لا اعمم العبارة وانما اتحدث لأبيّن المسؤولية المُلقاة، طبعاً الحمد لله البلد فيه من الشباب الواعي الكثير الكثير لكن عندما اتحدث أتحدث عن بعض الجوانب التي يُفترض أن لا تكون..

هؤلاء الشباب علينا ان لا نجعلهم ضحية، انا اتحدث عن كل من لهُ تأثير الاب والأم والمواقع الادارية والمواقع الاقتصادية والمواقع العلمية والمواقع السياسية.. اقول هناك صورة حقيقية يجب ان نقرأها.. الى أين أنتم ذاهبون بشبابنا؟!

عندما نأتي الى العمر الذهبي للشاب سنَراهُ يُقضى في المدارس هذا هو العمر الذهبي للشاب وستكون معهُ ذكريات حلوة او مرّة، بالنتيجة بعد عمر السبع سنوات سنوات ستتلقفه المدارس ويبقى في هذه المدارس الى ان يبلغ الثانية والعشرين او الرابعة والعشرين من عمرهِ.. زهرة شبابهُ ستكون في المدارس والمدرسة عبارة عن مصنع وعبارة عن مكان تُصنع فيهِ الرجال وعبارة عن تربية لابد ان يتحملها هذا الشاب حتى يأتي الينا بعد ذلك والأمل مَعقود بهِ.

انا عندما اذكر في عبارات التهليل في الخطبة الاولى واقعاً عندما اصل الى فقرة ابنائي اختار الكلام المناسب لهؤلاء فعلاً أنا اراهم الأمل وانا أراهم الغاية وانا أراهم السواعد التي يُمكن ان تبني أي بلد لكن هل ما موجود فعلا ً يُرضي الطموح؟! الجواب : كلا.

الاسرة تعاني من فَلتان ابنائها والمدرسة تعاني من كسل طلابها، قلت أنا لا اُعمّم، انا اتحدث عن بعض الحالات التي بدأت تتفشى، أنتم ايها المسؤولون عن التربية لاحظوا هذا العنوان المقدس ان الانسان يكون مُربّي وواقعاً هذا العنوان يجب ان يَرُن في آذان كل من يتصدى لعملية التعليم ان الانسان يكون مُربيّاً ومعنى التربية عبارة عن حالة مقدسة ان الانسان يُربّي أحد على فضيلة وعلى خُلِقٍ وعلى قِيَم.. لماذا نكون بطريقة أو بأخرى نضحي بشبابنا؟!!

الشباب الآن سينقمون على بعض الذي يحاول ان يحرفهم عن خُلِقهم وعن وطينتهم وعن هويتهم وعن تربيتهم وحتى عن اُسرهم حالة من التفكك الآن في الاُسر بسبب ضياع الهدف عند الشاب فالشاب مملوء فتوّة لكن جعلوا عقله فارغاً لغاية وغاية..

ايها الشباب قد أنتم الآن في عمر لا تتفهمون جدوى هذا الكلام لكنكم ستحفظونهُ في المستقبل، عليكم ايها الشباب ان تكونوا بمستوى وعي كبير الوقت يمضي ويضيع لكن أنتم لا تضيعون، المدارس الآن امامها مسؤولية تاريخية واخلاقية واجتماعية.. عندما تأتي بهذا الولد او البنت الى المدرسة عليها ان تصوغهُ صياغة يكون عنصراً نافعاً، لا تؤثر المدرسة سلباً عليهِ ولو شئت ان ائتي بأمثلة لذكرت أمثلة نبدأ ولا ننتهي وكثير من الشكاوى الان في هذه المرحلة الشكاوى من عدم التربية الصالحة والشكاوى من عدم الاهتمام بمراحل التربية عند الطلاب والشكوى من التسيّب الذي يحصل لا توجد امّة لا تُراقب ذخيرتها..

أنتم ايها الشباب ذخيرة البلد لا تُجَرّوا وراء عوامل تُحبط من ارادتكم، أنتم الآن المعدن الطيب أنتم الآن الأمل أنتم الآن الذين تُعقد عليكم الآمال أنتم تعلمون ما هي الآلام التي بُذلت من ابائكم حتى تصلوا الى ما وصلتم..

انت ايها المعلم انت ايها المُربّي الفاضل ارجوك ان تحفظ هذا العنوان عندك لا تتنازل عنهُ  أنت مُربّي وهذا العنوان نحن نقف اجلالاً لهذه الوظيفة، أنت مُربّي والتربية تحتّم عليكَ وظيفة اخلاقية ووظيفة عُرفية ووظيفة شرعية ووظيفة وطنية ان تُربي هذا الطفل على محبة البلد وعلى احترام القيم وعلى ان يكون عنصراً نافعاً وعلى ان يكون عالماً من الآن ازرع فيه محبة العلم من أين نأتي بالعلماء؟!

هؤلاء ابناؤنا علموهم كيف يقضون الاوقات، هذا طفل اذا نشأ نشأة سيئة سيكون عالَة علينا، علّموا الاولاد كيف يقضون الوقت، علموا الاولاد في ان يهتموا بالأُسر لا تجعلوا الاولاد يتحللوا عن الأُسر الاسرة عِماد والاسرة أمر نفتخر بهِ، نحن نتحدث عن الابناء وعن البنات وعن الاخوة والامهات والاباء بكل عبارات التجليل والتعظيم لابد ان تكونوا بمستوى تحمّل هذه الالفاظ، لا نترك وظيفتنا، نعم توجد مشاكل انا لا اقول ان الامر مفروش بالورد توجد مشاكل لكن الرجال الرجال الذين يُصنعون في المشاكل الرجال الذين يجعلون المشاكل خلف ظهرانيهم وقد رأينا وسمعنا انا اُناس وشباب والله كانت فيهم قوة تعادل ما شاء الله من الشباب وفي ظروف جداً صعبة لكنهم جعلوا الظروف خلفهم وما شاء الله اندفعوا بكل ما يملكون وهم عناصر مهمة لبلدهم ولأُسرهم ولأبائهم وامهاتهم ومجتمعهم..

الشاب اخواني ذخيرة البلد من المسؤول؟!

ايها الاب ارجوك اُقبّل اياديك اعطي وقت لولدكَ، ايتها الام اُقبّل رأسك من وراء حجاب اعطي وقتاً لابنتك، مارسوا عملية التربية هذا الظرف الذي نعيشه لا تفرّطوا بالعِقد الأهم في حياتنا وهم الأبناء، بعنوان مشغول وبعنوان ليس لي وقت تباً لهذا الشُغل الذي يُقصيك عن أولادك ولهذا الشغل الذي هو أهم من شغل ابنائك!

أيُّ شغل أهم من ابنائك وأيُّ مسؤولية أهم من الابناء ؟!

اعطوا وقتاً لأبنائكم الامور تسير بطريقة سيئة وبعض الامور يندى لها الجبين والله، نعم هُناك اُسر جزاهم الله خير وهُم كُثر يهتمون اهتماماً بالغاً في الأولاد هنيئاً لكم وسترون آثار هذه التربية على أولادكم سريعاً في كل معاني الخير والمودّة والرحمة وستُفتح كل ابواب الخير في وجوههم..

انا اتحدّث عن قلّة لكن هذه القلّة كالسرطان هذه القلّة كدودة الارض انما تسري سرياناً سيئاً علينا..

انتبهوا ايها الاولاد انتبهوا استنصحوا انتم في عمر الفتوّة كثير من الامور غائبة عنكم استنصحوا لا تخجلوا من النصيحة الانسان اذا استنصح الاخرين معنى ذلك شاركهم في عقولهم، من شاور الناس شاركهم في عقولهم، تعلّم على ان تتعلم من الكبير ومن الذي أكثر خبرة، عَوّد نفسك على ان تختار الصحيح، وانتم ايها المربّون اُعيد لأن هذا هو العنصر المهم كثير من الاولاد يتأثرون بالمُربّي أكثر مما يتأثرون بالأب..كثير من بناتنا يتأثرّن بالمُربيات اكثر مما يتأثرّن بالأم، فعلى المربّي والمربية ومقصودي بالمربي بالعنوان العام معلم مدرّس أينما يكون عليكم ان تفرحوا بهذا العنوان وتحمدوا الله على هذا العنوان لكن لابد من إعطاءه حقّهِ..

على كل حال في النفس خُصص من هذا الموضوع لأنه مؤلم وان قلَّ لكن يحتاج الى هِمَّة ورُبَّ هِمَّة أحيت أُمّة..

نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرينا في ابنائنا كل خير وان يرينا في بلدنا كل خير اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

حيدر عدنان

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات