يحلو للبعض من الناس ان يصف نفسه "خادما" للحسين (عليه السلام) ويذيِّل اسمه بهذا اللقب الشريف للإيحاء والإشارة بالتواضع وفي الحقيقة ان خدمة الحسين (عليه السلام) بصورتها الحقيقية هي الشرف الأعظم وان كانت بأشكالها البسيطة ولهذا يرفع الكثير من الهيئات والمواكب الحسينية هذا الشعار (خدمة الحسين شرف لنا) فتكون خدمة الحسين (عليه السلام) شرفهم لان الحسين (عليه السلام) هو شرف لكل مؤمن ومسلم إذا عرف الحسين(عليه السلام) بحقه وحقيقته ومن زاره على هذه الشاكلة له الدرجات الرفيعة عند الله ورسوله والمؤمنين لان من زار الإمام الحسين (عليه السلام) عليه السلام عارفاً بحقه كتب الله له الجنة وعن الإمام الباقر (عليه السلام): قال لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (عليه السلام) من فضل لماتوا أشواقا وتقطعت أنفسهم عليه حسرات. وعن الصادق(عليه السلام): زوروا الإمام الحسين (عليه السلام) ولو كان كل سنة فان كل من أتاه عارفا بحقه غير جاحد لم يكن له عوض غير الجنة.
ولنا أسوة حسنة بخدَمة الحسين(عليه السلام) الحقيقيين من بني هاشم والعلويين والمخلصين يضاف إليهم الذين تشرفوا بالشهادة بين يديه (عليه السلام) يوم عاشوراء وضحوا بأعز مالدى الإنسان من نفس وولد ومال ومتاع وتعرض عيالهم ونسائهم للمحنة والسبي تأسيا بعيالات الحسين(عليه السلام) والهاشميين وآل ابي طالب (رض) الذين ضربوا أنبل الأمثلة في التضحية والفداء ومعهم الأصحاب والأنصار الذين فداهم الإمام الصادق (عليه السلام) بأمه وأبيه في زيارته إياهم رضي الله عنهن أجمعين وأرضاهم ووصفهم بأنصار الله ورسوله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وتمنى ان يكون معهم (فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم(فقد كان حبيب بن مظاهر الاسدي خادما متواضعا للحسين وتشرف بهذه الخدمة زهير وبرير ومسلم بن عوسجة وجون وواضح التركي وبنو عقيل وبنو جعفر الطيار وغيرهم ممن وفقهم الله للخدمة ومنَّ عليهم بالشهادة وأكرمهم بها مع إمام معصوم منصور من آل محمد (صلى الله عليه وآله).
خدمة الحسين(عليه السلام) مسؤولية كبيرة إضافة الى شرفيتها ورفعتها وكرامتها والمستوى الرفيع الذي يكون عليه خادم الحسين الحقيقي (بمواصفات حسينية خاصة) متوسما اخلاق المعصومين وسيرتهم (عليهم السلام).
عن الإمام الصادق: من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين (عليه السلام) ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحا عنه سيئة..ومن زار الحسين (عليه السلام) أو جهز غيره وعنه (عليه السلام)يعطيه بكل درهم أنفقه مثل أحد من الحسنات ويخلف عليه أضعاف ما أنفقه، ومن المؤكد إن الزيارة ترافقها خدمة الحسين وخدمة زواره الكرام... وهو ما نشاهده جليا وواضحا في الزيارات المليونية وغيرها حيث تقام سرادق الخدمات المقدمة للزوار من مأكل ومشرب ومبيت وغير ذلك الكثير مما يقدم من أصول التعازي والمواساة للنبي وآله.
وعن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) من صلى عنده(أي الحسين) ركعتين لم يسألِ الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه وعنه (عليه السلام) ايضا: من سره أن يكون على موائد من نور يوم القيامة فليكن من زوار الحسين (عليه السلام،زوار الحسين (عليه السلام) مشفعون يوم القيامة،
فكما خدمة الحسين لها مواصفات خاصة فخادم الحسين له مواصفات خاصة به حتى يصدق عليه القول بان هذا خادم الحسين ولايكفي التشدق او التظاهر بحب الحسين والتشرف بحمل لقب خادم الحسين واهم صفة يتحلى بها خادم الحسين هي ان يكون عارفا بحقه سائرا على نهجه وأخلاقه وسيرته العطرة كي يكون خادما حقيقيا للحسين تلك الخدمة التي يتشرف بها حتى الملائكة المقربون ولنا في جون مولى ابي ذر الغفاري (رض) أسوة حين وقع على قدمي الإمام يقبلهما بعد ان أذن له الإمام بالانصراف في اشد ساعات عاشوراء ضراوة وفي قلة من الناصر والصديق إلا ان جون التمس الفوز بالشهادة بان يمُنَّ عليه الإمام بها رافضا أن يكون في الرخاء يلحس القصاع وفي الشدة يخذل ولي الأمر فكم من خادم للحسين بهذا المستوى الرفيع ؟
عباس عبد الرزاق الصباغ
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق