افتتحت في ساحة ما بين الحرمين في مدينة كربلاء المقدسة معرض كربلاء الدولي للكتاب في دورته الرابعة عشرة بمشاركة أكثر من 133 دار نشر من سبع دول عربية وعالمية وتم فيه عرض أكثر من 66 ألف كتاب من مختلف الاجناس التأليفية.
وقال مدير المعرض الدكتور مشتاق عباس معن للموقع الرسمي, ان هذا المعرض بدأت اولى فعالياته بعد عام 2003 بهدف توسيع القاعدة المعرفية والثقافية وكذلك بهدف تيسير الكتاب ووصوله الى المتلقي العراقي الذي هو متلق مثقّف ومتعطش للكتاب الذي كان اسير الممنوعات العديدة في زمن النظام السابق.. فضلا عن غلاء اسعاره وان هذا المعرض الذي سيستمر لمدة عشرة ايام حيث ستنتهي فعالياته يوم 25 من الشهر الجاري شاركت فيه 133 دار نشر ومكتبة ومؤسسة من سبع دول هي لبنان وإيران والأردن وسوريا ومصر وبريطانيا اضافة الى العشرات من دور النشر العراقية الحكومية والاهلية او المؤسسات المختلفة.
ويعتقد الدكتور معن ان ما تعرضه هذه الدور يصل الى أكثر من 66 ألفا و500 عنوان اغلبها اصدارات حديثة واغلب الكتب هي تخص جميع الاجناس الثقافية سواء منها الكتب الدينية او الادبية والتاريخية والسياسية وكتب الاطفال وحتى كتب الطبخ بل هناك دور شاركت بإصدارات باللغة الانكليزية.. ويشير الى ان هناك دور نشر تعرض أكثر من 1000 كتاب اغلبها اصدارا جديدا وبعضها تعرض اقل من 100 كتاب بحسب اصداراتها المتاحة.
الامل واحترام الاخر
في المعرض ثمة حضور كثيف.. ربما لأنه يقع ما بين ضريحي الامام الحسين وأخيه العباس حيث تكتظ المنطقة دائما بالزوار من مختلف المحافظات ودول العالم وقد اختير هذا اليوم لان هناك فعاليات دينية خاصة بشهر شعبان الذي يصادف هذه الايام وهو شهر مبارك لدى المسلمين .. ويقول الدكتور معن وهو يتجول داخل المعرض ان كل نشاط ثقافي هو زراعة للجمال والامل والسلام الذي يراد له ان يكون مفقودا في هذا الزمن الذي زادت فيه الكتب الملفقة التي تعتمد على القتل والتزييف ولذا فان المؤسسة الدينية العراقية ومنها إدارة العتبتين المقدستين في كربلاء اخذت على عاتقها ان تكون مساهمة في زيادة الوعي الثقافي الذي يصب في صالح بناء الانسان وايضا لكي تجعل الانسان يعود الى الكتاب بعد ان سرقته اجهزة التواصل الاجتماعي والاجهزة التقنية الاخرى .
ولان الكثير من الرواد يقولون ان المعرض هو ظاهرة ثقافية لكن ايضا هنا دفاعا عن الكتاب وقيمه الثقافية والاخلاقية.. فمثلا كما يقول الدكتور معن ان لا ممنوع على الكتاب في كربلاء لان هناك ممنوعا.. بل فقط تلك التي تتنافى مع الواقع الديني والوطني .. فمثلا يتم رفض الكتب التي تدعو الى التطرف والعنف والعنصرية ونبذ الاخر.. وكتب التنكيل المذهبي والكتب التي لا تحترم عقائد الاخرين وقدسية اعتقاداتهم ولا تحترم حتى قدسية المكان او انها لها اغلفة تثير الغرائز او تقلل من احترام الاخر.. وهو ما يعني ان لا منع للكتب لأنها تتحدث عن الاخر بطريقة المجادلة الثقافية بل فقط تلك التي تسيء حتى استخدام الثقافة.
علي لفته سعيد
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق