في المناسبات الاحتفائية ثمة ركيزة يمكن ان تكون منصة للانطلاق نحو الهدف الاسمى وهو تحويل مناسبة الاحتفاء الى مناسبة ثقافية أكثر تأثيرا من أية فعالية أخرى قد تكون مؤقتة.. ولهذا فان مهرجان ربيع الشهادة العالمي الذي تقيمه العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية يأتي ضمن توجه تحويل الفعل الاحتفائي الى فعل ثقافي مؤثر.. وهو ما يؤكد الاهتمام بالثقافة كطريقة مهمة من طرق التواصل مع الآخر سواء الاخر القريب في المنهج او الذي يراد له ان يفهم المنهج بطريقة تبتعد عن الآراء المسبقة.
حاضرة ثقافية والنمو المعرفي
يقول الدكتور الاكاديمي والناقد عمار الياسري.. منذ سنوات وكربلاء المقدسة تحتفي بمهرجان ربيع الشهادة والذي يعد حاضرة ثقافية إبداعية متنوعة بين الخط العربي والمؤتمرات البحثية ومعرض الكتاب وما إلى ذلك.. واضاف إن هذا التنوع الثقافي ما بين الأجناس الثقافية والفنية والأدبية يخلق مثاقفة غير محدودة الأفق وبالتالي يجعل من كربلاء المقدسة حاضرة ثقافية عالمية تنقل خطابها للآخر وتستقبل خطابه فالثقافة في مفهومها الأسمى بناء الذات الإنسانية نحو المثل السامية وهذا ما تجلى في هذه الأيام المباركة.
أما الدكتور الاكاديمي والناقد الادبي علي حسين يوسف فيقول أن اقامة مهرجان دولي بهذا الحجم بحذ ذاته يعد ظاهرة ايجابية.. ومن البديهي أن يكون الانشغال بالثقافة ومحاولة نشرها عن طريق معارض الكتب أو الندوات الثقافية لهو أمر لا بد أن يكون له مردود حاضرا ومستقبلا.. واضاف ان العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين سعتا على اقامة مهرجان ربيع الشهادة الدولي منذ عدة سنوات وهو ما يمثل موقفا رائعا.. بدليل الاستمرارية في إقامة المهرجان والاحتفاء الثقافي وايضا بدليل النمو الكمي والكيفي لهذه الظاهرة.. واشار الى ان المتابع الجديد لفعاليات الهرجان سيلاحظ بسهولة أن هناك تدرجا نوعيا في المادة المعروضة من خلال دور النشر المشاركة.. اما من الناحية النوعية كما يقول الدكتور يوسف فان المتابع سيلاحظ إن هناك عددا من دور النشر تهتم بما هو جديد من الاصدارات على صعيد الكتب أو الدوريات.. واخيرا يقول الدكتور يوسف.. أن التطور العاملين الكمي والنوعي يضع الامل في نفوسنا في أنه أخذ بالازدياد والنمو.
وجه مشرق
ويرى الباحث صباح محسن كاظم إن المهرجان السنوي العالمي بالاحتفاء بالولادات المباركة يمثل خطوة مهمة للتواصل مع العالم لتعريفهم بتأريخ آل البيت من جهة ، وما تقدمه العتبات المقدسة من إنجازات عمرانية واقتصادية واجتماعية في العراق فضلا عن تعريف الآخر بالمنجز الفكري والثقافي والمعرفي من خلال معارض الكتاب السنوية لدور النشر المختلفة في هذا المهرجان..وأضاف ان المهرجان يعد الحجر الأساس للتقارب بين المسلمين بكل طوائفهم فضلا عن وجود حضور من عقائد مختلفة يعبر عن فرصة للتقارب والتعاون والحوار وصناعة السلام.. ويشير الى ان فعاليات المعرض تعكس الوجه المشرق للدور الريادي للفعل المؤثر بالواقع المرئي للمنجز الشاخص للعيان لكل الوفود المشاركة ،أو لجميع الزائرين من كل البقاع بمناسبة ولادات أئمتنا في شعبان، موسم المسرة والسعادة لأتباع آل البيت فالعلم يرنو ببصره لتلك الكرنفالات، والحوارات، والبحوث، والجلسات القرآنية التي تقام على هامش المؤتمر.
أما الشاعرة امل الخفاجي فتقول.. ان الفعاليات الثقافية لا بد ان تكون محط احترام وتقدير لأنها فعاليات ليست من اجل الاقامة فحسب بل من اجل حقيق اهداف عديدة واضافت ان مهرجان ربيع الشهادة بحد ذاته هو فعالية ليست ثقافية فحسب بل تثبيت للوعي واهمية ان تأخذ العتبات المقدسة دورها في ارساء دعائم الثقافة والوعي.. واشارت الى ان ما يميز المهرجان هو فعاليات العديدة ومنها جلسات البحوث ومعرض الكتاب الذي اصبح نافذة يطل منها العراقي على الكتاب الجديد والواعي والمهم.
علي لفته سعيد
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق