الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 12/رجب الأصب/1439هـ ، الموافق 30 /3 /2018م :

اخوتي اخواتي اتحدث حول موضوع اراه مهماً ألا وهو موضوع البطالة، وارجو ان يتضح المطلب بشكل واضح للجميع..

طبعاً مفردات البطالة كثيرة يعني معنى البطالة، ولكن انا اتكلم مع مفردة لها مصاديق اجتماعية في موردين اساسيين وسنتحدث عن بعض الجزئيات..

البطالة تارة نريد منها في حديثي ان الانسان مثلا ً بذل اهله عليه اموالاً وبلغ مبلغ الرجال وهم ينتظرون خيره كما نقول في ان يحصل على وظيفة معينة حتى يُكمل مشروع حياته، لكنه لم يتوفق السبب منه من غيره يأتي...

اجتماعياً نعبّر عنه هذا عاطل او عندما نحصي البطالة نجعل هذا من الذين يدخلون في رقم عدد البطّالين فهو لا يملك وظيفة يعني لا يملك مرتبّاً شهرياً..

وتارة نطلق البطالة على شخص آخر وهو ان يملك مرتبّاً شهرياً لكنهُ لا يُنتج.. التفتوا معي.. لكنه لا يُنتج.. يعني ليس له عمل وايضاً نقول هذا عاطل عن العمل ونعبّر عن هذه بطالة والبعض يعبّر عنه بطالة مقنّعة ولكن واقعاً هي بطالة.. اذا قسناها مع العمل ليس له عمل عنده مرتّب لكنه لا ينتج..

الحالة الاولى طبعاً حالة خطرة، الانسان عندما يأمل بعض ان يقطع شوطاً مثلا ً من الدراسة ويأمل ان يستقر بحالة اخرى غير حالة الدراسة ثم لا يجد شيئاً من ذلك يُصاب بالإحباط.. وهذا الاحباط خصوصاً اذا شاركه غيره في الاحباط أي له زملاء اصدقاء مثله.. هذه حالة الاحباط ستكون حالة اجتماعية وهذه الحالة ستولّد حالة اخرى اخطر.. لأن هذا سيكون فقيراً واذا كان فقيراً في بعض الحالات اذا لم تكن ايضاً روحيته وقدرته بمستوى كبير هذا الفقر سيولّد أفكار اخرى وسيكون هذا الفقير طعمة لجهات اخرى بل هو سيحاول ان يلجأ الى مشكلة بزعمه انه ستحلّ المشكلة وبعبارة اخرى سيهرب من هذه المشكلة الى مشكلة اخرى.. لماذا؟!!

لأنه كان يأمل وهذا الأمل لم يتحقق.. فالبطالة من المظاهر السلبية في المجتمع والمجتمع كلما كثرَ البطّالون كلما زادت المشاكل فهو عبارة عن جرس انذار اجتماعي.. اتحدث عن قضية اجتماعية.. من المسؤول جهات اخرى مسؤولة حكومية اقتصادية سياسية هذه مسألة اخرى..

والحالة الثانية هو بطّال بلا انتاج ايضاً هذه حالة من الحالات الخطرة لماذا؟! التفتوا..

المال هو ليس كل شيء لكن المال بالمقدار الضروري ضروري يعني بمقدار الكفاية المال ضروري ومقوّم لحياة الانسان فإذا كان البطّال من النوع الثاني يعني عنده مال ولكن ليس عنده انتاج سيشعر بالملل وسيشعر بالتشاؤم.. الانسان الذي يُنتج يكون انساناً متفائلا ً يكون انساناً يرى نفسه عنصراً مهماً في المجتمع..

لاحظوا امير المؤمنين (عليه السلام) ذكرَ هذا المطلب قال : (من تساوى يوماه فهو مغبون)، لاحظوا دقّة العبارة المفروض اليوم القادم أفضل من اليوم الحالي.. فهذه البطالة ستولّد مجتمعاً متشائماً ومتكاسلا ً وفي جزء منه شباب فيه طاقة وهمّة سواء البُنى البنيوية الجسمية او الفكرية ويرى نفسه عاطلا ً ويرى ان الفرص مغلقة امامه.. بالنتيجة هناك اثار سلبية تحدث بهذا..

وانا كما قلت البطالة تولّد حالة من الفراغ والفراغ قاتل للانسان اخواني التفتوا جيداً لما اقول الفراغ يقتل الانسان وهذا الفراغ حتى في ادعيتنا.. الامام السجاد (عليه السلام) يقول : (الهي ان قدّرت لي فراغ فاجعله فراغ سلامة)، لأن الانسان الفارغ يكون مشوش تأتيه فكره يمنة ويسرى.. ذهنه غير مستقر غير مشغول بشيء ولذلك هو فارغ وهذه المسألة فارغ عقائدياً اخلاقياً عملياً انا اتحدث عن الفراغ بما هو فراغ.. ولذلك البطالة خطرة جداً فلابد من معالجتها للحد الذي نستطيع اجتماعياً ان نحلّ البطالة..

احد يسأل كيف نحلها وبعض الامور ليس بيدنا..! صحيح لكن اقول تشخيص المشكلة بداية لحلّها، لابد ان نفهم هل البطالة اجتماعياً أمر صعب نعم البطالة اجتماعياً أمر صعب، كثير من المشاكل الاجتماعية ولا اريد ان اعدد والبعض يعرف ماذا اقول، كثير من المشاكل الاجتماعية سبببها البطالة وكثير من الانحرافات سببها البطالة وكثير من التصرفات غير المسؤولة سببها البطالة.. البطالة عبارة عن امر خطير اجتماعياً.. كما تكلمنا سابقاً عن اثر الطلاق وتهديم الاُسر وبلا أسباب مسوّغة كذلك البطالة عبارة عن قضية اجتماعية سلبية جداً اذا اردنا ان نجعل الناس تتفائل علينا ان نجعلها منتجة.. المُنتِج يتفائل.. وهذا من ابسط الامور الآن الفلاح العزيز الذي يتمسك بأرضه وجزاه الله خير هذا الفلاح اذا زرع مرة مرتين عندما يرى  الناتج يتفائل لكن عندما لا يرى الناتج يشعر بالضجر قد يجعله يترك ارضه والعياذ بالله..

اذاً اخواني انا احببت ان ابيّن ان من جملة الادواء الاجتماعية هو داء البطالة وعلى الجميع بلا استثناء ان يتصدوا لرفع هذه البطالة وتقليل النسبة لكن نلغي البطالة نرفع البطالة والاخوة يشعرون بالفائدة والمجتمع ايضاً يشعر بالفائدة اذا اشتغل الاخوة وشغلوا اوقاتهم بشيء نافع..

نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والتسديد اللهم ارنا في بلدنا كل خير.. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات وتابع بيننا وبينهم بالخيرات وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

 

حيدر عدنان

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة