أكد الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الأستاذ حسن رشيد جواد العبايحي، على الدور المحوري لهذه المناسبة الدينية العظيمة في ترسيخ القيم الروحية والإيمانية، وتعزيز البعد العلمي والثقافي للزيارة، جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين، الذي أقامه مركز كربلاء للدراسات والبحوث بالتعاون مع جامعة بغداد والمجلس الأكاديمي العلمي لزيارة الأربعين تحت شعار "زيارة الأربعين.. تجسيد للقيم الروحية والتقدم العلمي"، بحضور ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وجمع من رجال الدين والعلماء والمختصين من دول عدة.
وقال الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة في كلمته، إن "الدين الإسلامي كهوية فكرية وعقائدية تعرض لتحديات جسيمة عبر العصور، حيث سعى العديد من ملوك وسلاطين الدولة الأموية والعباسية إلى تحويل الدين إلى أداة للسلطة والهيمنة، مع قيام بعض الأطراف باستهداف أهل البيت (عليه السلام) وحرمانهم من مقامهم الشرعي والمراتب التي رتبها الله لهم".
وأوضح "لقد تصدى أهل البيت (عليهم السلام) لهذه التحديات وقدموا تضحيات جسيمة لإعادة الخط الإسلامي إلى الطريق الصحيح، وخير شاهد على ذلك نهضة الإمام الحسين ومسيرة أهل البيت (عليهم السلام) في زيارة الأربعين".
وأشار "في محرم ترك الإمام (عليه السلام) جسده، لكنه بقي فيها روحا وفكرا ومنهجا ودربا يعبره، وهذه الصرخة الحسينية منارة ونبراس في إدامة قيم التضحية والإباء وعدم الخضوع للظلم والطغيان".
وأضاف أن "مواجهة الصعوبات المعاصرة تتطلب حماية مؤسساتنا العلمية والبحثية"، مؤكدا أن "صراع العصر الحالي يتمثل بين معسكر الإيمان والعقيدة ومعسكر الكفر والإلحاد"، داعيا العلماء والباحثين لتوعية الشباب وتعزيز وعيهم الثقافي والفكري، خصوصا في مواجهة التيارات العلمانية والثقافات المبتذلة المتسربلة في العولمة الافتراضية".
وشدد أن "الثورة الحسينية كانت صوتا صادقا ضد الظلم والطغيان، وانطلق صداها من كربلاء إلى أصقاع العالم، لتجسد الإصلاحية العقائدية المستمدة من رسالة الإسلام، مع التأكيد على أن التضحيات الإيمانية والجهادية التي قام بها الإمام الحسين وأصحابه تمثل نموذجا خالدا للعدل والحق، وأيقونة للمبادئ السامية في تاريخ الإنسانية".
وأكد على شمولية زيارة الأربعين، حيث يشارك فيها الزائرون من مختلف الجنسيات، ويعملون على تجسيد حديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) "من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم”، مشددا على أن "هذه المشاركة تعكس وحدة الهدف والروحانية المشتركة، وأنها تؤكد على القيم الإنسانية والإيمانية التي تمثل جوهر الزيارة".
واختتم الأمين العام كلمته بالتقدير لمركز الدراسات والبحوث على جهودهم في تنظيم المؤتمر، موجها الشكر للأقسام الداعمة.
اترك تعليق