250 ــ محمد سعيد الجشي (1338 ــ 1410 هـ / 1920 ــ 1990 م)

محمد سعيد الجشي (1338 ــ 1410 هـ / 1920 ــ 1990 م)

قال من قصيدة (شهيد المحراب) وهي في رثاء الإمام أمير المؤمنين ونجله سيد الشهداء الإمام الحسين (صلوات الله عليهما) وتبلغ (48) بيتاً:

وحـسـيـنٌ بـ (كربلاءَ) عـفـيـرٌ     وعليهِ جالتْ خـيـولَ الـعـداءِ

تركوهُ عـلـى الـصعيدِ بلا دفـ     ـنٍ ثــلاثــاً مــزمَّـلاً بـالـدمـاءِ

خطبُه أحزنَ السماواتِ والأر     ضَ وأدمى للصخرةِ الصمَّاءِ (1)

وقال من قصيدة في السيدة زينب بنت علي (عليهما السلام) تبلغ (23) بيتاً:

(كربلا) كـــمْ شمختْ أمجادُها     بشهيــــــدٍ أو أسيرٍ أفضلِ

وعـــــــلى كثبانِها كم شاهدتْ     مِــــن جهادٍ هو أعلى مثلِ

إذ حسينٌ مصلتٌ سيفَ الهدى     يا له في الحقِّ أسمى بطلِ (2)

الشاعر

الشيخ محمد سعيد بن أحمد بن محمد حسن بن علي بن مسعود الجشي، شاعر وخطيب وأديب وكاتب ولد في القطيف في السعودية وتوفي بها.

نشأ في ظل أسرة علمية شيعية يرجع نسبها إلى قبيلة عبد القيس من ربيعة وتقيم في القطيف والبحرين، وقد برز من هذه الأسرة كبار علماء وأدباء وشعراء القطيف وقد هاجر قسم منهم إلى العراق.

ومن أعلام هذه الأسرة: الشاعر عبد العزيز مهدي الجشي، ومحمد بن مسعود الجشي، والأديب الشيخ علي بن حسن الجشي الذي كان قاضياً للقطيف وباقر بن منصور الجشي، والشاعر الأستاذ عبد الرسول الجشي رئيس تحرير مجلة الغري التي كانت تصدر في النجف الاشرف خمسينات القرن الماضي وغيرهم.

نشأ الجشي في أجواء العلم والأدب فقد كان والده عالماً وأديباً فنهل منه العلوم العربية والدينية ثم درس القرآن الكريم والنحو على يد الميرزا حسين البريكي، وأخيه محمد صالح ثم درس على يد الشيخ عبد الله الخنيزي

قال عنه الشيخ علي بن منصور المرهون: (وكان على جانب كبير من الورع والصلاح، والذكاء والفطنة، والرسوخ في الإيمان والعقيدة، عرفه بذلك كل من اتّصل به، فهو من خيرة الشباب ورجال الإصلاح، يمثل في ذلك آباءه وأجداده، ولا غرو: فمن يشابه أبه فما ظلمْ) (3)

وقال عنه الأستاذ حسين الشاكري: (الشاعر الأستاذ محمد سعيد الجشي شاعر فاضل وأديب كاتب، ولد في القطيف ونشأ فيها فأدخله والده الكتّاب فأتقن مبادئ العلوم ثم درس على أساتذة كان آخرهم إمام القطيف الشيخ الخنيزي الذي تبنّاه في مهمّة النهوض بالمنطقة فكريّاً وتنشئة ذوي المواهب إضافة إلى دور والد الشاعر، وأستاذه الآخر الشيخ علي الجشّي فقرأ كتب التراث ثم تطلّع إلى نتاج المحدثين فتهيّأت له ملكة الشعر وبرز في المنابر والمناسبات والمنتديات واشتهر وطرق أغراض القصيد المعروفة ثم أثّر في العديد من الشعراء الشباب الذين اقتفوا أثره ونهلوا من تجربته فأثروا تجاربهم، وكان قد نشر في الصحافة وكُتبت عنه الدراسات وله عدّة مجاميع شعريّة وغيرها). (4)

وقال عنه عبد العزيز البابطين في معجمه: (نشط في مجال العمل الاجتماعي والثقافي من خلال الجمعيات التي شارك في تأسيسها، والمحافل الأدبية التي شارك فيها شاعراً وخطيباً.

نظم القصيدة العمودية، وجدد في معانيه وصوره ولغته، وتباينت موضوعاته بين التقليد والتجديد، فنراه يجري على نهج القدماء فيمدح شيوخه في علمهم وأخلاقهم وورعهم، كما نظم في المديح النبوي، وفي أهل البيت، واتسمت مدائحه بطول النفس وقوة السبك ومتانة التراكيب، وتظهر فيها تأثيرات الثقافة العربية والإسلامية، وله غير ذلك نظم في الوطنيات والوجدانيات والوصف فيه نزعة مجددة، من ذلك وصفه لمدينة القطيف، وفي وطنياته يحرض الشباب على النهوض بالأمة، مذكراً بماضيها المجيد وعقيدتها السمحاء ....)

وقال عنه الباحث محمد علي الحلو: (الشيخ محمد سعيد الجشي ينتسب إلى الشيخ علي الجشي أسرة ومدرسة، فالمدرسة الجشية القطيفية التي أسسها الشيخ علي الجشي، انخرط إلى صفوفها شعراء القطيف المحدثون، ولعل انضمامهم لهذه المدرسة كانت استجابة طبيعية لمحاولة التعبير عن الحيف الذي عاناه أهل القطيف المحاصرين بفلسفات سلفية سياسية تحظر عليهم محاولات التعبير عن حسهم الديني من مدرستهم الشيعية التي ينتمون إليها....

ثم يقول: فالشاعر محمد سعيد الجشي، ولد في القلعة، تلقى علومه على يد أعلام بلاده واستمر بنظم الشعر حتى تكوّن لديه ديواناً أسماه "في محراب الذكرى" وكان على جانب كبير من الورع والصلاح والذكاء والفطنة والرسوخ في الايمان والعقيدة). (5)

وقال عنه الأستاذ كامل سلمان الجبوري: (كان ورعاً صالحاً ذكياً فطناً من الشخصيات الجليلة في بلده) (6)

شعره

قال من قصيدة (في ليلة المعراج) وتبلغ (27) بيتاً:

طوفي بنا في فجرِكِ المتــــــــــــهادي     يا ليلةَ المعراجِ بــــــــالأمجادِ

يا خاتمَ الرسلِ العــــــــــــــــظيمَ تحيةً     معطارةً كالغصــــنِ بالأورادِ

أشرقْ عـــــــــــــلى الدنيا بـهديكَ إنّها     ليلٌ بهيمٌ دامـــــــــسٌ متمادي

لمَّا عَـرجتَ إلى السمــــــــــاءِ مُكرَّماً     ومطهَّراً بـــــــالثوبِ والأبرادِ

وبـكَ السمــــــــــــــــاءُ تألّقتْ جنباتُها     جبريــــــــلُ فيها رائحٌ أو غادِ

ورجعتَ تخبرُ عن عجائبِ ما احتوى     كونٌ وعن أملاكِ سبـــعِ شدادِ

وعن الجنانِ تفتَّحـــــــــــــــتْ أبوابُها     وعن الجحيمِ ووهجِـــها الوقّادِ

صلّى وراءكَ كلُّ روحٍ طـــــــــــاهرٍ     ملكٌ كريمٌ أو نبـــــــــــــيٌّ هادِ

ذعرتْ عـــــــــــــقولُ القومِ هذا قائلٌ     حقاً وهــــــــــــذا مظـهرٌ لعنادِ

والاُفقُ مِن عُرفِ النبــــــــــوَّةِ عابقٌ     وسنـــــــاكَ زاهٍ كالصباحِ وبادِ

والحقّ بالوحي المنزّلِ مُشــــــــــرقٌ     والأرضُ شامخةٌ على الأطوادِ

قد قمتَ تهتفُ في الجموعِ مــــــُبلِّغاً     حقاً ولا تخـــشى جموعَ أعادي

فسبقتَ آلافَ القـــــــــــــرونِ بطائرٍ     بجناحِهِ يسمـــــــو على الأبعادِ

واجتزتَ أجواءَ الفضاءِ بــــــسرعةٍ     عنها تقهقرَ راكــــــــبُ المنطادِ

طه فديتُــــــــــــــــكَ منذراً ومبشِّراً     أشرقْ على مدنٍ وطــــفْ ببوادِ

أشرقْ كفجرٍ في ديـــــــاجيرِ الدجى     واحطمْ سلاسلَ هذهِ الأقــــــــيادِ

انشرْ سناءكَ في المشــــارقِ يقتبسْ     في الغربِ طالبُ حكمةٍ وســدادِ

وارسلْ بيانَكَ سلسلاً مُتــــــــــــدفّقاً     بلّغْ فُديتَ على ذرى الأعــــــوادِ

وارفعْ (كتابَكَ) للقرونِ منـــــــــارةً     يهدي لنهجِ الحقِّ والإســـــــــعادِ

فشريعةٌ لكَ سمحةٌ قد أوضــــــحتْ     ما تبتغي الأجيـــــــــــــالُ للآبادِ

قد أوضحتْ سُبُلَ الحضارةِ والهدى     وبنتْ عروشَ المجدِ لــــــلأحفادِ

ولو استبانَ الحقَّ جيلٌ طـــــــــامحٌ     ما شِيدَ صرحُ ضلالةٍ وفــــــسادِ

ومـــــشتْ على ضوءِ الرسالةِ اُمّةٌ     عربيـــــــــــــــةٌ مرهوبةُ الأجنادِ

ولما استـــــباحَ عرينَها وعروشَها     وغــــدٌ ومـا رسفتْ بذي الأصفادِ

وإليكَ يا طه الأميــــــــــــــنَ تجلّةً     في يـــــــومِ عيدِكَ أعظمَ الأعيادِ

يوم الخلودِ بيومِ مبعثـــــــــكَ الذي      هــــــــوَ خيرُ بانٍ للشعوبِ وهادِ

وعليكَ منّي ألفُ ألفِ تحيـــــــــــةٍ     مـــا غرّدَ الشادي وغنّى الحادي (7)

وقال من قصيدته في رثاء الإمامين أمير المؤمنين ونجله سيد الشهداء الإمام الحسين (عليهما السلام) والتي تبلغ (48) بيتاً وقد قدمناها:

لـمَـنِ الــجــرحُ ســالَ قـانـي الــدمــاءِ     وكــســا الأفـــقَ حــلّــةَ الأرزاءِ

سالَ وسطَ الـمـحـرابِ والـبـطـلُ المجـ     ـروحُ يـرنــو بـطـرفِـه لـلـسـماءِ

قـائـلاً (فــزتُ) حــانَ مــنِّــي رحـيــلٌ     لـنــعـــيـــمٍ وجــنّــةٍ خــضـــراءِ

يـالــفــجــرٍ أطـلَّ مــرتــعــشُ الـخـطـ     ـوِ فـــإطـــلالُـــه بـــلا أضـــواءِ

والإمـامُ الـشــهــيــدُ أهـوى جــريـحــاً     وسـط مـحـرابِـهِ خـضـيبُ دمـاءِ

حـــمــــلــوهُ إلــى الــفــراشِ كــأنَّ الـ     ـبـدرَ قـد لُـفَّ شـاحـبـاً فــي رداءِ

وطوى الـحـزنُ والأسى كـوفـةَ المـجـ     ـدِ فـمـاجـتْ فـي لـوعـةٍ وبــكـاءِ

قـد تـهـاوى (أبـو الـحـسـيـنِ) قــتـيــلاً     مـن مُـعـزّ بـه (أبــا الــزهــراءِ)

خـارجـيٌّ أرادهُ بـالــســـيـــفِ غـــدراً     وهوَ سيفُ الإسلامِ كهفُ الرجـاءِ

وبـنـوهُ عــلـى أحــرِّ مــن الــــجــــمـ     ـرِ الـتـيـاعـاً مـن فعلةِ الـغـوغــاءِ

وبـنـودُ الـجـهـادِ لـفّــتْ عـــلــى حــز     نٍ عـمـيـقٍ فـي سـاحـةِ الـهـيـجاءِ

أيـنَ ســحـرُ الأذانِ فــي كـلِّ فـــجـــرٍ     يـــتــعـــالـــى مُــرَدَّدَ الأصـــداءِ

لـم يـعـدْ يـسـمـعُ الـنـدا مـن (عــلــيٍّ)     فـالـصبـاحُ الـبـهيُّ رهنُ انـطـواءِ

فـقـد اغـتـيـلَ فـي الـصـلاةِ (عــلــيٌ)     وهـوى الـتـاجُ مـن ذُرى الـعـليـاءِ

جُــرحَ الـلـيــثُ فــامـرحـي يـا سـوامٌ     أنـتِ فـي مـأمــنٍ وفـــي أفـــيـــاءِ

وهـوى الـبـنـدُ فــاهــدئـي يــا قــلوب     راعَـهـا مـنـه رَفّـةٌ فـي الـفـضــاءِ

ثُـلَّ عـضـبُ الإسـلامِ يـا لــلـمــقـاديـ     ـرِ وغالَ الظلامُ شـمـسَ الـضـيـاءِ

مـصـرعٌ لـلإمـامِ فـي سـاحـةِ الـمحـ     ـرابِ خـــطـــبٌ لامّــــةٍ شـــمّـــاءِ

ضاعَ منها الـسـراجُ وانـحـطـمَ السيـ     ـفُ ولُـفَّـتْ صــحـائـفُ الأنـبـيـــاءِ

بـعـدَ (طـه) مـا مــثـــلــه مــن إمــامٍ     يـتـسـامـى لـمـنــبــرٍ أو فـــضـــاءِ

لا يـنـالُ الــقـويُّ مـــنـــه مـــرامـــاً     في حقوقٍ تزوى عـن الـضـعـفــاءِ

مـن إلـى مـنـبـرِ الــخــلافــةِ يــعـلـو     يرسلُ القولَ بالـمـعـاني الـوِضَــاءِ

من إلى السيـفِ والـجـيـوشِ حـشـودٌ     يـتـحـدّى ضـجـيــجَـهـا بـمــضــاءِ

من إلى الـوعـظِ والـنـفـوسِ عطاشٌ     من إلـى الـعلـمِ مـن إلـى الـعـلـــماءِ

مـن لـشـيـخٍ في كسرِهِ واهـنِ العظـ     ـمِ رهـــيـــنٍ بــسـقـمِــه والـشــــقـاءِ

إن أتـى الـلــيــلُ ســارَ ســراً إلـيـه     حــــامـــلاً زادَه بــطـــيِّ الــــــرداءِ

ويــتــيــمٌ بــيـن الـمـــلا فـقَــدَ الأهـ     ـلَ يـعـانـي مـن جـوعِـهِ والـعـــراءِ

مـن لـه كــافـلٌ بــقـــلــبٍ حـــنــونٍ     يـتـولّاه مـــطـــعـــمـاً فـي الــمـــاءِ

قـد غـدا الكونُ مـكـتـسٍ حُـلـلَ الحز     نِ بــصــــبـــحٍ مُـــروّعِ الأنــبـــاءِ

و(قـطـامٌ) شـفتْ غـلـيـلاً مـن الحـقـ     ـدِ ونـامــتْ عـلـى فـراشِ هــــنــاءِ

و(شــقــيُّ الأنــامِ) شُــــلَّـــتْ يـــداهُ     يـتـهــادى فـي نـشــوةِ الــخُــيَـــلاءِ

و(عـليٌّ) فــوقَ الــفـراشِ مُـسـجّـىً     أضعفَ الـجـسـمَ مـنه نُزفُ الـدماءِ

يالـغـدرِ الزمانِ تُـحـجـبُ شـــمــسٌ     ويـجـفُّ الـغـديـرُ مــن عــذبِ مـاءِ

أفــبــانــي الإســلامِ حـامي حــمـاهُ     غـدرةً يـقــتـلــونَــه فــي اعــــتــداءِ

يرجفُ الجيشُ إن تخطّى إلى الجيـ     ـشِ بـسـيـفٍ مُـروّعٍ فـي انـتــضـاءِ

يـتـوارى الـكــمــيُّ عـنـه بــرعـبٍ     وإذا هــــمَّ راحَ فــــــي الأشـــــلاءِ

وإذا لاذَ بـــالـــفـــرارِ فــــقـــــد لا     قـى مـن الــنُـــبـــلِ سـاحةَ الكُرمـاءِ

إنَّ هـذا الإمـام لا يـبــتــغــي شــيـ     ـئاً سـوى الـديـنِ شـامـخاً فـي البناءِ

رفــعَ الــعـــلـــمَ لـــلأنـــامِ مــنـاراً     وتـسـامى كـالـشـمـسِ فـي الأجـواءِ

فـتـــفـــيَّــأ يــا دهـرُ مــنــه ظــلالاً     وتـنــوَّرْ بــحــكــمــــةٍ وضــــيـــاءِ

فـكـنـوزُ الـعـــلـــومِ رهـــنُ أيــاديـ     ـهِ بــأرضٍ مــحــزونــةٍ أو ســمـاءِ

يـا عـطـوفـاً عـلـى الـيـتـامـى بقلبٍ     أبــويٌّ فــي رحـــمـــةٍ وســـخــــاءِ

ذي يـتـامـاكَ مـن لـهـا رهــنُ أسـرٍ     أمـــــويٌّ فـــــي شــدَّةٍ وعــــنــــاءِ

ان شـكـتْ لاحـتِ الـسـيـاطُ عـلـيها     أو دعــتْ مـالـهـا مــجــيـبُ دعــاءِ

و(حــســيــنٌ) بــكــربــلاءَ عـفـيـرٌ     وعــلــيـهِ جـالـتْ خــيـولَ الــعــداءِ

تـركـوهُ عـلـى الـصــعــيـدِ بـلا دفـ     ـنٍ ثــــلاثــاً مـزمَّــلاً بـــالـــدمــــاءِ

خـطـبُـه أحـزنَ الـســمـاواتِ والأر     ضَ وأدمـــى لـلـصـخـرةِ الـصمـاءِ

وقال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام):

بالمصلتِ السيفِ الفقارِ إذا حمى     وهجٌ وصكّتْ من جبـانٍ أضلعُ

بالـمـعـتـلـي فـوق المنابرِ خـاطباً     يُلقي المواعظ والمحاجرُ تدمعُ

بـالـقـاسـمِ الإمـوالِ وهـوَ بـفــاقـةٍ     بـالـمؤثرِ المسكينِ وهوَ المُدقعُ

سـاوى بـعـبـدٍ سـيّـداً فـي شـرعةٍ     أرسـى قـواعـدَها وشادَ مُشرّعُ

خـطّـتْ رسـالـتُه إلى دنيا الورى     نـهـجـاً يـردُّ الـمـوبـقاتِ ويقمعُ

هـذا الإمـامُ الـشـامخُ الأمجادِ في     كـلِّ الـمـواطـنِ لـلـبـريّةِ مفزعُ

الـمـالُ بـيـن يــديـهِ تـبـرٌ سـائِـلٌ     وهـوَ الـكـريـمُ الـزاهـدُ المترفّعُ

قـد قــالَ لـلـديـنـارِ غُـرَّ مـغـفَّـلاً     أنـا لـيـسَ يُـغريني نضـارٌ يلمعُ

نـهـجـي هـوَ الـقرآنُ عدلٌ شاملٌ     فيه الـفـقـيـرُ مـع الـغـنـيّ يُـمتّعُ (8)

ويقول في نهايتها:

هـذي أبـا حـسـنٍ تـحـيّـةُ شـاعرٍ     وافـى يـغـرّدُ في حماكَ ويسجعُ

مـا شـعَّ فـجـرٌ أو تـألّـق كـوكبٌ     فـي الأفـقِ الاّ كـانَ منكَ المطلعُ

وقال من قصيدة (الملكوت الزاهر) وهي إلى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها) تبلغ (18) بيتاً:

صـلّـى الإلـهُ عـلـى الـبـتولِ وآلِها     مَن تخضعُ الأملاكُ عنـدَ جلالِها

الـطـهـرُ فـاطـمـةٌ سـلـيـلـةُ أحـمـدٍ     من يشـرقُ الإعـجازُ فـي أقوالِها

ما قُورنتْ شمسُ الضحى بسنائِها     إلاّ تــسـامـتْ رفــعـةً بــكـمـالِـها

هـيَ شـعـلـةٌ مِـن أحــمـدٍ وضـاءةٌ     والشمـسُ تمنحُ ضـوءَها لهلالِها

مـا نـالـهــا غـيـرُ الـوصــيِّ لأنّـه     ورثَ المكارم مـن أجــلِّ رجالِها

فـاقَ الأنـامَ مـنـاقـبـاً وفـضــائــلاً     رُدَّتْ إلـيـهِ الشـمسُ بعــدَ زوالِها

ما أعظـمَ الزهـراءِ درّةُ عـصـمةٍ     قد عـمَّ هذا الكـونَ فيـضُ نـوالِهـا

قـد أزهـرَ الملـكوتُ من أنوارِهـا     وسمـا رواقُ المجدِ تحتَ ظـلالِها

نـبـويَّـةُ الأعـراقِ طـيِّـبـةُ الـشذى     عطـرُ الجنانِ يضوعُ من أذيـالِها

اللهُ شـرَّفَـهــا وعــظّــمَ شــأنَـهـــا     وإمــامـةُ الإســلامِ فـي أنــجـالِهـا

سادتْ نسـاءَ العالميــنَ بـفضلِهــا     وبـطـهــرِها وفـخـارِهـا ومـقالِهـا

هـيَ شـعـلـةٌ لـلـحـقِّ نــاطقـةٌ بـهِ     يـزهـو الـهـدى بيمـينِهـا وشـمالِها

الكوثرُ العـذبُ الطهـــورُ بنطقِها     نبعُ الهـدى ينسـابُ مـن سـلسالِهـا

شبـهُ الرسـول شـمـائلاً وخلائقـاً     ما مـريــمٌ في الفضلِ مـن أمثالِهـا

مَـن ذا يــمـاثـلـهـا فـــفاطـمُ علّـة     يهمي سحابُ الفضلِ من أفضالِها

ما كـان يـشبهـهـا بنهجِ خصالِها     إلاّ وريـثـــة نـهـجِــهـا وخـصالِهـا

هيَ زينبٌ مــن أشعلتْ بخطابِها     قبسـاً يضـيءُ على مــدى أجيالِهـا

قـد ورَّثـتهـا كـــلَّ فضــلٍ بـاذخٍ     ولذا سمــتْ كالشمــسِ فـي أفعالِها (9)

ويقول في رثاء الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) تبلغ (29) بيتا:

تألّقْ مع النجمِ ياعيـــــــــــــــــلمُ     فإنَّ طريقَ الـورى مظلمُ

فيا ابنَ النبـــــــــــوَّةِ هذا الورى     يظلّله النفرُ المـــــــــجرمُ

وتلكَ المذاهبُ في ســــــــــخفِها     تفشّتْ وضاقَ بها الـمسلمُ

ولا مَن يزيـــــــــــــغُ لها باطلاً     سواكَ فأنتَ لــــــها ملزمُ

وعفوكَ يا سيـــــــــــــــدي إنني     بكَ اليومَ شاعــرُكَ المُلهمُ

فبـ (الحِمْيري) لنــــــــــــا اُسوةٌ     وإنّي له معـــــــظمُ مكرمُ

إمامٌ لكَ العـــــــــلمُ يُلقي الزمامَ     فأنتَ به (الصادق) الأعلمُ

وقفتَ بمفتـــــــــــــــــرقٍ هادياً     وأنت المنــــارُ به الأعظمُ

سلـــــــــــــــــيلُ النبوَّةِ نـورٌ لنا     وفجرُ ينابـــــــــيعِ ما تعلمُ

فإنَّ الطغاةَ أراقــــــــــوا الدماء     سبيلـــــــهُمُ الحكمُ والمغنمُ

فقد أعلنـــــــــــوا الثأرَ سراً لنا     وقـــــــد بيّنوهُ وما أحكموا

فــــــــــــلمّا رسا ملكهم أعنفوا     وخانوا العهودَ ولم يرحموا

وشادوا على الجثثِ الطاهراتِ     قصوراً عـلى الدمِ تستحكمُ

وأنتَ مع الحــــــــقِّ نبعٌ تسيلُ     تغذّي العقــــــــولَ فتستلهمُ

أراقوا دماءَ الرســــولِ العظيمِ     وأبناؤه الغرُّ قــــــــد اُيتموا

وراح الغشومُ يصــوغُ السبابَ     وأنتَ الإمامُ له الأقــــــــدمُ

فلمّا أرادوا إليـــــــــــك الردى     أبى اللّه ذاكَ فــــــلم يقدموا

وعدتَ إلى يثربٍ صــــــــابراً     إلى اللّه تشكو الأذى مــنهمُ

فدسُّوا إليكَ ذعافَ السمــــــومِ     فأودى بكَ القدرُ المُبــــــرمُ

فناحتْ عليكَ مغـــــاني الهدى     وضجَّ الصحابُ فقد أيـتموا

فلا الكتبُ محضرةٌ لـــلدروسِ     ولا دارسـونَ ولا مــــــرقمُ

فيا للمقــــــــــــــاديرِ ما سرّها     وللّهِ حــــــــــــكمٌ بها محكمُ

أتفنى النبـــــــوّاتُ بين الورى      بصنعِ الطـغـــاةِ وما أبرموا

دماءُ الزكيّيــــــــنِ مِن عابثين     تُراقُ جهــــاراً وما أجرموا

فيا أقبراً بينَ تلك القبــــــــــورِ     تشعُّ على تــربِـــها الأعظمُ

تخفّ إليكَ بكرِّ العصـــــــــورِ     ملائكُ تدعـــــو وتستــرحمُ

سلامٌ على راقدٍ خــــــــــــــالدٍ     يبثّ الشعــــــــــاعَ بما يلهمُ

ينيرَ العقولَ ويهدي العصـور     إلى مــــــــا يـعزُّ وما يعصمُ (10)

وقال من قصيدة يخاطب فيها الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) تبلغ (40) بيتا

يـرنـو إلــيــك الــديــنُ والإسـلامُ     يا ابنَ الـبـتولِ وهذهِ الأعـلامُ

فـاشـهـرْ حـسـامَـكَ مـاضياً متألقاً     كالبرقِ في أفقِ السـماءِ يُشامُ

فاشرقْ على الدنيا بنورِكَ ساطعاً     فبمثلِ نورِكَ يُكشـفُ الإظلامُ

وعـلـى نـدائِـكَ قـد يـهـبُّ مـعذّبٌ     وبمثلِ هديكَ تـهـتـدي الأقوامُ

وبـمـثـلِ صـوتِـكَ يـسـتفيقُ مُسهّدٌ     أودتْ بـــه الآمــــالُ والآلامُ

وبـمـثـلِ مجدِكَ لا يُهانُ أخو تقىً     في الأرضِ أو تنبـو بهِ الأيامُ

وبـمـثـلِ نـورِكَ تُـمـلأ الدنـيا سناً     وبـمـثلِ سيفِكَ يُنصرُ الإسلامُ (11)

ومنها:

ويـظـلُّ طـيُّ الـغـيبِ ثأرٌ صارخٌ     فـمـتـى يُـجـرَّدُ لـلـعـداةِ حـسامُ

هـذي قـبـوركـمُ تـنـوَّرُ كالضحى     من حولِها الإجلالُ والإعـظامُ

ولـقـد تـضـوَّعَ بـالـعـبـيـرِ ترابُها     كـالـزهـرِ حـيـنَ تُفتّحُ الأكـمامُ

وعلى جـبـيـنِ الدهرِ قانٍ من دما     شـهـدائـكـمْ لـم تـحـمِـه الأيــامُ

فإلى متى التاريخُ يروي هولـهـا     ولَـكَـمْ تــرنُّ بــلابــلٌ وحـمــامُ

فالمصطفى علمُ الهدى أودى به     عبء الـجـهـادِ فـنُـكِّستْ أعـلامُ

ولـفـاطـمٍ سـقـطَ الـجـنـينُ ببابِها     عصراً ورُضَّتْ أضلعٌ وعظـامُ

هتفتْ بفضَّةَ والـجـنـيـنُ مُـعـفّـرٌ     بـالـبـابِ مـلقىً والدموعُ سـجامُ

واغتيلَ جـدُّكَ حـيدرٌ في فرضِهِ     لمْ يُرعَ فيهِ الـشهرُ وهوَ صـيامُ

وإلى الزكيِّ مشتْ غوائلُ ناكثٍ     حتى طغتْ مـمـا هـنـاكَ جِسَـامُ

وقال من قصيدة (يا مطلع الفجر) وهي إلى الإمام المهدي أيضاً وتبلغ (22) بيتاً:

يا مـطـلعَ الفجرِ خلِّ الفجرَ يـنـتشرُ     عـلـى الـربا فلعلَّ الليلَ ينحـسـرُ

فربّما تُرسـلُ الأطـيـارُ نــغــمـتَـهـا     وربّما بعـد صمتٍ ينطقُ الـوتـرُ

وربّما اخـضـرَّ عودٌ بـعـدما يبستْ     جذورُهُ فيضوعُ العطرُ والـزهـرُ

فقدْ تعودُ إلى الـمـرعى نـضـارتُـه     فالقطرُ يُحـبـسُ أحـيـاناً وينهـمـرُ

وقـد تـعـودُ إلـى الأيـامِ بــهــجتُـها     وربَّـمـا بعد جذبٍ يُورقُ الـشـجرُ

غداً ستبزغُ شمسُ الـحـقِّ ساطعـةً     غـداً ستُـرفـعُ عن أقمارِنا السـتـرُ

ويخرجُ (القـائـمُ الـمهديُّ) في نفـرٍ     كأنهمْ أنجمٌ في الأرضِ تـنـتـشـرُ

غـداً سـتـخــفــقُ لـلإسـلامِ رايـتُـه     ويُنشرُ العدلُ والأوطـانُ تـزدهـرُ

يا غائباً تُرتجى في الـنـاسِ طلعتُه     متى الـقـيـامُ فـإنَّ الـلـيلَ مُعـتـكـرُ

متى الـنهوضُ فقد ضـلّـتْ سفائنُنا     بمائجٍ صاخبٍ فاءتْ به الـعـصـرُ

كلُ السـفـائنِ غرقى غـيـرُ واحدةٍ     بـهـا الـنـجـاةُ وفـيـها يأمـنُ الـبشرُ

سـفـيـنـةٌ أنـتَ ربَّـانٌ لـها وسـنـىً     فـقـد خـطـاها إلـيـكَ الـدهرُ مـفتقرُ

فـأنـتَ أنـتَ الـذي تـعـلو بـيـارقُه     على الذُرى وبـكَ الإسـلامُ ينتصرُ

وأنـتَ أنـتَ الـذي الـقرآنَ تـنـقذه     حـتـى تـضـيء بنا الآيـاتُ والسُّورُ

يُـلـقـى إليكَ زمامُ الـكـونِ أجمعُه     فالشمسُ سائرةٌ في الركـبِ والقمرُ

يا مولداً رفَّ فـيـه للـهـدى عـلـمٌ     كـالـشـمسِ مشرقةٌ فالكـونُ مزدهرُ

ويـا رؤىً لـفــتــوحـاتٍ وألـويـةٍ     تـفـرُّ مـنـهـا قـوى الـبـاغي وتندحرُ

تعلى الـشـرائـعُ في الآفـاقِ نيرةً     فـي ظـلّها العدلُ فـيها العزُّ والظفرُ

تمشى على هديها الأجيالُ هانئةً     فـي نـعـمـةِ اللهِ يـغـدو الـكـلُّ ينغمرُ

يا كـوكـبـاً تـشـرقُ الدنيا بطلعتِهِ     فـيـنـمـحـي حـالـكُ الأيـامِ والـعُـسرُ

ما عـيـبُنا أن نقمْ ذكراكَ مشرقـةً     بـل عـيـبُـنـا إن تزغْ في ذاتِنا الفِكرُ

فـالحقُّ حقٌ وقد جاءَ الرسولُ به     لـذا فـإنَّـا إلـى (الـمـهـديِّ نـنـتـظرُ) (12)

وقال من قصيدته في السيدة زينب بنت علي (عليهما السلام) تبلغ (23) بيتاً وقد قدمناها:

يا ابنةَ الزهراءِ بنتَ المرســــــــــلِ     ذكّــــــــــري الباغينَ أيّامَ علي

وتسامي في بيـــــــــــــــــانٍ ساحرٍ     واحطمي عرشَ الطغاةِ الأرذلِ

(كربلا) كـــمْ شمختْ أمـجــــــادُها     بشهيــــــــــــــدٍ أو أسيرٍ أفضلِ

وعــــــلـــــى كــثبانِها كـم شاهدتْ     مِــــــــــــن جهادٍ هو أعلى مثلِ

إذ حســــينٌ مــصلتٌ سيـفَ الهدى     يا له فـــي الحقِّ أســـــمى بطلِ

يـــــــا ابنةَ الــزهراءِ يا بنتَ علي     أنتِ أقـــوى مـــــن طلـيقٍ أسفلِ

لا حثيثَ الـسيـرِ والأســـــــرَ ولا     قوَّةَ الحــــــادي وصعبَ المحملِ

أضعفتْ مـن جَـلَـــــــــدٍ أو عزمةٍ     لـــــــــــــــكِ يا زينبَ بعدَ الثكلِ

أنتِ مِن نبعِ بطولاتٍ ســـــــــمتْ     وأشــادتْ فـــي الدنى دينَ العليِ

شَهَر الباغونَ سيــــــــــــفاً ظالماً     وشهرتِ الحــقَّ في القولِ الجلي

خلدتْ باسمــــــــــكِ أبطالُ العلا     بعراصِ الــــــــــطفِّ بعدَ المقتلِ

حطّمَ الباغونَ في طغــــــــــيانهمْ     دولةً خاسرةً فــــــــــــــي الدولِ

هكذا الظــــــــــــــالمُ في عدوانِهِ      لا يلاقي غيرَ جــنسِ الــــــــعملِ

أيـــــــها التاريخُ قِفْ واخشعْ لها     إنّها بنتُ الرســــــــــولِ الأفضلِ

قِف وسبّحْ بالبطــــــــــولاتِ لها     إنّها اُخـــــــتُ الحســــــينِ البطلِ

إنّها الزهـــــــــــــراءُ في تبيانِها     تـــــــرفعُ الحقّ بأعــــــلى منزلِ

ســــــــــــائلوا الكوفةَ عنها حرَّةً     ذاتَ خدرٍ لم ترعْ في الــــــمحفلِ

واسألوا عن يومِها الشامَ ضحىً     حين وافتها بـــخطـبٍ معــــــضلِ

أشـــــــــــــعلتْ للحقّ فيها قبساً     في بيـــــــانٍ مـــفحـمٍ مرتــــــجلِ

أيقظتْ فيه المـــــــــلا صارخةً     وأزاحتْ حـجْبَ لــــيلٍ مُســــــدلِ

هزَّتِ العرشَ الذي شِــــيْدَ على     أسسِ البـــــــــغيِ بأمضـى مقولِ

فارتـــمى البغيُ على أعتابِــــها     يتهاوى تحــــــــــتَ عـارِ الخجلِ

هكذا الأســــــــــرُ لها حــــريةٌ     رفعتْ للحقِّ أســــــــــــمى معقلِ

وقال من قصيدة في رثاء مسلم بن عقيل (عليه السلام) تبلغ (26) بيتاً:

سارَ مـثلَ الـــــنجمِ وضّاحَ الجبينْ     رائداً للحقِّ للـــــــــسرِّ أمينْ

مِـــــن جــــنـودِ الحقِّ مِن أعلامِهِ     بطلٌ خفَّ لــــوادي الرافدينْ

حامــــــــــــــــــــلاً في كفّه مألكةً     لجموعٍ طلبتْ حـكـمَ الحسينْ

أحـــــرفٌ سطّــــرَها سبط الهدى     بمدادِ الحقِّ والـــــنورِ المبينْ

لـــــم يفوا عهداً بــــما قد عاهدوا     واستجابوا لــــدعـاةِ الظالمينْ

فانبرى الرائدُ مــــــــــن بــــينهُمُ     (مسلم) فــــــروا فيـا للخائنينْ

لو أطاعوهُ لقــــــــــامـــــتْ دولةٌ     ترفعُ الحــقَّ على مـرِّ السنينْ

واغتـــــدى الإسلامُ فـــــي دولتِهِ     شامخَ الركنِ غزيـزاً لا يهونْ

خافقَ الأعلامِ مرهــــــوبَ القوى     واضـــــــحاً منهجُـه للسالكينْ

من رأى مـــــسلمَ في معـتـــــركٍ     هاج فيه البغي والحـقد الدفينْ

بحســـــامٍ مفرداً لاقـــــــى العدى     واثـــــــــباً وثبة آسـادِ العرينْ

يا له من بــــــــــطلٍ رامَ الفـــــدا     هَـبَّ للجيـــــشِ بـعزمٍ لا يلينْ

كـــــــــــــثرةُ هائلةٌ مِن حـــــولِهِ     وخيولٌ أقبلــــــــتْ بالدارعينْ

وهوَ فردٌ ظامئٌ خاوي الــــحشا     خلفه أهـلٌ سرتْ في الظاعنينْ

قتلوا مــــــــــــسلمَ لا عـن سببٍ     غــــــــير نكثٍ بإمامِ المسلمينْ

ناصروا البغيَ على سبطِ الهدى     وأبوا إلاّ انــــتصارَ الغاصبينْ

دولةٌ جارت عــــــــلى الحقِّ فيا     للئامٍ كفروا بالمــــــــــــرسلينْ

بايعوا السبطَ وخانــــــــوا عهده     وغدوا إلباً عليه زاحفيـــــــــنْ

قــــــــــــــــتلوهُ يا لها مِن قسوةٍ     ثــــــــــمَّ ساقوا أهله للغاشمينْ

يا إمامَ الحـــــــقِّ يا سبطَ الهدى     أنتَ رمـــــــــزٌ للفـدا للثائرينْ

قد أبيتَ الظلمَ يـــــجتاحُ الورى      وأبيتَ الكفرَ بيــــــنَ المؤمنينْ

ثرتَ للحقِّ لتحيي شـــــــــرعةً     رفعتْ دينَ الهدى في الخافقينْ

أنتَ أسمـــــــى ثائرٍ في يعربٍ     عـــــــــلّمَ الحـقَّ وقادَ الفاتحينْ

يومُكَ الخالدُ فـــــــــجرٌ مشرقٌ     أبدَ الدهـــــــــــرِ ينيرُ العالمينْ

يستضيءُ الجيلُ منه قــــــــبساً     ولواءً خـــــــــافقاً فـي النيّرينْ

ثرتَ للحقِّ إمامــــــــــــاً هادياً     وشهيداً خالداً فـــــــي الخالدين (13)

......................................................................................

1 ــ علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٢٥٦ ــ 259

2 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 418 ــ 419

3 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 413

4 ــ علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٢٥٦

5 ــ أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي (عليهما السلام) ص 530 ــ 532

6 ــ معجم الشعراء ج 5 ص 25

7 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 413 ــ 415

8 ــ ذكر منها (12) بيتاً في: علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٢٥٩

9 ــ كتاب: للزهراء شذى الكلمات من منشورات المكتبة الادبية المختصة تقديم مدير المكتبة الأدبية المختصة ــ ١٤١٩ هـ ج 1 ص 54 ــ 55

10 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 417 ــ 418

11 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 415 ــ 417

12 ــ مهدي الامم (عجل الله تعالى فرجه) للشيخ عبد الله الحسن ج 1 ص 575 ــ 576

13 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 419 ــ 420

كما ترجم له:

الشيخ عبد الله الحسن / مهدي الأمم (عجل الله تعالى فرجه) ص 575

سامي ندا جاسم / موسوعة شعراء العرب ص 653

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار