رسائلُ حبِّ في عينَي زاجلة

إلى الإمام الحسين (عليه السلام)

لـلـعـشـقِ أسـرارٌ وقــلـبي زاجـلـة      هامتْ توشوشُ للـحـبـيـبِ رسـائِـلَـه

مـمـهـورةٌ بالعـطرِ والـقـبـلاتِ تـنـ      ـتـهـزُ امـتـلاكَ عـنـانَ ريـحٍ عاجِلَة

تـتـأبـطُ الأحلامَ  يـهــمِـزها الحنـيـ      ـــنُ.. وخلفها أزجى القصيدُ بلابِلَه

حتى إذا حطّت عـلـى الـشّباكِ طـا      ر صـوابُـهـا فـدنـت تــغـردُ ذاهِـلَـة

خُـلِـبـت كـمـن قــطّـعن أيديهُـنّ يـا      لـلـحـسنِ في مـلـكـوتـهِ مـتـشـاغِـلَـة

فـتنـهّـدت.. خـجِـل الكـلامُ فنـزَّهـا      شـوقٌ لـتـرتـجـلَ الــغـرامَ مُـغـازِلَـة

عيناكَ مـحـرابٌ وعــيـنيَ راهِـبـة      فـي الـبـوحِ فــرضٌ.. والتكتمُ نـافِـلة

أنا ما انفتلتُ عن الـتـأملِ في جـما      لكَ لم يخنّي الـوحـيُ لـسـتُ بغـافِـلَة

آمنتُ بالمصباحِ يسطعُ في الـزجـا      جــةِ كــوكــبـاً أنوارهُ مـتــصـاقِـلــة

وكـفـرتُ بـالـظـلماتِ مـوجـاً فوقه      مـوجٌ وأنـت سـفـيـنـةٌ.. هـي حـائِـلَة

لا عـاصــمٌ إلاكَ.. مـن يـأوي لـغيـ      ـركَ غـارقٌ في الـتيهِ أنكرَ ساحِـلَه

يـسـتـوقـدُ الـنـارَ التي يُـصلـى بها      يـبـنـي فـيـهـدمُ لا يــلــومُ مـعــاوِلَــه

أما الــذيــن تمـسـكوا بِـعُـرى رؤا      ك اسـتـأثـروا بـرؤى الحقيـقةِ كامِلَة

تبِـعـوكَ كالزهرِ الذي يقـفـو الربيـ      ـعَ تـقـمّـصــوكَ حـيـاةَ عـزٍّ هــائِــلَة

وحـنـوتَ كالغيثِ الذي يحنو على      مُـهـجِ الـصـحـارى والنفوسِ القاحِلَة

كالـظـلّ في وقتِ الظهيرةِ مـشفقاً      كالنهرِ يـرضـعُ فـي الـجـفافِ جداوِلَه

كالنـخـلِ يرتقبُ اخضرار فسائله      كالخصبِ يرعى في العـجـافِ سنابِلَه

حـتـى أعـاديـهِ بـعـطـفٍ صـدّهـم      أرأيـتَ مـقــتــولاً ويــبــكـي قــاتِــلَــه

أرأيـتَ مُـنـجـدلاً تــهـابُ عـيـونهُ      كـل الـسـيوف المجــرمـاتِ الـخـاذِلَـة

لـكـنّـهُ الــحُــرّ الـذي (هــيـهـاتـهُ)      مـازال يُـلــقــمـها الــزمـانُ بـواسِـلَـه

مـازال يـــبــتـكـرُ الـفـداءَ كـأنـمـا      كـانـت فــداءاتُ الجــمـيـعِ مُـحـاوَلـة

لـكَ يـا إلــه الـعـاشـقـيـن مُقـطـعاً      إربـا أتــى كـالــوردِ عـافَ خـمـائــلـه

مُتعجلا تـركَ الخلائقَ في الهوى      طُـرّا.. وأيـتـمَ كــي يـراكَ الــعــائـلَـة

فـلـذاك تــوّجــهُ الـخلودُ أما ترى      تـلـكَ الـحـشـودَ الـخـارجـاتِ الـداخِلَة

ومـنـارتـاهُ تعـانـقانِ العرشَ والأ      مـلاكُ تـعـرُجُ.. بــيـنـمـا هـي نـازِلـة

ما بين أيديهـم كـؤوسٌ مـن لـجـيـ      ـنٍ يـجـمـعـون قُـرنـفـلاتٍ هـاطــلــة

لك يـا حسينُ نمت حدائقُ أدمعي      كـلّ الدّمـوعِ سـوى الـتـي لـكَ بـاطِلَة

إيمان دعبل

gate.attachment

: إيمان دعبل