دعا خطيب جمعة كربلاء من الصحن الحسيني الشريف ، ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة الثامن من ربيع الاول 1435هـ ذكرى شهادة الامام الحسن العسكري عليه السلام الموافق 10 كانون الثاني 2014م، دعا الى ضرورة ان تتكاتف الجهود للتصدي والحيلولة دون انتشار الفكر المتطرف المبني على استخدام العنف وعدم قبول الاخر والتعايش معه تعايشا سلميا ما سبب اراقة الكثير من دماء المسلمين وتشويها لسمعة الاسلام ، الامر الذي يتطلب اعتماد الفكر الوسطي الذي اعتمدته الديانات والشراع السماوية في بناء المجتمع ومن دون ذلك لايمكن الحد من تاثيرات هذه الظاهرة السلبية بل ستتسع لتشمل جميع الدول الاسلامية.
وشدد سماحته على ضرورة ايلاء بعض المحافظات المحرومة اهتماما اكبر لاسيما بعد ان صدرت احصاءات رسمية جديدة تؤكد ارتفاع نسبة الفقر والحرمان في تلك المحافظات مقارنة بغيرها وعلى سبيل المثال لا الحصر محافظة المثنى والديوانية والحلة مما يترك اثرا نفسيا عند ابناء هذه المحافظات بالغبن والحرمان والظلم الاجتماعي لاسيما وان بعض تلك المحافظات تتوفر لديها قدرات زراعية وصناعية وجغرافية يمكن الافادة منها في المشاريع التنموية ومشاريع البنى التحتية ورسم سياسات اقتصادية شاملة للنهوض بواقع تلك المحافظات من خلال زيادة تخصيصات تلك المحافظات من تنمية الاقاليم زيادة على النسبة السكانية باضافة نسبة المحرومية لها.
وتطرق الشيخ الكربلائي الى عزم الحكومة لتطبيق قانون التعرفة الكمركية في هذا العام لاسباب معلنة منها حماية المنتج المحلي ودعما للصناعة المحلية والزراعة المحلية وحماية المستهلك واضافة موارد مالية جديدة للدولة .
وتساءل الكربلائي عن امكانية تحقيق هذه الاهداف في ظل وضع البلد الراهن ، وهل ان القطاعين الزراعي والصناعي قادران على سد حاجة المواطن ورفد السوق بما ينافس المنتوج الاجنبي بالرغم مما يعانيه القطاع الزراعي من قلة المياه وارتفاع نسب الملوحة وعدم توفر المبيدات ؟ وما هو تاثير تطبيق التعرفة الكمركية على الاسعار والقدرة الشرائية للطبقة الفقيرة؟ وهل ان الاوضاع المعيشية والاقتصادية والامنية التي يمر بها البلد تدعو الى تطبيق هذا القانون؟
مؤكدا على ضرورة ان تتوفر دراسة موضوعية شاملة يمكن من خلالها تشخيص جدوى ومدى تحقق هذه الاهداف ، ولا بد ان يكون القرار مدروسا بشكل جيد يضمن تحقق الاهداف المرجوة من ورائه.
اترك تعليق