أخـا الـحـسـيـن..

 

إلـى حـامـل لـواء الـحـسـيـن أبـي الـفـضـل الـعـبـاس بـن عـلـي (عـلـيـه الـسـلام)

 

أكـبـرتُ شـمـسَ غـرامـي والـهـــــوى شَـغَـــفُ   ***   وكـأسُـه مـن بـقـــــــايـا الــــــروحِ تـغـتـرِفُ

غـضٌ وقـد هـالـــــــنـي أنّـي غــــــدوتُ فــتــىً   ***   وراقَ لـي مـنـذُ فـجــرِ الــعــشــقِ مُـنـعَـطـفُ

عـنـدي ألـذُّ الحـكـــــــــايـا طــــــرَّزتْ زَمَـــنـي   ***   ومـنْ حـدائـقِ صـمــتـــي أورقــــــتْ تُـحَـفُ

أتـيـتُ أبـحـثُ عـن صـــــحـبــــي بـكــلِّ مـــدى   ***   سـعـيـاً بـأقـصـى حــدودِ الـصـــبــرِ لا يـقـفُ

حـمـلـتُ أجـمـلَ أحـلامـــــــــــي وطــفــتُ بــهـا   ***   ورحـتُ أعـرضُ أوراقــــــــــــي وأعـتـرفُ

مـا أجـمـلَ الـبـوحِ لـو كــــــــــــــانـتْ نـــوافــذُه   ***   عـن شـامـخــــاتِ الأمـانـي لـيــسَ يـنـحـرفُ

أصـبـو لـبـاقـةِ وردٍ لايـنــــــــــــــــــــــازعُـنــي   ***   لـهـوٌ عـلـيـهــــــــــــــا ولا زهـــوٌ ولا تـرَفُ

كـأنَّ لـحـنَ الــصِّـبـا فـــــــي كـلِّ جـــــــــارحــةٍ   ***   مِـنِّـي جـديـدٌ ومَـسـتُــورٌ ومُــــــــــــنـكَـشِـف

لا أسـتـجـيــــــبُ لأهـــــــلِ الـعـذلِ إن عـذلــــوا   ***   عـنـدَ الـزُّحـامِ إذا شـــطّــــــــوا أو ائـتـــلـفُـوا

كـانـتْ مـضــــاربُـــــــهـمْ قـربـي وقـد رحــلـــوا   ***   وربَّ جـرحٍ بـه تُــــسـتــــــنـطـقُ الـصُّـحُـفُ

إنَّ الـذيـنَ غـــــــــــزتْ قـلـبـي مـنـــــــازِلُـــــهـم   ***   لـمْ يـرحَـلـوا والـهـــوى عـنـدي هـوَ الـهَـدَفُ

شَـقّـوا الـطـريـــــــــــقَ إلـى الأرواحِ واعـجـبـي   ***   هُـمُ الـدواءُ وقـلـبــــي عـنـدهـمْ دَنِــــــــــــــفُ

سـادوا قـلـوبـاً شَـتَـــــــــــــــــاتَـاً فـي طـرائِـقِـهـا   ***   إنَّ الـسـيـادةَ لاتــــأتـي بِـهـــــــــــــا الـصُّـدَفُ

لله أكـتــــــــــــافُــــــــــهـم.. لله مـاحَـمَــــــــــلـتْ   ***   صـوبَ الـثـريَّـا نـــفــــــــــوسـاً مِـلـؤهَـا أنَـفُ

هُـمُ الأبــــــــــــــــاءُ إبــــــــــــــــاءٌ لا حـدودَ لـه   ***   مـثـلَ الـوفـــــــــــــــاءِ وفـاءٌ فـوقَ مـا أصِـفُ

فـي ركـبِـهـم قــمــــــــــــــــرٌ يـسـمـو وشـاغِـلـه    ***   مـن غـيـرِ ذي الـجــودِ لـم يـنـهـضْ بـه كَـتِـفُ

مـهـنَّــــــــــــدٌ قــــــــــــد بــراهُ اللهُ ... مـنـتـقــمـاً   ***   مـن كـلِّ ذي عِـوَجٍ خـانـتْ بـهِ الـنُّــــــــــطـفُ

وفـاؤه لـوفـــــــــــاءِ الـنـــــــــــــــاسِ أجـمـعِـهــمْ   ***   قـصـيـدةٌ تـسـتـــــــحـي مـن غـورِهــا الـنّـتَـفُ

تـلـقّـفَــــــتْـه حِـجُـورُ الـفـضــــــــلِ مـن صِـغَـــرٍ   ***   وشـبَّ لـلـفـضـلِ فـي أحـضـــــــــــــانِـهِ كَـنَـفُ

مـاضـــــــــــاءَ فـي خـاطـرٍ الأيّــــامِ مـن لـهَـــبٍ   ***   إلّا وكـانَ إلـى عـيـنـيــــــــــــــــــــــهِ يــزْدَلـفُ

هـذا أبـو الـفـضـلِ.. مـن أرسـى مـحــــــــــامــدَه   ***   الـذي مـن يـديـــــــــــــــهِ الـفـضـلُ يُـــقــتَـطـفُ

الـمـجــــــــــــدُ ســـــــاحـتُـه والـبـأسُ ديـــــدنَـــه   ***   والـحـــــــــــــــــقُّ مـوئِـلـه والـعـزُّ والــــشـرفُ

وإنْ أصـــــــــــــابَ قـوامَ الأرضِ مـن خَـــــلَـــلٍ   ***   وأعـرضَ الـنــاسُ عـن مـرسـاهُ وانــصـــرَفَـوا

فـاللهُ غـايــــــــــــــتُـه فــي كـل مـا افـتــــعـــلـــوا   ***   وفـي رضـاهُ مـتـى مــــــــــــا شــاءَ يـلــتــحـفُ

لـو يـنـفـدُ الـبـحــــــــــــــرَ لـمْ يـنـفـدْ لــــــه ألـــقٌ   ***   بـه بـصـائـرُ أهـلِ الـودِّ تـخــــــــــــــــــتـــطـفُ

تـلـكَ الـسـجـايـا كـثـيــــــــراً مـا فـتـنـــــــتَ بـهــا   ***   حـتـى تـمـنَّـيـتُ أن الـنـــــــــــــاسَ مـا عَــرفَـوا

والـلـــؤمُ كـالـظـلِّ لـلأقـــــــــــزامِ حــــــاقَ بـهــمْ   ***   إنْ حُـوصِـرُوا هـرَبَـوا أو أكـــــرِمُـوا عَـسَـــفُـوا

لا زلـتُ أحـمـلُ جـرحــــــي فـوقَ نـاصـيــــــتــي   ***   ولـيـسَ فـي خــــــــــــاطـري حــيـفٌ ولا أسـفُ

ولا تـضـيـقُ بـيَ الـدنـيـــــــــــا بـمـا رحُـــــــبــت   ***   وصـاحـبُ الـجـودِ فـي أطـــــــــــرافِـهـا طـرَفُ

سـاقـي الـعَـطـاشـى بـيـومِ شَـــحَّ مـــــــــــــــوردُه   ***   مـن جـودِكَ الـنـارُ بـردٌ حـيـنَ تـــــــــــــرتَـشِـفُ

مـلـكـتَ نـفـسَـكَ قـبـلَ الـمـاءِ مُـقــــــــــــتــــــــدرِاً   ***   وأنـتَ والـنـفـسُ فـردٌ لـســـــــــــــــتَ تـخـتـلـفُ

أدنـيـتُـه عـطـشـاً مـن فـيـكَ فــانْـبَــجَـــــــــــــسَـتْ   ***   بـكَ الـمـواقـفُ مـأخـــــــــــــــوذاً بــمـنْ سَـلَـفُـوا

نـبـذتُـه جـمــــــرةً يـؤذيـــــــــــــــــــــكَ لاهــبُـهـا   ***   ومـا شـربـتَ وفـاءً لـلـذيـــــــــــــــــــــــــنَ وَفُـوا

أخَـا الـحُـسـيـنِ.. وهـلْ نـزفُ الـمــــــــــدادِ يَــفِـي   ***   نـزفَ الـدِّمـاءِ لـدى الأحــــــــــــرارِ إن نَــزَفُـوا؟

لـكـنَّـــــــــــمَـا حـرقـةٌ فـيـنـا تُــــــــــــــــــــؤرِقُـنَـا   ***   مـنـهـا مـلامـحُ وجـهُ الـمـــــــــــــوتِ تــرتـجـفُ

 

حـسـن الـصـبـاغ الـكـعـبـي

: حسن الصباغ الكعبي