فـزتُ وربِّ الـكـعـبـة

 

إلـى أمـيـر الـمـؤمـنـيـن عـلـي بـن أبـي طـالـب (عـلـيـه الـسـلام)

 

لـيـسـتْ إلـيـهــــــــــم بـحـــــــــالٍ إنَّـمـا فُـتِـنـوا   ***   وصـيّـــــــروهـا إلـى فـوضـى ومــا فـطِـــــــــنـوا

وقـد كـبــــــــا بـهـمـو الـفـتــــحُ الـذي زعـمــوا   ***   فـلا قـنـــــــاةٌ .. ولا سـيـــــــــفٌ .. ولا رســـــــنُ

غـنـــــــــــائـمٌ وسـبـــــــايـا كـلُّ قـبـضـتــــــهـم   ***   وأنـتَ تـرصـدُ لا يـنـتــــــــــــــــــــــــابـكَ الـوسَـنُ

تـسـخـو بـرأيـــــكَ لــــــمْ تُـؤخــــذْ بـــــواحــدةٍ   ***   مـمّـا أســــــــــــــاءوا .. ولــم تـرسـبْ بـكَ الـفـتَـنُ

طـويـتَ كـشـحـاً عـلـى هـضـمٍ .. وعـيـنُـكَ قــد   ***   لـجَّ الـقـذى بـسـنـــــــــــــاهــا .. وٱنـحـنـى الـزمـنُ

فـلـم يـؤجِّـــــــــــلـكَ غـيـظُ الـنـفـسِ عـن كــرمٍ   ***   ولـم تَـئِـدْ صـوتـــــــكَ الـمــسـتـــــــــوثَـقَ ٱلـمِـحَـنُ

هـم أخّــــــــــروكَ بـلا تـقـوى ولا حــــــــــرجٍ   ***   فـقـــــــــــــــادنـا لٱنـطـفــــــــــــاءٍ مـركـبٌ خـشِـنُ

وزيّـنـوا لـقـطــــامٍ غـيـــــــــــــــــــــلـةً ذهـبـتْ   ***   بـأمِّ رأسِـــــــــــكَ كـي يــخـلـــــــــــــو لـهـم وطـنُ

وأدلـجـوا فـي تـخـــــــــــــومٍ نـصـفُـهـا مـضـرٌ   ***   ونـصـفُـهــــــا تـتــــــــــــــولّـى كِـبـرَهُ الــــــــيـمـنُ

بـعـدَ الـذي كـان مـن حـدبِ الـنـبـــــــــيِّ عـلـى   ***   رســــــــــــالـةٍ قـد تـدلّـى يـنـعُـــــــــــــــهـا الــلـدِنُ

يـامـسـتـقـيــــــــــــمـا عـلـى أمـرٍ صـدَعـتَ بـه   ***   وقـد صـفـا مـنـــــكَ فـيـه الـسـرُّ والـعـــــــــــــــلــنُ

فـإنّـكَ الـنــــــــــــــاهـجُ الٱعـلـى .. بـصـيـرتُـهُ   ***   زعـيـــــــــــــــــــمـةٌ بـالـذي يـسـدي ويـحــتـضـــنُ

وأنـك الـوالـدُ ٱلـحـــــــــــــــــــــانـي عـلـى أمَـمٍ   ***   لـهـا الـحـسـيــــــــــــــنُ أبـو الأحـرارِ والــحـســـنُ

وزيـنـب ..ٌ والـفـتـى الـسـجّــــــادُ .. فـي لـهـبٍ   ***   بـه الـسـيـــــــاطُ لِـنُـصـحِ الـمـصـــــــطــفـى ثـمـــنُ

وكـلُّ مَـنْ حـمـلـوا أرواحــــــــــــــــــــهـم لـغـدٍ   ***   مـدافـــــــــــــــــقـاً تـرتـوي مـن عـذبِـهــا الـسـنَـــنُ

يـا آتٍـيـاً بـحـيــــــــــــــــــاةٍ .. قـد أتـيــتَ عـلـى   ***   مـا قـد تـبـقّـى لـهـم فـيــــــــــــــهـا .. فــهـم دُفِـنــوا

وعُـدتَ .. لاثـوبَ أضــــغـــــــانِ الـقـمــاطِ ولا   ***   كـفُّ ابـنَ مُـلـجـمَ يـانـبـراسـهــــــــــــــــــــــا كـفــنُ

صـحـبْـتَ قـرآنَ طـه .. تـسـتــقـيــــــــــمُ عـلـى   ***   صـــــــــــــــــــــراطِـهِ .. ويُـفـئُ الـروحُ والــبـــدنُ

إنّـي هـنـا .. يـسـتـطـيـرُ الـغـيــظُ فـي عـصـبـي   ***   وتـسـتـفـيــــــقُ عـلـى صـنّــــــــــــــــاجـتـي مُـــدُنُ

جـلـدي أغــــــــــــــادرُهُ .. إذ يـــحـتـوي ألـمـي   ***   أحــــــــلامَ قـلـبــي .. ورغـمَ الــــــــدمـعِ أتّـــــــزنُ

لـكـي أنـاجـيـــــــــــــكَ يـامــــولايَ فـي طَـرَفٍ   ***   مـن لـيـلـي عـشـقـي .. وكـلٌّ فـي الـهــوى طَـعَـنــوا

وأنـت وحـدَك فـي وجـــــــــــــــــدي تُـحـدِّثُـنـي   ***   عـيـنــــــــــــاكَ .. إذ هُـم إلـى أوهـــــامِـهـم ركـنـوا

كـلٌّ لـهُ وقـفـةٌ لـم يـكـتــــــــــــــــــــسـب شـرفـاً   ***   مـنـهـا .. وكـلٌّ لـه يـاسـيّـــــــــــــــــــــــــــدي وثـنُ

مـرّوا بـفـرحـةِ شـطـــــآنـي .. فــمـا ٱبـتـسـمـتْ   ***   لـهـم مـيــــاهـي .. ولـم تُـقــــــــــــــــلـعْ لـهـم سـفُـنُ

فـٱبـعـث لـشـاعـركَ الـمـوتـــــــورَ ســـــــانـحـةً   ***   رضـاكَ فـيـهـا ٱلـغـنــــــاءُ ٱلـعـــــذبُ .. وٱلـغُـصُـنُ

يـامـــــــــــــــالـئ الـلـيـلَ ..أشـجــــانـاً وأدعـيـةً   ***   الـمـخـبـتــــــــــــــــــــــون إلـيـهـا سـيــــدي سَـكـنـوا

وحـقّـقـوا بـك ذكـر الله .. يـــــــــــــــــــا نـغـمـاً   ***   مـدى الـزمـــــــــــــــانِ بـذكـر الله يـقـتـــــــــــــــرنُ

  

حـيـدر أحـمـد عـبـد الـصـاحـب

المرفقات

: حيدر احمد عبد الصاحب